البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سلبية و وجوم الإسلاميين أمام أحداث الثورة

كاتب المقال د. طارق عبد الحليم   
 المشاهدات: 5485



الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أدرى والله ما الذي دَهى الإسلاميين، فأزاغ بصرهم عن حقيقة ما يجرى حولهم من تآمرٍ واضحٍ، لا يُخطؤه إلا أعمى بصيرة؟ الأمر الآن في مصر بات معلوماً لرجل الشارع وسيدة البيت وطفل الحضانة، ونزيل مستشفى العباسية، أن الثورة فَشلت، أو سُرقت أو انحرفت، أو ما شئت من أسماءٍ مدلولها واحد، أنّ مصر عادت إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير، مع حقدٍ أكبر في نفوس أهل الضلال ورغبة أشدّ في الإنتقام.

كنت أظن أن الإسلام يعنى التجرد لله، ويعنى التضحية في سبيله، ويعنى الصُمود والصَبر على الأذى، ويعنى التعاون على البر، وحشد الصفوف للوقوف في وجه من خانوا الله رسوله. لكن واأسفاه، إذا بالإسلام، في مصرنا الحبيبة، ولدى جماعاتنا الإسلامية القديمة والوليدة، ليس إلا طول لحية، وقصر ثوب، أو بحث في مسانيد وتنقيبٍ عن غرائب الأسانيد، أو تنطع بالحديث عن المصالح والسياسة، التي هي حُجة الجَبان، في كلّ عَهدٍ وأوان.

بل والله الذي لا إله إلا هو، لقد أثبت أربابُ العلمانية أنهم أذكى وأعلم بطبيعةِ المَرحلة الحالية من كل الإسلاميين، مجتمعين. بل لقد أدار مجلس العسكر، الذين هم أقل الناس علماً وأوضعهم ذكاءاً، سيناريو إفشال الثورة بغاية الحِنكة والبراعة، ولوّحوا للإسلاميين بذات الجَزَرة التي لوّح بها عبد الناصر للإخوان عَقِب إنقلاب 52. لا، بل مَهّد لهم الإعلام فكرة أنّ العسكر عقد صفقة معهم، ليكون في صَفّهم، وما يزال يكررها، وهم ينكرونها، إلى أن صَدّقوها وظنوا أن العَسكر يميلون لجانبهم، أو هكذا زيّن لهم الشيطان، أقصد الإعلام. فكان أن استكانوا، كلهم بلا استثناء، وسبّحوا بِحمد المَجلس العَسكرى. وفجأة أصبح العسكر خَطٌاً أحمر، فلماذا لم يكن مبارك إذن خطٌاً أحمر؟ وأصبح الأمان والإستقرار هو هَدف الإسلاميين، طالما أن المجلس العسكرى راضٍ عنهم، وهم يحسبون أنه سيتواطئ معهم!

ألا إن هذا تغفيلٌ ما بعده تَغفيل. يا قوم، أليس فيكم رجلٌ رشيد؟ إنكم تمنحون العسكر فرصة لن تتكرر، لضرب الإسلام، وتكريس الكفر العلمانيّ. اليوم، بإمكانكم حَشدِ الحُشود، وجمع الوفود، من كل ركنٍ بمصر، ثم إنكم لا تخرجون بسلاح إلا سلاح القوة والإجتماع، وقد أراكم الله ماذا يمكن أن يفعل هذا السّلاح، الذي تخاذلتم عنه أول مرة، فهلّا استغفرتم ربكم وخرجتم إلى الطرقات تطلبون إستعادة ثورة العلمانيين، لا ثورتكم. واحسرتاه، هم أتوا بها، وأنتم عاجزون، بل متقاعسون عن استرجاعها، أو حتى المُشاركة في استرجاعها، بل تعملون على تضييعها بما غفلتم عنه مما يجرى حولكم، ومن الرعب الذي أسكنه الله في قلوبكم من أعدائكم.

يا قوم، ألا تعلمون أنكم أول من سيضرب المجلس العسكرى، بعد أن تمر هذه المرحلة الإنتقالية، ويتهيؤ له السيطرة على العباد، وإخماد الجذوة التي أوشكت على الخمود، في أنفس الناس، وأنتم تتكاسلون، وتعبثون وكأنكم عالمين بالسياسة، فقهاءٍ فيها. ووالله لستم منها في شئ، وإن أصرَرتم أن تكونوا من أهلها، فسَيسحِتكم الله بعذاب من عنده، كما ضرب الإخوان في 54 من قبل، حين وقفوا إلى جانب عبد الناصر، وأعلنوه خطاً أحمر!

والله الذي لا إله إلا هو، لو تهيأ لغيركم عُشر ما تهيأ لكم، من جَمعٍ يضعُ ثقته فيكم، ويعتقد في حسن تصرفكم، لما تواني هذا الغير في أن يصحح مسار هذه الإنتفاضة الشعبية التي يكيل لها الكفر ضرباتٍ موجِعةٍ، يشعر بها من لا يزال يتمتع بحسٍ وعقل، وأن يقف لله وقفة منتصرة بإذن الله.

لكنكم إثاقلتم إلى الأرض، وتبرقعتم وراء المَصلحة، وعقدتم صَفقة مع الشيطان، من جانبٍ واحدٍ ، عسى أن يُسامحكم ويترككم تعملون..ماذا تعملون؟ أتظنون أنهم سيترُكونكم تمارسون سياسةً بعد أن يَستتب لهم الأمر وينصّبون من يريدون رئيساً، ويحصدون مقاعد البرلمان لأتباعهم، بالمال والعدوان وشراء الذّمم والأصوات؟ أفلا تعقلون؟ ألم تعوا أيّ درسٍ من التاريخ الذي عشتموه أنفسكم، ولا اقول تاريخاً قديماً؟ أتفرحون بأوراق تُنشأ لكم حزباً يمكن أن يُجمّده أرباب الخط الأحمر من العسكر بجرة قلم، كما فعلوا من قبل، حين محوا الإخوان من وجه العمل السياسيّ أكثر من خمسين عاماً؟

يا قوم، إخلعوا براقعكم، وهَبوا الله أرواحكم، واصْدُقوه يَصْدُقكم، والله هو الإيمان، لا غيره. وإلا انسحبوا من المقدمة، واتركوا قيادة هذه الجُموع لمن له قلبٌ سليم، وهمةٌ عالية.

حديثى هذا لكل قيادة في الإخوان، والسلفيين والجماعة الإسلامية، التي ابتلاها الله بخيبةٍ وانتقاضٍ أكثر من غيرها، وما انبثق عنهم من أحزاب فرحوا بها، وهي أوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

خذوها عنى دفعة واحدة، وأمري إلى الله، النظامُ الفاسق الكافر لا يزال يُرفرِفُ على أجواء مصر، ويتحكّم في مفاصلها، ويسيّر أمورها، دَفّتُه بيد العسكر، وآلتُه بيد عصام شرف. وأنتم لا تدرون أنكم لعبة بيديه، كما قال نزار قباني.

حديثى إلى هؤلاء المُتحدّثين الرسميين بإسم هذه الأحزاب، الذين يَخرجون على الناس في التلفازِ وعلى الصُحف، يصدِرون توجيهاتهم، التي هي أولى أن تصدُر عن ذواتِ الخدور، لا عن حُماة الثغور، من أن العَسكرَ خطٌ أحمر، وهذا الهزل من الهزل.

تصحيحُ المسارِ واجبٌ شرعيّ، لا يُفوّته إلا خائنٌ لله ورسوله، سواء يوم الجمعة، أو غير يوم الجمعة، ولو أردتم الرَشَد، لخرجتم في هذه الجمعة القادمة، تزلزلون الأرض، وتسْحبون البِساط من تحت أقدام العلمانيين، إذ إن هوى العسكر من هوى هؤلاء لا من هواكم، وأكاد أجزِم أن العسكر فرحين بخروج هؤلاء الجمعة القادمة، إذ يعطيهم مُبرراً أكبر لتمرير المبادئ فوق القرآنية التي يُعِدّها علي السلميّ عدو الله.
فهل أنتم مُنتَبِهون؟

----------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-09-2011   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  دراسة مقارنة للحركة الجهادية والانقلاب بين مصر والشام والجزائر
  لماذا خسر المسلمون العالم؟
  6 أكتوبر .. وما بعده!
  دين السلمية .. وشروط النصر
  اللهم قد بَلَغَت القلوب الحناجر ..!
  أشعلوها حرباً ضد الكفر المصريّ.. أو موتوا بلا جدوى
  يا شباب مصر .. حان وقت العمليات الجهادية
  يا مسلمي مصر .. احذروا مكر حسان
  العقلية الإسلامية .. وما بعد المرحلة الحالية!
  الجمعة الفاصلة .. فليفرَح شُهداء الغد..
  "ومكروا ومكر الله.." في جمعة النصر
  ثورةُ إسلامٍ .. لا ثورة إخوان!
  بل الدم الدم والهدم الهدم ..
  جاء يوم الحرب والجهاد .. فحيهلا..
  الإنقلاب العسكريّ .. ذوقوا ما جنت أيديكم!
  حتى إذا جاؤوها .. فُتِحَتْ لهم أبوابُ أحزَابها!
  سبّ الرسول صلى الله علي وسلم .. كلّ إناءٍ بما فيه ينضح
  كلمة في التعدّد .. أملُ الرجال وألم النساء
  ظاهرة القَلق .. في الوّعيّ الإنسانيّ
  نقد محمد مرسى .. بين الإسلامية والعلمانية
  مراحل النّضج في الشَخصية العلمية الدعوية
  الإسلاميون .. وقرارات محمد مرسى
  قضيتنا .. ببساطة!
  وماذا عن حازم أبو اسماعيل؟
  من قلب المعركة .. في مواجهة الطاغوت
  بين الرّاية الإسلامية .. والرّاية العُمِّيّة
  أنقذونا من سعد الكتاتني ..! مُشكلتنا مع البَرلمان المصريّ .. وأغلبيته!
  البرلمان.. والبرلمانية المتخاذلة
  المُرشد والمُشير .. والسقوط في التحرير مجلس العسكر ومكتب الإرشاد .. يد واحدة
  الشرع أو الشيخ .. اختاروا يا شباب الأمة!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، إيمى الأشقر، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، د - عادل رضا، أحمد بوادي، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، ياسين أحمد، أبو سمية، صفاء العربي، العادل السمعلي، عواطف منصور، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، صالح النعامي ، د- محمد رحال، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، الهادي المثلوثي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صباح الموسوي ، د. أحمد بشير، كريم السليتي، علي عبد العال، فتحي الزغل، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، محمد شمام ، فهمي شراب، مصطفي زهران، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، سيد السباعي، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، الناصر الرقيق، محرر "بوابتي"، أحمد ملحم، طلال قسومي، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بنيعيش، سامح لطف الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، تونسي، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، صفاء العراقي، نادية سعد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد الحباسي، جاسم الرصيف، أنس الشابي، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، علي الكاش، منجي باكير، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة