يبدو أن المتصفح الجديد "كروم" الذي أطلقته قوقل، كان محل تنقيب في كل تفاصيله، بحيث لم يترك جانب فيه ألا وأشبع بحثا وتجربة، وربما يعود ذلك لكونه منتوجا عائدا للعملاق "قوقل"، وهو الذي تعود منه المستعملون إصدرات على قدر كبير من الاحترافية.
ولأن المتصفح "كروم" لازال في طور النسخة التجريبية "بيتا"، فإن الملاحظات التقنية التي سجلت عليه وقع تناولها بقدر قليل من اللوم، بل بالعكس فإن البرمجة في عمومها تعتبر انجازا متميزا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها نسخة تجريبية، ويتوقع من "قوقل" أن تقوم بتطوير النقاط السلبية التي وقع الإشارة إليها.
ولان كانت الهنات التقنية المكتشفة بمتصفح "كروم" موضع تسامح من المستعمل من حيث أن ذلك متوقع إلى حد ما في نسخة تجريبية، فإن هناك جانب آخر، كان مصدر اللغط الكبير، لان لا علاقة له بالاعتبارات التقنية، وإنما يعكس سياسة مقصودة من طرف"قوقل"، ويخص الموضوع اعتبارات خصوصية المستعمل وحق استعمال "قوقل" لمعطيات مأخوذة من جهازه.
وتطرح المسألة بشكل كبير، إذا علمنا أن اتفاقية الاستعمال التي يحملها متصفح "كروم" تتيح ل"قوقل" العديد من الأنشطة محل التساؤل من حيث المبدأ، حيث تقول تلك الاتفاقية في البند 17 منها في الفقرة واحد أن "قوقل" تمول خدماتها من العمليات الإشهارية، ولذلك فإنها قد تعرض مواد اشهارية من خلال النظر للمعطيات المخزنة بجهازك، بمعنى أنه يتجسس على المعطيات المخزنة على جهازك ويقام باستهدافك من خلالها، انظر ما يقول البند 17.1، وهو محرر في لغة عربية ركيكة، ولكنه يبدو أكثر وضوحا في اللغة الفرنسية او الانكليزية:
17.1 يتم دعم بعض الخدمات من إيرادات الإعلانات، ولذا قد تعرض هذه الخدمات إعلانات ومواد ترويجية. وهذه الإعلانات قد تستهدف محتوى المعلومات المخزنة في الخدمات أو الاستعلامات التي تتم إثارتها من خلال الخدمات أو غير ذلك من المعلومات
ولكن مثل هذه النقطة التي تبدو للبعض هينة، فإنها من حيث المبدأ قد تكون مرفوضة من قبل البعض الآخر، وقد فتحت مسألة خصوصية المستعمل لدى قوقل، الباب للنظر في اتفاقيات الاستعمال وسياسة قوقل عموما في موضوع خصوصية المستعمل لديها وهو الجانب الذي كان لا ينظر اليه عادة، وعند قراءة تفاصيل اتفاقية استعمال منتوجات قوقل، فاننا نجد العديد من النقاط المثيرة للانتباه، منها ان "قوقل" تقر أنها تقوم فعلا بأخذ معلومات عن جهازك وتقوم بتتبع عمليات تصفحك واختياراتك ومواقعك المفضلة، وهذه كلها مهام تدخل في عمليات جوسسة الانترنت وهي التي تقوم بها العديد من برمجيات الجوسسة العاملة لترويج المتوجات واستهداف الحرفاء والتي بدورها تترصدها برمجيات مقاومة الجوسسة وتمنعها، وانظر ماذا تقول "قوقل" في ذلك:
"ملفات تعريف الارتباط – عبارة عن ملفات صغيرة يحتوي الواحد منها على سلسلة من الحروف. وعند قيامك بزيارة Google، نقوم بإرسال واحد أو أكثر من من هذه الملفات إلى الكمبيوتر الخاص بك؛ حيث يتم التعرف على المتصفح الخاص بك بشكل فريد. ويتم استخدام ملفات تعريف الارتباط لتحسين جودة خدماتنا مثل معرفة الطريقة التي يتبعها الأشخاص في البحث، وذلك عن طريق تخزين تفضيلات المستخدم وتتبُّع اتجاهات بحثه. كما تستخدم Google أيضًا ملفات تعريف الارتباط في خدماتها الإعلانية لمساعدة المعلنين والناشرين في عرض الإعلانات وإدارتها عبر الويب. وقد نعمد إلى تحديد أحد هذه الملفات في متصفحك عند قيامك بزيارة موقع ويب وعرض أو النقر فوق أحد الإعلانات المدعومة من خدمات Google الإعلانية"
وتقر "قوقل" بأنها تتقاسم المعلومات التي تأخذها مع أطراف أخرى في حالات تعددها هي، أنظر ماذا تقول في هذا الشأن:
تقوم Google بمشاركة المعلومات الشخصية مع شركات أخرى أو أفراد آخرين خارج Google في الحالات المحددة التالية فقط:
• الحصول على موافقتك. فنحن نشترط الموافقة على الاشتراك قبل مشاركة أية معلومات شخصية حساسة.
• نحن نقدم هذه المعلومات إلى الشركات الفرعية أو التابعة لنا أو أي شركات أخرى موثوق بها أو أفراد موثوق بهم بهدف معالجة المعلومات الشخصية نيابةً عنا. ونشترط أن توافق هذه الأطراف على معالجة هذه المعلومات وفقًا لتعليماتنا وطبقًا لسياسة الخصوصية هذه وأية معايير أخرى مناسبة لأمان وسرية المعلومات.
• لدينا اعتقاد راسخ بأن الوصول إلى هذه المعلومات أو استخدامها أو الاحتفاظ بها أو الكشف عنها يصبح لازمًا بالقدر المعقول إذا كان من أجل (أ) تنفيذ أي قانون معمول به أو لائحة أو إجراء قانوني أو مطلب حكومي واجب التنفيذ (ب) أو تنفيذ بنود الخدمة المعمول بها، مثل التحقيق في أية انتهاكات ممكنة لهذه البنود (جـ) أو اكتشاف مشاكل الاحتيال أو المشاكل الأمنية أو الفنية أو منع حدوثها أو التعامل معها (د) أو الحماية من أي ضرر وشيك بحقوق أو ممتلكات أو سلامة Google أو مستخدميها أو عامة الناس طبقًا لما يتطلبه القانون ويسمح به.
قد يبدو للبعض ان المسلة بسيطة، وقد يقول آخر وماذا لدي على جهازي حتى تسرقه "قوقل" ولكن المسالة يجب النظر لها من ناحية مبدئية، حيث ان ترك جهازك مفتوحا لكي يرتع فيه احدهم يجمع المعلومات كما يريد، شيئ يدعو للإنتباه، ثم ان التساؤل يطرح حين معالجة تلك معطيات، إذ من قال أن الأطراف الذين تعدّهم "قوقل" ثقة حيث مكنتهم من تقاسم المعطيات معها، هم ثقة بالنسبة للمستعمل أيضا؟
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
13-09-2008
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
13-10-2008 / 13:17:59 فوزي
الاطلاع على المعطيات الخاصة موضوع حساس
في الحقيقة موضوع الاعتداء على الخصوصية من طرف قوقل موضوع حساس بقطع النظر عن نية قوقل واغراضها من استعمال تلك المعطيات الخاصة
لان المشكلة ليست بالضرورة في قوقل، وانما في الاطراف التي تسمح قوقل لها بالاطلاع على تلك المعطيات، ثم ان الموضوع فيه ناحية مبدئية: باي حق تاخذ معطيات احدهم الخاصة، حتى ان لم ولن تستعملها، ولهذا السبب الاخير ربما، كانت العديد من الجهات الاوروبية تعبر عن قلقها من موضوع المعطيات الخاصة والاطلاع عليها التي تقوم بها قوقل
13-10-2008 / 13:10:46 خالد
هذا أمر خطير جدا
بمأ أن قوقل تابع للحكومة الامريكية وبما أننا نعلم الخطوات الاستباقية و للحكومة الامريكية في معالجة ملف كملف محاربة الارهاب على شاكلة قوانتنامو" فعلى المستخدم العربي المسلم أن يأخذ حذره من هذه الخدمات فأمور كثيرة يعتبرها المستخدم العربي بسيطة ومن حقوقه ومن تعاليم دينه تقرأ في الجهة المقابلة على أنها تهديد لأمن الولايات المتحدة الامريكية وبذلك تجعل من حقها وبما أنك وافقت على بنود الاتفاقية التي "لم تقراها" أن تتخذ اي اجرا يناسبها وقد يضرك بشكل كبير لذلك يجب الحذر .....
13-10-2008 / 13:17:59 فوزي