البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مواقف الإخوان المسلمون في الثورة السورية

كاتب المقال سيد السباعي - دبي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5714


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


جماعة الاخوان المسلمين في سورية هي من المجموعات الاسلامية العريقة والتي تأسست في عام 1945، حيث كان الشيخ الدكتور / مصطفى السباعي رحمة الله عليه أول مراقب عام لها في سورية ولبنان، والذي شهد لـه أعداؤه قبل أصدقاءه بأنه كان عبقريّة فــذّة - خطيباً مفـوّهـاً - عالماً جليلاً - سياسيّاً مُحنّكاً، وداعية من نوعٍ فريد. ولم يعرف عنه ميوعة المواقف أو المهادنة أو المواربة، بل كان يدعو بقوة لبناء سورية كدولة مدنية ديموقراطية.

خلفه بعض القيادات في الجماعة انتهجوا نهجاً يعتمد على السرية والكتمان من مبدأ ( واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )، حيث كان لهذا النهج ضروراته الأمنية والسياسية بسبب وضع أعضاء الجماعة المطاردين في سورية وخارجها، والذي وصل لحـد أصدر فيه حافظ الأسد القانون رقم 49 الشهير والقاضي باعدام كل منتسب لجماعة الاخوان المسلمين.

ويبدو أن القيادات الحالية للجماعة لم تستوعب بعد ماهية ثورة 15 آذار 2011، وأنها أم الثورات جميعاً، والتي لن تغير وجه سورية فحسب، ولا وجه المنطقة، بل ستغير وجـه وسياسات الكثير من دول العالم. كما يبدو انه لازالت تحيط بهم أفكار السنوات الماضية.. المتراكمة، من خوف ووجل زرعته سنوات المطاردة والتخفي، فلازالوا ينتهجون السرية في اعمالهم. وربما يكون سبب ذلك أنها اضحت السياسة والنهج العام، او ربما أنها أصبحت عادة وجزءً من الكينونة، وغدت أسلوب حياة ومعيشة لايستطيعون تغييرها.

خرج عن هذه السياسة أو (العادة) القيادي في الجماعة ملهم الدروبي في تصريحاته لجريدة الشرق الاوسط عن «تشكيل الإخوان ومنذ نحو 3 أشهر لكتائب مسلحة في الداخل السوري مهمتها الدفاع عن النفس وتأمين الحماية للمظلومين» مشدداً على أن «هذا حق مشروع وواجب شرعي يشرّف الجميع»، وبالرغم من تأكيده أن «هذه الكتائب تابعة للجيش الحر وتتعاون وتنسق معه»، إلا أن هذه التصريحات قوبلت بالاستنكار من القيادات العليا للجماعة، ووصلت لحد نفي صحتها واعتبارها تصريحات شخصية ولاتمثل الجماعة...!!!

قد نستطيع تفهم نفي الجماعة سابقا ً لأي عمل او خبر بالرغم من صحته، وذلك لغايات سياسية أو بسبب الخوف من العواقب المحتملة، أما أن تنفي الجماعة عملا ً ثورياً واجباً على الجميع فعله بدعم الجيش الحر، وتعاملها مع الموضوع باستحياء وكأنها جريمة أو معيبة، فهذا الذي لايمكن تفهمه، وصل للحد الذي جعل الدروبي يؤكد انه يعلن ما يرى في اعلانه مصلحة للثورة و لا يتوقف عند المصلحة الحزبية الضيقة...

ولا أجد مبررات لهذا النفي إلا أن يكون لاخفاء أعمال الخير، وحتى لاتعلم يسارك ما انفقت يمينك...!!! أو ان السبب في ذلك يعود للسياسة الضيقة التي فهمتها القيادة بشكل خاطئ ولم تستوعب بعد دروس ثورتنا المباركة. فقد تعلمنا في صغرنا أن الاثم هو: ماحاك في نفسك وخفت ان يطلع عليه الناس.. ولا أرى شرفـًاً يعادل الذود عن النفس والارض والعرض، فلا يكون الذنب بدعم الجيش الحر..!! فمن جهز غازياً فقد غزا، وانما الخطيئة والذنب الذي لا يغتفر يكون في حال دعم وتشكيل كتائب خاصة لأغراض تأتي لاحقـًاً للثورة.

دأبت قيادات الجماعة على التنصل من أي فعل او قول صدر عنها او عن احد أعضائها أو المقربين منها في حال واجه ذلك احتجاجًاً من الاخرين، وذلك بالقول أن الفاعل ليس منا... للخروج من الاحراج الذي تسبب فيه.
تسعفني ذاكرتي بما كان يحدث معنا في الصغر حين كنا نحضر الدروس الدينية لدى شيوخنا في السعودية وكنت أستغرب حينما يُطلب منا بعد نهاية الدرس أن نخرج على دفعات درءًاً لاثارة الشبهات...!!! ولم أستطع للآن تفهم هذه السياسة...!!!
فنحن لانفعل الخطأ بل على العكس فاننا نتدارس ديننا الحنيف وعلى أرض الحرمين الشريفين التي تنشر العلوم الدينية وتشجعها... فلم نستحي ونخاف من أن يعلم الآخرون بذلك...!!!

كذلك أستغرب التصريحات المهينة بحق الشعب السوري باعتبار أراضي لواء اسكندرون المحتلة أرضًاً ليست سورية وليس من حقنا المطالبة فيها...!!!
فما هكذا تكون السياسة ياسادة... وماهكذا تورد الابل، فقد نقبل القول بأن هذه القضية تالية ً مع الكثير من القضايا المؤجلة لحين اسقاط النظام، وان التركيز الان على تحرير البلد من عصابة الاسد..، أما نفيها بالكلية فنعجب منه.

ولازلت أذكر ذلك الشيخ الجليل المقرب من قيادات الجماعة والذي جلس يحدثني عن سياسات الاخوان في السنوات العشرون الأخيرة، وكيف ذرفت عيونه الدمع من ألم يعتصر قلبه رغم صلابة الرجل قائلاً عنهم: بأنهم فوتوا فرصًاً عظيمة لاستقطاب الجماهير للدين والالتزام ولنشر الحركة الاسلامية... بشكل أكبر وأوسع... بل كان من الافعال ما نفــّر الكثيرين.

إن على قيادات جماعة الاخوان المسلمين في سورية إعادة النظر في سياساتهم، والتعلم من شباب الثورة، فالانسان يبقى يتعلم طوال حياته - حتى من الطفل الصغير - والى ان يتوفاه الله. العالم من حولنـا تطور وتغير، وأضحى الحصول على المعلومة سهل المنال، فبضغطة زر يستطيع الانسان العادي ( غير المثـقف ) أن يلج عبر شاشة صغيرة الى أرجاء المعمورة ليعرف كل مايجري حوله. وإن كانت الجماعة تبني بيد فلا ينبغي أن تهدم مابنته باليد الأخرى، وينبغي أن نعلم أن الشفافية والمصداقية هي أساس السياسة لسورية المستقبل، وشرط أساسي للحصول على تأييد الشعب السوري.

لقــد خسرت الجماعة الكثير من مؤيديها في السنوات الماضية في الوقت الذي يفترض أن تكتسب شعبية أكبر، ومن الخطأ الاعتقاد أن ماتقدمه الجماعة من معونات للاجئين والمحتاجين هو ما سيجلب الشعبية والدعم والتأييد، لأن الغالبية العظمى من شعبنا تعلم أن من يجمع الأموال ما هو إلا مؤتمن عليها يجمعها من دافعيها لتسليمها لمستحقيها... بل ربما يجلب الحنق على نفسه من الشعب إن كان يصرفها على مجموعات دون أخرى.

تصريح احد مسؤولي الإخوان المسلمون لصحيفة الشرق الاوسط

---------
وقع تغيير العنوان الاصلي كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الثورة السورية، الإخوان المسلمون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-08-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، صفاء العراقي، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، د - عادل رضا، د- هاني ابوالفتوح، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، عمر غازي، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، محمد شمام ، صلاح الحريري، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سيد السباعي، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، أشرف إبراهيم حجاج، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، إياد محمود حسين ، أبو سمية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، تونسي، صلاح المختار، رمضان حينوني، مصطفي زهران، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، محمد يحي، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، حسن عثمان، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، كريم السليتي، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، الهادي المثلوثي، كريم فارق، د- محمد رحال، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، مجدى داود، إسراء أبو رمان، يزيد بن الحسين، رشيد السيد أحمد، أنس الشابي، فهمي شراب، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، محمود سلطان، صفاء العربي، علي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة