البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7778


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا شك أن صمود الشعب الفلسطيني قد أحبط مساعي إسرائيل لتحقيق أهدافها في الحرب الظالمة التي شنتها على الشعب الفلسطيني على مدى ثلاث وعشرين يوماً. لكن هذا صمود الهائل يجب ألا يدفع الفلسطينيين الى عدم دراسة ما حدث خلال الحرب واستخلاص العبر منه. فواضح أن الحرب كشفت عن العديد من مظاهر الضعف في الأداء الفلسطيني التي يتوجب معرفة أسبابها ومعالجتها بأسرع وقت، مع العلم أن هذه المظاهر لا تتجسد في الجوانب المادية والميدانية فحسب، بل أن المقاومة الفلسطينية مطالبة بإعادة تقييم النظرية االأمنية التي تستند إليها بشكل عملي. ومن خلال مسار الحرب وحتى نهايتها يمكن القول أنه يتوجب إعادة النظر في عدد من المبادئ التي تشكل النظرية الأمنية للمقاومة:

الإعداد والتجهيز للمعركة



على الرغم من أن أحداً لا يتوقع أن يكون إعداد المقاومة العسكري للمعركة مساوي ولا حتى يقترب من إعداد كيان الإحتلال الذي تميل موازين القوى لصالحه بشكل جارف، ومع ذلك فأن حركات المقاومة كان بإمكانها أن تكون أكثر جاهزية للمعركة، سيما أنه كان بالإمكان تقليص تفوق الاحتلال، وتحديداً في مجال مواجهة الدبابات وسلاح الجو الإسرائيلي. فلا يعقل أن يتبين أن المقاومة لم تكن تملك صواريخ مضادة للدروع كتلك التي كان يملكها حزب الله أبان حرب لبنان الثانية، سيما صواريخ " كورنيت " التي كان لها بالغ الأثر في إلحاق خسائر فادحة في الجيش الإسرائيلي. في ذات الوقت لم يكن من الممكن أن يترك المقاومون فريسة سهلة للطائرات الإسرائيلية، وحتى النسخة البسيطة منها، طائرات الإستطلاع بدون طيار والتي لعبت دوراً حاسماً في تقليص قدرة المقاومين على التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في الأراضي الفلسطينية. أن عدم الجاهزية في الاستعداد العسكري يعتبر صورة من صور التقصير التي لم كان بالإمكان تجنبها.

إعتماد قطاع غزة كساحة مواجهة رئيسية



لقد شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة في ظل وضع مثالي، حيث أمن كيان الاحتلال من إنفجار أي جبهة أخرى غير جبهة غزة. فمن أسف انطلقت حركات المقاومة الفلسطينية في عملها المقاوم خلال السنين الماضية من إفتراض أن قطاع غزة هو ساحة المواجهة الرئيسية ضد إسرائيل، بعدما توقفت المقاومة في الضفة الغربية، بسبب مطاردة أجهزة سلطة عباس وجيش الاحتلال. فلا يمكن أن يتحول قطاع غزة الى ساحة المواجهة الرئيسية مع الاحتلال بسبب الظروف الجيواستراتيجية الخاصة به، والتي لا تمكنه من لعب هذا الدور، حيث أنه بالاضافة الى صغر مساحة القطاع وطبيعة تضاريسه المستوية، فأنه محاصر من كل الجهات، ويفتقر للعمق الإستراتيجي الداعم. فقد بات واضحاً أن خوض مواجهة فاعلة ضد الاحتلال يتطلب فتح جبهات أخرى.

إعادة تقييم أدوات المقاومة



بسبب الطابع الجيواستراتيجي الخاص بقطاع غزة وبعد أن سحب الجيش الإسرائيلي قواته منه، فقد ظلت عمليات القذائف الصاروخية هي وسيلة المقاومة الأبرز التي تعتمد عليها المقاومة الفلسطينية. وأن كان من حق المقاومة استخدام كل الوسائل ضد الاحتلال من حيث المبدأ، لكن هذا لا يمنع أن يتم تقييم دور هذه الوسيلة بين الفينة والأخرى. ولذا يتوجب فحص مساهمة الصواريخ الفاعل من خلال تسليط الأضواء على مردودها. وهنا يتوجب أن نشير الى أنه رغم هشاشة المنطق الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب تمكنت من إقناع العالم من أن اطلاق الصواريخ من قطاع غزة يوازي اعتداء من دولة، ويتوجب الرد عليه بنفس القوة التي يتم فيها الرد على " عدوان " الدول. من هنا فقد شكلت الصواريخ مسوغ لإسرائيل لاستخدام ترسانتها العسكرية ضد المدنيين والبطش بهم.

الجمع بين الحكم والمقاومة



لقد شكلت الحرب الأخيرة اختباراً واضحاً وحاسماً لفكرة الجمع بين الحكم والمقاومة. فإسرائيل اعتبرت أنه من حقها ضرب كل مؤسسات السلطة والحكومة في قطاع غزة بسبب سيطرة حركة حماس على الحكم،فتحولت مراكز الشرطة الوزارات ومجالس الحكم المحلي وحتى النوادي الرياضية اهداف مشروعة لضربها، ولقد تفهم العالم الفعل الإسرائيلي. من ناحية ثانية فعلى الرغم من أن حماس في الحكم لكنها لم تكن ولن تكون صاحبة قرار المقاومة، بمعنى أن أي فصيل فلسطيني مهما كان حجمه وبغض النظر عن الدوافع التي تحركه بإمكانه إشعال الجبهة مع إسرائيل، في الوقت الذي تظل حركة حماس هي المسؤولة في نظر إسرائيل عن أي عمل مقاوم يتم في قطاع غزة بصفتها الحزب الذي يتولى الحكم، وتتولى دفع اثمان ذلك. لقد وظفت الكثير من الحركات المقاومة لإبتزاز حركة حماس، والتشكيك في نهجها ودوافعها.

لا يعني هذا التوصيف أن تتخلى حماس عن الحكم ليعود محمود عباس ومن معه، بل يتوجب أن يتم البحث عن صيغ أخرى، وبالفعل فأن هناك بعض الصيغ التي تستطيع أن تشكل مخرجاً للوضع القائم.

فضاء عربي حاضن



لقد تبين بالدليل القاطع أنه بدون فضاء عربي محيط داعم للمقاومة، فأنه لا أمل بتوفير الظروف المناسبة لها. وللأسف فأن المحيط العربي لا يكتفي بعدم تحريك ساكناً، بل يتورط في العدوان ويوفر لإسرائيل المخارج السياسية لتحقيق الإنجازات. وبكل تأكيد أن المقاومة الفلسطينية تغيير هذا الواقع العربي، لكنها في نفس الوقت يجب عليها أن تضعه في الحسبان عند تخطيطها لخطواتها.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، مقاومة، فلسطين، غزة، اسرائيل، جهاد، استعمار، احتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-02-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عواطف منصور، د- محمد رحال، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، محرر "بوابتي"، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، نادية سعد، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، عراق المطيري، صفاء العربي، د- جابر قميحة، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، أنس الشابي، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، سامح لطف الله، مراد قميزة، د. أحمد محمد سليمان، صلاح المختار، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، د. أحمد بشير، أحمد الحباسي، طلال قسومي، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، تونسي، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بنيعيش، د- هاني ابوالفتوح، رضا الدبّابي، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، محمود طرشوبي، د - عادل رضا، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، علي الكاش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، سيد السباعي، العادل السمعلي، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، مصطفى منيغ، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، أبو سمية، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، علي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، وائل بنجدو، صفاء العراقي، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، د. خالد الطراولي ، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة