البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القوى المارقة والقانون الدولي

كاتب المقال المولدي اليوسفي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 86


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعود مفهوم القانون الدولي إلى مؤسسي علمه ألبيريكو جنتيلي (1552 – 1608) وفرانسيسكو دي فيتوريا (1483- 1546) الاول كان إيطاليا انجليزيا ومدرس الملكة إليزابيث الأولى كما كان محاميًا دائمًا للسفارة الإسبانية في لندن، وعمل أستاذ قانون مدني في جامعة أكسفورد لمدة 21 عاماً. والثاني أستاذًا للاهوت في جامعتي سان جريجوريو وسلامنكا.
يجمع بينهما انتماؤهما إلى قوتين عظيمتين (إنجلترا واسبانيا) في القرن الخامس عشر ميلادي تلك الفترة التي عرفت أوج النهضة الأوروبية التي دفنت "أوروبا القرون الوسطى".

هذه الحالة العمرانية التي عاشتها أوروبا جعلتها تتطلع إلى الهيمنة على المشهد السياسي الدولي ومهدت إلى ذلك بتأسيس قانون دولي تمكنها حالتها العمرانية المتسمة بالقوة من فرضه. لذلك تقدم موسوعة "ويكيبيديا" القانون الدولي على أنه "مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول التي تدعي لنفسها السيادة ولا تعترف بأي سلطة أعلى منها." وعند مروق أحد القوى الدولية عن هذا القانون تُدمرُ المؤسسة القائمة عليه ويقع تعويضه بقانون آخر يؤمن توازنا جديدا بين هذه القوى العظمى. من ذلك لما مرقت ألمانيا سنة 1939 وكانت عندها من الدول القوية انهارت عصبة الأمم ومعها القوانين التي وضعتها القوى المنتصرة سنة 1918. فاندلعت حرب (1939- 1945) وعند نهاية الحرب وضع المنتصرون قوانين أخرى وأسسوا هيئة الأمم المتحدة إطارا لتلك القوانين. ولمزيد تدعيم هيمنة الدول العظمى وضعوا حق النقد وتقاسمه خمس دول مثلت نادي الكبار. اليوم تمرق الولايات المتحدة الامريكية بإصرارها على جعل ذراعها الأهم "الكيان الصهيوني" فوق القانون الدولي وتفرض احترام جرائمها. تقتل الولايات الأمريكية الفلسطينيين وتدمر البنى التحية الضرورية للحياة البشرية فتحطم محطات الماء والكهرباء وتأتي في الفتك بالإنسان ما لم تعرفه البشرية فهي تفرم الجرحى مع التراب بالجرافات وتمنع اسعافهم ودفن الموتى وتترك جثثهم تنهشها الكلاب على الهواء ....

تمارس الولايات المتحدة الإبادة الجماعية بجعل آلة القتل تشتغل على مدار الساعة وتفجر المساكن وتدمر المستشفيات دون مبرر سوى حق المستعمِر في الدفاع عن نفسه وتجريم فعل مقاوم الاستعمار....

قد تنجح الولايات المتحدة وأتباعها في تقليص اتحاد ساحات المقاومة لتنتهي بالاستفراد بغزة وتواصل الإبادة حتى آخر مقاوم فيها وتملأها بـ"المغتصبات" وتُسكن فيها أعتى الصهاينة اجراما ..... لكنها لن تقتل روح المقاومة ويوما ما تولد الفكرة من جديد وينبعث من الرماد سنوارا يُحيِ فعل المقاومة. حتما لن تحقق أمريكا اليوم ما حققته بإبادة الهنود الحمر سابقا فالأحوال غير الأحوال وامتداد الحضور الفلسطيني والتعاطف مع قضيته يجعل من الحمق تصور انهاءها... لم تترك أمريكا مخرجا لحالة الشرق الأوسط سوى نشوب حرب كبرى أخرى. فمع مرور الوقت ستتحرك قوى دولية أخرى ضد هذا المروق على القوانين الدولية. هذا قانون فزيائي اشتداد الضغط يولد الانفجار. وبعد نهاية الحرب يضع المنتصرون قوانين دولية جديدة ويأسسون لها هيكلا جديدا.

-------------
المولدي اليوسفي
أستاذ محاضر
علم اجتماع سياسي
تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القانون الدولي، الغرب، أمريكا، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-11-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، محمد علي العقربي، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، وائل بنجدو، أحمد ملحم، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، بيلسان قيصر، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، طارق خفاجي، مصطفي زهران، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، عمر غازي، د - الضاوي خوالدية، رشيد السيد أحمد، عبد العزيز كحيل، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، الهادي المثلوثي، أحمد بوادي، علي الكاش، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، صفاء العراقي، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، صالح النعامي ، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، رافد العزاوي، نادية سعد، مراد قميزة، حاتم الصولي، سلوى المغربي، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، د.محمد فتحي عبد العال، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمد رحال، منجي باكير، علي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، حسن عثمان، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله الفقير، سلام الشماع، أنس الشابي، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، المولدي اليوسفي، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، عراق المطيري، كريم السليتي، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، محمد الطرابلسي، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، صلاح المختار، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، محمد العيادي، أبو سمية، د - عادل رضا،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز