البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6039 samirrumman@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان موضوع الوحدة الوطنية و العيش المشترك أو التعايش السلمي Coexistence – بمعنى أن يعيش سكان الوطن الواحد بسلام وحب ووئام بغض النظر عن انتماءاتهم أو طقوسهم أو عاداتهم الدينية من المواضيع التي شغلت حيزاً واسعاً في أدبيات ولقاءات ومداولات الحوار الديني، ومنها الحوار الإسلامي – المسيحي - خاصة في الدول التي يجتمع فيها معتنقو الديانتين ـ الإسلامية والمسيحية ـ مثل: لبنان، ومصر، والسودان، وغيرها.

أكدت هذه اللقاءات على أهمية الحوار، ودوره في تدعيم العيش المشترك و الوحدة الوطنية، واعتباره ركناً من أركان وحدة المجتمع واستقراره، باعتبار أن كلا الدينين يحثان على الحوار، و المسالمة، والعطف، والمغفرة، وقبول واحترام الآخر، فيسرد الطرف الإسلامي نصوصا مثل أحاديث: "من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة"، "ستفتح عليكم مصر، فاستوصوا بقبطها خيراً" ، وكذلك الحال من الطرف المسيحي في الدعوة إلى عدم الفرقة، على اعتبار أن البشر هم أبناء الله، وأن كل من يسعى للتفرقة يتغرب عن الله؛ لأنه يتغرب عن أخيه.

لا شك أن الحوار أحد الوسائل أو الخيارات الاستراتيجية في حقن دماء المسلمين والمسيحيين من أبناء المجتمع في الدولة الإسلامية، وأن بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، وعدم جرح وسب كل طرف لمقدسات ومعتقدات الآخر، هو هدف سام وغاية جليلة يجب استثمار الحوار لأجل تحقيقها، فالقرآن الكريم يبين أنه لا حرج على المسلم أن يحيا التعايش السلمي، بينه وبين أي إنسان مخالف له في دينه ومعتقده، ما لم يظاهر الطرف الآخر على المسلم بالعداوة والتحريض، أو الإساءة والخيانة،{لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة:8]

ولكن من خلال تتبع ودراسة مسار الحوار الديني وأدبياته ومداولاته وأقوال المنظرين له ، يتضح وقوع بعض هؤلاء بمزالق خطيرة في الاصطدام مع النصوص الشرعية في إذابة جوانب من المعتقدات الإسلامية، و الانتقال من الولاء الديني إلى الولاء للوطن، فنسمع منهم تارة " الدين لله، والوطن للجميع "، ويصرح بعضهم باعتقاده بوجود تناقض بين العيش السلمي وتطبيق أحكام الإسلام!

ومن هذا القبيل، تضمنت بعض جلسات الحوار الديني رفض تطبيق أحكام الشريعة، والدعوة إلى تجاوز التكفير المتبادل إلى الاعتراف المتبادل لتحقيق العيش المشترك والمواطنة، واعتبار أن التكفير والعيش المشترك متناقضان لا يجتمعان، و نقضهم لمبدأ {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين}؛ حتى لا تخدش الوحدة الوطنية والعيش المشترك وغيرها من القيم !

ومع أن هذا إلزام بما لا يلزم، فالنصوص الشرعية الإسلامية والممارسات التاريخية تدل بوضوح على نموذج التعايش الإنساني المشترك بين أهل الأديان، بالرغم من اعتبار كل واحد الطرف الآخر كافرا، فقد حددت النصوص الشرعية العلاقة مع الآخر على أساس الاحترام والقبول به من جهة، ومباديء الولاء والبراء معه من جهة أخرى، فلا ينبغي التلاعب بهذه الضوابط، أو بناء تناقضات وهمية بحجة تحقيق هدف التعايش المشترك، أو الوحدة الوطنية، أو غيرها من الغايات.

---------
ينشر بالتوازي مع موقع القلم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الولاء والبراء، الحوار الإسلامي المسيحي، طوائف، مسيحيون، كفر، الوحدة الوطنية، مسيحية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  1-09-2009 / 09:13:20   ابو سمية
الولاء والبراء كمحدد للناس وللمواقف منهم وليس الوطن والوطنية

فكرة ممتازة تلك التي اشار اليها الاستاذ كاتب المقال، وهي عمل البعض على استبعاد المنظومة الاسلامية كمرجعية بدعوى المواطنة

والغريب ان بعض من دعاة الوسطية الاسلامية كما يسمون انفسهم، هم من يروج لمثل هذه المصطلحات اي الوطنية كبديل على التقسيم من خلال الدين، اي الولاء والبراء
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، تونسي، مراد قميزة، فتحي الزغل، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، عواطف منصور، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، د- محمد رحال، علي عبد العال، منجي باكير، أحمد ملحم، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، محمد شمام ، خالد الجاف ، محمد الياسين، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، مجدى داود، فتحي العابد، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، أبو سمية، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، د- هاني ابوالفتوح، يحيي البوليني، سيد السباعي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، سلوى المغربي، علي الكاش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، أحمد الحباسي، صلاح الحريري، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد يحي، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، كريم السليتي، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد العيادي، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، د- جابر قميحة، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة