البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1521


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحكى أن أحدهم كان له ابن بلغ مبلغ الرشد، فأهداه بيتا فخما، وعمل على تزويجه فتاة ذات حسب ونسب، فأصبح الابن زوجا يقطن بيتا فارها مع زوجة يغبط عليها

وكان في الحي سفهاء وخفافيش، ولسبب ما وجدوا جرأة جعلتهم يدخلون بيت الابن / الزوج ويأتون داخله ما لا يجب فعله، و الزوج في كل ذلك لا يتكلم بل ولا يعترض أصلا إلا أن يكون في قلبه مما تتدافع به الخواطر، حتى تمادوا فأصبحوا يتواعدون بالبيت و يتنادمون ويسكرون داخله، كل ذلك والزوجة تحضرهم

ثم كان أن وفد عليهم صعلوك آخر به شيء من خفة عقل و بعض من تنطع وتفاهة ولعلها أحيانا تجتمع فيه كلها معا، فتشارك مع من سبقه في الاستخفاف بالبيت وأهله، واتخذه من سبقه زعيما لهم

حتى علم أهل الفتاة بالموضوع، فكلموا الابن / الزوج وطالبوه بأن يعمل على صيانة حرمة زوجته حيث يلمّ بها الغرباء والصعاليك حتى في غيابه

وكان رد الزوج أن ضحك منهم ومضى ولم يعقب، وكان الأب في حيرة من موقف ابنه ولكنه لم يرد أن يتركه نهبا للأصهار و كان يضطر كل مرة لابتداع ما يواجه به غضبهم، فمرة يقول لهم إن ابنه حكيم ينظر لأفق بعيد ويعلم ما لا نعلم ولا يريد أن يعامل أولئك الصعاليك بالحزم وينزل لمستواهم، ومرة يقول لهم إن ابنه تصدق بعرضه وهو يشكو أولئك المعتدين لربه وسوف يكون لهم خصيما يوم القيامة، ومرة يقول لهم نحن عائلة متحضرة ولن نرد على العنف والاستفزازات حتى ولو أهانوننا، ومرة أخرى يقول أن الصعاليك يحركهم الحساد والأعداء يريدوننا أن نرد على الاستفزازات ولو رددنا لكنا وقعنا في مخططاتهم، لكن الزوج كان بالمقابل يتألم ويبكي في نفسه مما يلقاه من المعتدين

حتى تمادى العجز وتطبّع معه، وصار لكأنّ لسان حال الزوج وعشيرته التي تدافع عنه: دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

ومضت الأيام وتكاثر الصعاليك بالبيت وكان صاحبنا الزوج في كل مرة يتلقى بخنوع يقرب للتسليم ما يبتدعه سفهاء الحي من إهانات حتى وقع اغتصاب الزوجة وهو في كل ذلك قابل بمصيره القبيح وأهله يدفعون عنه ما يلقاه من تقريع، وكان أن انجبت الزوجة سفاحا، والزوج لم يتحرك، ثم أخيرا قام الصعلوك بطرد الزوج من البيت واتخذ الزوجة خليلة واستولى على البيت وأثاثه

ساعتها، ساعتها فقط تحرك الزوج وأبوه وعشيرته مطالبين أهل الحي بالوقوف معهم للقصاص من المعتدي مغتصب الزوجة وإخراجه من البيت

الكل تنادى لطرد الصعلوك وعقابه وبدؤوا يتحاجون في ذلك، لكنهم لم يذكروا بسوء باقي السفهاء ممن سبق بالاعتداء على البيت، ولم يذكروا مجرد ذكر أفاعيلهم و إهاناتهم ولم يذكروا اغتصاب الزوجة ولم يذكروا ابن السفاح، ولعلهم بذلك تطبعوا مع تلك الأفاعيل، لم ينتبهوا إلا لآخر الصعاليك

أنا بالمقابل اعتقد أن من يجب البدء بعقابه واستبعاده هو الزوج المنكسر ثم الخفافيش الصغار ثم كبير الصعاليك، لأن جرأة كل أولئك إنما كانت نتيجة لتفريط وانكسار الزوج "الحكيم" وعشيرته التي كانت تدافع عنه، و أن اغتصاب الزوجة سببه أن الزوج ليس أهلا أصلا لان يقع معادلته بفتاة بذلك المستوى و أنه ليس جديرا أن يستؤمن على بيت فخم، وأنه إن أبقي مع تلك الفتاة فسيغتصبها صعلوك آخر وسيتناهشها سفهاء آخرون

ثم إن زوجا يغلبه من به خفة عقل، لجدير أن يركل ويطرد لحيث يستحق، أما الصعلوك فأمره يسير لو كان من يتصدى له رجال ذوو حزم وحسم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-12-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، د - صالح المازقي، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، صفاء العراقي، د - محمد بنيعيش، علي الكاش، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، كريم فارق، العادل السمعلي، محمود سلطان، مراد قميزة، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، تونسي، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد النعيمي، د - عادل رضا، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، رشيد السيد أحمد، أحمد بوادي، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، فتحي الزغل، عواطف منصور، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، محمد يحي، صلاح المختار، د- محمد رحال، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، فهمي شراب، عبد الله زيدان، مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، الناصر الرقيق، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، محمود طرشوبي، حسن عثمان، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، محمد الياسين، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، د- هاني ابوالفتوح، حسني إبراهيم عبد العظيم، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، أبو سمية، عمر غازي، سلوى المغربي، رمضان حينوني، عراق المطيري، سامح لطف الله، صفاء العربي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة