البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‏"إسرائيل"، عندما تعربد العنصرية

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8953


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تشير المنظمات الحقوقية العالمية والإسرائيلية دائماً الى صور المعاملة السيئة التي يتعرض لها العمال الأجانب وطالبو ‏اللجوء السياسي من الأفارقة في إسرائيل، لدرجة أن بعض هؤلاء اقدم على الإنتحار بسبب هذه الممارسات. صناع القرار ‏في إسرائيل حاولوا تبرير هذه الممارسات بتحميل المهاجرين المسؤولية عن تجاوز قوانين الهجرة. لكن الشاعر والمفكر ‏متاي شمؤوليف يرى أن هذه الممارسات ناجمة عن تجذر الإعتبارات العنصرية في المجتمع الإسرائيلي. شمؤوليف يرى ‏أن الاعتبارات العنصرية لا تجد تعبيرها فقط في التعاطي مع الأجانب من عمال ولاجئين، بل هي عامل حاسم في تعامل ‏المجموعات اليهودية مع بعضها البعض، منوهاً في مقال نشرته صحيفة " يديعوت أحرنوت " الى أن النخب المسيطرة ‏على المجتمع الإسرائيلي تعتمد معايير مزدوجة في تعاطيها مع المجموعات الإثنية والدينية المكونة للمجتمع الإسرائيلي، ‏بحيث أنها تتبنى مصالح المجموعات الهامشية التي تخدمها، في حين تتنكر للمجموعات الأخرى. وهذا نص ترجمة المقال:‏

قد أخطأنا عندما أعتقدنا أن التوجهات العنصرية في مجتمعنا تقتصر على جماعات هامشية مثل حركة " كاخ " المتطرفة ‏التي أخرجت من إطار القانون بعد أن دعت الى طرد العرب بالقوة، أو ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين في أوروبا ‏قبل العام 1945. لكن في الحقيقة أن التعاطي العنصري المستند الى اعتبارات إثنية كان دائما متجذراً في المجتمع ‏الإسرائيلي وتحديداً لدى التعاطي مع مجموعات عرقية. ولذا فأن هناك آلية للفرز على أساس عنصري، التي أدت الى ‏تطوير مجموعات في إسرائيل مواقف عنصرية تجاه جماعات أخرى، وشيطنتها، بشكل يبرر عدم توزيع الثروة الوطنية ‏على أساس عادل بين مركبات المجتمع. فعلى سبيل المثال، يائير لبيد، أحد قادة حزب " شينوي " الذي تفكك في أعقاب ‏فشله في الإنتخابات الماضية، وعد بعودة حزبه للحياة السياسية الفاعلة من أجل التصدي للحركات الدينية الأرثوذكسية ‏اليهودية لقيامها بسرقة المال العام وإبتزازها مؤسسات الدولة. لكن لبيد لم يسأل نفسه: كيف تحول المتدينون في نظره الى ‏جماعة وضيعة يتم تفسير نقل المال لها على أنها عملية سرقة. ‏

إزدواجية المعايير تصرخ هنا، فعندما تقوم مديرية التعليم العالي بتوفير منح دراسية في الجامعات لجماعات تخدم النخب، ‏هذا الأمر يكون على ما يرام، أما عندما تطالب جماعة دينية منح مالية لطلاب المدارس الدينية، فأن هذا يعد سرقة. لبيد لم ‏يسأل نفسه: لماذا لا يرى هو والنخب اليسارية في المتدينيين إلا تهديداً على على علمانية إسرائيل ولحقيقة كونها جزءاً لا ‏يتجزأ من العالم الغربي المتطور، ولماذا تتم استثارة الكراهية تجاه المتدينيين رغم أن معظمهم يعيش في فقر مدقع.‏

ولرئيس الوزراء ايهود اولمرت توجهاته العنصرية، فهو قد طالب بطرد اللاجئين الذين وصلوا من أفريقيا بسرعة. لقد ‏أغقل لبيد وأولمرت حقيقة أن العمالة السوداء هي تلك التي عملت على إزدهار الإقتصاد الإسرائيلي وتطوره، دون أن ‏يحصل العمال على حقوقهم، لقد كان أول من مثل العمالة السوداء هم اليهود الشرقيون الذين هاجروا لإسرائيل من الدول ‏العربية في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وبعد العام 1967 تم استبدالهم بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع ‏غزة. لكن مع إندلاع الإنتفاضة الأولى في نهاية العام 1987، قرر وزير الدفاع في ذلك الوقت اسحاق رابين استبدال العامل ‏الفلسطينيين بعمال أجانب، الذين تحولوا الى طبقة جدديدة من أناس يجمعون الحطب وينتشلون الماء، في مجتمع يكابد كثرة ‏الصراعات بداخله.‏

واليوم يطرق أبواب إسرائيل الآلاف من الأفارقة الذين يرغبون بالعمل، وهم بشكل تلقائي يتحولون في نظر الدولة الى ‏طبقة واحدة لا تتمتع بأي حقوق، مع أن للدولة مسؤولية كبيرة تجاههم. بعض هؤلاء اللاجئين يبحثون عن لجوء، كما طرق ‏اليهود خلال الحرب العالمية الثانية أبواب العديد من الدول بحثاً عن اللجوء. ولم تستطع الدولة أن تحدد سياسة واحدة تأخذ ‏بعين الإعتبار حقوق وواجبات هؤلاء اللاجئين. ودوماً تطرح علاقة الجغرافيا السياسية بين إسرائيل وأفريقيا، وصراع ‏الهويات داخل إسرائيل نفسها. أن اللون والعرق هما من العناصر الهامة التي تؤثر على علاقة اسرائيل بالمهاجرين بغرض ‏العمل، لقد كان هذا مع اليهود الفلاشا ( الذين هاجروا من اثيوبيا )، واليهود الشرقيين والفلسطينيين. أن المشكلة تكمن في ‏حقيقة أن التفكير على أساس عرقي هو الذي يعتمل في نفوس الإسرائيليين ‏

وهناك مثال يتوجب ان يقتدي به قادة إسرائيل، وهو المرشح الديموقراطي لإنتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة باراك ‏اوباما الذي قال أن الولايات المتحدة مطالبة بمواجهة مشكلة الأعراق ووضعها على جدول الأعمال الاجتماعي والإقتصادي ‏والثقافي. ولم يخشى أوباما من تحليل مخاوف البيض من منح السود امتيازات في سنوات السبعين. ولقد طالب اوباما بنقاش ‏جماهيري حول الأعراق، مع أن مثل هذا النقاش قائم في السنوات الأخيرة. لقد طرح المرشح الديموقراطي على جدول ‏الأعمال القمع الذي تعرض له السود والأمريكيين المنحدرين من أمريكا الجنوبية. هل يمكن أن تجد إسرائيل قيادة جريئة ‏قادرة على طرح الاسئلة المتعلقة بالهوية والمجتمع في إسرائيل؟ أو أننا سنعود دوماً لإتهام المتدينيين أو اللاجئين من ‏أفريقيا.‏
أن المشكلة تكمن في حقيقة أن كلاً من اولمرت ولبيد والساسة في إسرائيل يفتقدون القيم الإنسانية، ولا يعترفون بالتعددية ‏الثقافية. لذا فأننا سنظل كمجتمع محكومين بالإعتبارات الإثنية، لذا فأن الفصل العنصري في إسرائيل سيتواصل.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-04-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، أبو سمية، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، صفاء العراقي، صفاء العربي، د - شاكر الحوكي ، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، أحمد ملحم، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، رافد العزاوي، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، محمد يحي، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، حاتم الصولي، د - الضاوي خوالدية، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، محمود سلطان، منجي باكير، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، عراق المطيري، أنس الشابي، د- محمد رحال، حسن عثمان، محمود طرشوبي، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، تونسي، سلوى المغربي، مراد قميزة، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، فتحي العابد، سيد السباعي، صالح النعامي ، كريم السليتي، ياسين أحمد، عزيز العرباوي، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، علي الكاش، محمد شمام ، د - عادل رضا، مصطفي زهران، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة