البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحكومات والتغيير

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8672 samirrumman@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يراد لشعوبنا التلهي برفع سقف توقعاتها من أداء الحكومات المتعاقبة أو التغيرات الوزارية المحتملة، كما هو حالنا في الأردن هذه الأيام، فينشغل العديد من الكتّّّّّّّّّّّّّّّّّّّاب والمحللين، بتجارة الأفكار في وعود الشعب بخيرات التغيير والمشاركة في مهرجان الاحتفال بعيد ميلاد هذه الحكومات، وغيرها من المهدئات.

بعد مرور عشرات السنوات على تقلب الحكومات، ومتابعة أكثر من 10 سنوات للاستطلاعات المتخصصة في تقييم أداء الحكومات المتعاقبة، والتي تكفي للحكم على ظاهرة معينة، بات واضحا أنه ليس هناك أثر كبير لمعظم هذه الحكومات في إحداث تغيير منشود كما يريده الشعب، فالاتجاه العام لرأي الأردنيين يكون أكثر تفاؤلا في استطلاعات التشكيل، ثم يقل التفاؤل مع مرور الأيام، أي أن هناك شبة علاقة سلبية بين الزمن والتوقع الإيجابي في أداء الحكومات لدورها وتحملها مسؤوليتها، ولعل هذا يعتبر أحد أسباب تقلب الحكومات المستمر. وقد يحاول البعض الاعتراض على هذا مبررا ذلك بحصول الحكومة الحالية على شعبية غير مسبوقة، و بالتالي خروجها عن هذه الفرضية!

وهنا لا بد من وقفة حقيقة؛ حتى لا نكون عثرة في التغيير، ونسهم في إلهاء الشعوب عن الإصلاح المنشود، فمن الواضح أن الارتفاع النسبي للرضا الشعبي ينتج عن عوامل تابعة وليس عوامل مستقلة، كما يسمى في منهجيات البحث العلمي، غير منطلقة من إرادتنا وخطتنا في التغيير، وهكذا دواليك في كل الحكومات المتعاقبة، فهذه حكومة حظها في مشكلة تلوث مياه، وتلك في مشكلة بورصة وأزمة مالية ، وهذه يرتفع النفط في عهدها، وتلك يهبط، وهذه لها دور في انتخابات (نزيهة)، وأخرى لتمرير سلام (بطولي)، أو غيرها من الحكومات التي أدت المطلوب منها، ثم ولت وتولت.

فحتى تضطلع استطلاعات الرأي بأحد أدوراها المهمة، بفهم الآراء وقياس الاتجاهات الحقيقة عند الناس، وتقييم الحكومات، وتكون دافعا للتغيير من قبل صناع القرار، وتعكس الرغبة الجادة لديهم، بأن يتحول المواطن من خانة المفعول به ولأجله إلى موقع المؤثر المتفاعل مع قضايا مجتمعه، عليها أن تتحقق فيما إذا كان متوقعا أن تحدث هذه الحكومات تطورا وتغييرا حقيقيا، يوضع له مؤشرات محددة، ولنرى بعدها كيف تكون النتائج، لا أن نكتفي بمقارنات بسيطة بين شعبية حكومة ومصداقية أخرى بمواضيع هامشية لن يتلمس آثارها السواد الأعظم من المواطنين.

لن يحدث التغيير المنشود طالما بقيت هذه الحكومات أداة تابعة لتمرير سياسيات معينة، والتفنن في التنفيس عن الشعب، ومحددة بالإطار السلبي العام للنظام وبالطبيعية المجتمعية والخصائص المعروفة لمن يتولى هذا المنصب في الأغلب الأعم.
لن يحدث هذا التغيير طالما استمرت هذه الحكومات في جل ممارساتها تطبق سياسات وأنماط إدارية سلبية متوارثة مثبطة للإبداع والتغيير، مكرسة للواسطة والمحسوبية، طاردة للكفاءات، مقربة للطابور الخامس، تغفل عن الدراسات العلمية الجادة ـ وليس (الديكورية) ـ لصنع السياسيات العامة.
وأهم من كل ذلك، لن يرتجى من هذه الحكومات تغييرٌ حقيقيٌ، وهي تفتخر بالاستناد إلى دراسات "إكتوارية" في إدارتها، في حين تهمش أوامر الشريعة وحكم الله وتطبيق أحكامه في رسم سياساتها واتخاذ قراراتها!
من المهم أن لا نسهم في تعطيل التغيير النهضوي المنشود من خلال التفاؤل والتحليل والتوقعات؛ والاستمرار في إلهاء الشعوب بتغييرات وزارية شبه سنوية، بل وأيضا حتى لا تظلم حكومات، ولا يتوقع من أخرى أكبر من حجمها.

-------------------
سامر أبو رمان
كاتب وباحث أردني


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

منظمات، المجتمع المدني، الأردن، ،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-02-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، أحمد النعيمي، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د- محمد رحال، محمد الياسين، صباح الموسوي ، حاتم الصولي، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، محمد العيادي، فوزي مسعود ، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، مراد قميزة، صلاح الحريري، طلال قسومي، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، محمد شمام ، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، د - صالح المازقي، أبو سمية، سامح لطف الله، الناصر الرقيق، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، حسن عثمان، فتحي العابد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، فتحي الزغل، عزيز العرباوي، صفاء العربي، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، علي عبد العال، تونسي، إياد محمود حسين ، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله الفقير، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، عمر غازي، فهمي شراب، جاسم الرصيف، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - عادل رضا، محمود سلطان، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، د - المنجي الكعبي، سلوى المغربي، محمد يحي، يحيي البوليني، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، مجدى داود، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، أحمد بوادي، صفاء العراقي، محمد أحمد عزوز، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، كريم السليتي، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة