البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اختبار الإبادة لإسرائيل

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 156


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قرار محكمة الجنايات الدولية، الوحيدة التي بإمكانها القضاء بحكم الإبادة الجماعية على المتهمين، قرارها اليوم بإصدار مذكرة اعتقال بحق ناتنياهو ‏ المجرم الأول في إسرائيل جاء كالبلسم على الجراح. والمتوقع أن تتلو هذه المذكرة الأولى مذكرات اعتقال كثيرة لمجرمين آخرين من قادة إسرائيل، من ضباط وعساكر ووزراء وسياسيين مورطين بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين في حربهم العادلة يوم ٧ أكتوبر العام الماضي من أجل فك رقبتهم من الاحتلال الصهيوني.

‏ولا عبرة بمن ‏يعارض هذا القرار من شخصيات رسمية بصفتها تلك أو حكومات متواطئة مع إسرائيل لأن هذه المحكمة هي غير محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة التي وقفت عند حد إقامة الدلائل الدامغة على شروع قادة الكيان الغاصب في الإبادة العرقية وجرائم الحرب وضد الإنسانية.

فالجنائية الدولية بخلافها، تجد نفسها فوق كل سلطة أممية أو وطنية بحكم استقلاليتها في نشأتها وقراراتها. وكل الدول المنضوية تحتها ملزمة بتنفيذ قراراتها، فلا مفر لأي متهم مطلوب لديها من الالتجاء إلى أي سلطة تحميه في تنقلاته عبر أراضيها أو في سماواتها من القبض عليه وتسليمه لعدالة المحكمة الجنائية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي ليست عضوا في هذه المحكمة تحفظا على نفسها وإن أيدت الكثير من قراراتها، وقبل يومين أصبحت في أكبر الحرج حين أسقطت مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة الذي رفعه الأعضاء العشرة غير الدائمين بمجلس الأمن.

فتوشك أمريكا بايدن أن تصبح في عزلة عن عالم، ثلاثة أرباع دوله ينتقدها في تحيزها لإسرائيل وانتهاك القوانين الدولية ويراها متهمة بالنهاية بالتحالف مع دولة محكوم عليها بالإبادة الجماعية فهي وإياها في اختبار إبادة لا سابق لها.

وتهدد اليوم دون مواربة بتسليط عقوبات على المحكمة لقرارها الأخير باعتقال حليفها ناتنياهو.

فهل ستذهب إلى حد التضحية بنفسها من أجل إسرائيل أم تسلمها لمصيرها لتحقق نبوة ترامب ‏بأمريكا قوية من جديد؟ ‏

والقول قديما كما تدين تدان أو والقصاص حياة هي حكمة عقلية وهي سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى عظة وعبرة للناس. ومحكمة الجنايات الدولية لم تخرج عن سنن الكون بمحاكمة ‏ أدعياء إسرائيل اليوم بما اقترفوا من ذنوب يندى لها جبين البشرية.

وإسرائيل في اختبار عسير وكل من وقف وراءها ‏أمام قضاة هذه المحكمة الموقرة فسجلها من جرائم الإبادة الجماعية أقدم من هذا العام الذي شهد موجة من العدوان الغشوم يصنفها في مقدمة أعدى أعداء الإنسانية.

فهل تنصف المحكمة الجنائية الدولية بسجن ناتنياهو وأمثاله من المورطين عقابا له لا بإبادته كجسد كفعله بالآلاف المؤلفة من الفلسطينيين قتلا وتجويعا وإبادة عرقية مسطرة؟

وتكون هذه المحاكمة الجنائية في لاهاي محاكمة العصر وفرصة ‏لوضع حد للعقيدة الصهيونية والحرب ‏الممنهجة للإبادة العنصرية والإجاعة والتصفية الجسدية التي تولاها هذا الكيان الغاصب منذ نشأته بطاقمه العسكري والسياسي وإسقاط عضويته كدولة احتلال مارقة في الأمم المتحدة.

***

فإسرائيل الدولة الوحيدة في الأمم المتحدة الأمم المتحدة التي تحظى بقبعة الفيتو رغم أنها غير عضو دائم بمجلس الأمن وتتحدى القوانين الدولية والمحاكم ‏الجنائية لحماية جنودها وضباطها من تهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في ظل استغلالها للوبي الصهيوني في الولايات الامريكية المتحدة وفي العالم الغربي عموما. حتى أنها أعادت للاذهان وللسلوك الاجتماعي في أوطان كثيرة كابوس اللاسامية وطرد اليهود تذكيرا بالنازية.

وأمريكا لا محالة تظل تخسر هيبتها ونفوذها بسببها. ومع الانتشار النووي في العالم لم تعد تردع إلا ظلها لأن مصالحها في أركان العالم الأربعة عرضة لأية انتفاضة جماهير غاضبة أو مقاومة صادقة العزم والإيمان لتقلل راحتها وتبطل مفعول تهديدها وسلاحها ‏كما فعلت حماس بإسرائيل غداة طوفان الأقصى. ‏

وسيكون تهوّرها وراء الصهيونية من علامات ساعتها بالنسبة لانحلالها كالإمبراطوريات التي انفلت زمام قيادتها من يدي غير الموفقين على رأسها.

------
تونس في ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ ه‍‍ / ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤م


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ‏الاعتبار بالمحن
  الانتصار بغمامة وقف إطلاق النار
  ‌الدهس سياسة إسرائيل
  إن الإنسان ليأسى أن يرى أرواحا تزهق باطلا
  مايوت والإعمار أو المحنة بالاستعمار الفرنسي
  ‌‏العاصفة تكشف عن واقع التدمير الاستعماري الفرنسي لجزيرة مايوت الإسلامية
  الذين هم في موعد مع التاريخ
  عدوى التهارش السياسي في الديموقراطيات المعطلة
  ‌‏الشعوب العظيمة شديدة المراس على زعمائها
  ‌لو كان لا يبقى للفلسطينيين غير الدعاء لتحرير أرضهم..
  ‌‏‏لبنان أكبر من حجم التحدي الإسرائيلي الأمريكي
  دافع كره اليهود ومعاداة السامية ؟؟ أو ناتنياهية أشبه بالنازية
  اختبار الإبادة لإسرائيل
  ‏حرب يتحمل تبعاتها الطرف المتسبب
  ‏لا خيار أمام ترامب غير خيار الحق
  لابن خلدون نظر وتحقيق
  ‌في ذكرى انبعاث الطوفان لحمل العدو وآلته العسكرية إلى حيث مصيره
  قتل بحجم النصر لقضية ‏المتوفى
  الإسلاموية في فرنسا
  حبر الانتخاب أو بيعة الرضوان
  ‌قدس يسوى أغلى من حسن وهنية
  ‏لينعم السيد حسن نصر الله باستشهاده
  ‌‏بقتل سيد المقاومة اللبنانية تخسر ‏ إسرائيل
  الرمز يُعلى بالإستشهاد ولا يسقط بالموت
  اللائكية كدين يستقلع الأديان ليحل محلها
  الحرب سجال والإنتصار قتال
  قليل من قلة الذوق ‏والشعارات الفارغة
  عملية أللنبي الأخيرة
  جامعة وكلية وقانون‏ ونفوس معقدة من مخلفات الاستعمار ومقبلات الاستقلال
  المستقبل السعيد

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، فتحي العابد، محمد يحي، الهادي المثلوثي، عمار غيلوفي، عبد العزيز كحيل، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، أحمد الحباسي، محمد شمام ، طارق خفاجي، محمود سلطان، الهيثم زعفان، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، سامح لطف الله، علي الكاش، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، خالد الجاف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، عزيز العرباوي، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، المولدي اليوسفي، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، عواطف منصور، حاتم الصولي، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم السليتي، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، محمود طرشوبي، بيلسان قيصر، علي عبد العال، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، رمضان حينوني، أ.د. مصطفى رجب، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، عراق المطيري، سلوى المغربي، سيد السباعي، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، محمد الطرابلسي، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، طلال قسومي، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، كريم فارق، رضا الدبّابي، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، صلاح المختار، محمد علي العقربي، فتحـي قاره بيبـان، تونسي، مراد قميزة، وائل بنجدو، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز