البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 131


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مايوت باللسان الفرنسي موطا بلسان سكانها العرب القمريين (تبركا بموطا الإمام مالك كما بيناه في مقال سابق)، زارها أمس الرئيس ماكرون بعد أسبوع من وقوع كارثة الإعصار شيدو الأشد في تاريخها من حيث الضحايا البشرية والخسائر المادية إلى الحد الذي يفوق كل تصور وتقدير نظرا لافتقار بنية هذه الجزيرة التحتية والفوقية إلى كل مقومات الحياة الكريمة رغم وفرة خيراتها البحرية والبرية التي تحتكرها سلطات الاحتلال وتضيّق على عامة سكانها المعيشة لإبقائهم تحت رحمة المستعمر الفرنسي وخدمة أغراضه الخاصة وقطع كل سبيل أمام تحرر أبنائه من ربقة الاحتلال وامتلاك مصيرهم بأيديهم.

ولذلك لم تر السلطات الفرنسية بمناسبة هذه الكارثة التي حلت بالجزيرة إلا التعلّل بالهجرة المتزايدة فيها وكثرة النسل لتبرير عجزها عن عدم تلبية كافة الاحتياجات المتزايدة بتزايد المهاجرين والسكان، وهما العنصران المتصلان بهوية المسلمين والعرب اللذين أصبحت فرنسا تتأفف منهما في المسدس وفي سائر مستعمراتها وتعالجهما للأسف من منطلقات عنصرية ولائكية منحازة.

ولم يتردد ماكرون بعدما اطلع على الوضع المأساوي في الجزيرة في نقض الرأي السائد في الأوساط الفرنسية المعارضة وحتى المعتدلة والقائل بإلقاء المسؤولية على حكومته في إدارة شؤون الجزيرة للإهمال المتسببة فيه من حيث البنية التحتية وسياسة القمع المتبعة لمنع السكان من التعبير ورفع مطالباتهم بالاستقلال والتحرر من الاحتلال.
ومتشجعا بحملته لإعادة إصلاح كنيسة نوتردام بعد الحريق الهائل الذي أتى عليها عن طريق جمع الهبات والتبرعات أوحى له ما جرى في مايوت الإسلامية الفرنسية أن يعاملها معاملة الكنيسة لكن لا بإقرار المهاجرين المسلمين ومن الإكثار من نسلهم في ربوعها توطئة لإعمار على أسس عمرانية سليمة قادرة على الصمود بمواجهة الزعازع والأعاصير.حتى لا يعود يتأفف لا هو ولا روطايو وزيره للداخلية (المتصلب ضد الإسلام والمهاجرين والذي سبقه بالزيارة إليها لتجسس الوضع)، من عادات المسلمين بالتعجيل في دفن موتاهم في الكوارث والحروب دون تأخير إكراما لهم. لأن هذه العقيدة منعت السلطات الفرنسية من عد القتلى والمفقودين لضبط المقيمين الشرعيين من غيرهم في حساباتهم للتعويض والشؤون القانونية للتمتع بالمنح والامتيازات. فالإعصار الرباني قضاء لا يرد ولكن القضاء الاستعماري حتما يرد لأنه ظالم غشوم وإن تلحف بزي القسيسين وجلباب الأباطرة.وبات التطهير العرقي والديني وجدل التخلص من المهاجرين قبل الإعمار أم بشرطه هو موضوع الإعلام الدائر، وهو من مقدمات السقوط الفرنسي في فخ الصهيونية.
ولا يستغرب أن يميّز ماكرون بين هبات إسلامية تأتيه لهذا الغرض من مسلمي فرنسا ومسلمين في كل مكان وهبات مشروطة بأن تصرف في غير وجهها لتأبيد الاحتلال الأجنبي في الجزيرة المكرمة باسمها الموطأ لا جزيرة الموت كما يشاء التلفظ الفرنسي الاستعماري.

تونس في ١٩ جمادى الثانية ١٤٤٦ ه‍‍ / ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جزر القمر، مابوت، فرنسا، الاحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل
  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، صلاح المختار، تونسي، إسراء أبو رمان، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، خالد الجاف ، كريم السليتي، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد علي العقربي، محمود فاروق سيد شعبان، ضحى عبد الرحمن، رافع القارصي، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد العزيز كحيل، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، محمد العيادي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، صفاء العربي، جاسم الرصيف، محمد الياسين، حاتم الصولي، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد ملحم، سلوى المغربي، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، عمار غيلوفي، محمد شمام ، أحمد الحباسي، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، د. خالد الطراولي ، طارق خفاجي، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، طلال قسومي، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، د. عادل محمد عايش الأسطل، الناصر الرقيق، المولدي الفرجاني، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، سامح لطف الله، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، مراد قميزة، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، سيد السباعي، مصطفى منيغ، فتحي الزغل، حسن عثمان، أحمد النعيمي، محمد يحي، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، منجي باكير، بيلسان قيصر، عبد الله الفقير، د. عبد الآله المالكي، المولدي اليوسفي، رمضان حينوني، د. صلاح عودة الله ، فتحي العابد، فهمي شراب، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، أنس الشابي، موسى عزوق، علي الكاش، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز