البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 280


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقد أنقذ طوفان الأقصى المسلمين من اجتياح حضاري و خسارة مدوية حين فتح أعينهم وأعين البشرية كلها وكشف الوجه الكالح للحضارة الغربية، لم يفعل ذلك عبر الكتب او التصريحات بل عبر حقائق ناطقة من المنظومة السياسية والاعلامية والاجتماعية الغربية التي ظهرت سافرة لا تغطيها حتى شجرة التوت... هل يمكن لنا بعد اليوم أن نبقى ندرّس كتاب رسالة في التسامح وكتاب العقد الاجتماعي وغيرهما من الكتب التي تمجد فلسفة الغرب حول الانسان والكون والحقوق والحريات والمساوة والعدل؟ من سيصدق هذه التنظير بعد حرب الإبادة في غزة التي تباركها المنظومة الغربية؟ هل يبقى بيننا مفتتنٌ بهذه الفلسفة "التنويرية الإنسانية" إلى حد تدريس أدبياتها حتى في المساجد بعد أن رأوا الفجوة السحيقة الهائلة بين الكلام الاستهلاكي وحقيقة الغرب في الواقع؟

نعلم أن أكثر الخسائر فداحة في المعارك الحضارية هي الكفر بالأفكار والقناعات لأنها أسهل وسيلة للغزو الحضاري، و تكلفتها خفيفة للغاية مقارنة بالجيوش والأسلحة، وها قد انكشفت هذه الأفكار "التحررية" وتبين كذب الطلاء الذي لفّها به الرجل الأبيض ليروّج زيفه وعدوانه وتنكره لأبسط معاني الإنسانية خارج حدود بلدانه وخاصة إذا تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين...بعد الطوفان انتهى العصر الاستعماري وتوقفت دورة الحضارة الغربية، اندحر ذلك الاستعمار الذي بدأ عسكريا فلما فشل تحول الى الغزو الناعم فلما فشل رجع إلى مربع العدوان العسكري السافر وظهرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومعها معظم الدول الأوربية كقوى استعمارية متراصة الصفوف لا تخجل من شن او مباركة حرب إبادة جماعية على غزة بشكل علني لكن بوادر فشلهم تلوج في الأفق واضحة جلية بعدما كسرت المقاومة غرورهم بصمودها الأسطوري، فعليهم انتظار دورة التاريخ لتدفع أجيالهم اللاحقة أثمانا باهظة ... نقول هذا لأنه لم تُبْتَلَ فئةٌ في التاريخ بأن اجتمع عليها العالم يحاربها مثلما ابْتُلي أهل غزة، فلا شك في كون أبنائها الطائفة التي رفعت لواء الحق، وغيرُها بين راتع في الباطل خيانة وتآمرا أو قريب منه خذلانا وعجزا، لذلك يحق لغزة أن تأخذ نفسا عميقا ثم تبصق على الكوكب كله باستثناء تلك الفئات غير المنافقة التي وقفت في وجه الغطرسة الغربية – ومنهم يهود مناهضون للصهيونية – طيلة العدوان على القطاع وكفرت بالمرجعية الغربية بعد أن اكتشفت زيفها.

ويمكننا القول – بعد أن زالت الغشاوة عن أعين كثير من المنخدعين بالحضارة الغالبة - إننا أفضل من الغرب، أجل هو متقدم علينا ماديا وتنظيميا أي في شؤون الحياة لكنه أضاع الدين والأخلاق والقيم الإنسانية، وتمرد على الفطرة، ففقَد معنى الأسرة ومعنى الشرف ومعنى الحياء والحشمة، يرفع شعار الانسانية لكنه عنصري منافق يكيل بمكيالين، يحتقر الأمم الأخرى وثقافاتها وخصوصياتها (هذا ما لا يفعله الإسلام، فما زال المسيحيون متواجدين بين المسلمين في الشرق بدينهم وكنائسهم وثقافتهم)، خرج عن الفطرة وسقط في البهيمية في أبشع صورها فأفسد البيئة وأفسد إنسانية الإنسان حتى إن جميع الأوبئة والأمراض الخبيثة تأتي من هناك، وهو يزيّف الحقائق ويزعم زورا أن السيدا جاء من إفريقيا.، وحتى في المجال الديني لم يبق للكنيسة أي صلة بالمسيحية، فهي تبارك العدوان الغربي على الشعوب، وتعقد الزواج بين المثليين وتفعل في داخلها أشنع وأقبح الأفعال المنافية للأخلاق، ورغم كل هذه المثالب ما زال الغرب ينصّب نفسيا دركيا على العالم وحتى في مجال الأخلاق !!! ولئن تسلط على العالم كله فإن استهدافه للإسلام ودوله وشعوبه أشنع وأبشع، وهذه هي الحالة السورية تفضح ازدواجية معاييره ومنطقه الغريب:

ففي لصين المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة، في الهند المسلمون أقلية كبيرة جدا ولم يتم إشراكهم في السلطة، في الفلبين المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة، في أوروبا المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة، في إيران المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة، في روسيا المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة، في مقدونيا المسلمون أقلية ولم يتم إشراكهم في السلطة،... لكن في سوريا يشكل المسلمون 90 ٪ من السكان ويطالب هذا الغرب بإلحاح وبطرق غير ديبلوماسية أن تكون السلطة للأقليات بالدرجة الأولى حتى تلك التي اعتمد عليها النظام البائد في حكمه الإجرامي .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، طوفان الأقصى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-01-2025  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عبد الآله المالكي، صلاح المختار، رمضان حينوني، محمد العيادي، د. طارق عبد الحليم، كريم السليتي، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد علي العقربي، د- محمد رحال، علي عبد العال، منجي باكير، بيلسان قيصر، نادية سعد، سلام الشماع، د - صالح المازقي، كريم فارق، سيد السباعي، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، عواطف منصور، صفاء العربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، عراق المطيري، أحمد الحباسي، موسى عزوق، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، وائل بنجدو، مجدى داود، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، ياسين أحمد، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، رافع القارصي، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، حسن الطرابلسي، جاسم الرصيف، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، صالح النعامي ، فتحي الزغل، د. صلاح عودة الله ، د- جابر قميحة، أنس الشابي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، عمر غازي، تونسي، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامر أبو رمان ، المولدي اليوسفي، أحمد بوادي، محمد شمام ، علي الكاش، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، محمود سلطان، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، طارق خفاجي، د- هاني ابوالفتوح، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، طلال قسومي، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز