البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8660


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سادت العلاقات الإسلامية المسيحية صفة القطيعة في الحوار حتى بدايات القرن العشرين؛ فكان الطابع الصراعي والعدائي هو الصفة المميزة للعلاقة بين الطرفين، وكانت المجابهة العسكرية والسياسية هي المسيطرة على تلك العلاقة ـ بما فيها العلاقات الدينية الأيديولوجية - أكثر من السلم والوفاق.

وبالرغم من ذلك فقد ظهرت بعض الدعوات التي سعت إلى التوافق والبحث في الأمور المشتركة، فشهدت الفترة من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بداية تشكل الإرهاصات الأولية - الممهدة فلسفياً ولاهوتياً- للحوار الإسلامي- المسيحي، وبدأ ظهور ظاهرة الحوار الإسلامي المسيحي بصورتها الحديثة و صيغتها التوافقية المؤسسية في منتصف القرن العشرين بصورة لم تظهر من قبل في التاريخ حيث أصبح هذا الحوار في أغلبه يتجنب القضايا العقائدية ، والعديد من القضايا الخلافية ،وعدم السعي إلى تغيير مبادئ الأخر، وقد تميز الحوار بعدة خصائص سياسية أبرزها الارتباط بالسلطات السياسية .
جاءت الانطلاقة الفعلية الأولى لظاهرة الحوار الإسلامي- المسيحي - كما يرى أكثر الدارسين- بعد إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في الفترة 1962-1965 حول علاقة الكنيسة مع الديانات الأخرى، فشكل هذا الإعلان منعطفا مهما للتقارب الإسلامي ـ المسيحي، وأساساً للحوار الإسلامي- المسيحي؛ فلقد رأى البعض أنه و للمرة الأولى منذ أربعة عشر قرناً - من تجاور المسيحية والإسلام- يتحدث مجمع مسكوني كاثوليكي بصورة إيجابية عن الإسلام. كما أن هذا الإعلان قد شجع الجانب المسيحي على المبادرة إلى عقد ملتقيات حوار إسلامية مسيحية في العديد من بقاع العالم. فأنشأ الفاتيكان لجنة خاصة باسم "أمانة اللجنة الدائمة للعلاقات مع المسلمين"، وأصدرت عدة بيانات توضح أسس العلاقة بين المسيحية والإسلام، وشروط الحوار مع المسلمين، مثل بيان: نحو حوار مع المسلمين 1966، وما هو الموقف الديني الذي يجب أن يتبناه المسيحيون في الحوار مع المسلمين؟ إرشادات وتوجيهات من أجل حوار بين المسلمين والمسيحيين، خطوط عامة لحوار إسلامي مسيحي مخلص... وأخذت اللقاءات الفاتيكانية- الإسلامية تتزايد بشكل لم يسبق له مثيل.

ولكن ما الذي دفع الفاتيكان إلى هذا الحوار مع المسلمين؟ لقد تضمن إعلان المجمع المسكوني - إضافة إلى الحوار مع المسلمين - التبرئة التاريخية لليهود من دم المسيح – عليه السلام – حتى اشتهر الإعلان باسمها - وثيقة التبرئة - التي اعتبرت من أكبر الأسلحة المعنوية لإسرائيل والصهيونية العالمية، إيذانا ببدء علاقات الود والدعم، و انتهاء العداء الفاتيكاني التاريخي لليهود. ولذا فإن الحديث الإيجابي عن الإسلام والحوار معه جاء بالطريق تبعا لإرضاء اليهود. ومما يوضح ذلك ما نقله جورافسكي عن بطريرك الروم الكاثوليك ـ مكسيموس الرابع ـ حين أشار إلى أن المسودة المقترحة عن اليهود يمكن أن تقر وتصدر ـ فقط ـ في حال تحدثت الكنيسة عن ديانات أخرى، بما في ذلك الإسلام!!!
واستخدام الحوار من الطرف القوي كوسيلة ترضية وتهدئة للطرف الضعيف الخاسر وسيلة ما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر في سياسات الدول؛ كي يحافظ القوي على موازين القوى بالرضا بالأمر الواقع. وما إعلان الحوار الأمريكي مع المسلمين بعد جرائمهم في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها عنا ببعيد.

وفي زيارة البابا الحالية لمنطقتنا لن تفوت دولة الكيان الصهيوني واليهود هذه الفرصة للحصول على تنازلات أخرى من رأس الدولة الكاثوليكية ونصف المسيحية في العالم، وربما يحصل العرب والمسلمون على فتات قليل بالهامش كوسيلة ترضية ـ كما حدث في السابق ـ فيطير العرب به فرحا، ظانين أنه انتصارٌ لهم، وهديه بابوية خاصة بهم!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفاتيكان، الحبر الأعظم، البابا، بنديكتوس السادس عشر، فلسطين، مسيحية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، كريم فارق، محرر "بوابتي"، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طلال قسومي، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، سيد السباعي، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، وائل بنجدو، أبو سمية، يحيي البوليني، صفاء العراقي، ياسين أحمد، سعود السبعاني، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، صلاح الحريري، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، جاسم الرصيف، مصطفى منيغ، رافع القارصي، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، فهمي شراب، فوزي مسعود ، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، محمد الياسين، تونسي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، د - عادل رضا، مراد قميزة، نادية سعد، محمد يحي، أحمد ملحم، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، علي عبد العال، عمر غازي، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، عراق المطيري، عمار غيلوفي، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، فتحي العابد، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، د. عبد الآله المالكي، محمود سلطان، علي الكاش، أنس الشابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة