البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

لماذا لم ينقطع الماء إلا في حكومة النهضة ولم ينقطع في حكومات السبسي وبن علي؟

كاتب المقال تونسي   
 المشاهدات: 7535



كل مجمع او خزنة ماء مزودة بمنظومة تعمل على التحكم في التوزيع وضخ الماء بالمنسوب الذي تراه مناسبا للابقاء على سيلان دائم في الانابيب. المشكلة الاولى ان هذه المنظومة يسهر عليها في العادة وفي كل محطة عون مختص واحد يساعده في العادة اثنان الى جانب العملة. ويكفي ان يتلاعب العون بمنظومة التوزيع ليحصل الاضطراب. بمعنى ان المنظومة ليست كتلك التي بالبريد والبنوك اي غير قابلة للمراقبة والتفقد عن بعد بحيث لا يستطيع اياًّ كان ولو كان الر.م.ع. للصوناد ان يطلع على حقيقة ما يفعله العون الا اذا تم ضبطه متلبسا من طرف مختص او كان زميله في المحطة هو من افشى سوء نيته وتلاعبه بالمنظومة.

المشكلة الثانية ان اغلب اعوان تلك المجمعات هم ناشطون سابقون في الشعب المهنية بالتجمع ومورطون في الفساد والرشاوى ويكفي ان نعرف ان عملية انتدابهم تتم في مقرات لجان التنسيق والجامعات الدستورية قبل امضاء مسؤولي الصوناد عليها وحتى النقابيين منهم فلم يكونوا الا اداة للتغطية على الفساد مقابل منافع شخصية. فيكفي اذن ان يتواطأ العون مع حزب او جهة سياسية او نقابية حتى يعبث بالمنظومة ويحدث بها اضطرابا علما وان سمير الشفي مثلا وهو من حركة الشعب وعضو بالمركزية النقابية ينتمي الى قطاع المياه ناهيك ان مديرين كبار مقربين من رموز في التجمع ومن عائلات الفساد الحاكمة يعملون في الصوناد.

ما يحدث الان هو من قبيل التلاعب. في السابق كان مستوى تدفق الماء في اغلب ولايات الجمهورية اما متوسطا او دون المتوسط او ضعيفا حسب الولايات ولكن كان يغطي 24 ساعة. الذي طرأ على منظومة التوزيع هو ان الماء ينقطع عدة ساعات ثم نفاجأ عند عودته بان تدفقه قوي جدا ويكاد يناهز ثلاثة اضعاف مستوى تدفقه العادي مما يعني ان المسؤول على الخزانات والتحكم في التوزيع يقوم بضخ الماء بقوة كبيرة لمدة محدودة حتى يتم افراغ الخزان او المجمع فينقطع الماء اثر ذلك وعندما يسأله مدير الاقليم عن حسن نية عن سبب الانقطاع يتعلل بعدم وجود تدفق ماء كافي الى الخزان الرئيسي وكان الاجدر بهذا العون ان يحرص على استمرار انسياب الماء في الانابيب كامل اليوم وبمستوى تدفق متوسط كما يحصل في السابق.

اما قطع الكهرباء عن مضخات التتوزيع فهذا ايضا راجع الى عمليات تخريب متعمدة الغاية منها ليس الكهرباء في حد ذاته ولكن إحداث اضطراب في شبكة توزيع الماء بما ان محركات المضخات تشتغل اساسا بالكهرباء وهو ما يعني ان اي انقطاع في الكهرباء سينقص من مستوى تدفق الماء الى الخزانات. المحركات الاحتياطية التي تعمل بالمحروقات تم اتلافها واعطابها عن عمد وليس بمفعول الاهمال كما يقولون اذ من غير المعقول ان عشرات المحطات لا تتوفر ولو في واحدة منها على اي محرك ديازال سليم رغم ان الكثير منها لا يزال من ناحية نظرية في وضع جيد.

اما في الارياف فالامر اكثر وضوحا. اذ لا ينتفع سكان التجمعات السكنية الريفية بماء الصوناد بل بماء متأت من ابار عميقة يعهد للجمعيات المائية تنظيم استغلالها. الذي يحصل ان رئيس الجمعية وامين مالها وهما في العادة لا يُعَيَّنان الا اذا كانا عضويْن في الشعبة الترابية للتجمع المنحل يستغلان وجودهما في الحزب الحاكم السابق من اجل سرقة اموال الاستخلاص وعدم دفعها الى الستاغ مما ينجر عنه قطع الكهرباء عن محرك البئر. وفي حالات اخرى يمتنع السكان عن دفع فواتير استهلاكهم تحت تعلات شتى. فهنا الوضع عائد الى عدم الخلاص اكثر منه الى اعطاب فنية. ويضاف الى هذا ظاهرة مريبة انشرت بعد الثورة وهي تخريب انابيب الماء اثر كل مشكلة مع المعتمد او عدم تلبية مطلب اجتماعي او اعتصام مما ينجر عنه خلل في توزيع الماء على المدن المستفيدة من ذلك الماء.

امر اخر لا يقل خطور ويطرح نقاط استفهام. اذ قامت الدولة بحفر ابار جديدة ذات مياه عذبة وصالحة للشرب ولكن المشكلة هي ان ربط تلك الآبار بالمجمعات والخزانات الرئيسية للماء لم يتم بسبب ان بعض الفلاحين رفضوا بان تمر القنوات على اراضيهم رفضا باتا حتى ولو بمقابل مادي مشجع في حين كانوا يقبلون بذلك في عهد المخلوع مجانا مقابل سلام حار من رئيس الشعبة والعمدة. واذا علمنا ان اغلب حالات التخريب او منع تمرير القنوات وقعت في مناطق يسيطر عليها بقايا التجمع او العريضة الشعبية اساسا (اضافة الى حركة الشعب و اليسار المتطرف قي نقاط محدودة) فان الاهداف السياسية للتخريب واضحة ومرتبطة بمحاولة تشويه صورة الحكومة في نظر الاهالي في اطار حملة انتخابية مبكرة.

في الختام علينا ان نتذكر عشرات الترقيات التي اجراها الباجي قائد السبسي في الاسابيع الاربعة الاخيرة من حكمه وهي تعيينات وترقيات شملت كل القطاعات الحيوية وخاصة الصوناد والستاغ. كل المعينين تم اختيارهم للمساعدة في القيام بعمليات تعطيل وتخريب غير معلنة وممنهجة غايتها القصوى تشويه صورة الفريق الحكومي واظهاره في مظهر العاجز والفاشل والاضرار بالحكومة في الاستحقاقات الانتخابية بعد دفع المواطن العادي الى الاستنتاج الى ان الحكومة المنتخبة غير قادرة على توفير الماء والكهرباء والنظافة وهو امر قد يؤدي به الى الاحتجاجات العنيفة والاعتصامات والتوتر الاجتماعي وهو ما حصل فعلا علما وان تزامن الانقطاعات مع الصيف وشهر رمضان ليست بريئة على الاطلاق. وعلينا من الان ان نتوقع ازمة كبيرة في توزيع حاويات الغاز في الشتاء القادم اي في نفس الفترة التي ستسبق الحملة الانتخابية اذ ستستعمل المعارضة وعوضا عن برامج واضحة مشكلة البرد وانعدام الغاز لشن حملة على الحكومة.

ولعل الذي تحول في اداء المعارضة وخاصة التجمعية منها هو انها تجاوزت مرحلة اصطياد اخطاء الحكومة الى مرحلة اصطناع ازمات عبر عناصرها المسيطرة على الادارة واتهام الحكومة بالمسؤولية عنها.

-----------
وقع التصرف في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، بقايا التجمع، إنقطاع الماء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-08-2012   الموقع الأصلي للمقال المنشور اعلاه الفايسبوك

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، د- محمود علي عريقات، حسن عثمان، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، ياسين أحمد، عمر غازي، د- جابر قميحة، سلوى المغربي، صلاح الحريري، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، تونسي، محمد يحي، د.محمد فتحي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، عبد الغني مزوز، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، فتحي الزغل، علي الكاش، رافع القارصي، عبد الله الفقير، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، الناصر الرقيق، أبو سمية، يحيي البوليني، منجي باكير، عواطف منصور، أحمد بوادي، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، كريم فارق، عراق المطيري، رافد العزاوي، كريم السليتي، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود طرشوبي، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، سلام الشماع، صفاء العراقي، محمد الياسين، د - عادل رضا، مجدى داود، العادل السمعلي، سيد السباعي، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، مراد قميزة، الهيثم زعفان، سليمان أحمد أبو ستة، أنس الشابي، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، رمضان حينوني، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، أحمد ملحم، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، د. خالد الطراولي ، د - صالح المازقي، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء