البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

تماثيل سيئ الذكر تنصب من جديد: تعدي على التونسين وإستفزاز لهم (*)

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6058


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بلغت العزة بالإثم لدى المتحكمين فينا مراحل متقدمة، هؤلاء الذين أستولوا على مقاليد تونس الثائرة بطرق مشبوهة وإن كان ظاهرها شرعيا بزعم الإنتخابات، لم يكفهم أنهم أوقفوا مسار الثورة، لم يكفهم أنهم سنوا القوانين التي تشرع وجودهم المشبوه من خلال دستور قدّ على قياس السفارات وممثليها بتونس من حملة مشعل الإلحاق بالغرب، لم يكفهم انهم حصنوا وجودهم باستحداث التشريعات التي تمنع نقدهم وفضحهم كقانون الإرهاب وقانون التكفير، لم يكفهم كل ذلك، فعمدوا الى ما يمكنه أن يبين جوهر موقفهم من التونسيين، أنهم يحتقرونهم وأنهم لا يعبؤون بما قد يسوؤهم ويجدد ألامهم

وهل يوجد ماهو أحقر للتونسيين من أن يعمد لأسوا رموز تونس فيستجلب من التاريخ من بعد أن رمي في مزبلته، فيذكّر به، بل ويقع فرضه علينا في المجال العام

هل يوجد ما هو أشد إستفزازا للتونسيين من أن يعمد لمؤسس مسار الإلحاق بالغرب في تونس فيشاد به، وهل نصب تماثيل الهالك بورقيبة إلا بعض ذلك

هل يوجد ما هو أنكى لجروح التونسيين من أن يقدم كرمز، من كانت حياته مسارا متصلا لتذويب وتقزيم هوية تونس، وهل كان سيئ الذكر إلا محاربا للإسلام وهل كان إلا مقتلعا للغة العربية مستبعدا لها من مجالات الفعل

هل يعقل ان يكون رمزا يدعى للفخر به، من جعل حياته مناطا متصلا لإثبات فساد الاسلام وعدم صلوحيته لهذا العصر، وهو الذي سخر لذلك كل أدوات الدولة، فصيّر التعليم في تونس لا يكاد يتصل بالاسلام الا كما يتصل به في أي بلد من تلك التي لا يربطها بحضارة الإسلام رابط، وهو الذي حول الاعلام لأداة توجيه ذهني نحو كره الذات، وهو الذي عبث بالتعليم فكان ان سلمه لفرنسي (جون دوبياس) سطر له برامجه، و هو الذي نكل بالزيتونيين وكل صاحب مرجعية اسلامية وشرد بهم من خلفهم

هل يعقل ان يكون ممن يحتفى به، من حارب لغة بلاده و أحتقرها، فنبذها وجعلها منبوذة لدى التونسيين، و أتى لها بضرة هي لغة فرنسا فرضها تدرس قهرا لأبنائنا منذ الصغر، كي ينتج أجيالا منبتة تحب فرنسا أكثر مما تحب بلدها وتكره ذواتها أكثر مما تكره فرنسا، وهو في ذلك جعل لغة العربية عالة عليلة عاجزة لا تكاد تقوم بشيئ من شؤون الحياة العصرية من علم وطب و هندسة و إدراة، فانتهى ان كرّه للتونسيين لغتهم، وحبب اليهم لغة فرنسا، وهو من بعد كل ذلك سرّع في عمليات الاقتلاع من الجذور أو ما بقي منها ثم الالحاق بالغرب

هل يجوز الإحترام لمن كانت حياته جهادا دؤوبا لاثبات الولاء الفكري والعقدي للغرب، دعك مما يقال انه استقل بتونس سياسيا، فتلك تهويمات ضحايا منظومة الاقتلاع التي صممها وانتج بها قطعانا يؤلهونه ويغضون الطرف عن أفاعيله، لعجز ذاتي منهم على فعل ذلك، يغالبهم العجز ولا يستطيعون رده.

هل يجوز غير التسفيه لمن أورد تونس بعد عقود ستة ما نراه من واقع سيئ على كل المستويات ورثه لنا

هل يجوز غير التحذير والتنبيه من نتائج أفاعيل من دمر مجتمعنا فشجع الانحطاط الاخلاقي وأشاع الفاحشة ودمر الاسرة وميز الرذيلة وأعلاها، وحارب العفة وقتل الصادقين من بعد أن سامهم العذابات، وأنتج أجيالا منبتة تكره ذاتها وتكره من يذكرها بدنائتها ممن يتبع منهجه فنكلوا برافعي رايات تونس العربية المسلمة مثلما نكل، ومن شابه أباه فما ظلم.

هل يجوز غير الخزي على كل من شجع المنكرات وأعلى وقرب الداعين اليها وحارب المعروف و كل من دعا اليه او أطمأنت نفسه به

أنا تفهم وجود من لم يعمل عقله يوما في واقع تونس ودور سيئ الذكر في ذلك، فأنّى لمثل هؤلاء أن يفهموا خطورته، ولكننا لسنا مجبرين نحن التونسيون أن نكون مناطا لعبث من لا يعمل عقله، وتحركه أهوائه أبدا

لمريدي سيئ الذكر هؤلاء ان ينصبوا تماثيله في بؤرهم الخاصة الموبوءة، ولكن ليس لهم الحق ان يلوثوا مجالاتنا العامة

المجال العام من ساحات وما شابه يجب ان يكون محل تصرف بما هو متفق عليه، فهل يعقل ان يأتي احدهم مثلا وينصب تمثال زعيم عصابة من تلك التي تحترف وتبرع في السرقات والقتل، او يريد نصب تمثال لهتلر مثلا، بل هل يستطيع أصلا وضع أبسط الأشياء في ساحة عامة من دون موافقة الناس من ساكني تلك المنطقة، فضلا أن يكون شيئا مما يكرهون كتمثال سيئ الذكر

الحاكمون فينا ولنا، يجب أن يعرفوا أنهم موجودون في مناصبهم تلك بحكم اتفاق تاريخي دبر بليل لا دخل للتونسيين الشرفاء فيه، دعك من مسألة الانتخابات فالكل يعلم انها امر مغشوش، بل القوانين التي انتجت تلك الانتخابات وأولها الدستور أصلا غير متفق عليها، والأرجح أن وجودهم في مناصبهم لن يدوم طويلا، فالاحسن اذن أن لا يعجلوا في تدمير بناء الاتفاق الذي اوجدهم بالنبش في ما هو مستفز للتونسيين

الحكمة تقول -وان كنت استبعد الحكمة عن بقايا فرنسا فما عرفناهم يتصرفون إلا كالعصابات بالإغارة والجبر-، تقول الحكمة انه يحسن ان لا تستفز الناس بإتيان أمر يكرهونه، وأنا أعرف ان الزمرة التي تحكمنا وعموم المنظومة التي تسندها، يحتقرون عموم التونسيين، ولكن مصالحهم تدعوهم إلى الكف عن العبث بما قد يعجل هدم بنائهم المفكك، وهل نصب تمثال سيئ الذكر الا عبث بيّن العبث

-----------
(*)
وصف سيئ الذكر ليس سبا كما قد يفهم البعض، ولكنه وصف موضوعي لأمر واقع، والفرق بين السب والوصف الموضوعي، أنه كلما أمكن إثبات وجود الصفة في الواقع، فهي لازمة للموضوع لايمكن انكارها، أما القول بكون الصفة سبا من عدمها، فهو أمر نسبي ذاتي، يوجد وينفى حسب زاوية النظر عكس اثبات وجود الصفة.
بالنسبة لوصف سيئ الذكر، فهو وصف موضوعي لأنه يمكننا إثبات الذكرى السيئة لبورقيبة لدى قطاع من التونسيين، منهم على الاقل كاتب هذا المقال، حين استذكار أفاعيله، فهو وصف موضوعي إذن وإن لم يرق لبعض مريديه
قد يقول مُــتَـفَـيْـقِه من جماعة الإسلام الوظيفي، أن الدين يدعونا إلى ذكر موتانا بخير، والرد على هؤلاء أن كلامهم هذا فاسد إبتداء لأنه مصادرة على المطلوب، إذ لو كان سيئ الذكر منا، لما قام أساسا بما قام به، لكن الواقع يثبت أنه قام بما قام، فبطل إذن الإفتراض، فكان معنى ذلك أن المطلب مبني على مصادرة، وكما هو معروف كل ما هو مبني على مصادرة لاقيمة له


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، أنس الشابي، صفاء العربي، عزيز العرباوي، طلال قسومي، كريم فارق، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، عمر غازي، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، صباح الموسوي ، عمار غيلوفي، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، تونسي، د. عبد الآله المالكي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، العادل السمعلي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، محمد الياسين، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة، علي عبد العال، د- محمد رحال، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، مجدى داود، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، فتحـي قاره بيبـان، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، حسن عثمان، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، أ.د. مصطفى رجب، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، حاتم الصولي، محمد شمام ، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، د. طارق عبد الحليم، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، رافع القارصي، منجي باكير، سامح لطف الله، عراق المطيري، محمود سلطان، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، علي الكاش، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء