البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي

كاتب المقال  صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9146


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بمجرد انتخاب تسيفي ليفني لتكون الزعيمة الجديدة لحزب " كاديما " الإسرائيلي الحاكم، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية المقبلة، سارعت وسائل الإعلام العربية الى نشر ترجمات لتقارير في الصحف العبرية والأجنبية حول سيرة ليفني الشخصية، والتركيز بشكل خاص على فترة خدمتها كضابطة في جهاز " الموساد "، ودورها في تنفيذ العديد من التصفيات التي طالت قيادات فلسطينية في أوروبا. ودائما ما نولي نحن العرب أهمية كبيرة للخلفية الشخصية والمهنية والعسكرية للقيادات الإسرائيلية ونحاول أن نبنى تصوراتنا إزاء مستقبل تعاطي هؤلاء الزعماء مع قضايا الصراع من خلال تتبع السيرة الذاتية لها. لا شك أن السلوك المستقبلي لقادة إسرائيل يتأثر بماضيهم، لكننا نتجاهل دور النظام التربوي الذي يعد أكبر مصدر من مصادر التأثير ليس فقط على هؤلاء الزعماء، بل على المجتمع الصهيوني بأسره، والذي كان له بالغ الأثر في دفع هذا المجتمع بأسره نحو التطرف والغلو الأيدلوجي وتشرب الأفكار العنصرية نحو العرب. فحسب الأبحاث التي صدرت في إسرائيل ذاتها يتبين بشكل واضح أن كتب التعليم التي تدرس في المدارس اليهودية لعبت دوراً أساسياً في تشدد النخب السياسية والمجتمع الصهيوني وحالت دون التوصل لتسوية سياسية للصراع. وعلى سبيل المثال تؤكد دراسة أعدها الباحث الصهيوني إيلي بوديا أن كتب التدريس الاسرائيلية أشعلت طيلة نصف القرن الماضي جذوة الصراع الفلسطيني العربي، وكرست حالة الحرب، وحالت دون التوصل للسلام بين العرب واليهود. ووصف بوديا مناهج التدريس اليهودية ب " المنحرفة "، منوهاً الى أن هذه المناهج تتميز بطغيان الصورة النمطية والأفكار المقولبة حيال العرب، وزرع كراهيتهم في نفوس التلاميذ الإسرائيليين. ويستنتج بوديا بأن ما جرى داخل جدران المدارس الإسرائيلية قد اثر إلى مدى بعيد في قرار الحرب والسلام لدى قادة الدولة العبرية. ولا خلاف بين الباحثين الصهاينة على أن جهاز التعليم الإسرائيلي قد اختار النهج القومي الذي يخضع الماضي لاحتياجات الراهن والمستقبل على حساب الحقيقة والموضوعية في كتابة التاريخ بهدف خلق ذاكرة جماعية تحفل بالمواقف المسبقة عن العرب وتكرس التعاطي العنصري معهم. وتعنى كتب التدريس الصهيونية بتعميق القيم الصهيونية ورعاية الأساطير والتمجيد بأبطالها من أجل ضمان صهر المستوطنين الذين قدموا من بلدان مختلفة في بوتقة وذاكرة جماعية واحدة. وتؤكد الدراسات التي عنت بتأثير مناهج التدريس على طبيعة الأفكار التي يبلورها الصهاينة نحو العرب أن هذه المناهج سعت لشيطنة العرب وتجريدهم من إنسانيتهم، وساهمت في ترسيخ صورة نمطية لدى الصهاينة عن أنفسهم بحيث ظهروا دائماً بصورة الغربيين المتحضرين صانعي السلام، في حين عرضت مناهج التدريس العرب على أنهم " الخونة العدوانيون المتخلفون والمجرمون والخاطفون القذرون والمبادرون دوماً نحو التدمير ". وتشير دراسة للباحث باروخ كريملنغ إلى أن كتب التدريس تحفل بالإشارات الى أوضاع القبائل اليهودية في الجزيرة العربية قبيل البعثة المحمدية وبعدها، حيث يتم وصف هذه القبائل بأنها " شريفة ومحترمة وشجاعة، بينما وصف العرب بأنهم ماكرون وخونة وبأنهم هزموا اليهود بالخدعة والمؤامرة ". ويؤكد الباحث بوديا أن العربي يظهر في كتب التدريس الإسرائيلية " كمتوحش ومحتال ومخادع ولص وسارق وإرهابي "، مؤكداً أن الذين صمموا المناهج الإسرائيلية حرصوا على تجريد العرب من انسانيتهم. ويقول الباحث اليهودي سيغريد ليحمان "نحن كيهود نميل إلى رؤية العربي كغير اليهودي كأحد الاغيار، نحن كأوروبيين نراه آسيوي خصماً لتطلعاتنا القومية وكاشتراكيين نحن نراه كممثل لاشد انماط الرجعية سواداً ". واللافت هنا الإشارة الى أن القائمين على النظام التربوي الصهيوني حرصوا على إعطاء تفسيرات شاذة وعنصرية حتى لمبادرات بعض الأنظمة العربية " السلمية ". فوزير التعليم الصهيوني الأسبق زبولون هامر علق في حينه على الزيارة التي قام بها الرئيس المصري السابق أنور السادات لإسرائيل حيث قال "هناك زعماء عرب يظنون انهم إن لم يكونوا قادرين على القضاء علينا في ميدان المعركة، فإنهم سينجحون في فعل ذلك عن طريق عملية " السلام ". وتؤكد دراسة حديثة صادرة عن جامعة حيفا أن كتب التدريس الاسرائيلية تحاول تكريس قناعة مفادها ان السلام مع العرب " يهدد إسرائيل المهزوزة ويستلزم تحصين الناشئة بتقوية الوعي الصهيوني".. وتشير الدراسة الى انه عندما حاول وزير التعليم الصهيوني الأسبق اسحاق نافون احداث تقارب بين التلاميذ العرب واليهود داخل اسرائيل، لم يشارك في هذه الأنشظة الا 2% من المربين اليهود. وأشارت الدراسة للموقف الصارم للمؤسسة الدينية اليهودية الرافض لعقد مثل هذه اللقاءات. وينوه الباحث الصهيوني سام سموحا أن مناهج التدريس الإسرائيلية باتت تغرس قيمة الفاشية لدى الشبيبة اليهودية حيث تم إخراج كل ما يتعارض مع الرواية الصهيونية من كتب التدريس وذلك من أجل المساهمة في تكريس هذه الرواية في عقول وقلوب النشئ الصهيوني.

قصارى القول لا يمكن بناء تصورات مستقبلية لسلوك قادة الصهاينة ونخبهم السياسية بمعزل عن التعرف على سمات النظام التعليمي ومناهج التدريس التي تربى عليها هؤلاء القادة وتلك النخب. وواضح تماماً مما سبق أن النظام التربوي الصهيوني قد غرس بذور الحقد والكراهية والفاشية عميقاً عميقاً في ذاكرة الصهيانية حكاماً ومحكومين بشكل لا يجوز معه لعاقل توقع إمكانية حل الصراع القائم بالطرق السياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يهود، اسرائيل، فلسطين، تعليم، غزو فكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-10-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، سلوى المغربي، د - محمد بنيعيش، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، أحمد بوادي، حاتم الصولي، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، منجي باكير، فوزي مسعود ، سيد السباعي، محمد يحي، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العراقي، فهمي شراب، أحمد النعيمي، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، طلال قسومي، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، صلاح المختار، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، سعود السبعاني، فتحي العابد، عمر غازي، خالد الجاف ، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفي زهران، محمد الياسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، صباح الموسوي ، حسن عثمان، مراد قميزة، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، محمد العيادي، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، سليمان أحمد أبو ستة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، صفاء العربي، رافد العزاوي، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة