البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

متدينون لكن...

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 216


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يطلب من المتدين أن يكون مثاليا ولا معصوما لكن هناك سلوكيات تناقض أدنى درجات التدينّ، لا ينبغي للمؤمن أن يكون من أصحابها ولا أن تصبح صفة ملازمة له.

ما نقول في المتدين الذي يتجه إلى القبلة ويدير ظهره لليتامى والأرامل والمحتاجين وهو قادر على مساعدتهم؟ والذي يسجد لله ويتكبر على عباده؟ الذي في الصف الأول في المسجد لكنه في الصف الأخير في خدمة المجتمع وبذل شيء من المال والجهد والوقت؟ الذي يتصدق يوما وهو قادر على أن يتصدق دوما؟ الذي طاف بالبيت الحرام وكرر الحج والعمرة لكنه لا يطوف على بيوت أقاربه الذين يطحنهم الجوع والمرض والحاجة؟ الذي يقوم الليل ويصوم النافلة ويدير تجارته بالغش والأيمان الكاذبة ولا يتورع عن تنمية ثروته بالشبهات والحرام الصريح؟ الذي يتقاضى المرتب كاملا ويتهرب من العمل وقضاء حاجات الناس؟ الذي لا يفارق المصحف لكنه لا يرحم من بكى ولا يرقّ لمن اشتكى؟ الذي يعتني بمظهره "الإسلامي" لكن قلبه يغلي حقدا وبغضا وكرها للمسلمين، يرى أنهم أضل من اليهود والنصارى كأنه موعود بوراثة القصر الأبيض على يمين العرش؟ الذي يعدّ نفسه من الفرقة الناجية ومن النخبة وهو يصطف مع الظالمين ضد المظلومين، يلعن الضحية ويدعو للطاغية المتجبر بطول البقاء؟ الذي يرفع صوته بالإنكار على حليق اللحية لكنه ساكت عن قول كلمة الحق أمام حاكم جائر وهو قادر على ذلك؟ التي تبكي عند سماع موعظة لكنها تضحك وهي تمشي خارج البيت بلباس النوم؟

من عاش من بعيد مآسي غزة وإبادة شعبها ويداه مغلولتان لا ينفق على إخوانه مما آتاه الله ولو كان قليلا بل يضيف إلى ذلك التشكيك في المقاومة وفي وصول المساعدات إليها، يلمز الجمعيات العاملة والمقاومة نفسها ويظهر في مظهر الناصح الأمين؟ الذي يرى بعينه المسلمين يبادون إبادة بشعة في غزة ويتلذذ بمباريات كرة القدم ويتحمس لفريقه ويطير فرخا لتسجيل هدف أو يكاد يموت كمدا لخسارته؟

ما نقول في المتدين الذي يتمنى – من الناحية المبدئية – انتصار الإسلام ورفع رايته على أنقاض الرايات الجاهلية لكنه يصطف دائما مع المشككين في إي إنجاز لتحرير بلاد المسلمين وإثخان العدو، يشكك، يثبط، يخذل، يسيء الظن بالمجاهدين، يحمل أعمالهم على أسوأ المحامل، يروج شبهات المناوئين بل يؤمن بها ويكاد يقول عنهم "هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا" !!! أي هو موضوعيا مع الأعداء، يستبشر المسلمون خيرا وهم يرون التدبير الإلهي بأعينهم حيث وفر طوفان الأقصى الظروف لتحرير سورية من استبداد النظام الطائفي المجرم ومن الاحتلال الروسي الإيراني، وهذا يحمل في طياته بشارة أنه سيحرر فلسطين، فذاك قدر الله المحتوم لكن ذلك المتدين مشكك غير مرتاح متذمر من الثورة لا يكاد يخفي حننيه إلى الاستبداد، ويغلف كل ذلك بالمآلات التي لا يراها إلا خرابا لا مفر منه، وما هذا إلا تعبير عن وقوعه تحت تضليل إعلام محور الشر العربي.

أجل، لا يخلو أحد من نقائص و ذنوب لكن التناقض إذا بلغ هذه المستويات أحال التديّن إلى مجرد طقوس لا روح فيها ولا فائدة منها، وأعتقد أن على الأئمة والمربين الرساليين أن يركزوا في دروسهم وخطبهم وندواتهم على مثل هذه التناقضات الصارخة التي تخرم الدين وتعطي عن المتدين صورة مقززة وتعطي عن الإسلام ذاته صورة مشوهة تنفر المقبلين عليه وتستفز المنتمين إليه، كما أن عليهم إحياء أخلاق الرجولة والشجاعة والشهامة والأنفة والعزة وعدم إحناء الظهر إلا لله، ورفض الظلم والحيف من أي كان، عليهم ربط التدين بهذه المعاني وتحريره من الذلة والسلبية والدياثة المعنوية كما هو شائع في صفوف من يسمون أنفسهم "الفرقة الناجية"...فليجددوا الخطاب المسجدي وليطعموه بهذه القيم لإعداد جيل النصر، ولا بأس أن يسألوا المتدين: هل غيّر طوفان الأقصى منك شيئا؟ إن كنت مقيما على معصية هل تركتها؟ إن كنت متهاونا عن الصلاة هل أصبحت تقيمها؟ إن كنت بعيدا عن الله هل أقبلت عليه؟ إن كنت هاجرا للقرآن هل تصالحت معه؟ إن كنت شحيحا هل تحركت يدك بالعطاء؟ إن كنت مشتغلا باللهو واللعب هل تركت ذلك وانخرطت في الجد؟

إن الأمة تنتصر بصلاح أفرادها وتهزم بذنوبهم، فلننصرها بإصلاح أنفسنا والخرص على التدين الصحيح المثمر...وفي نفس الوقت ننصر إخواننا بكل ما استطعنا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التدين، الإسلام، الفكر، الثقافة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب
  التربية الراقية

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، عراق المطيري، أحمد بوادي، تونسي، عبد الغني مزوز، د - محمد بنيعيش، مراد قميزة، المولدي اليوسفي، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد علي العقربي، كريم فارق، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، خالد الجاف ، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، صالح النعامي ، محمد أحمد عزوز، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، أنس الشابي، صلاح الحريري، عمار غيلوفي، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، حاتم الصولي، سلوى المغربي، وائل بنجدو، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، نادية سعد، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، فتحي العابد، عواطف منصور، موسى عزوق، عبد العزيز كحيل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، د - شاكر الحوكي ، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، سامح لطف الله، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، عمر غازي، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، محمود سلطان، عبد الله زيدان، طارق خفاجي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، بيلسان قيصر، منجي باكير، سعود السبعاني، كريم السليتي، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفى منيغ، فوزي مسعود ، سلام الشماع، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، د - عادل رضا، د- محمد رحال، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، علي الكاش، رافد العزاوي، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، ياسين أحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز