إنشائية النص و جمالية التلقي عبر قراءة في صورة سقراط
ألفة خليفي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5348
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تمثل الإيتقا "فن وجود "على حد تعبير فوكو "إنها ممارسة متبصرة و إٍرادية لا يحدد بها الناس قواعد السلوك فقط و إنما يسعون من خلالها إلى تغيير ذواتهم و تعديل كيانهم المفرد و جعل حياتهم أثرا يحمل بعض القيم الجمالية و يستجيب لبعض معايير الأسلوب" (1) و هو ما يكشف عن الإنجذاب إلى الصورة التي يفتن بها الإنسان مما ساهم في خلق مقومات جوهرية تتمثل عبر صورة سقراط (2) الذي يعتبر شخصية نموذجية متضخمة إلى حد الأسطرة الأمر الذي يوشك أن يحوله إلى " مروية تراثية " منذورة لقراءات متعددة أثرت في تاريخ الحضارت ا الإنسانية التي ما أنفكت تعود إليه في كل مرة و تحرص على إحياءه بإستمرار من خلال الإحتفاء المتواصل به ، كما أن أصداءه إكتسحت كل المجالات و أصبحت تظلها بظلالها و إن كان ذلك بتفاوت عبر الفنون التشكيلية (3) والمسرح (4) و الشعر ... ، و لعل هذا ما يسمح لنا بالإضطلاع بمغامرة البحث في إنشائية النص و جمالية التلقي عبر قراءة في صورة سقراط عبر أفق الإستيطيقا ، فما يعنينا هو أن نطل على صورة سقراط دونما حصر لها في ملامحها الذهنية و المفهومية و الإستدلالية التي يحصر فيها الخطاب الفلسفي التقليدي كخطاب مجرد ، وإنما في ملامحها الحسية التي تسمح لنا بمقاربة هذه الصورة حماليا بوصفها مقاربة إدراكية لا تفصل بين الذهني و الخيالي و الحسي.
و لا تزال صورة سقراط تمثل قادحا من قوادح الفكر الحديث و المعاصر على الرغم من نبوعها من الفكر الإغريقي و لعل هذا ما يؤكد على أهمية وجودها إلى اليوم عبر إنعكاسها في القراءات الجمالية لها.
لذلك إخترت لهذا البحث سندا يتمثل في أثر إخترته من المدونة الأفلاطونية هو محاورة "الفيدون" (5) والعودة إلى النص الأفلاطوني تتمثل في كونه نصا تأسيسيا حدد لأول مرة في تاريخ الفكر ميدان الفلسفة و أهدافها و منهجها خاصة و أن الكشف عن صورة سقراط من خلال المدونة الأفلاطونية التي ما أنفكت تدعونا إلى أن نقرأ ونعيد القراءة سعيا إلأى بناء المعنى من داخل هذا التشابك و التجاذب بين الشفوي و المكتوب أي بين خطاب الإستدلال و مفردات الأدب و بلاغة الخطابة عبر رؤية فنية ترسم صورة سقراط كما رسمتها سردية الفيدون و ذلك بالرجوع إلى مفهوم الصورة .
والواقع أن هذا التمشي الذي يتوسل بالصورة في قراءة موروث معرفي محتكر بالأساس من قبل الوساطة اللغوية (6) الذي خطه ميشل فوكو عندما إفتتح مسعاه في الكلمات و الأشياء، إلى رصد ولادة العلوم الإنسانية وهي تشق طريقها عبر التقطيعات المعرفية ضمن حقل المعرفة ، عندما إفتتح هذا المسعى من خلال تحليل الوصفيات لفيلاسكيز (7) ، حيث أن هذه الخاصية اللغوية تكشف عن نسيج لغوي يرسم ملامح الصورة التي تمثل هدفا للخطاب ذي الطبيعة اللغوية والتي تبلورت عبر رؤية تشكيلية تجسدت خاصة في أعمال جاك لوي دافيد إلى بعض الأنماط الأخرى و لعل هذا ما يتأكد في هذا العمل المصاحب
موت سقراط
للفنان الفرنسي جاك لوي دافيد 1787م
لقد رسم الفنان الفرنسي جاك لوي دافيد لوحة موت سقراط سنة 1787م بإعتبارها تصور اللحظات الأخيرة في حياة سقراط حيث نشاهد في هذه اللوحة سقراط ملتحفا بارزا و جالسا على السرير منتصب الظهر و تتجلى ملامح وجهه و باسطا ساقه اليمنى على السرير على نحو تبدو معه القدم متكئة على حافة الحشية و مرتكزا بساقه اليسرى على مصطبة صغيرة توجد في أسفل السرير ، مادا يده إلى اليمنى إل قدح السم الذي يحمله الجلاد و هو متجها برأسه في حركة دائرية يتحاشى بها وجه سقراط و نظراته ، ورافعا يسراه بسبابة منتصبة ، و هذه الإصبع التي يرفعها إلى السماء تذكر بإصبع أفلاطون المرفوعة في لوحة رافئيل التي رسمها سنة 1508-1511م.
حيث تمثل هذه اللوحة قراءة تشكيلية في الفيدون الذي يسجل حضورا مشهديا يتم تمثيله عبر صورة سقراط المنفتحة على النظريات الجمالية للتلقي ، لذلك فإنه من الضروري علينا قبل أن نمر إلى محاولة رصد نسبة سقراط إلى بعض هذه الأنماط أن ننتبه إلى مسألة تندرج في الصميم من بحثنا سواء تعلق الأمر بشقه الإنشائي الذي يرمي إلى صياغة صورة سقراط كما تقدمها محاورة الفيدون أو تعلق بشقه التقبلي كما تقدمها بعض قراءات الفيدون إن نظريا أو تشكيليا التي تتمثل خاصة في مسألة القران و التداخل بين صورة لسقراط مسرودة كلاميا و صورة له مشاهدة أو متخيلة بصريا و الذي يعود أساسا إلى نقطة الإلتقاء و الإرتباط المباشر بين الإبصار و الصوت أي بين المدرك و المسمى بإعتباره يتجلى في وظيفتين متداخلتين .
و كل هذا يساهم في إثراء بحثنا الإستيتيقي و التشكيلي ببعض الإثراء ، من ذلك أن صورة صورة سقراط ليست واحدة و إن كانت تتميز بالفرادة و هذا دليل على مكانتها و ربما كان مسوغا أكثر لمشروعية هذا البحث ، و من أوجه هذا الإثراء أيضا أن رمزية سقراط المعلم و رمزية حدثية موته أوسع من أن تلم بها الكتابة الفلسفية المجردة وحدها ، و إنما هي تحتاج تعبيرية أخرى بالصورة سواء أكانت صورة بالمعنى الذي تقدمه البلاغة التقليدية مثل حديثنا عن الصورة الشعرية ، أو كانت صورة أيقونية خصوصا و أن صورة سقراط إستطاعت أن تحوز لها ،بتفاوت لا محالة ، مواقع ضمن كثير من هذه الأنماط (8) فلا نستطيع أن ننكر أن صورة سقراط المتخيلة في الفيدون عبر تقنيات البلاغية السرد و مختلف الأساليب التي تؤثث المحاورة أو سواء صورته قصدية ما دامت تعبر عن ضرب من التمثل السردي لدى الفيدون و كتابيا لدى أفلاطون ، كما أنها تعبر عن التمثل التشكيلي لدى الرسام دافيد بإعتبارها تكشف عن رؤية إنعكاسية معبرة عن قصد لدى السارد و الكاتب والرسام التي توسع من أفق قراءة الأثر و تجعلها أثرا مفتوحا على حد تعبير أمرتو إيكو .
حيث تتشكل صورة سقراط عبر صيرورة الأفعال و ترسم ملامحه ، وتتجلى تبعا لذلك إبداعية إبداعية الأثر و قرائته في تأكيد هذا الطابع الإبداعي الذي يكشف عن أهمية جمالية الأثر الذي يتعلق بفيدون أفلاطون المتأتية من مضمونها الفلسفي الذي ينطوي على موت سقراط من عمق معرفي و تبعا لذلك فإن الإلتقاء بصورة الفيلسوف يستلزم ضرورة النظر في شروط إمكان و مكونات هذه التجربة الفكرية التي تشتمل عليها حدثية موت سقراط و التي تؤسس لإبداع المفهوم بوصفه يساهم في تكريس إستثنائية الفيلسوف و إبداعيته ، طبقا لما يرتئيه جيل دولوز (9) فإذا التفلسف فعل خلاق يتناضج عبر مسارات الحدث و تفرعاته و حيثياته التي تنشد إلى الحدث و تندرج ضمن بنيته بإعتباره يمثل وضع متعدد المستويات داخل محاورة الفيدون الذي يسرد حدث الموت هذا و تعدد مستوياته الذي ينسج علاقات بين الشخصيات و المعاني و القيم التي تثري النص عبر مساره السردي الذي يجعل من الأفكار ليست قوالب جامدة و مغلقة ، و إنما هي وحدات دلالية حركية ديناميكية تنساب عن الأسلوب كتمثيل حيٌ للفكر يتعرج في منعطفات الحدث ، وتنفتح على الزمن بدوره محيل دائم إنه زمن القراءة فإذا كان الحدث هو حدث خطابي أي أنه ما يقع في اللغة دائما ما وقع و ما سيقع ، و بالتالي لا يعدو الحدث إلا أن يكون هذا النص نفسه الذي يتولى سرد الحدث في محاورة الفيدون ، بإعتباره يمثل مزيج يجمع بين الحدث التاريخي و الحدث الفلسفي و الحدث الأسلوبي ، و بالتالي فإن صورة سقراط في نهاية المطاف تمثل صورة حدثية مركبة.
و إذا كان الخطاب السردي يمثل بشكل من الأشكال ،نقلا للحدث من عالم الغيب إلى عالم الشهادة ، أي نقله من واقع جديد هو في حقيقة الأمر ليس واقعه ، هذا الواقع الجديد مادته الأساسية اللغة بإعتبارها لا تفعل غير أن تحل الإسم محل الشيء أو الحدث ، الكلام محل الوجود ، و لا نعني بهذا إختبار العلاقة بين اللغة و الواقع (10) فذلك شأن البحوث اللسانية و الفلسفية و إنما هو تخصيص للخطاب السردي الذي ينقل الوقائع و الأحداث بواسطة نظام الخطاب الخيالي الذي يتوسل بالإبداع بإعتباره يصنع عالما جديدا ضمن الفنون التشكيلية للوجود الرمزي الذي تظطلع به اللغة الفنية عبر محاورة الفيدون خصوصا و أنها تلعب دورا مؤثرا في تشكيل صورة سقراط التي تنطبع في المخية على إثر تعاملنا مع فيدون أفلاطون ضمن الفضاء الذي يتجلى عبر "جمالية التلقي" بإعتبار أن صورة سقراط ظهرت بطريقة جمالية عبر الخطاب الميتافيزيقي ضمن " صورة مفهومية مجردة " التي تجعل من صورة سقراط التي نتلقاها لا تستنقص من طابعه الأسطوري بل تكشف عن سبل التلقي الجمالي للفيدون عموما و لصورة سقراط خصوصا .
و بالتالي فإن مصطلح "جمالية التلقي " يعتبر مصطلحا مركبا بوصفه يربط بين حدي "الجمالية" و" التلقي" فإنه لا مفر عندئذ من أن نأخذ هذا القران بينهما بحيث يشكلان مصطلحا واحدا معقودا على دلالة مفهومية واحدة أو متكاملة المكونات ، إنما هي مبررات تراعي بالضرورة ما يكون ضمن أحد هذين الطرفين قابلا للإنفتاح على الطرف الأخر و الإلتحام معه في وحدة إصطلاحية و مفهومية .
و يمكن أن نبين هذا الأمر بالإشارة إلى أنه لابد أن يكون مفهوم الإستيطيقا منطويا على عناصر تسمح له بأن يتسع لمفهوم التقبل ، و لابد أن يكون ثمة ما يغوص داخل مصطلح التقبل حتى يتسنى له أن يكون محمولا على مصطلح الإستيطيقا الذي يكشف عن فضل التلقي الجمالي على القراءات الأدبية و الفنية نظرا لما تحفل به من جمالية مفهومية ممنهجة في مجموع المضامين التي أمكن لها تتناضج في تداخل مهجن بطرافة ، لتتبلور في شكل نظرية نقدية متكاملة يتخذها نقاد الأدب و الفن .
فعبر الفيدون يتجلى الأثر الفني و الأدبي ضمن رؤية جمالية يكون التقبل فيها متناسقا عبر متن فلسفي يعتبر غني برؤى الأثر الفني و الأدبي على حد السواء بإعتبار أن الممارسة الإستيطيقية عبر التمثل الفني الذي يكون محدثا للمتعة ، و بالتالي فإن الممارسة الإستيطيقية تتعلق بتفاعل و ليس بترجمة مفهمومية ، لأن التمثل الفني تفاعل إدراكي يتداخل فيه المجرد و الحسي .
و إنطلاقا من كل هذا ننتبه إلى أن جمالية التلقي تقرن بين التلذذ الجمالي و بين الإعتبار التاريخي عبر الحكم الجمالي في حد ذاته ، صيغة جوفاء يتم ملؤها بالأثر الحاصل لدى المتقبل .و على هذا الأساس فإن المعنى الذي يحفل به العمل الفني هو في حقيقة الأمر حاصل عبر تشكل جدلي الذي يبحث في نحت المعنى الذي تضطلع بها جمالية التلقي و التي نختزلها ها هنا بتكثيف مشط ، هي التي يعنينا أن نضطلع بها إزاء صورة سقراط التي ترتهن في الفيدون إستيطقيا و ضمن تلق مخصوص معقود على قراءة تشكيلية تتجلى عبر لوحة جاك لوي دافيد .
لقد مثلت العلاقة بين الفلسفة و الفن تتمثل في تجذير ضرب من هيمنة الفلسفي على الإستيطيقي الذي يكشف عن إنفتاح إنشائي و فني تتجاذبه تجنيحات الخيال الفني و الإبداعي.
-------------
بقلم الباحثة الجامعية ألفة خليفي من تونس
الإحالات
1 - Michael faucaut l’usage de plaisirs, éd Gallimard, Paris , 1984, pp16-17.
2- سقراط فيلسوف يوناني ولد سنة 469 ق .م من أب نحات و أم قابلة تلقى كغيره من الأثينيين تعليما كلاسيكيا في الرياضة و الموسيقى و النحو ، وعرف عنه أنه كان يجوب شوارع أثينا محاورا الجميع أملا في جعلهم أكثر حكمة و ذلك عن طريق المنهج الذي عرف به "التوليد السقراطي" ، تتلمذ على يده الكثيرون ، كما عرف سقراط بمناهضته للممارسة السفسطائية ، منع من التدريس أثناء حكم الطغاة المعروف بحكم الثلاثين ، و قد تمت محاكمته و إعدامه سنة 399 ق . م عن سن تقارب 71 عاما و كان ذلك بسبب إتهام المحكمة الديمقراطية له بأنه زنديق لا يؤمن بألهة المدينة و يدعو إلى آلهة جديدة و يفسد أخلاق الشبيبة بتعليمه .
3- يمكن أن نشير في هذا السياق إلى العمل التشكيلي الذي يمجد موت سقراط و قد أنجزه :
Luca Giordano , socrate avec alcibiade et Xanthippe, huile sur toile , v 1660-1665 , londers , walpole Gallery
J.L David, la mort de socrate .
4- نذكر هنا مسرحية زياد الرحباني أخر أيام سقراط
5- لقد كتب أفلاطون أربع محاورات ليحاول فهم ما أستشعره كذروة للامعقول : إذ كيف تحكم العدالة بالموت على من في تصوره الأعدل ؟ و هذه المحاورات هي أيتيفرون و دفاع سقراط و كريتون و فيدون
6- Stephane lojkine, l’image et subversion ,ed Jacqueline Chambon,Paris 2005 p7
7-لا يعنينا طبعا أن نهتم ها هنا بتصور ميشل فوكو للعلوم الإنسانية ، و إنما يعنينا حقا توسله بالصورة و هو يفتتح الكلمات و الأشياء
و يمكن أن نقوم بتعميم مجحف بأن واحدا من مبررات إفتتاح هذا الكتاب بلوحة فيلاسكيز يكمن في أنه " حتى في نهاية القرن السادس عشر ، لعب التشابه دور الباني في المعرفة الثقافية الغربية ، فهو الذي قاد في جزء كبير تفسير النصوص و تأويلها ، وهو الذي نظم لعبة الرموز ، وسمح بمعرفة الأشياء المرئية و اللامرئية ، ووجه فن تمثلها و تصورها . لقد كان العالم ينطوي على نفسه فالأرض تكرر السماء و الوجود يتجلى في النجوم و العشب يلف في أوراقه الأسرار التي في خدمة الإنسان ، و كان الرسم يقلد الفضاء " الكلمات و الأشياء مفتتح الفصل الثاني .
faucault , les mots et les choses , ed Gallimard ) (Micheal
8- المقصود هنا الأنماط التي يبسطها جاك موريزو في كيابه " Que est –ce qu’une image ?
9- gille deleuze, qu est ce que la philosophie ? ed de minuit 1991
10- نشير هنا إلى أن فوكو قد بين هيمنة التصور الأفلاطوني على كامل العلامة و إلى حدود القرون الوسطى ، ففي محاورة كراتيل يستند سقراط إلى مسلمة أنطولوجية تعتبر أن اللغة و الكلمات المكونة لها تمثل صورة من العالم و في الآن ذاته صورة لتفكير المتكلم و حالته الشعورية و من أجل النفاذ إلى صميم الأشياء و جوهرها تكتسب اللغة كينونتها فهي ليست مجرد تمثيل للشئ و إنما هي تعوضه و تحل محله و تجسد جوهره و لذلك تم إقصاء و إستبعاد الأعمال الأدبية و الفنية المبنية على الخيال .
و يكشف فوكو عن أمثلة تبين إرتباط هذه النزعة الطبيعية فتضطلع في فنون التأويل لكشف حقيقة العلامة و لعل هذا يدعم ما يمارسه سقراط من تحوط وتدقيق في إستعمال الكلمات بما يحقق تطابق التخاطب و إستعمال البلاغة مع مقتضيات المنطق و العقل بما يفضي إلى الحقيقة و نذكر بأن ميدان القول هو في نفس الوقت مجالا تشتغل فيه و بواسطته أنماطا من الخطاب متنوعة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: