البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

المعارضة الإنكشارية في تونس

كاتب المقال فتحي العابد - تونس/ إيطاليا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6248


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما شاهدت التصوير الأخير المسرب لمنتمي نداء تونس فيما يخص انتخابات 2014، وسمعت لغة الحوار الدائرة بينهم من جهة وبعض جيوب الردة من أكلوا على كل الموائد المتآمرين على الثورة في تونس من جهة أخرى، قفزت إلى ذهني قصة الفرقة الإنكشارية التركية العثمانية سابقا.

وبما أنني من المؤمنين بأن التاريخ يعيد نفسه، فإن الإنكشارية في تونس (جزء كبير من المعارضة) شكلوا طائفة تأتمر بأوامر أشباح وكأنها فرقة عسكرية لهم مقراتهم التآمرية ورتبهم وامتيازاتهم، وهم أقوى فرق الضلالة وأكثرها نفوذا.

فالفكرة تقوم على برمجة الشباب وأسرى الفقر والتهميش وإحداث قطيعة بينهم وبين محيطهم، وتربيتهم تربية على أن يكون تعطيل مصالح المجتمع، وتعجيز الدولة بالطلبات صنعتهم الوحيدة، والفكرة ليست جديدة على تونس، إذ تكونت على غرار ماكان سابقا في عهد بورقيبة الأول، لكن في ذلك العهد كانت في صفوف بعض فرق الشرطة، وكانت تسمى "أطفال بورقيبة"، ممن لا أب لهم ولا أم، صنعتهم الوحيدة هي القتل والتخويف والترعيب، تماما نفس طريقة الفرقة الإنكشارية التركية. لكن يختلف منهج الإنكشارية في الدولة العثمانية، التي كانت تقوم على برمجة أسرى الحروب من الغلمان والشباب، وإحداث قطيعة بينهم وبين أصولهم، وتربيتهم تربية إسلامية، على أن يكون السلطان والدهم الروحي، وأن تكون الحرب صنعتهم الوحيدة.

عرف الإنكشاريون في تونس بطلباتهم التعجيزية، حولتهم حكومة الترويكا الأولى بارتباكها وتساهلها إلى مركز قوة نغص حياة حكومتي التروكيا الأولى والثانية، وحكومة مهدي جمعة كذلك، وعرضهم لكثير من الفتن، وبدلا من أن ينصرف زعماء الإنكشارية في تونس إلى حياة التوافق مع الحكومات الثلاث بما أنها كلها مؤقتة، راحوا يتدخلون في شؤون المجتمع، ويزجون بأنفسهم في بوتق تعطيل مصالح الدولة والشعب، ويطالبون بحل المجلس التأسيسي، ويشترون نائبا من هنا ونائبا من هناك، وضرب بعضهم بعضا بخلع هذا وتنصيب ذاك، حسب المصلحة.

وقد بدأت ظاهرة تدخل الإنكشارية في تعطيل مصالح الدولة من أول يوم فازت فيه الترويكا بالحكم كما جاء على لسان إبراهيم القصاص،
ولم يكتف الإنكشاريون في تونس بمعارضة الثلاث حكومات الأخيرة، بل لجئوا عن طريق اتحاد قطع الأرزاق إلى إعلان العصيان بتعطيل الإنتاج، والتمرد في وجه الدولة، ونجحوا في إكراه الناس في الثورة وفي التغيير.

حاولت حكومة الترويكا الأولى بالسياسة واللين جمع المعارضة الإنكشارية معها في برنامج تصالحي تشاوري يفضي إلى التقدم بالمسار الإنتقالي نحو انتخابات، لكنهم رفضوا عرضها، مما اضطرها للإستقالة.
لم تنجح محاولة حكومتي الترويكا في فرض النظام الجديد على المعارضة الإنكشارية، وصبرت على عنادهم، وتوصلوا إلى اتفاق في حكومة الترويكا الأولى غير أن الإنكشارية في تونس لم تلتزم بما وقع عليه بعض مسؤوليها، مما اضطر حكومة الترويكا الثانية إلى الإستقالة كذلك.

أتمنى يوم 26 أكتوبر في الواقعة الخيرية على غرار "الواقعة الخيرية" في تركيا العثمانية، أن يلغي الشعب نهائيا فيالق الإنكشارية إلغاء تاما، يشمل أسماءهم وشاراتهم..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الإنتخابات التونسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-10-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، ياسين أحمد، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، صالح النعامي ، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، د - عادل رضا، صباح الموسوي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، د- هاني ابوالفتوح، أبو سمية، سلوى المغربي، العادل السمعلي، محمد يحي، كريم السليتي، أحمد النعيمي، رافع القارصي، عراق المطيري، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، محمود طرشوبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، سامر أبو رمان ، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، فهمي شراب، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، صلاح المختار، محمد العيادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، أحمد ملحم، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، طلال قسومي، إسراء أبو رمان، محمد الياسين، سيد السباعي، صفاء العربي، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود سلطان، د. طارق عبد الحليم، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، نادية سعد، فتحي الزغل، سامح لطف الله، عواطف منصور، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، عمر غازي، د- محمد رحال، رمضان حينوني، تونسي، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، د - مصطفى فهمي، حسن عثمان، مراد قميزة، محمد عمر غرس الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، جاسم الرصيف، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، ضحى عبد الرحمن، سعود السبعاني، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء