البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي الإدراجات
مقالات متعلقة بالكلمة : تونس

تونس تتطهر

كاتب المقال فتحي العابد - تونس / إيطاليا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4743


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عُدت مبتهجا رغم مرارة الأحداث التي تأتينا تترى من مصر بعد أن اشتركت مع الآلاف من الرجال والنساء في مسيرة دعم الشرعية. عدت مع جملة من عاد من أمام الجامع الكبير بسوسة وأنا مطمئن على مستقبل تونس، لما رأيته من إصرار فئة كبيرة من الشعب التونسي على الإلتفاف حول بعضها البعض بغض النظر عن انتماآتهم الحزبية، وضرورة المواصلة في إنجاح المسار الحالي، والنحو نحو التهدئة بين مختلف فئات الشعب، وهذا راجع لخوفهم من إعادة سيناريو مصر في تونس لاقدر الله.

عرفت أن هؤلاء الشبان وكثيرون غيرهم لن يسكتوا بعد الآن على الظلم، ولن يتهاونوا في حماية وتحصين ثورتهم، ولن يهدأوا في وجه القمع البوليسي، ولن يتهاونوا في حقوقهم. سمعت منهم اعتراضات بأنهم قصّروا في محاسبة الحكومة الحالية، وأنهم أدركوا وإن متأخرين أن سكوتهم على بعض الأعمال التي أضرت بالبلاد، شجع بعض القوى الداخلية لإستمالة شريحة من المجتمع التونسي لتدافع عن جلادي الأمس.

أفرحني تمسكهم بالوحدة الوطنية، وحرصهم على إنجاح المرحلة الحالية بكل عيوبها وإيجابياتها، لأن أعداء الوطن في بيوتهم المكيفة يتفرجون، وهؤلاء الشباب في الساحات والشوارع في الحر وهم صائمون ينادون ويصيحون، أنه من عمل لتونس ومجدها فتونس حاضرة في المعانات والصدق والفضيلة، ومن عمل لحسابات شخصية أو حزبية، فالحسابات جاثمة في طيات مسالك الحياة الوضيعة..

فخروج هاته الجموع في الساحات والشوارع انتصارا لحقها لا يعني ضعف قوى الردة والظلام، بقدر ما يعني الأيمان الراسخ في نفوس المناضلين، والتحرر من أشكال السلطة القمعية، فالنضالات تجارب الشعوب، واختبار الحكام، ومحصلة ما يزرعه الحاكمون، فالعبيد قل ما يناضلون، ولا نصر لأمة حكامها متسلطون مستبدون، ولا هزيمة لشعب يحكمه أبناؤه، ويقرر له صفوته، وفي السلم لا حاكم ولا محكوم، وعند المساس بوحدة الوطن وهيبة البلاد كلهم متوحدون وعنه مدافعون، شرعهم الدستور وفيصلهم القانون وعنده متساوون.

الجموع المتظاهرة هنا أو في ميادين أخرى من مدن تونس ليست من نسيج مختلف أو من كوكب آخر. أين ذهبت اللغة الممسوخة والعبارات الهابطة والتعليقات التافهة التي أغرقتنا بها قنوات الإذاعة والتلفزة الرسمية على امتداد سنوات وسنوات، بحجة أن الشباب يريد هذا الإسفاف وهذه السفالات.. فجأة وقع اكتشاف أن هؤلاء الشباب خرجوا إلى الشوارع يريدون شيئا آخر، يريدون الإسلام، وقف التردي والإنهيار السياسي والثقافي والأخلاقي.

مرّت بي فترة طويلة وحزينة في الغرب، غلب عليها شعورالتشاؤم بمستقبل تونس. كان صعبا، أو مستحيلا، أن يحلم الشبان بمستقبل حر وواعد في وطنهم ويجمع كل التونسيين، وهم يسمعون كل يوم من وسائل الإعلام الحكومية روايات وتحقيقات تصورآباءهم، وأعمامهم وأفراد من عشيرتهم بأنهم تافهين في أحسن الأحوال، ومجرمين أو إرهابيين في معظم الأحوال.

كنت أسير معهم في المسيرة وكأني في حلم، هم كتلك الخيول التي تركض حلما بالحرية، أو كالنحل الذي لاينتظر علاوة أو تقديرا.. وعلى هذا النهج تستمر الحياة الراقية وتثمر السواعد العاتية وتزدهر النفوس بالحرية والطيبة، ليرتسم معنى المواطنة في أرجاء المجتمع.

عرفوا أن عناصر الفساد وخصوم الحرية لن يستسلموا قبل أن يسدّدوا لهم ضربات متلاحقة، بعد أن أثبت هؤلاء الشباب زيف اتهامهم بانتهاء صلاحيتهم. لن تهدأ قوى الظلام والحقد وإشعال النيران. حاولت الإنقلاب أكثر من مرة سواء بقتل جنود يؤدون الواجب الوطني أو سياسيين، وستحاول هاته القوى الإرهابية إعادة تونس إلى وداعة أو استسلام الشعب المقهور، والخائف والضائع.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، مناصرة الشرعية، سوسة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-08-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  بيع الجمل ياعلي
  الهدهد واللقاء الأول
  البغولية
  ابني بدأ يكبر
  ثروة العقول
  حتى لا ننسى..
  الدعوشة إعاقة ذهنية
  الجدية قيمة مفقودة في تونس
  بومباي Pompei عبرة التاريخ
  معنوية النضال
  علاقة النهضة بمنزل حشاد
  حنبعل القائد العظيم
   زرادشتية حزب الله
  بناء الإنسان
  تجديد الفهم الديني
  منزل حشاد
  لطفي العبدلي مثال الإنحدار الأخلاقي
  النهضة بين الفاعل والمفعول به
  حركة النهضة بين شرعية الحكم ومشرعتها الشعبية
  التمرد على اللغة العربية في تونس
  قرية ساراشينسكو “Saracinesco” صفحة من الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيطالية
  هروب المغترب التونسي من واقعه
  سياسة إيران الإستفزازية
  محاصرة الدعاة والأئمة في تونس
  المعارضة الإنكشارية في تونس
  حجية الحج لوالديا هذا العام
  إعلام الغربان
  المسيرة المظفرة للمرأة التونسية عبر التاريخ
  رسالة إلى الشيخ راشد الغنوشي
  الدستور.. المستحيل ليس تونسيا
  مرجعية النهضة بين الحداثة والمحافظة
  ضرورة تأهيل الأئمة في إيطاليا
  الرسام التونسي عماد صحابو.. عوائق وتحديات
  سأكتب للعرب
  المالوف التونسي
  تونس تتطهر
  أثبت يا مصري
  إسهامات المغاربي في تثبيت الرسالة المحمدية
  "الكبّوس" التّونسي رمز الأصالة والنّضال
  رجل لاتعرفه الرجال
  وتستمر معاناة المناضلين الإسلاميين المنسيين
  التعويض
  ضربة الذنب الأخيرة
  ياتونس مهلا
  الإتحاد
  أكتب لشام
  موطني
  بعد زيارتي الأخيرة لتونس
  المشهد الثقافي في تونس بعد الثورة
  مناحة الإعلاميين والمثقفين في تونس
  إلى متى يا أشقائنا الليبيون؟
  تطبيق الشريعة واجب
  نجاح أمريكا النسبي في استتباع الأمة
  محاولة إرباك الحكومة التونسية
  "دون كيشوت" التونسي
  تصدع في بناية الحركة في إيطاليا
  الوضع المتردي للمهاجر التونسي في إيطاليا
  يحدث في تونس

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، أحمد ملحم، رافد العزاوي، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، حاتم الصولي، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، الهادي المثلوثي، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، فوزي مسعود ، مصطفي زهران، العادل السمعلي، يحيي البوليني، فتحي الزغل، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، د. عبد الآله المالكي، عراق المطيري، عواطف منصور، د- جابر قميحة، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، تونسي، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد النعيمي، فتحي العابد، كريم السليتي، يزيد بن الحسين، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، خالد الجاف ، رشيد السيد أحمد، أبو سمية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، كريم فارق، محمد العيادي، صلاح المختار، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، محمود طرشوبي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، د. أحمد بشير، سلام الشماع، د. طارق عبد الحليم، محمد أحمد عزوز، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد محمد سليمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود سلطان، صفاء العراقي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، نادية سعد، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، طلال قسومي، جاسم الرصيف، د - عادل رضا،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء