البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

حكومة الثورة التونسية بين معارضة غير ثورية
و محاربي أزمات و فقراء فقدوا الصبر

كاتب المقال د.الضاوي خوالدية - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7534 dr_khoualdia@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن اقل ما يقال في فعل الثورة الوطنية إنها تفجير لنظام نخره فساد سياسي و اقتصادي و قضائي و أخلاقي و قيمي نخرا جعل المواطن غير آمن على عرضه و نفسه و ماله و عيشه و تشييد, بدلا عنه, نظام صالح رشيد ديمقراطي يؤمن للمواطن في ظله الحرية و المشاركة والعمل و التعلم و الأمل و السعادة, إن فعل انجاز الثورة و فعل إعادة بناء ما خربه الفسدة و ما نسفته الثورة من عفنٍِ يقتضيان زمنا ليس قصيرا حسب ما لاحظنا لدى الشعوب الثائرة قبلنا و كل تسرعٍ في فتح كل أبواب الحرية على مصاريعها أمام الجميع و الثورة لم تنتهِ بعدُ ومأسستها مازالت ملامح عامة في العقول أو في بطون الكتبِ لأن السنتين الأوليين للثورة لا تحسم فيها نتيجة الثورة لصالح الثوار إذ أن النظام الفاسد السابق مازال, وتونس في مطلع العام الثاني, للثورة يعشش في :

• الإدارة ذات الأصول المخزنية و التمييز في التعامل مع المواطنين حسب علاقتهم بالاستعمار ثم بنظام بورقيبة ثم بنظام المخلوع, هذه الإدارة هي سوس الثورة تطهيرها مصيري .

• المعارضة غير الثورية و شركائها أمس-اليوم: حاولت جاهدة و رأس النظام يكسر تحت ضربات الشعب الثائر أن تركب الثورة لتسود هي مكان المخلوع رئيس شبكة المفسدين مبقية بذلك النظام حليفها على حاله و التبعية للغرب محفوظة فإذا بالشعب الذكي يتفطن فيقيمها "بصفر فاصل" في أول انتخابات شفافة نزيهة في تونس فتهسترت لأن نجاتها من الكنس ضمن النظام الذي كانت مقوما بنيويا منه و إشراكها في وضع قوانين مؤسسات الثورة طمعاها ( حتى سال لعابها) في فوزٍ كاسح على أحزاب منافسة لها (لم تنخرط قبل في جوقة المخلوع) مقرة العزم على إقامة نظامٍ جديدٍ رشيدٍ ديمقراطي عادل في حال نيلها رضاء الشعب, بدت هذه الأحزاب الثورية للمعارضة غير الثورية هشة ضعيفة لا قدرة لها على دخول حلبة المنافسة لأنها في نظرها ترفع شعار الشعب التونسي عربيُ مسلم هوية و حضارة و قيما و جغرافيا و تاريخا و هو شعار أجهز بورقيبة على مضمونه و شكله منذ ستين سنة بعد ضربات تلقاها منذ فترة خير الدين العثماني ثم أحفاد المماليك في بداية القرن العشرين ... و لهذا هسترت هذه المعارضة كما قلت هسترةً لم أر مثيلا لها في معارضات العالم :من رأى معارضة تعلن أن منافسيها المنتصرين عليها في الانتخابات النزيهة الشفافة كارثة على البلاد و العباد ؟ أيعقل أن توجد معارضة تشجع الاعتصامات و الإضرابات و حرق المؤسسات الاقتصادية ...؟ متى كانت المعارضة تنعى حكومة لم يمر على تشكيلها أكثر من عشرين يوماً ؟ من رأى أو سمع أو تخيل أو توقع أن معارضةً تقص آثار الحكومة الشرعية الثورية فإذا لم تجد لها هنةً صنعتها, قالت : خطاب النهضة مزدوج حب من حب و كره من كره ! – رجال النهضة غير المعينين في الإدارة يتدخلون في شؤون الحكومة – زعماء النهضة يسمون أبناءهم و أصهارهم وزراء و وزير صهر أحد أقطاب النهضة يلقب بـ"شلاكة" و معرفته بلغة أمنا الحنون فرنسا غير مرضية !

• الإعلام غير الثوري : لعل من غير المنطقي أن نطلب من الإعلام ما لا يستطيع توفيره لأن إعلاميي تونس باستثناء عدد قليلٍ وطنيٍ شجاع شهم منهم قد انتدبتهم آلة الدعاية البورقيبية و البنعلية ليسبحوا باسمها و يشكروا نعمها و يتغنوا ببطولاتها و فذاذتها و عبقريتها و علمانيتها و حداثتها فتكيفوا للمطلوب منهم و تشكلوا على قالبه حتى آمنوا أن الرجلين فلتتان و أن الواجب على التونسيين أن يشكر الله على إنعامه عليهم بهذين العبقريتين و أن ما عداهما بإطلاق و خاصة كل ذي هوية عربية إسلامية خطرُ ماحقُ على الحداثة و البلاد و العباد , و لعل قارئ جرائدنا و سامع إذاعتنا و الناظر في شاشات فضائياتنا لواجد هذه الأيام هجومات قذرة على حكومة الثورة لأنها ذات خلفية عربية إسلامية و من كان موسوما بهذه الهوية فاستئصاله ضرورة مصيرية حداثية لا تُمنع أيُ وسيلة, و إن كانت وسخة, من محاربته بها لذلك نسمع و نرى هذه الحملة على الثالوث الحاكم لإرباكه وتجييش الشعب عليه و تدمير اقتصاده و القدح في رجاله و تسفيه رأيه و إبراكه ...

أؤكد, قبل ختم هذا المقال, أني لست نهضويا غير أن سني و ثقافتي و تجاربي و فهمي المعمق للأنظمة السياسية الفاشلة التي حكمت العرب قومية كانت أو يسارية أو إصلاحية أو ذات مظاهر إسلامية ... أقنعتني اقتناعا أن حزبا كالنهضة ذي الخلفية الإسلامية والمشروع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي المدني الحداثي و الإيمان بحرية الإنسان و كرامته ... قادرُ على إنقاذ البلاد من أدران ستين سنة من الفساد و الإفساد و الخراب و إيصالها إلى بر الأمان و التاريخ و الحداثة, لكن سلوك المعارضة و الإعلام وبعض المثقفين و العلمانيين و بقايا نظامي المخلوعين الصبياني المعادي للنهضة أخافني من النهضة ذاتها إذ أن الشعب سينتصر لها و ينتخبها كل مرة احتجاجا على مناوئيها و تثميننا لسياستها و انجازاتها حتى تألف الحكم و تستطيب السلطة و يتحكم رجالها في كل مفاصل الدولة و رجال أعمالها في رقبة الاقتصاد فتستعيد تونس عهدي المخلوعين. فالمطلوب من حكومة الثورة الحزم في نشر الأمن و تطبيق القانون بصرامة على كل من يثبت قيامه بفعل إجرامي في حق الاقتصاد و مرافق المجتمع و سمعة الثورة و المطلوب من المعارضة أن تصبح معارصة أي ليست معاندة و لا متاهمة ولا معاسفة ولا مشاققة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات، المجلس التأسيسي، الفوضى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، محمد العيادي، نادية سعد، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، تونسي، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، محمود سلطان، أحمد النعيمي، محمد اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفي زهران، أحمد بوادي، حسن عثمان، صلاح الحريري، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، المولدي الفرجاني، سلام الشماع، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، وائل بنجدو، الهيثم زعفان، سيد السباعي، محمد يحي، فتحي العابد، سلوى المغربي، مجدى داود، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، عزيز العرباوي، د. خالد الطراولي ، علي عبد العال، كريم السليتي، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، محمد الياسين، أحمد الحباسي، جاسم الرصيف، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، عمار غيلوفي، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، فهمي شراب، محمد شمام ، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، رافع القارصي، سعود السبعاني، صباح الموسوي ، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، أحمد ملحم، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، سفيان عبد الكافي، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله زيدان، علي الكاش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، إيمى الأشقر، ياسين أحمد، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء