البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8555


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


للأسف الشديد فأن التعاطي العربي مع إسرائيل في الأعم ينطلق من أحد منطلقين متناقضين وخطيرين في آن معاً، وهما التهويل والتهوين. فهناك قسم من العرب يتعامل مع إسرائيل من منطلق التهويل، وتصويرها وكأنها بعبع لا قبل لأمة العرب به، وأن أفضل صور التعاطي مع هذا البعبع يتمثل بالتوافق معه وقبول ما يتفضل به على اعتبار أن أي مواجهة مع هذا الكيان ستنتهي بخسارة محققة. وأولئك الذين يتبنون مثل هذه المقاربات هم دعاة الحلول الإستسلامية وأرباب الفكر الإنهزامي، الذين لا يتوانون في تبرير كل تنازل لإسرائيل وتقديمه على أنه " أفضل ما يمكن احرازه " في ظل موازين القوى القائمة، ولسان حالهم يقول " ليس بالإمكان أفضل مما كان ". والذي يلاحظ السجالات الفكرية على صدر صفحات بعض الصحف العربية يلمس بسهولة وجود نخب متخصصة في تكريس هذه الصورة لإسرائيل ومهاجمة أولئك الذين أخذوا على عاتقهم التصدي لوجودها السرطاني في قلب الأمة، والإستهزاء بهم والتقليل من شأنهم والتشكيك في دوافعهم.

نظرية " بيت العنكبوت "

أما خطاب التهوين، فهو قائم على الشعبوية والتسطيح، عبر التهوين من قوة إسرائيل وتقديمها على أساس أنها مجرد " بيت عنكبوت " واهن. وأهل هذا الخطاب الذين ينتمون في الغالب للتيارات الإسلامية والقومية لا يقدمون تفسيرات مقنعة وموضوعية لحقيقة بقاء إسرائيل في قلب المحيط العربي ومراكمتها لعوامل القوة وأسباب المنعة العسكرية والإقتصادية بشكل جعل الدول العربية تخفق في معظم حروبها مع هذا الكيان. واضح تماماً أن مثل هذا الشكل من أشكال التعاطي خطير لأنه لا يساعد على إعمال العقل والفكر، ويدفع نحو توفير المتطلبات الضرورية لحسم المواجهة مع هذا الكيان. لذا فأنه يفترض بنا أن نسلك نفس الطريق التي سلكته إسرائيل في تعاطيها معنا، والقائم على اعتبار معرفة الطرف الأخر متطلب ضروري لتحقيق النصر عليه. فنحن مطالبون بمعرفة عدونا بشكل موضوعي ودقيق قائم على الدراسة والبحث والتمحيص وإعمال الفكر وليس عبر الركون الى فيض العواطف والمواقف المسبقة. ففي إسرائيل تستند عملية صنع القرار تجاه كل القضايا وتحديداً تلك المتعلقة بالتعاطي مع العرب أولاً وقبل أي شئ على المعرفة والمعلومة المجردة. لذا فأن كل من يرصد الجهد الاسرائيلي في مجال تأمين أسباب التمكين للمشروع الصهيوني يفاجأ بالحرص الصهيوني الفائق على معرفة كل ما يدور في العالم العربي عبر رصد علمي موضوعي ومحاولة تحليله وفق آليات تحليل منطقي تتولاه مراكز بحث ودراسات متخصصة في مجال رصد المعلومات وتحليلها واستقرائها واستنباط نتائج تؤسس لتحقيق فهم أكبر لما يدور في العالم العربي من تطورات وأثر ذلك على اسرائيل. وفي نفس الوقت تقوم فرق بحث أخرى بوضع خطط لمواجه هذه التطورات في العالم العربي بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني.

مكتباتهم وتراثنا

اللافت للنظر أنهم في إسرائيل يولون اهتمام كبير بكل ما يتعلق بالعرب والمسلمين وثقافتهم وتراثهم وأدبهم. أنني أذكر أن إحدى زميلاتنا في الجامعة كانت تعد رسالة الماجستير في الشريعة الإسلامية، فاحتاجت الى أحد المراجع، وعبثاً حاولت العثور على هذا المرجع في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها فوجئت عندما وجدت هذا المرجع في مكتبة الجامعة العبرية في القدس المحتلة. وأذكر أن أحد الباحثين العرب المقيمين في لندن كان معنياً بإعداد بحث حول المشاكل التي تواجهها إحدى الدول الخليجية ، فلم يجد من المراجع ما يكفي باللغة العربية، لكنه وجد مراجع وكتب حول ذات القضية في مكتبة جامعة تل ابيب. وللأسف الشديد فأن المرء يذهل من عدد مراكز البحث الاسرائيلية التي تتخصص في دراسة مختلف القضايا في العالم العربي. فهم لا يتركون صغيرة ولا كبيرة في العالم العربي الا ويشبعونها بحثا ودراسة حتى يخلصوا في النهاية الى تقديم استنتاجات بشأنها لصناع القرار.

الاستشراق الصهيوني
ويلعب المستشرقون الصهاينة دوراً أساسياً في عملية صنع القرار المتعلقة بالتعاطي مع العالم العربي سواءاً في زمن الحرب والمفاوضات. فكل الوفود الإسرائيلية التي تفاوضت مع المصريين والفلسطينيين والأردنيين والسوريين تم تطعيمها بأكاديميين مستشرقين، وهناك من المستشرقين من قاد الوفود التفاوضية مثل داني رايبونفيتش المستشرق المختص بالشؤون السورية، والذي يرأس جامعة تل أبيب حالياً، والذي رأس الوفد الإسرائيلي المفاوض مع سوريا في محادثات " شبيردستاون " في العام 2000. للأسف الشديد، فأنه في الوقت الذي لا يوجد فيه ولو مركز أبحاث عربي جدي متخصص في الشؤون الإسرائيلية، فأننا نجد في المقابل العشرات من مراكز الأبحاث الإسرائيلية المتخصصة في الشؤون العربية والإسلامية، بحيث أن كل مركز من هذه المراكز يضم وحدات متخصصة تعنى بالقضايا التفصيلية في العلاقة مع العالم العربي. ومن الأهمية بمكان هنا أن نشير الى ما تم الكشف عنه مؤخراً في إسرائيل من أن قسم الابحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة ب " أمان " تضم وحدات متخصصة بدراسة شخصية لقادة الدول العربية وزعماء فصائل المقاومة. ولعل من أهم هذه الوحدات كانت الوحدة المختصة بدراسة ملف الرئيس العراقي السابق صدام حسين التي كان يرأسها ضابط برتبة عقيد متخصص في علوم الاستشراق ويساعده مستشرقون اخرون وعلماء نفس.

ومن أخطر مصادر التهويل والتهوين عدم وجود حركة ترجمة نشطة من العبرية للعربية، مع العلم أن هناك حركة إصدارات ضخمة باللغة العبرية في كل المجالات. من هنا فمن الضرورة بمكان أن يتم التصدي لهذا الجهد لخدمة الأمة وقضاياها ولتحسين قدرة الأمة على مواجهة اعدائها بلا تهويل ولا تهوين.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-06-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، مجدى داود، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، كريم فارق، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، صباح الموسوي ، صفاء العربي، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، ياسين أحمد، منجي باكير، حسن عثمان، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، أبو سمية، صفاء العراقي، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، محمد العيادي، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، رمضان حينوني، تونسي، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، يزيد بن الحسين، عراق المطيري، محمود سلطان، رضا الدبّابي، أنس الشابي، مصطفي زهران، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، فهمي شراب، سعود السبعاني، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، عواطف منصور، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، سيد السباعي، نادية سعد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة