البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

لماذا فصل الرئيس من حزبه كالمرضع من أمه؟

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5500


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لماذا فصْل الرئيس من حزبه؟ ليتساوى حزبه فى حظوظه خارج حاضنة السلطة. لأنه بتعريف كل حزب إما يتطلّع الى السلطة أو يعاني فيها ليسْلم التداول عليها بينه وبين غيره بمغادرتها بالديمقراطية أو الرجوع اليها بالديمقراطية.
وبذلك، فالفساد في الدولة هو بتعطيل هذا النمو وهذا التطور للأحزاب في فضاء الديمقراطية.

فأن يكون "حزب نداء تونس"، حزب الأستاذ الباجي قايد السبسي سابقاً، قد دخل الوهن على أعضائه، لأسباب هيكلية وتنظيمية داخله، وتسارع بعض أنصاره الى رئيسهم التاريخي، للدالة عليه أو لسبب آخر .. فهذا ليس الذنب ذنبه إذا باعد بينه وبينهم في التدخل في شؤونهم، أن يُقْسروه - إذا صح أنه قسْرٌ لا توريط - من أجل أن يُغلّب فريقاً على آخر. فهذا وباله عليهم لا عليه. وإن برّروا له بالأزمة داخل الحزب التي تعصف بوجوده على رأس تحالف مع عدد من أحزاب البرلمان، أو حدوث الفوضى في الحكومة أو اهتزاز الصورة الخارجية لتونس الاقتصادية أو الاجتماعية أو المالية في عيون المقرضين أو الدائنين أو المستثمرين..

فهذه الضرورة بالتدخل، التي أوقعوه فيها وأشعرته بالحرج من مخالفة الدستور أو زينت له لحفظ ماء الوجه بجائزة مالية أو اعتبارية مُنحت له في شخص الرباعي، أو للرباعي في شخص تونس من أجل السلام والديمقراطية، أو الحوار والتوافق العزيز عليه.. فهذا مبرره غير وجيه ليُقْدم على حل القضايا من غير الوجوه التي تُحَل بها، وإن تَعَذّر في مقدمة تدخله بحالة الطوارئ والأهبة لمقاومة الإرهاب، أو تعلل بالانصياع لرأيه ما دام حُمِل على التدخل منعاً لانعكاس الأزمة على صحة الحزب والدولة. بل هذا كان ينبغي لأعضاء حزبه، لو كانوا مخلصين لإرثه ووصايته أن يَتجنبوه، ويُعفوه من اقتحام هذه المخوفة عليه وعلى طمأنة المجتمع الى نزاهته وتفرغه للشأن العام. فليس هو في وارد أن يشك الشعب في حياده في معالجة الأوضاع الأمنية والسياسية للبلاد والتمشي فيها من منطلق المعالجات السطحية التي قد تفاقم أمراض التطور أو أعراض التطور التي تعاني منها أحزاب ما بعد الثورة والأوضاع الانتقالية.

فقد وضعوه في قابِل الخصومة بينه وبين قياديين في حزبه، حين حصرهم بالعدد ونعتهم بالإصبع ووصف شقاً على شق بما يرضيه والآخر بما يغضبه، وارتهن اللجنة التي عينها للإشراف بمباركته على سير المؤتمر بالنهاية.
فكان حزبه يصل الى النتيجة بالانقسام بين جناحيه ما دام هو أول من يعتقد أنهم وصلوا الى نفق مسدود، وأنهم كلهم غير شرعيين إلا بشرعية التوافق التي سيمنحها لهم المؤتمر - أيا كان اسمه - عن طريق هذه اللجنة الثلاث عشرية التي لم يمنح أعضاءها حتى مشورة أحدهم في تعيينه ضمنها أو على رأسها.
فهذه كلها شؤون داخلية للأحزاب لاتمنحه صفته الرئاسية حتى التلصّص عليها.

فهو مدعو والحالة السياسية على ما هي عليه اليوم من طوارئ وتاهب لمقاومة الإرهاب، الذي انخرط في حربه رسمياً، أن يعاجل بالإجراءات السياسية التي تقتضيها المرحلة: بتقوية الجبهة الداخلية والتخفيف من حدة التوتر الاجتماعي الذي يغذيه الغرور من جانب ومن آخر بإيعاز من القوى الأجنبية المناوئة لاستقرار تونس وأمنها، في ذاتها وفي منطقتها وفي عالمها.

ومن هنا الفصل بين الرئاسي والحزبي في الجمهورية. وليس باب الطوارئ والاحتقان الاجتماعي أو المصاعب الداخلية المالية أو الاقتصادية بالمدخل المناسب لمعالجة مماحكات الحياة الحزبية وعلاقات الحكومة بالبرلمان، بتزكية عمرو على خالد أو الطعن في نزاهة أعضاء داخلها على أعضاء.

فقد كان يفعل ذلك بورقيبة، وهو أحد من تضرر به، أو كان من النفر الذين تضرروا منه، وعذره - أي بورقيبة رحمه الله - أنه كان في الحزب الواحد، وكانت أزمات الدولة وقتها من نوع اليوسفية والقومية العربية والاتجاه الإسلامي أو الخوانجية، ولم نعد في وارد تلك التسميات المحلية أو الإقليمية ما دام الإرهاب أصبحت له صفة العالمية، وأزمتنا أساساً مع التعددية والنظام البرلماني المعدل الذي وُضع على غير مقاس ثورة ناجحة أو يراد لها أن تنجح، دون تحريف أو ابتزاز خارجي.

وثقتنا بالرئيس قايد السبسي في الخروج من الأزمات أو في إطلاق يديه بالدستور وليس بقانون الطوارئ أو مكافحة الإرهاب لتوجيه دفة الدولة للأصلح والاستدراك للأوضاع. ومن غير المستبعد أن تمنحه الأحزاب بعد طولة العمر تأييدها لتجديد رئاسته إذا افتقرت شعبيته الى غير حزبه. أو تخلده رمزاً لإنقاذها بعد السنوات العشرين التي قضاها مطّرحاً بسبب النظام الغاشم الذي لم يرع خبرته وتجربته وباعه في السياسة، والذي كان أول من أدانه في أول ظهور له بعد الثورة.
تونس في ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
❊ في العربية: المُرْضِعُ ذات الرَّضِيع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حزب نداء تونس، الباجي قائد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - عادل رضا، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، محمود سلطان، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، أحمد بوادي، د. أحمد محمد سليمان، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، سلام الشماع، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سعود السبعاني، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، رشيد السيد أحمد، محمد عمر غرس الله، صفاء العربي، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، طلال قسومي، منجي باكير، فتحي العابد، فتحي الزغل، رمضان حينوني، رافع القارصي، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، عواطف منصور، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، كريم فارق، محمد الياسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، ضحى عبد الرحمن، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، صالح النعامي ، ياسين أحمد، علي الكاش، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، حسن الطرابلسي، عمر غازي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، مجدى داود، تونسي، علي عبد العال، مصطفي زهران، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، محرر "بوابتي"، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء