البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة

كاتب المقال سامر أبو رمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7992 samirrumman@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يسعد موقع "بوابتي" انضمام المفكر والباحث الأردني سامر ابو رمان، للمساهمين بالنشر بموقعنا، ويدير سامر أبو رمان مراكز بحثية منها: مركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي، و المركز العلمي للدراسات السياسية.

موقع بوابتي

--------------------

أخذت جدلية الأخلاق في السلوك الدولي مكانة بارزة في أدبيات مدارس العلاقات الدولية المختلفة من حيث مكانتها، ودرجة الالتزام بها في سلوك الدول – وخاصة إبان الحروب – في أعلى درجات الغضب والحقد على الآخر.

وتعتبر المدرسة الواقعية من أكثر المدارس تطرفا في تهميش دور الأخلاق، وإن كانت ترى أنه يمكن أن يكون للالتزام الأخلاقي دعاية في حالة عدم معارضتها للمصلحة القومية للدولة. وإن الناظر إلى السلوك الإسرائيلي، وما تقوم به من حرب إبادة وتقتيل في قطاع غزة، يجد أنها لا تبالي بالقيم الأخلاقية، حتى لو كانت تخدم سمعتها؛ وذلك لأن السلوك الإسرائيلي منبثق عن أبعاد عقائدية متعصبة واستعلائية على الأمم، وخاصة الأمة الإسلامية. في حين نرى عند مقارنة بين هذا الفكر والسلوك مع الفكر و السلوك الإسلامي على مدار التاريخ نرى أن المباديء الأخلاقية الدولية تراعي في الفكر الإسلامي؛ لأنها جزء من كيان وذات الدولة الإسلامية وأهدافها.


فلنأخذ على سبيل المثال مسألة المثلة أو التمثيل "التشويه" بالعدو بعد القتل، فلقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم- يوصي جيش المسلمين بقوله:" إياكم والمثلة.."، حتى لو مثل الأعداء بالمسلمين. وما أجمله من تعليل عند الفقهاء لهذا المبدأ بقولهم:" إن هذه رذيلة، والإسلام لا يجازي أهل الرذائل برذيلتهم". ولم تكن تلك النصوص محصورة "محجورة " في إطارها النظري؛ بل تعدت ذلك إلى واقعها العلمي، حيث مثل المشركون بجثة "حمزة بن عبد المطلب" أشنع تمثيل، ولم يفكر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يمثل بأحد من قتلاهم، بل كان الرسول –صلى الله عليه وسلم – يأبى أن يمر على جثة كانت ملقاة على الأرض دون أن يأمر أصحابه بدفنها، كما حصل لقتلى معركة بدر. قارن ذلك بما فعله اليهود من ترك جثث الفلسطينيين ملقاة على الأرض دون دفنها، أو حتى السماح للمنظمات الإنسانية بدفنها، بل لقد وصل الأمر بهم إلى أن يعيدوا إطلاق الرصاص على الشهداء؛ لتفريغ أحقادهم في أجساد الفلسطينيين، بل إنهم قصفوا الأموات في مقابرهم دون الاكتراث لحرمة ميت. وقارن ـ أيضا ـ بنهي الرسول – صلى الله عليه وسلم – بوصاياه:" لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا، ولا امرأة، ولا راهبا في صومعته ".


وعندما رأى امرأة مقتولة قال: " ما كانت هذه لتقتل ". فلا يجوز أن تقتل هذه الفئات غير المقاتلة. ويؤكد جمهور العلماء على أنه لا يجوز ذلك حتى لو كان من باب المعاملة بالمثل، وتعليل ذلك أيضا: أن الإسلام لا يجاري الأعداء بهذه الرذائل.

وانطلاقا من هذه القاعدة فإن جَوَّعَ العدوُّ أسرى المسلمين فلا معاملة بالمثل؛ لقوله تعالى:"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ". وهذا صلاح الدين الأيوبي عندما أسر عددا ضخما من الجيوش الصليبية ولم يجد عنده طعاما يكفيهم، فكان بين أن يميتهم جوعا، أو يطلق سراحهم، فدعته فضيلة وأخلاق الإسلام أن يطلق سراحهم، فخرجوا وتكاثفوا وكونوا من أنفسهم جيشا يقاتله، فلم يندم صلاح الدين على ما فعل، ورأى أن يقتلهم في الميدان محاربين على أن يقتلهم في الأسر جائعين، وكانت المفارقة الكبيرة بين صلاح الدين وبين قائد الفرنجة الإنجليزي عندما استسلم له جماعة من المسلمين فقبل الشرط، وقتلهم جميعا.

وقارن ذلك ـ أيضا ـ بما تفعله إسرائيل في قطاع غزة من منع الغذاء والدواء وأساسيات الحياة عن الفلسطينيين، واستهداف المسعفين ومجموعات الإغاثة الطبية، وما تفعله من تسويف ونقض للعهود، ويصدق فيها قول الشاعر:

حلفت لنا ألا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا ألا تفي

هذه أخلاقنا المستمدة من نصوص الرحمة والنخوة والعزة، وهذه أخلاقهم المستمدة
من نصوص التوراة المحرفة الباطلة الحاقدة.


----------------
سامر أبو رمان
باحث أردني


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الاخلاق، يهود، تنظير، غزة، صلاح الدين الأيوبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-01-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  استطلاعات الرأي الدموية !
  الوحدة الوطنية في الحوارات الدينية
  مسار التأييد الشعبي الأمريكي للحروب واحتلال العراق
  في ذكرى وفاته:الداعية ديدات، نموذج مختلف في الحوار الديني
  التبرير الأمريكي للقتل
  الرأي العام الأمريكي وإشكالية العلاقة مع العالم الإسلامي
  فن صناعة الولاء الأمريكي وزارعة الحقد العربي
  الموظفون .... الحاجات الإنسانية أولاً
  الجنسية ... الدين ثم التراب
  قياس أراء الموظفين، أكبر من مجرد السؤال عن الرضا
  الصومال الصومال... قبل فوات الأوان
  وزارات التعليم العالي والتناقض مع تكنولوجيا العصر
  الهيمنة الإستراتيجية، والمسامحة التكتيكية.. الصهاينة والفاتيكان
  لماذا أعلن الفاتيكان الحوار مع المسلمين ؟
  فلسطين : خطيئة الفاتيكان السياسية – الدينية
  الدراسات والأبحاث الميدانية
  استطلاعات السلام في الصومال
  الاستهزاء بالمسيح .. استمرار للتنكر الإسرائيلي لمعروف المسيحية
  الحكومات والتغيير
  منتدى أمريكا والعالم الإسلامي إستراتيجية المحافظة على موازين القوى
  "إسرائيل" نموذج شاذ في العلاقات الدولية
  الأخلاق على المستوى الدولي بين الإسلام و الصهاينة
  الحرب على غزة واتجاهات الفكر الإسلامي في الصراع الدولي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
تونسي، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، صلاح المختار، الهيثم زعفان، علي الكاش، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، نادية سعد، أحمد بوادي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد عمر غرس الله، محمد الطرابلسي، محمد الياسين، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، جاسم الرصيف، مصطفي زهران، رمضان حينوني، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، عمر غازي، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، يحيي البوليني، سعود السبعاني، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، سلام الشماع، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، رضا الدبّابي، عبد الرزاق قيراط ، د - عادل رضا، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، مجدى داود، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، أبو سمية، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، صالح النعامي ، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد بشير، أنس الشابي، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، رافد العزاوي، فتحي الزغل، د - المنجي الكعبي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، عزيز العرباوي، علي عبد العال، منجي باكير، إسراء أبو رمان، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، محمد العيادي، أحمد ملحم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة