البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(329) مناقشة رسالة ماجستير حول مؤشرات تخطيطية من منظور الخدمة الاجتماعية (*)

كاتب المقال د أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7340


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بسم الله الرحمن الرحيم وصلاة وسلاما على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

هذا اليوم يوم مختلف بالنسبة لى . فهذه أول مرة ألتقى فيها على هذه المنصة مع الأستاذ الدكتور أحمد عليق عميد كلية الخدمة الاجتماعية بحلوان ، وإن كنت أواظب على حضور مناقشاته لرسائل الماجستير والدكتوراة لطلاب وطالبات القسم . الدكتور أحمد عليق شخصية فيها العديد من المزايا نادرا ما تجتمع فى شخص واحد ، فهو يجمع بين العلم ، ودماثة الخلق، وخفة الظل ، والحركة النشطة ، ويحظى بالقبول لكل من يسعد بالتعرف عليه والاقتراب منه . أرحب به ،وأحييه،وأشكر الأستاذ الدكتور محمد عبد الرازق على اختياره لى ومنحنى شرف الجلوس إلى جانب الأستاذ الدكتور أحمد عليق فى هذه المناقشة.

هذا اليوم مختلف بالنسبة لى أيضا ، فهذه أول مرة أجتمع فيها مع الأستاذ الدكتور على الكاشف على هذه المنصة لمناقشة رسالة . الأستاذ الدكتور على الكاشف صديق قديم بدأت علاقتى به منذ أن كنا فى السابعة عشرة من أعمارنا فى مدرجات كلية الآداب جامعة القاهرة فى بداية الستينيات من القرن الماضى ، وافترقنا لسنوات عديدة ثم التقينا مرة أخرى فى إعارة لجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، ثم افترقنا لنلتقى مرة أخرى هنا فى جامعة الأزهر. وعملا بالقاعدة التى وضعها الله سبحانه وتعالى لنا: " ولا تنسوا الفضل بينكم " ، وبالقاعدة التى علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل : " ياعبدى إنك لم تشكرنى ، مالم تشكر من أجريت لك الخير على يديه " ، وجب علىّ أن أتقدم بالشكر للأستاذ الدكتور على الكاشف لأن الله تعالى جعله سببا فى وجودى فى هذا القسم ، وعلى يد الأستاذ الدكتور محمد عبد الرازق أيضا.

أما الأستاذ الدكتور محمد عبد الرازق فيكفينى أن أقول له وأكرر له أننى أحبه فى الله ، وأسأل الله تعالى له الصحة والعافية وطول العمر وجزاه الله عنى وعن القسم كل خير .

أرحب بكل الحاضرين ، وبالباحثة على وجه الخصوص التى أشهد لها بالخلق وبالأدب الجم، وبالجهد الذى بذلته فى هذه الرسالة ، ويكفيها فخرا أنه أشرف عليها الأستاذين الفاضلين الدكتور على الكاشف ،والدكتور محمد عبد الرازق . وليس لى أن أقول بعد قولهما شيئ , ولكن لأن مقتضيات الموقف تتطلب منى أن أقول شيئا فإنى أستأذنهما فى عشر تعليقات فقط لن أطيل فيها ، لكنها لا تنقص من جهد الباحثة شيئا فهى فى موقف المتعلم ، ونحن وإن كان الواحد منا فى موقف المعلم ،فإنه فوق كل ذى علم عليم .

ستأخذ تعليقاتى جانبين : يختص الجانب الأول بالتعليقات الشكلية ، ويختص الثانى يختص بالتعليقات ذات الطابع الموضوعى والمنهجى .

الجانب الأول : التعليقات الشكلبة

أولا: ما يتعلق بالأخطاء اللغوية وكتابة الأرقام وطريقة الترقيم

تسلمت الرسالة من الباحثة فى 8/9/2013 ، وبتاريخ 14/9/2013 أبلغتها أن هناك أخطاء نحوية ولغوية ،بالإضافة إلى أن هناك فقرات كثيرة فى الرسالة ركيكة الصياغة بصورة تعوق الفهم الصحيح لما تريد أن تقوله ، ولهذا نبهتها بضرورة أن تسلم الرسالة إلى مدقق لغوى حتى تسلم من الانتقادات فيما يتعلق بهذه الجوانب اللغوية. وفى اليوم التالى وهو 15/9/2013 اتصلت بها بنفسى وأبلغتها بأن استخدام الأرقام ،وعلامات الترقيم ،فى الرسائل العلمية يخضع لقواعد محددة يجب الالتزام بها. وأن عليها أن ترجع إلى أحد المواقع الالكترونية المختصة بتحويل الأرقام من أعداد إلى حروف صحيحة لغويا . وقالت لى بالحرف الواحد "أنى سأكون عند حسن ظنك" ، ثم اتصلت بى منذ يومين وأبلغتنى أنها قامت بما طلبته منها وأنها سلمت الرسالة لأحد أساتذة الجامعة المتخصصين فى اللغة العربية لتصحيحها لغويا . وسأكتفى بردها هذا مع مراجعة بعض العينات المحدودة جدا من باب الاطمئنان القلبى .

أطلب من الباحثة أن تفتح صفحة (ب) وأن تذكر لى مواطن الخطا والصواب فى السطر والتاسع والعاشر والخامس عشر . وفى صفحة (ج) فى السطرين الرابع والخامس من أسفل.والسطر الأخير من صفحة (و). والسطرالأول من صفحة (1).، والسطر قبل الأخير من ص (119) .والسطر الأول من ص(120)



وبالنسبة للاستخدام الصحيح للأرقام ، هناك السطر الأول من فقرة صدق الأداة فى ص (120) ، والسطر العاشر والحادى عشر من ص (121) .

ثانيا : فى ترجمة عنوان الرسالة

بعيدا عن رفض بعض الأساتذة لقضية المؤشرات التخطيطية برمتها ، ،ترجمت الباحثة مصطلح مؤشرات تخطيطية بـ planification ، وهذا غير صحيح فلو أن الباحثة رجعت إلى هذه الكلمة فى القواميس العادية ،وقواميس المصطلحات فلن تجد لها ترجمة ، ذلك لأن هذه الكلمة أصلها فرنسى planifier : to plan وتعنى : إدارة المصادر طبقا لخطة ما فى التنمية الاقتصادية والسياسية . فى حين أن مصطلح "المؤشرات التخطيطية" لا يعنى إدارة المصادر وإنما يعنى ببانات كمية أو كيفية رصد الواقع الفعلى لنوعية حياة مجتمع ما ومشكلاته كمؤشر لتحسين هذه النوعية ومواجهة هذه المشكلات. والترجمة الأقرب إلى الصحة لمصطلح "المؤشرات التخطيطية" هو "planning indicators " وهو مصطلح أخذت به الأمم المتحدة فى كتابها المعنون بـ " Review of policy and planning indicators in early childhood" الصادر فى العام الماضى 2012.

وقد نبهت الباحثين كثيرا إلى أهمية الوقوف على مصطلحات الخدمة الاجتماعية بصفة خاصة والعلوم الاجتماعية بصفة عامة منذ بدء التسجيل حتى لا يقعون فى هذه الأخطاء التى تسيئ إليهم .

واستكمالا لهذه النقطة أنبه الباحثة أنه من الأفضل أستخدام عبارة from social work perspective"" بدلا من عبارة " from the view of social work" التى استخدمتها فى العنوان .

ثالثا : فى أخطاء كتابة ألقاب الأساتذة فى صفحة العنوان

فى صفحة العنوان بالانجليزية هناك خطأ أعذر الباحثة ، ومن ترجم لها فى ذكرهما للألقاب الأكاديمية للأساتذة المشرفين . لعدم علمها وغيرها من الباحثين بالمقابل الأجنبى لهذه الألقاب .

فالأستاذ الدكتور على الكاشف ليس " Emeritus professor" كما ذكرت الباحثة ، وإنما هو " Tenured Professor" . وهما لقبان يختلفان عن لقب " Full professor" . وحتى نوضح هذه النقطة عمليا ، أقول أننا على هذه المنصة نمثل ثلاثة أنواع من الأساتذة موزعة على نوعين مختلفين . الأستاذ الدكتور " أحمد محمد عليق " والأستاذ الدكتور" محمد عبد الرازق " يدخلان تحت قائمة " Full professors" لأنهما لم يبلغا سن التقاعد بعد وما زالا على رأس الخدمة . أما الأستاذ الدكتور " على الكاشف" فهو أستاذ متفرغ ولقبه كما ذكرت سابقا " Tenured professor " الذى يعرف بأنه :" الأستاذ الذى بلغ سن التقاعد لكنه أستاذ على الملاك الدائم مشمول بكل الامتيازات والحقوق الجامعية وما يزال يتمتع بحقوقه الوظيفية والأكاديمية ". أما بالنسبة إلىّ فلقبى العلمى هو " Adjunct professor" وهو لقب غير قابل للتدرج العلمى ، مثل اللقببن السابقين ،ويعنى أستاذ غير متفرغ من الخارج يعمل فى القسم الأكاديمى الذى يتبع له بعقد أو بدون عقد لفترة زمنية محددة يحددها القسم وتوافق عليها الجامعة .

واستكمالا لهذه النقطة وحتى لا يقع الباحثون فى خطأ غمط الأساتذة المساعدين الجدد فى القسم عند ترجمة ألقابهم العلمية على الصفحة الانجليزية من الرسالة ننبه إلى الآتى : أن كتابة الباحثين لألقاب الدكتور " عادل رضوان " والدكتور النحراوى" والدكتور"شعبان" والدكتور" مصطفى الفقى " بأنهم " Assistant professors" هذا ظلم لهم ، لأن هذا اللقب يطلق على "المدرسين الحاصلين على درجة الدكتوراة فقط ، ولم يرقوا بعد إلى الدرجة الأعلى " ،والحقيقة أنهم جميعا أساتذة مساعدون ولقبهم الأكاديمى ،هو " Associate professors أى أساتذة مشاركون ".وأنا أعذر الباحثين لأنى وقعت فى هذا الخطأ عندما تم تعيينى بجامعة "ميريلاند" بالولايات المتحدة لمدة عام كمحاضر زائر فى حين أنى لقبى العلمى الحقيقى وقتها هو أستاذ مساعد زائر ، وكان هذا الخطأ منى لأنى لم أكن أقف على الترجمة الحقيقية لهذه الألقاب .


أما اللقب الذى منحته الباحثة للأستاذ الدكتور على الكاشف بطريق الخطأ وهو " Emeritus professor " فهذا اللقب يترجم أحيانا بالأستاذ الفخرى ولكن الأصح أنه " أستاذ كرسى " ، وهو المحطة الختامية لرحلة الأستاذ المضنية ، ويمنح هذا اللقب تكريما له ، ويخصص له مقعد خاص فى رواق القسم وعادة ما يكون مستشارا يمكن الاستعانة بخدماته في البحث والتدريس والاشراف كجهد اضافي مدفوع الثمن.

الجانب الثانى : التعليقات الموضوعية والمنهجية

رابعا : فى مسألة صياغة المشكلة البحثية .

صاغت الباحثة المشكلة البحثية الخاصة بها فى صورة باهته وغير واضحة ، وتفتقد إلى الشروط العلمية فى صياغة مشكلة البحث . تقول الباحثة فى السطر الأول من عرضها للمشكلة :" فى ضوء ما سبق عرضه من دراسات سابقة تناولت مشكلة الأمية من ناحية مشاركة الشباب فى المشكلات المجتمعية والتنموية " ، والواقع أن الباحثة لم تبدأ عرض دراساتها السابقة إلا اعتبارا من ص (23) وليس من ص (8) فبم تفسر قولها "فى ضوء ما سبق عرضه " ؟

قبل أن تتحدث الباحثة عن مشكلة البحث كتبت عن دور الجمعيات الأهلية والخدمة الاجتماعية ، وعن تفعيل مشاركة الشباب والمشاركة المجتمعية ، وعرضت جدولا تتحدث فيه عن نسبة الأمية فى المحافظات المصرية . كان يمكن أن يكون كل ذلك مقبولا لو أعيدت صياغته ،وحسن فهمه بحيث يكون مقدمة تمهيدية لمشكة البحث مع نحفظنا على الجدول المذكور الذى ستأتى الإشارة إليه فى حينه .

مشكلة البحث لها غرض محدد هو :" تحويل مشكلة عامة يعانى منها المجتمع أو نقص ما فى جانب مجتمعى إلى مشكلة مستهدفة ومحددة جيدا يمكن أن تجد لها حلا خلال بحث مركز يستهدف صنع قرار مصاغ بعناية ". الواقع أن مشكلة البحث عند الباحثة مصاغة يصورة إنشائية بحبث لا ينطبق عليها هذا التعريف المحدد .

لم يترك المهتمون بالبحث العلمى صياغة المشكلة وفق هوى الباحث . إنما وضعوا لها ثوابت يعرض الباحث مشكلته البحثية خلالها على النحو التالى :

يعرض الباحث البعد المثالى Ideal لمشكلته البحثية . بمعنى أن يحدد الهدف المرغوب فيه والموقف المثالى الذى يجب أن تكون عليه الأشياء.

ثم يعرض الباحث البعد الواقعى Reality للمشكلة ، بمعنى أن يصف الظروف التى تمنع تحقيق هذا الهدف أو القيمة المتضمنة فى البعد المثالى من أن تتحقق فى هذه الفترة الزمنية ، ويشرح بالتالى كيف أن هناك مسافة بين الموقف الحالى والهدف المثالى.

يعرض الباحث بعد ذلك للطريقة التى يقترحها لتحسين الموقف الحالى ويتحرك بها لتكون أقرب إلى الهدف المثالى المرغوب فيه وتسمى هنا بالآثار Consequences.

وفى ضوء هذه الأبعاد الثلاثة وضع علماء المناهج أربع خطوات يجب أن يتحرك الباحث من خلالها ، ووجهوها إلى الباحث بالشكل الآتى :

الخطوة الأولى :قم بتحديد هدف أو حالة مرغوب فيها تتضمن مالذى يجب أن يكون ، وما هو المتوقع وما هو المرغوب فيه .

الخطوة الثانية . قم بوصف الظروف التى تمنع نحقيق هذا الهدف . وهذه الخطوة ستبنى الواقع وتحديد الهوة بين ما يجب أن يكون وما هو قائم.

الخطوة الثالثة : اربط بين الخطوة الأولى والثانية مستخدما عبارات " لكن ، ومع ذلك ، وعلى الرغم من ذلك" .

الخطوة الرابعة : استخدم تفصيلات معينة توضح كيف أن الموقف فى الخطوة الثانية يحتوى على وعد بتحسين الموقف . ومن هنا تؤكد على أهمية بحثك وتظهر الحلول الممكن التوصل إليها.

مع ملاحظة الالتزام بالقاعدة الأساسية وهى أن صياغة مشكلة البحث هى خاتمة الجانب النظرى وليس بدايته .

خامسا : فى مسألة الدراسة الاستطلاعية

أول ما يمكن ملاحظته فى هذه الرسالة هو خلوها من الدراسة الاستطلاعية بنوعيها ، النوع الأول ويعرف بأنه هو :الطبعة الصغرى للدراسة الكبرى أو الدراسة الشامل وهو ما يعرف بـ Mini-Version of Full-Scale study . والنوع الثانى هو ما يعرف بالاختبار الخاص لأداة البحث مثل الاستبانة ودليل المقابلة . سنركز هنا على النوع الأول .

ذكر علماء المناهج أن هناك أكثر من ثلاث عشرة فائدة للدراسة الاستطلاعية من هذا النوع . فهى تفيد فى تفادى الأخطاء التى يمكن أن تحدث فى تحديد إطار العينة وجمع البيانات ،وإجراءات ومنهج وأدوات البحث بالإضافة إلى فوائدها فى تدريب الباحث وتجنب المشاكل المحتملة أثناء البحث . ولهذا يمكن القول بأن العديد من الثغرات الموجودة فى الرسالة سببها إهمال إجراء الدراسة الاستطلاعية . ولخص أحد علماء المناهج وهو دى فوس De Vaus فى عام 1993 أهمية إجراء الدراسة الاستطلاعية بقوله :" لا تخاطر ، وابدأ بالدراسة الاستطلاعية أولا ".

وقد يرى بعض الأساتذة أن إجراء الدراسة الاستطلاعية مضيعة للوقت ، وأنها محبطة ، ومليئة بالمشاكل المتوقعة التى قد لا تحدث . ويرد علماء المناهج على هذه النقطة بقولهم " أن حدوث مثل هذه الأمور أفضل بكثير من أن يواجه الباحث هذه المشاكل أثناء إجرائه للدراسة ويضيع بسببها الوقت والجهد والمال أيضا.

كما يرى بعض الأساتذة الذين لا يتحمسون للدراسة الاستطلاعية أن إجراء البحث يتطلب من الباحث فى الأصل توفير أكبر قدر من الدقة والمحاسبة ، وأن هذا هو أكبر ضمان للتوصل إلى نتائج دقيقة للدراسة ، ويرد عليهم علماء المناهج بقولهم :" أن على الباحثين مسئولية أخلاقية تلزمهم بالاستخدام الأمثل للمادة العلمية ووضع نتائج بحوثهم فى تقاريرتغطى كل مراحل الدراسة بما فيها الدراسات الاستطلاعية". وجاء هذا الرد فى معرض شكوى خبراء المناهج من أن معظم الأدبيات العلمية لا تتضمن تقارير عن الدراسة الاستطلاعية.

سادسا: فى مسألة الخلط بين عناوين الجانب النظرى والجانب المنهجى

قسمت الباحثة الرسالة إلى بابين يختص الأول بالجانب النظرى والثانى بالجانب الميدانى ،وهذا أمر لا غبار عليه ، لكنها عنونت الفصل الأول من الباب الأول بـ " الإطار المنهجى للدراسة " ،وهذا يحتاج إلى وقفة تتطلب توضيح معيار التفرقة بين الجانب النظرى والجانب الميدانى . ويتلخص هذا المعيار فى تحديد الفارق بين المدخل الاستقرائى Inductive approach والمدخل الاستدلالى deductive approach ، هذا التحديد سوف يجنب الباحث الخلط بين الجانب النظرى والميدانى . فكل ما يدخل تحت الجانب الاستقرائى Inductive يكون تحت مظلة الجانب النظرى ، وكل ما يدخل تحت الجانب الاستدلالى Deductive يدخل تحت مظلة الجانب الميدانى . والفرق بين المدخلين هو أن المدخل الاستقرائى Inductive هو المدخل الذى يتعامل مع البيانات الكيفية ، بهدف شرح ظاهرة جديدة أو تناول ظاهرة سبق دراستها من منظورات متعددة ،ويرجع فيها الباحث إلى أدبيات قائمة بالفعل ، ومن ثم يولد نظرية جديدة من البيانات المتاحة أمامه . أما المدخل الاستدلالى Deductive فهو المدخل الذى يسعى إلى اختبار نظرية ما معتمدا على البيانات الكمية ويبدأ بتساؤلات أو فرضيات ويركز على التحليل القائم على السببية .

سابعا : فى مسألة المنطلقات النظرية :

تقول الباحثة فى ص (45) بانها استعانت بنظريتى (النسق المفتوح والدور) كمنطلقات نظرية فى دراستها . والواقع أن معظم الباحثين يسترشدون فى دراساتهم بهاتين النظريتين . وقد يعذر الباحث فى اللجوء إلى هاتين النظريتين فى حالة افتقاد مشكلته البحثية إلى نظرية أو نموذج يسترشد به وهذا نادر الحدوث. أما بالنسبة للباحثة فلا عذر لها ، بل نقول بثقة مطلقة أن هاتين النظريتين لا تصلحان كمنطلق لها . الباحثة متخصصة فى التخطيط الاجتماعى ، فلا بد أن تنطلق دراستها من نظريات التخطيط الاجتماعى .. فعدم استعانة الباحثة بنظريات التخطيط يكشف عن عدم إلمامها بدقائق تخصصها .

لجوء الباحثة إلى نظرية النسق المفتوح التى اقتبستها من "عبد الله مختار" فى كتابه عن طرق البحث الاجتماعى أوقعها فى شرك هو أنها طبقت المدخلات والعمليات التحويلية والمخرجات على الهيئات العاملة فى محو الأمية لتعليم الكبار باعتبارها نسقا مفتوحا ، وهذا خطأ كبير لأن موضوعها ليس هو الجمعيات الأهلية كنسق مفنوح ،إنما موضوعها هو التخطيط لتفعيل دور الشباب فى برامج محو الأمية.

فى التخطيط الاجتماعى هناك ما يعرف بمركب (SITAR) وهذه الكلمة تجمع الأحرف الخمسة الأولى لخمس نظريات فى التخطيط الاجتماعى اقترح علماء التخطيط على الباحثين الاسترشاد بهذا المركب فى دراساتهم . حرف (S ) يشير إلى النظرية التقليدية فى التخطيط (ٍ Synoptic ) وحرف (I) يشير إلى ما يعرف بنظرية السحب والدفع ( Incremental). .وحرف (T) يشير إلى ما يعرف بنظريات التخطيط اللامركزى ( Transactive ). وحرف (ِِA) يشير إلى نظريات تخطيط المدافعة ( Advocacy). وأخير هناك حرف ( R) والذى يشير إلى ما يسمى بالنظريات الراديكالية فى التخطيط ( Radical ) . ولهذا ينصح علماء التخطيط بعمل توليفة من هذه النظريات تساعده فى دراسته مع العلم بأنهم قدموا للباحثين محكات يستطيعون بها المقارنة بينها وتقويمها.

وليست نظريات التخطيط مقصورة على (سيتار) . هناك ما يعرف بالنظريات التعريفية فى التخطيط الاجتماعى . وهناك ما يعرف النظرية الإجرائية ، وهناك نظرية التوجيه الذاتى.

خصصت الباحثة الفصل الرابع للحديث عن فلسفة التخطيط وأهدافه ومبادئه ومراحله ودعائم نجاحه . ثم ربطت ربطا تعسفبا إن لم يكن حشرت بينه وبين مشاركة الشباب فى برامج محو الأمية . كل ما كتب فى هذا الفصل لا لزوم له لأنه موجود حتى فى الكتب المدرسية عن التخطيط للاجتماعى ، ولو أن الباحثة أفردت هذا الفصل للتطور الذى حدث فى ميدان نظريات التخطيط لأصبحت رسالتها مرجعا يسترشد به باحثوا الماجستير والدكتوراة فى دراساتهم .

ثامنا : فى التحليل الإحصائى

تقول الباحثة فى ص 121و123 أنها استخدمت فى التحليل الإحصائى برنامح SPSS، ولتسمح لى بأن أطرح عليها مجموعة من الأسئلة حول هذا الموضوع ، آمل أن تجيب عليها بعد طرحها جميعها:

السؤال الأول : الباحث الذى يستخدم هذا البرنامج مجبر على تعريف متغيراته فى نافذة متغيرات البرنامج. ولا بد له أن يحدد اسم المتغير ، ونوعه ، وحجمه ، والترميز أو الكود الذى يختاره ، كما يلزمه أن يحدد طرق قياس المتغير هل هو إسمى Nominal ، كالحالة الزواجية ،أم ترتيبى Ordinal كالحالة التعليمية ،أو رقمى scale ، كالعمر والدخل . وللباحثة تسعة متغيرات تضم الأنواع الثلاثة هذه بالنسبة لاستمارة المدرسين . كما أن لديها ست متغيرات فى استمارة الخبراء . ومن المفترض أن تطبع الباحثة صفحة تعريف المتغيرات كما هى فى البرنامج وترفقها فى التحليل وهذ من أكثر الأدلة إقناعا باستخدامها هذا البرنامج ، فلماذا لم ترفق هذه الصفحة فى الرسالة؟

السؤال الثانى : هناك فارق فى العرض التقليدى للجداول التكرارية ، وعرضها فى برنامج SPSS. تختلف طريقة عرض الجداول التكرارية بالطريقة التقليدية عن عرضها فى البرنامج. فهذا البرنامج يعرض جدولا صغيرا يبين فيه عدد القيم المفقودة ( الأسئلة الغير مجاب عليها) ويعرض جدولا آخر من ست خانات تشابه خانات الجدول التقليدى ولكن يضاف إليه خانتين الأولى تخص النسبة المئوية بعد استبعاد القيم المفقودة وتخص الخانة الثانية التكرار النسبى المتجمع الصاعد .وعدم وجود جدول التكرارات بنفس صورة العرض فى البرنامج يحتاج إلى تفسير.

السؤال الثالث :الكثير من الباحثين الذين يستخدمون البرنامج ويفهمونه جيدا ،يتباهون عادة باستغلالهم لامكانيات البرنامج فى عرض الرسوم البيانية للجداول التكرارية لديهم ، ويعرضونها عادة بألوان مختلفة . وهناك العديد من هذه الرسوم كالأعمدة البيانية والدوائر والهستوجرام وغيرها ، واذا كان هناك باحثون يتعاملون مع برنامج الإكسل يستفيدون بإمكانيات الإكسل فى عرض الرسوم البيانية وينقلونها إلى SPSS . وبغض النظر عن عملية المباهاة هذه لا نجد أثرا فى التحليل الإحصائى للباحثة يبين أنها استفادت من إمكانياته فى عرض البيانات التكررية فى رسوم بيانية فما السبب ؟

السؤال الرابع : يشبه البعض برنامج SPSSبالآلة الحاسبة التى تغنى الباحث عن كتابة المعادلات الرياضية وحساباتها ، وتختصر عملية يمكن أن يقوم بها أكفأ باحث فى ربع أو نصف ساعة بضغطة زر . وجميع معادلات النزعة المركزية ،والتشتت ،ومعادلات بيرسون ،وسبيرمان وكاى تربيع ،وفاى وغيرها بستطيع الباحث استخراجها بضغطة زر لا تستغرق أكثر من جزء من الثانية ، فكيف أفسر كتابة الباحثة للمعادلات وحسابها ، فى حين أن جميعها يمكن أن تخرج للباحث فى جدول واحد دون إظهار هذه المعادلات ؟.

إذا لم تجب الباحثة على هذه الإجابات بدقة ، فإن هذا سيعرضها للاتهام بعدم الأمانة العلمية ، لأنها قالت أنها استخدمت البرنامج المذكور وكل تحليلاتها توضح أن تحليلها كان يدويا.

تاسعا : فى تقييم المؤشرات التخطيطية التى انتهت إليها الباحثة .

أكرر هنا بأنه بغض النظر عن عدم اعتراف بعض الأساتذة بما يعرف بالمؤشرات التخطيطية ، فإن الحكم على مدى كفاءة الباحث فى معالجة موضوع "المؤشرات التخطيطية" يتطلب الوقوف على مدى اقتراب أو ابتعاد المنتج العلمى للباحث من الأصول المتبعة عادة فى دراسة " المؤشرات التخطيطية " .

يعرف المؤشر بأنه "مقياس كمى ونوعى يستخدم لقياس ظاهرة معينة أو أداء محدد خلال فترة زمنية معينة".

يستخدم المؤشر لغرضين أساسيين: (أ) لتحديد حجم المشكلة وقياسها قياسا دقيقا للوقوف على الوضع الراهن لها.(ب) استخدام المؤشرات المستخدمة من قبل فى قياس حجم المشكلة فى متابعة الخطة الموضوعة ، وتقييم الأداء أولا بأول ، والوقوف على التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف سواء أكانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأجل .

فى ضوء هذا التعريف للمؤشرات التخطيطية وأغراضها الأساسية يمكن تقييم دراسة الباحثة على النحو التالى :

1- يحمد للباحثة أنها نحجت عبر دراستها من تحقيق الغرض الأول وهو الوقوف على الوضع الراهن لمشكلة مشاركة الشباب فى برامج محو الأمية . ويحمد لها أيضا أنها بالنسبة للغرض الثانى أنها أشارت فى ص (175) لتفاصيل خطة الجمعية فى مشاركة الشباب فى برنامج محو الأمية طبقا لاستمارة الخبراء . لكن تحليل الباحثة كان يحتاج لأن يكون أكثر علمية ، ولهذا كان ينقصه الآتى :

(أ) أن تلتزم بالحدود التى وضعها خبراء التخطيط فى التفرقة بين البيانات الإحصائية Data والمعلومات information والمؤشراتIndicators . بالنسبة للبيانات الإحصائية كان يجب أن أن تكون تجميعا رقميا للإجابة عن التساؤل (كم) المقدار و(كم) العدد وأن تكون هذه الأرقام فى شكل جداول أو رسومات بيانية ، بحيث يكون المصدر الذى اعتمدت عليه هو السجلات والمستندات الإدارية وليس آراء الخبراء . ثم تقوم بتحويل هذه البيانات الإحصائية من مادة خام إلى مؤشرات تساعد على تشخيص وتحديد المشكلة بحيث تساعد على التخطيط والمتابعة والتقويم .

(ب) الطريق الوحيد لتحديد المؤشرات التخطيطية هو تحديد الأهداف المراد تحقيقها من تنفيذ المشروعات أو البرامج المقترحة ، وتحديد مراحل هذه المشروعات ، ووضع المؤشرات المختلفة لكل مرحلة ، وتقييم أدائها أولا بأول.ومن ناحية أخرى لابد أن تكون هذه الأهداف كمية ونوعية. مثال الأهداف الكمية (زيادة عدد الشباب الملتحقين ببرامج محو الأمية ) ، ومثال الأهداف النوعية (تمكين هذا الشباب من المشاركة فى عملية صنع القرار الخاصة بهذه البرامج). اعتماد الباحثة على استجابات الخبراء لسؤالها عن خطة الجمعية أو الهيئة لتفعيل مشاركة الشباب دون اطلاعها بنفسها على هذه الخطة كما هى واردة فى السجلات والمستندات الإدارية هو السبب فى القصور الذى وقعت فيه من حيث عدم تحديد الأهداف الكمية والنوعية للبرنامج ومراحله .

2- المؤشرات التخطيطية لا توضع وفق هوى الباحث ، مثل الصورة التى عرضت بها الباحثة للمؤشرات التخطيطية الست فى ص (184) (المؤشر وتكنيك التنفيذ والتوصية) . من الناحية العلمية يجب أن يعرض الباحث المؤشرات الكمية والنوعية وفق خمسة أبعاد أساسية هى :

(أ) مجموعة مؤشرات وصف الوضع الراهن.

(ب) مجموعة المؤشرات الخاصة بالموارد المادية والبشرية المتاحة والمتوافرة.

(ج) مجموعة مؤشرات إمكانية الحصول على الموارد المتاحة لتحقيق الهدف دون عوائق .

(د) مجموعة مؤشرات النواتج ممثلة فى الأهداف قصيرة ومتوسطة الأجل.

(هـ) مجموعة مؤشرات الآثار وهى المؤشرات المستخدمة لقياس الأهداف طويلة الأجل.

3- لابد أن تخضع صياغة المؤشرات إلى مجموعة من المعايير بعضها أشرنا إليه مثل ارتباط المؤشرات بالأهداف ، وأن تقسم طبقا لمراحل المشروع ،وأن يكون لكل مرحلة مؤشراتها الخاصة بها وسبق أن بينا أن هذه المعاير تفتقدها مؤشرات الباحثة ، لكن هناك معايير أخرى لا نجد لها أثرا فى المؤشرات التى عرضتها الباحثة منها.

(أ) اشتراك كافة أطراف البرنامج فى وضع هذه المؤشرات ، فلو قالت الباحثة أنها صاغت المؤشرات فى ضوء استجابة شباب المدرسين والخبراء نسألها وأين دور المستفيدين من البرنامج ،وأين الشباب الذى يحجم عن المشاركة من غير المدرسين المشاركين بالفعل.

(ب) أن تكون المؤشرات مفصلة وموزعة طبقا للنوع (ذكورا وإناثا) . الملاحظ حتى فى استجابة المدرسين أن جميعهم ذكورا ولا تمثيل للإناث.

(ج) أن توضع المؤشرات فى ضوء إطار زمنى ، ولا يقصد بالإطار الزمنى هنا فترة إجراء الدراسة.

(د) أن تستند المؤشرات إلى قاعدة بيانات شاملة ودقيقة يتم تحديثها باستمرار.

(هـ) أن يعتمد وضع المؤشرات على قياس للاتجاهات عبر فترات زمنية سابقة بهدف استخدامها للتنبؤ والتخطيط للمستقبل ، وهذا يتطلب أن تتضمن قواعد البيانات كافة البيانات الخاصة بسنوات ماضية .

الملاحظ أنه لا أثر لهذه المعايير فى دراسة الباحثة .

3- حدد علماء التخطيط خمسة مصادر يستلزم على الباحث الرجوع إليها عند الحصول على البيانات الإحصائية الخاصة بالمؤشرات التخطيطية . ويحمد للباحثة أنها لجأت إلى بعضها ولكن دون البعض الآخر.

(أ) أجهزة المعلومات الحكومية . وعلى رأسها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء. الباحثة لم تلجأ إلى بيانات الجهاز من موقعه مباشرة ولكن من مصادر نقلت عنه .

لكن الباحثة أعطت بنفسها مثالا يبين الآثار السلبية لعدم امتثالها لهذا المعيار. فى ص (6) عرضت الباحثة إحصائية مأخوذة من مصدر نقل عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ولم ترجع إلى موقع الجهاز نفسه على شبكة الانترنت . ولو أن الباحثة عالجت هذه الإحصائية جيدا لكانت أحد عناصر الدراسة الاستطلاعية التى كنا نتمنى أن تقوم بها ، وكانت أحد مصادر قوتها ، فى هذه الاحصائية عدة مثالب :

- لم تعط مقدمة لها ولا عنوانا ولا تحليلا يبين لماذا وضعتها وظهرت الإحصائية كجزء حشر بين متن الصفحة لا هدف له .

- تضمنت الإحصائية نسبة الأمية فى خمس محافظات فقط من محافظات الجمهورية رغم أنها أشارت فى نهاية الجدول إلى نسبة الأمية فى الجمهورية ككل.

- وقفت الباحثة فى هذه الإحصائية عند عام 2007 فى حين أن الجهاز أصدر تقاريرا عن نسبة الأمية فى مصر كان آخرها عام 2012.

- عند المقارنة بين نسب هذه الإحصائية والنسب الحقيقية نجد أن الفرق يتراوح من 2% إلى 19%.

(ب) الانترنت : الباحثة استندت إلى الانترنت ، ولكن ليس إلى المصادر الموثوق فيها ، وكما أشرنا أنها لم تستند إلى موقع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء . وسبق أن قلنا فى السمنار أن أكثر المواقع ثقة فى الانترانت هى مواقع Gov و Edu و org ونسية كبيرة من المصادر الموضوعة على pdf .

(ج) الجهات المتخصصة فى مجال مشكلة البحث كجهاز محو الأمية وتعليم الكبار. ولجأت الباحثة إلى هذا المصدر.

(د) الطرق العلمية فى الحصول على البيانات اللازمة مثل كالاستبانة والمقابلة . وهذا المصدر استوفته الباحثة.

(ه) المراكز البحثية والجامعات . لا يبدو أن الباحثة رجعت إلى مراكز بحثية . كما أن رجوعها للجامعات ربما يكون فقط للوقوف على الرسائل الجامعية المرتبطة بموضوع بحثها فقط .

عاشرا: فى مسألة العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية

لفت نظرى فى ص (6) عبارة للباحثة تقول فيها : "تعتبر الخدمة الاجتماعية إحدى العلوم الاجتماعية التى تهتم بـ ......" . وقولها فى ص (9) أن المؤشرات التخطيطية عبارة عن جزء من الجهود المبذولة لاستخدام أفضل وأكبر للعلوم الاجتماعية بوجه عام.

ذكرتنى هاتين العبارتين بأول لقاءات لى مع أساتذة الخدمة الاجتماعية حينما ذهبت للرياض فى زيارة خاصة فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى ، شرفت فيها بجلسات مع أستاذنا الدكتور أحمد كمال يرحمه الله ،وتعرفت هناك على الأساتذة الدكتور رشاد عبد اللطيف والدكتور على زيدان والدكتور محمد عبد الهادى والدكتور شمس يرحمه الله ، بالإضافة إلى أنه كانت تربطنى علاقة قديمة مع الأستاذ الدكتور ابراهبم رجب منذ أن كان معيدا حيث كنا نلتقى دائما فى مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة . كانت لى مع هؤلاء الأساتذة الأفاضل مناقشات جادة حول العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية ومنها علم الاجتماع بالذات .

الواقع أن موضوع هذه العلاقة الذى كان فيه الكثير من اللغط وانعدام الثقة ، بل والتدافع فى بعض الأحيان بين الباحثين وخاصة فى مؤسسات التدريب العملى دفعنى إلى القراءة فيها ومحاولة حسمها ، خاصة أنى سمعت من أساتذة الخدمة الاجتماعية أن جمال عبد الناصر تدخل شخصيا فى هذه القضية. وانتهيت من قراءاتى فى هذا الموضوع إلى الآتى :

(أ) أن الخدمة الاجتماعية تخصص مستقل قائم بذاته على علاقة وثيقة بالعلوم الاجتماعية وغير العلوم الاجتماعية.

فى عام 1955 كتب "إرنست جرينوود " مقالة بعنوان "الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية : نظرية فى العلاقة بينهما "يقول أن هذه العلاقة تميزت بالانفصال والنفور فى بداية الأمر ، لكن هناك تطورات حدثت جعلت هذه العلاقة تسير فى الاتجاه المعاكس أدت إلى التعاون الوثيق بينهما. من هذه التطورات ( دعوة علماء الخدمة الاجتماعية للعلماء الاجتماعيين المساهمة فى إثراء دوريات الخدمة الاجتماعية بكتابة مقالات فيها – ودعوتهم أيضا إلى كتابة أوراق علمية تعرض فى اجتماعات جمعيات الخدمة الاجتماعية – المشاركة فى إجراء بحوث فى الخدمة الاجتماعية – زيادة عدد الدورات المخصصة للربط بين مفاهيم الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية – قيام مؤسسة راسل ساج بتحفيز التعاون بين ممارسة الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية- الاستعانة بالعلماء الاجتماعيين كمستشارين فى العديد من مواقع ممارسة الخدمة الاجتماعية .

(ب) كان هذا الوضع فى الخمسينيات من القرن الماضى . فى الوقت الحالى تطورت العلاقة بينهما إلى صورة أوثق وأعمق .وأنا انتهز فرصة وجود الأستاذ الدكتور أحمد عليق لتعزيز هذا الاتجاه العالمى القائم على أساس "إجراء بحوث مشتركة فى مواضيع محدده يسهم فيها العلماء الاجتماعيون وعلماء الخدمة الاجتماعية كل من منظوره المتخصص " . فبينما يتجه علماء الخدمة نحو تحسين الظروف والمؤسسات الاجتماعية القائمة يبحث العلماء الاجتماعيون فى كيفية تعزيز المؤسسات الاجتماعية المختلفة كالزواج والمؤسسات التعليمية للمعتقدات الثقافية والتقاليد والأدوار الاجتماعية وهكذا".

وأعود إلى القول بأن هذه الملاحظات لا تنقص من قدر جهد الباحثة ،وأتمنى لها التوفيق والسداد فى مرحلة الدكتوراة بإذن الله.

-------------
(*) وقع اختصار العنوان لطوله، والعنوان كما وردنا هو:
مناقشة رسالة ماجستير بعنوان :"مؤشرات تخطيطية من منظور الخدمة الاجتماعية لتفعيل مشاركة الشباب فى برامج محو الأمية " المقدمة إلى قسم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة.

محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رسائل علمية، رسائل ماجستير، الخدمة الإجتماعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  27-10-2013 / 19:16:42   اسامه محمد
الي الأب الفاضل

بارك الله في عمرك استاذنا وزادك الله من علمه
واطاااااال الله عمرك
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، خالد الجاف ، فتحي العابد، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، ياسين أحمد، مصطفي زهران، رافد العزاوي، أنس الشابي، عمر غازي، محمود سلطان، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمد رحال، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، سيد السباعي، رافع القارصي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، علي الكاش، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، مراد قميزة، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، عبد الله الفقير، عواطف منصور، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، مجدى داود، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، د - عادل رضا، سامح لطف الله، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، منجي باكير، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، يحيي البوليني، محمد شمام ، كريم السليتي، د. أحمد بشير، د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، الهادي المثلوثي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، د - صالح المازقي، تونسي، عبد الله زيدان، كريم فارق، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، علي عبد العال، طلال قسومي، المولدي الفرجاني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، إياد محمود حسين ، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، حسن عثمان، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة