البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الدم الحرام في الدستور والوطن

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6185


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من أساسيات الحياة حفظ الأرواح إلا بالحق. والذين وَضعوا للحق مرجعيات ودستوراً وقوانين كانوا يترجمون تعلق الناس الى الأقصى بانتفاء الظلم بينهم، وبخاصة الظلم المذهب للأرواح، أي القتل العمد لكبره على الخالق والخلائق.
وجُعل بيد الدولة وحدها باعتبارها الحامية للحريات والأنفس والأعراض والأموال بسْط سلطتها بما تخوله لها تشريعاتها الى حد العقوبة القصوى على من تجب في حقه حفظاً للأرواح أن تتعرض لهدر حرمتها على النفوس، أنفة أو بطشاً.

وقبل قيام الدول بمحدداتها الحديثة كانت القبيلة والعشيرة والوطن بمعنى مسقط الرأس أو البلدة، تقوم مقام الدولة بحماية أفرادها بالناب والمخلب دفاعاً عن مقوماتها كمجموعة بشرية متكافلة متآخية متضامنة. ومنها صورة البنيان المرصوص المتوارثة في المخيال الإسلامي لوصف وحدة الأمة إذا تداعت لبناتها.

ولم تخرج القوانين الحديثة ودساتير الأمم عن حفظ النفس البشرية للأفراد المنتمين اليها بالمفهوم الوطني والجنسية التي يحملونها كحق دستوري يخولهم حقوق المواطنة الواجبة لهم بتوطئة الدستور نفسه وفصوله.
حتى رأينا أخيراً من يبتهج بإغارة الطائرات الأجنبية في خارج التراب الوطني على تونسيين تبين أن تلك الطائرات كانت تستهدفهم تحديداً بضرباتها..

فليكن هؤلاء التونسيون القتلى والجرحى في الحادث من خصومنا السياسيين وممن لو كانوا تحت أيدينا لنلناهم بالعقاب، ولكنه العقاب الأجزى بحسب قوانيننا؛ أو حاربناهم في شعاب جبالنا أو أطلقنا عليهم النار لعدم امتثالهم لتحذيرات حرسنا الوطني أو أمننا الوطني أو جيشنا الوطني، فهذا كله شأننا الداخلي ويخوله الدستور لحكومتنا حفظاً لأمننا ودفاعاً عن نظامنا أو تأميناً لسلامتنا وأمننا باعتبارهم مواطنين خارجين عن القانون أو مناوئين للدولة أو حاملين بوجهها للسلاح.

فليكن، أما أن تترصدهم لنا طائرات مغيرة لا تحمل علمنا ولا توجهها إرادة منا، ونبتهج بأنها أراحتنا منهم قبل أن يعودوا الينا، فإننا نكون كمن يخطط لاغتيال عبر الحدود، ويستهين بالنفوس التي تحمل جنسية بلادنا ليسلمها الى عدوها يقتص منها لنا أو له. فماذا يكون موقفنا لو عاملنا الاغتيالات التي وقعت داخل حدودنا على أنها مخططات أجنبية أو متعاونة مع قوى في الداخل مستهدفة لتلك الشخصيات، فكانت النتيجة واحدة قتلى تونسيين بأسلحة أجنبية أو عميلة للخارج فتكت بمقومات وحدتنا الوطنية، وتتدخل بيننا في النزاع لمناصرة هذا على ذلك أو ذاك على هذا، لتخرج هي بالأخير الكاسبة، كما تشهده اليوم أوطاننا من الصراع بين الأخوة على السلطة بعد ثورات حتمتها ظروف التغيير على السلطة بالقوة طالما لم تستقم أسبابها ووسائلها بالطرق السلمية ابتداء.

فهل في معنى الوحدة الوطنية في الدستور والتكافل والتآخي أن يسلّم التونسي التونسي للموت لمجرد مخالفته له في الرأي والفكر السياسي بالاغتيال خارج حدوده إن لم يستطع داخل حدوده؟

إن القتل واحد للخصوم ولكنه يختلف دستوراً بين أن يكون بالبندقية الوطنية للجندي أو الأمني أو الحرسيّ أو بالقضاء العدلي وبين أن يكون وراء حجاب بالاغتيال والمناورة الخارجية، لأن حرمة الجنسية لا تسمح للدولة مهما تكن خصومتها للأفراد ومهما تكن مواقفهم من نظامها، لأنه يبقى في الأخير مجرد نظام قابل للتعديل والإصلاح، ولكن الثلم في الجنسية يعتبر كبيرة في حق المجتمع أن يفوت فيها. ومهما تكن مبررات النظام فإن الدستور لا يسمح بتسليم المواطن التونسي لحتفه بيد أجنبية، لأنها وكأنها بذلك قد أسقطت عنه الجنسية. وكان ينبغي، كما تحاول بعض الدول اليوم، أن تعالج هذا الموضوع في قوانينها وفي دساتيرها حتى لا تعود عليها بالوصمة قتل أبنائها بجنسياتهم التي يحملونها باسمها.

---------
تونس في ٢ مارس ٢٠١٦


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الأعمال العسكرية، الأعمال الإرهابية، الحرس الوطني، الجيش التونسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  2-03-2016 / 19:59:31   فوزي
انت تقوم بتبييض الارهاب يا دكتور !!!

الدكتور منجي لله درك في هذا المقال، فمن يقول الحق الان إلا قلة، إشفاقا من القوانين المستحدثة لتكيميم الافواه بزعم محاربة الارهاب

لكن أخشى أن يقع إحالتك على القطب القضائي المختص بالإرهاب بتهمة تبييض الإرهاب والدفاع عن الإرهابيين

وان لم يتحرك القطب القضائس للارهاب من تلقاء نفسه، فأخشى أن يقفز أحد بقايا فرنسا ليقدم بك قضية في الغرض
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، حسن عثمان، تونسي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفى منيغ، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، كريم فارق، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، نادية سعد، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، عمار غيلوفي، سلوى المغربي، محمد شمام ، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، الهادي المثلوثي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- جابر قميحة، محمد العيادي، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، وائل بنجدو، رمضان حينوني، رافد العزاوي، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، محمود سلطان، كريم السليتي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، فهمي شراب، صلاح المختار، عبد الله زيدان، د. أحمد بشير، د. عبد الآله المالكي، أحمد ملحم، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، عراق المطيري، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، يحيي البوليني، محمد الطرابلسي، منجي باكير، د- محمد رحال، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، صفاء العربي، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، مصطفي زهران، مجدى داود، علي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء