د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5108
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مرت الإنتخابات بكل ما فيها من معارك كما مرت إمتحانات الثانوية العامة بسلام بعد أن إنشغلت أسر كثيرة مع تطورات الأحداث وإختيارنا وقتا للإنتخابات هو الأسوأ على الإطلاق للتركيز في الإمتحانات والدراسة بهدوء لأننا نسير دائما بقوة الضغط وكأن الدولة داخل زجاجة مياة غازية نقوم بخضها عدة مرات فلا نحن فتحنا لها ولا رحمنا الضغط داخلها فكانت المليونيات الضاغطة التي حددت لنا هذه المواعيد كي نتخلص بسرعة من جحيم الدولة العسكرية المستبدة الى جنة الدولة المدنية المجهولة الموعودة ,
ودائما هناك حالة استنفار كبرى داخل البيوت التي يوجد بها أحد فى الثانوية العامة حرصا على صناعة مستقبل جيد فأهم شيء هو الحصول على مجموع عالي يسمح بالدخول الى إحدى كليات القمة ويوم ظهور النتيجة هو يوم الفرحة الكبرى أوالصدمة خوفا أن يفصل بين تحقيق الحلم درجة أو نصف درجة, ومع الحصول على الدرجة النهائية تكون الفرحة طاغية واذا حصل على 95 % تقل الفرحة تماما وإذا حصل على 60 % يتهم بالفشل ويكون الحزن والصراخ أما إذا حصل على 52 % إعتبروه راسبا وفكر في الإعادة وأقيمت الأحزان ولو كان الطالب لديه بعضا من الإحساس بالمسؤولية يجلس مع نفسه معاتبا محاسبا و مراجعا لمساره وكيف يبدأ من جديد بصورة أفضل وتركيز أكثر , هكذا لكل مقام درجة و حساب ومن أراد القمة سعى وإجتهد ليحصد ويفرح و يسعد ,
نفعل هذا للحصول على مستقبل فرد لا لنصنع مستقبل أمة ولكن منها لله الديمقراطية وقوانينها فلقد جعلت للحصول على درجة 50 % زائد واحد قيمة وفرحة لأنها تسمح للحاصل عليها أن يجلس على عرش وطن ولو كنت من واضعي القوانين لرفضت قصة الأغلبية بواحد بالمائة ولوجدت حلولا وتشريعا لها للدول المبتدئة في كي جي ون ديمقراطية التي لم تعرف بعد قيمة التصويت وخطورته وضرورته في صناعة مستقبل الأمم وحتى لا يكون هناك شعب يتم التعامل معه كأنه طفل رضيع يتم حمله بسيارات المرشح للصناديق أو يتم شراء صوته بالمال أو حتى بالسكر والزيت وأخيرا البطاطس ولا يكون هناك متاجرة بكل شيء للحصول على صوت الناخب ويكون هذا الصوت الذي يصنع مستقبل وطن ويختار قائد لأمة منزها عن كل خطايا البشر و مطامع النفوس , وأن تتم توعية الجميع ليعرف كيف يختار أولا و على أي أساس و ثانيا أن إختلافنا في الإختيار لا يعني إختلافنا في حب الوطن فالجميع يحبه لكن من منظور مختلف فهناك فرق شاسع بين حب السلطة لنحكم و نسيطر على المقاليد وبين حب الوطن , فلا مجال هنا للتخوين و لا مجال للإقصاء لأن الوطن ملك للجميع و لو ألمت به نازلة لكان الهم لأبنائه دون تفرقة ولو حل الخير لسعد كل من فيه , متى نفهم ذلك و متى نعلم أن الوطن للأغلبية و المعارضة حتى لو كانت نسبتها 5 % فما بالك لو أنها تقارب الخمسين بالمائة وأي نشوة فرحة تلك وأنت تجلس على كرسي الحكم وتعلم يقينا أن نصف الشعب لم يختارك ولا يريدك أن تحكمه وأن عليك أن تبذل أقصى ما في وسعك لتجعل من لا يثق فيك واثقا في عدلك ويتمنى لك الخير بدلا من أن يظل طيلة فترة حكمك عدوا لك ويقف بالمرصاد ينتظر لك هفوة ولا يستطيع أن ينسى أبدا أنك بالكاد رئيس ولكن رئيس بالعافية أو رئيس بشرطة أو رئيس بملحق أو رئيس بدرجة واحدة حتى لو كانت واحد بالمائة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: