البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يستفيق "السلفيون"؟

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 205


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تيار تعددت أسماؤه وجوهرُه واحد...هل بقي عاقل مترددا في حقيقة من يزعم اتّباع السلف الصالح ويحتكر عنوان السلفية؟ أظن أن الشك قد زال عن كل متردد وكل من كان يحسن الظن بهذه الفرقة، فقد عرّاها طوفان الأقصى تعرية كاملة وأزال كل شك من حولها، ولم أندم أني ألاحقها منذ ثلاثين سنة، أبيّن حقيقتها وأحذر من خطرها على الإسلام والمسلمين، فسواء زعمت أنها "علمية" أو مدخلية أو جهادية فهي تُصدر عن إيديولوجيا واحدة وتستعمل أسلوبا واحدا وتنتهي إلى نهاية واحدة هي تخذيل المسلمين وإعاقة حركة الأمة والاصطفاف مع الأعداء – إلا قلة قليلة من أصحاب السلفية الوسطى - وليس القراء في حاجة إلى تذكيرهم بمواقف شيوخها من الحرب على غزة، فهم جميعا – من الحجاز إلى الجزائر مرورا بمصر والسودان والكويت – دأبوا على تخطئة المقاومة والسخرية من المجاهدين والتشفي في الشهداء وإيجاد الأعذار للعدو والاصطفاف الكامل مع الأنظمة المطبعة المتصهينة، لكن السؤال الكبير هنا يتعلق بأتباعهم، فهل سيستفيقون بعد ما رأوا خروج طائفتهم عن الإجماع الإسلامي وقيام شيوخهم بليّ أعناق الآيات والأحاديث لشيطنة الجهاد وتبرير خيانة الحُكام والتماس الأعذار للأعداء؟ ألم يروا في شيوخهم قسوة القلب وإغلاق العقل وتحريف الكلم عن مواضعه؟ ألا يربكهم هذا الانحراف الخطير عن منهج السلف والخروج عن إجماع الأمة؟ ألا يرون العلمنة الحثيثة تغزو بلاد الحرمين حيث العلماء والدعاة في السجون بلا تهمة ولا محاكمة والبساط الأحمر يفرش للتافهين والتافهات والمفسدين والفاجرات من كل حدب وصوب لإقامة حفلات المجون في أطهر بقعة على وجه الأرض؟ ألم يسمعوا بالمنكرات الكبرى في موسم الرياض ومسابقة الكلاب العالمية والاحتفالات الصاخبة لعبدة الشيطان في الإمارات – أي في جزيرة العرب – بإشراف رسمي؟ أين منهج السلف من كل هذا؟ إلى متى تبقى الأوهام تقودهم باسم التوحيد والعقيدة والفرقة الناجية والسلف الصالح؟ إن التوحيد الذي تعلمه الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم صنع جيلا أخرج اليهود من الجزيرة العربية أما التوحيد الذي تلقاه الوهابيون من شيوخهم فقد أعاد اليهود الى الجزيرة، فمتى ينتبه المغرر بهم إلى حقيقة التوحيد؟ أيها "السلفي" التوحيد ألا تخشى مع الله أحدا، أما إن كنت مثل كثير من شيوخك منبطحا للأنظمة المتصهينة عميلا للصهاينة تبيع دينك ومقدساتك وإخوانك بعرض من الدنيا قليل فاعلم أنك أنت الذي وقعت في الشرك، فتعلّم التوحيد ممن يدفع نفسه وولده وماله في سبيل الله هناك في غزة، فغزة هي اليوم مدرسة التوحيد الخالص ومجاهدوها هم بقية السلف الصالح وأهلها هم الفرقة الناجية لأن الدين عندهم ليس جدالا ومراء واستغراقا في المسائل المختلف فيها بل هو ممارسة ميدانية لذروة سنام الإسلام.

متى يستفيق هؤلاء "السلفيون"؟ ألا يتساءلون كيف نجا اليهود المعتدون ومساندوهم من المسيحيين والكفار من شيوخهم ولم ينجُ منهم المجاهدون والشهداء؟ ألا يرون كيف يجهدون أنفسهم لنفي الشهادة عن موتى غزة ويتبارون لنفي الجهاد عن الحرب هناك بشكل يُفرح الصهاينة إلى أبعد حد؟ أليست هذه خيانة لله ورسوله والمؤمنين؟ ألم يتساءلوا لماذا اختفت فجأة داعش والقاعدة والنصرة – التي تصف نفسها جميعا بالسلفية الجهادية – ولم يظهر لها أثر منذ طوفان الأقصى بينما سقط على أيديها آلاف المسلمين في العراق وسورية وغيرهما؟ أليس هذا دليلا على أنها أدوات أنشأها أعداء الإسلام لضربه من الداخل؟ ألم يقتنع الأتباع بعد أنها معركة الإيمان ضد الكفر والقلة ضد الكثرة وطالوت ضد جالوت والرشاش ضد الطائرة والطهر ضد النجاسة؟ ألم يتساءلوا أين موقعهم منها؟ ألا يحدثون أنفسهم بالانتقال من موقع صناعة الهزيمة إلى موقع صناعة النصر؟

بما أنهم يزعمون اتّباع شيخ الإسلام ابن تيمية أذكّرهم بأنه شارك بنفسه في الجهاد ضد التتار وأنكر على الحٌكام المتخاذلين في مصر والشام، وهذه بعض أقوله (وهم يقدسون أقواله في المسائل البسيطة المختلف فيها)، قال: الرباط في الثغور أفضل من المجاورة بمكة والمدينة، والعمل بالرمح والقوس بالثغور أفضل من صلاة التطوع"...وقال " أما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه فإن دفع ضررهم عن النفس والدين والحرمة واجب إجماعا" – الفتاوى الكبرى 5/ 537.

أرى أن ينهض العلماء والدعاة والمربون بتبصير هؤلاء الأتباع ومحاولة إقناعهم بالعودة إلى الجادة والتصالح مع الأمة ومحاربة قسوة القلب التي تربوا عليها بحيث لا يحسون بآلام المسلمين، وكذلك إغلاق العقل الذي حجب عنهم الحقائق وهي ماثلة أمامهم، مجسدة بين أيديهم، أما إذا تمادوا في غيّهم فهم خنجر مسموم في جسم الأمة يجرّ عليها مزيدا من الويلات في كل مكان.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، السلفية، الإسلاميون، السعودية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-10-2024  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  هذا هو معاوية بن أبي سفيان
  عن حالنا مع غزة والأمة
  رمضان وإحياء الربانية
  التديّن العاطفي والتديّن الواعي
  خواطر شامية
  درس غزة الأكبر
  صمدت غزة وانتصرت
  طوفان الأقصى والغرب ودورة التاريخ
  متدينون لكن...
  من بركات طوفان الأقصى
  الحل هو نبذ الاستبداد
  عن أحداث سورية الشقيقة
  صنصال والآخرون
  رسائل الكيان الصهيوني إلى العرب والمسلمين
  عن إضراب طلبة الطب
  أفضلُ تديّن ما كان مقترنا بجهد
  رسالة مفتوحة إلى الأموات
  هل يستفيق "السلفيون"؟
  تجديد العهد مع غزة الصامدة
  ألف تحية لطوفان الأقصى في ذكراه الأولى
  "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
  المدرسة وهمومها
  كيف نخدم قضية فلسطين؟ غزة تنزف...وفلسطين القضية الكبرى.
  غزة بين مناصر ومخذّل
  سورة البقرة والعنوسة والجنّ
  كلمة عن أولمبياد باريس
  الوصايا العشر المستقاة من طوفان الأقصى
  فن الرواية بين السنوار وهوارية
  حتى نرتفع إلى مستوى القرآن
  آسيا جبار... وجه للتغريب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، رافد العزاوي، عراق المطيري، سامح لطف الله، عبد العزيز كحيل، بيلسان قيصر، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، فهمي شراب، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، تونسي، العادل السمعلي، طارق خفاجي، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، المولدي اليوسفي، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، محمد العيادي، حاتم الصولي، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، علي الكاش، مصطفى منيغ، حسن عثمان، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، فتحـي قاره بيبـان، د- هاني ابوالفتوح، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، محمد شمام ، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د - المنجي الكعبي، عمر غازي، حسن الطرابلسي، موسى عزوق، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، صلاح المختار، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، مصطفي زهران، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، كريم فارق، أبو سمية، محرر "بوابتي"، نادية سعد، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، صالح النعامي ، صفاء العراقي، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، سلوى المغربي، صفاء العربي، محمد علي العقربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي الزغل، يحيي البوليني، مجدى داود،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز