البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 285


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها وربما نقول كما قيل قبلنا أعظم الشعوب أكثر ها عقوقا لزعمائها! ‏كطلب الوالدين من ولدهما الخروج من الدين فعصيانهما ليس بالعقوق على الوجه الصحيح بل هو الطاعة في غير الكفر. وكذلك الشعوب بوجه زعمائها فالطاعة لهم كفر إذا لم يستقيموا على الطريقة، ونزْعهم من السلطة واجب ديني.

ولذلك تتسابق الدول التي تريد الهيمنة على غيرها باستغلال العامل الديني للإطاحة بحكام الدول المناوئة لسياساتها بالتدخل في الشؤون الداخلية لأولئك الحكام.

ومشكلة الأسد واضحة. فنظامه ضحية للاستعمار الفرنسي ‏الذي انضاف إليه بعد الحرب العالمية الثانية التدخل الغربي عموما والأمريكي خصوصا.

فقد ظل يعاني من هذا التدخل ‏كما ظلت أفغانستان تعاني في الماضي من الشيوعية السوفياتية ثم بعد تحررها أصبحت تعاني من الإمبريالية الأمريكية والغربية. وكان وقود التدخل الأجنبي هو إذكاء ‏نار العامل الديني لطرد المحتل والحلول محلّه بعنوان ردّ الجميل وقبول المساعدات والقروض للاستقلال بالنفس ‏عمن دونه ‏من غير أصحاب الفضل عليه.

‏فيُفضي الأمر إلى نظام هجين لا شعبي بالمرة يعجب ﴿الكفار نباته﴾، فيولد معارضات داخلية شتى تجد صداها المحفّز للثورة على دولتها لتتخذها الأطراف الأجنبية وقودا دينيا لأغراض الضغط على النظام القائم للفوز فيما بعد بثمرات تضحياتها وشهدائها وهكذا دواليك. فالحركات الدينية المصنفة سابقا إرهابية إذا توصّلت إلى تحقيق الأهداف فأول من يهنيها هي الدول التي كانت تصنفها «إرهاب إسلامي» وتلوّح لها الآن بإخراجها من قائمة الإرهاب! ‏ولذلك تتسابق الدول التي كانت في الماضي تحارب نظام الأسد تحت مسمى إحلال ‏الديمقراطية والدفاع عن الحقوق الحريات ضد نظام استبدادي دموي، تتسابق ‏بإعلان حذرها وتمهلها حتى‏ ترى المعارضات الإسلامية السورية التي رفعت راية سورية الجديدة وهي تتسلّم الحكم كيف ستتصرف مع الأقليات، كما صرّح بذلك المستشار الألماني شولتز، وكأنه لا يمارس مسبقا تدخله في شؤون غيره!

أما بايدن فيعِد بعلاقات جديدة مع إيران في ضوء ما تحقق حسب رأيه من تعبيد الطريق لسياسة أمريكية مغايرة مع طهران بعد أن أصبحت أذرعها مقصوصة في لبنان وغزة وسوريا أخيرا، وأنه بإمكانه الاطمئنان أكثر لأنه مستمر في الإبقاء على نفوذه وقواعده العسكرية في البلد المحرر من الأسد والمرشح لتأمين حدود إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد. هذا من خلال هذين الموقفين مما حصل في سوريا، قلت هذا بعض ما تنطوي عليه استراتيجياتهما إضافة إلى فرنسا وبريطانيا اللتين لهما أكثر من أطماع أمريكا وإسرائيل لسبق ماضيهما الاستعماري المليء بالمآسي في بلاد الشام والعراق والأردن، وتحيّنهما الفرص لمنع تركيا وإيران أن تعاودا علاقاتهما الإسلامية الوطيدة مع هذا البلد الذي أمنه واستقراره كالبناء المرصوص حجرة حجرة هو وأمنهما واستقرارهما.

***

كل العالم من المحيط إلى المحيط وعينه على سورية المنبعثة من رمادها أن تعود إلى مجدها في العروبة والإسلام كعهدها في بناء الحضارات الأقدم في العالم إلا إسرائيل وحلفاءها من الأوروبيين والأمريكيين الذين تقمصوا الأدوار التي لم ينتخبهم لها أحد في مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة كشرطي الديمقراطية والحقوق والحريات.

‏واعتقادنا أن الشعوب التي تضحي بنظام مهتوك لحساب النظام الجديد لا يمكن أن ترهن نفسها له أي للنظام الجديد إذا فوّت كسابقه التخلص من التدخل الأجنبي السلبي على علاقاته الوثيقة مع من يشاطره نفس القضايا والطموحات.

فالجوانب السلبية التي طبعت بميسمها نظام الأسد وولدت معارضات إسلامية ‏مختلفة إنما تولدت لتمنع في المستقبل من تجدد انعكاس كل تأثير سلبي على إرادة الشعب السوري من أن يستعيد عبقريته المميزة ‏بكل حرية ومصداقية وتجعله يقوى على كل التحديات.

الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها مثلها في هذه الأيام مثل الشعب العربي السوري التي سقط البعث فيه بعد سقوط حكمه في العراق في ٢٠٠٣ قبل عشرين سنة ليخلي الطريق لا للفوضى والديمقراطية المغشوشة ولكن للبناء والأمن والاستقرار والتعمير.

***

وتعيث الصهيونية في عرين الأسد وقد أخلاه صاحبه بعد استعصاء طويل على الإرادات الأمريكية والأوروبية للتطبيع مع إسرائيل أو الاعتراف لها بأدني احتلال من أرض الشام الفيحاء، أرض الرسل والأنبياء وأقدم الحضارات في تاريخ البشرية.. وسيرى الأعداء تأبِّي من يخلفه على هذه الأرض الطيبة المجاهدة في سبيل الأمة العرية والإسلامية، كيف أن مجرّد أسمائهم وأسماء جيوشهم وحركاتهم وملامحهم تنبئ بأنهم سيصونون العرين لأسْد الله الجُدد، أسْد فلسطين والشام جميعا، بأقطاره الأربعة بحدودها الاستعمارية التي تسقط أمام إرادات أممهم أو شعوبهم ولا تلبث أن تتوحد في وجه إسرائيل والولايات المتخذة .. وما وراءها من استعماريين غربيين جدد في ثوب كاسر لنشر الديمقراطية والدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة، وهي تكذب وتكيل بمكيالين، وأوّل من ينتهك التشاريع الإنسانية والإلهية لأغراضهم العدوانية على حقوق الآخرين حتى سلّط الله عليهم من يحمد الشريعة باسم أحمد الشرع وبهيئة تحرير الشام وليس فلسطين فحسب!

فلتمض إسرائيل في اقتضام سوريا بعد غزة والضفة وجنوبي لبنان لأن نهايتها إلى زوال لأن العتوّ في الأرض هو علامة السقوط على صخرة الحق، الحق الذي تسمى به الله لجلاله عنده تعالى.

تونس في 7 جمادى الثانية 1445 ه‍‍ / 9 ديسمبر 2024م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، إسقاط النظام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-12-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الموقف الذي يجب أن يتوضح للفصل بين العمومي والخصوصي
  ‌السلاح الذي يبطل النووي هل يكون في إيران
  عودة إلى ما قبل حماس في غزة
  التهافت على الدين كفرا باتباعه
  الفتن النائمة في أوروبا بين دولها والولايات المتحدة
  التجديد أو الإصلاح بين الإسلام ونواقضه
  ‌‏والعقبى لإسرائيل في العناد وركوب الرأس مع ترامب
  ‌الإبحار في الفلسفة بدون بوصلة مفسدة للطفولة المبكرة
  ‌‏الدين والمال للتمكين
  ‏الأرض للعم سام ومن عليها..
  غزة ولاية أمريكية.. الأولى في قارة آسيا؟
  ترامب وناتنياهو أحدهما في قناع الآخر
  محمد الضيف رمز طوفان الأقصى
  ‏الخشية على ترامب من الصهيونية
  فلسطين : ‏من وراء الغيوم شام نجم الشفق
  الإسلام والمكانة المتميزة في حفل تنصيب ترامب
  كالشعر والسياسة كالشعر والدين
  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي العابد، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، طلال قسومي، عراق المطيري، عمار غيلوفي، أحمد ملحم، صلاح الحريري، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، د. أحمد بشير، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، حسن عثمان، عزيز العرباوي، أنس الشابي، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، فهمي شراب، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، محمود طرشوبي، محمد الطرابلسي، رافع القارصي، أحمد النعيمي، علي الكاش، أحمد بوادي، خالد الجاف ، محمود سلطان، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، الناصر الرقيق، محمد شمام ، مصطفى منيغ، العادل السمعلي، أ.د. مصطفى رجب، د. طارق عبد الحليم، كريم فارق، د.محمد فتحي عبد العال، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، سلوى المغربي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، ياسين أحمد، صالح النعامي ، محمد يحي، عواطف منصور، سامح لطف الله، تونسي، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، صفاء العربي، حاتم الصولي، صلاح المختار، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، المولدي اليوسفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، بيلسان قيصر، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، محرر "بوابتي"، د - محمد بنيعيش، سامر أبو رمان ، عمر غازي، مراد قميزة، أبو سمية، المولدي الفرجاني، أشرف إبراهيم حجاج، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، مجدى داود، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، موسى عزوق، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز