البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فلسطين تضع حلوى في أفواه مرة

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 1134



بعيدًا عن ساحة المعركة لا يكون الحديث عن فلسطين إلا عواطف جياشة، يختلط فيها بكاء الفرح بالنصر بدموع الخوف على الأطفال تحت القصف وبدموع العجز أيضًا، فمشاهدة الحرب ثم إظهار التضامن بالكلام من مسافات بعيدة يخجل كل إنسان حر.

العيد في تونس كان مرًّا وكانت الأحزان تتكثف، فالوباء سجن الناس في البيوت إذا بقوا قتلهم الحزن وبُعد الأحبة، وإذا سافروا تلقفهم الوباء في الطرقات، لكن فلسطين وضعت حلوى بأفواهنا المرة، وهذه بعض العواطف الجياشة في ليلة عيد تتنازعه أحلام النصر وواقع التشتت المهزوم ليس أكثر. لكن رغم ذلك هناك حقائق تترسخ.

أعداء الديمقراطية هم أعداء فلسطين
سبق أن كشفنا توافق أفكار فئات من الناس في تونس تعادي الديمقراطية وتعمل على تخريبها، متهمة إياها بكل شرور الأرض. ونجد مع كل تحرك فلسطيني مقاوم أن هذه الفئات تطل برأسها، مستهينة بكل رباط وبكل مقاومة وساخرة من التسليح البدائي لقطاع غزة المحاصر وصواريخه العبثية.

ويذهب البعض منها في وقاحته إلى التضامن مع ضحايا المقاومة، ويقولون إنها تقتل أطفالًا أبرياء ويغضون الطرف عن الأطفال الأبرياء فعلًا في الجانب الفلسطيني. ولقد رأينا من كثير منهم عجبًا، فهم يبكون دمًا على شرطية فرنسية قتلت غيلة في بلادها وقاتلها مختل عقليًّا، ولكنهم لا يقيسون بالمقياس نفسه إذا تعلق الأمر بسيدة فلسطينية يعبث بكرامتها مستوطن.

ولقد رأينا منهم الأعجب من العجب، فهؤلاء هم طابور العسكر المصري في تونس، وأنصار حفتر الذي خرب الثورة الليبية، وهم شبيحة بشار الذي قتل شعبه وهجره في أقاصي الأرض، وهم من قال إن ثورة الشباب العربي هي ثورة عبرية خططها الصهاينة.

كلما تبينت في الأمة روح مقاومة ساعية إلى الحرية والاستقلال عن كل هيمنة، وجدناهم يقومون ضدها ويرذلونها ترذيلًا بما يجعلنا نوقن من حقيقةٍ يصرون على إنكارها، فحرب التحرير الفلسطينية الجارية في هذه اللحظة في الأرض المحتلة هي معركة أصلية مؤسسة ضمن معارك الربيع العربي، لإرساء الاستقلال والسيادة وبناء الحريات التي لا تزول

منظورنا تحرري يقوم ضد الخيانات
نصر على هذا المنظور ونضع داخله تحليل الوقائع من خارج الأرض المحتلة (حيث تتسع الرؤية أكثر). ففي الأرض المحتلة محللون يقرؤون الساحة واللحظة أفضل من مشاهد خارجي.

في سياق الخيانات نضع انقلاب العسكر المصري على التجربة الديمقراطية الوليدة، ونضم إليه كل موقف مساند برر له وناصره ومجّده نكاية في ظنه في الإخوان المسلمين، وهو لم يدرِ أو لم يرغب أن يرى حقيقة أوسع وأشمل هي أن الثورة تتسع للجميع، وأن الديمقراطية إذا ترسخت في قطر تفتح طريق التحرير من الظلم والقهر، وتخطو خطوة جبارة في طريق تحرير كامل الوطن المحتل. وهل يوجد قطر عربي غير محتل؟

الاستنتاج الأوضح والأجلى أن معركة مايو/ أيار 2021 أعادت ترتيب الصفوف، وغربلت الخونة وعرّتهم أمام جمهور خدع طويلًا بحديث رمي "إسرائيل" في البحر، منذ 70 عامًا.

لقد كانت 70 عامًا من الكذب والنفاق حكم فيها المنافقون والخونة باسم فلسطين المحتلة، وبتلك الجملة السفيهة "أولوية تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو عن بناء الديمقراطية في الداخل". لذلك وجدنا صواريخ قطاع غزة المحتل الفشنك كما يسمونها تصيبهم في مقتل قبل أن تصيب الصهاينة. لذلك نقرأ تحاليلهم المشفقة على الصهاينة كما نقرأ قيح جروح متعفنة نكأتها الصواريخ، فهي تسيل صديدًا في السوشيال ميديا، ولو قدروا لقطعوها علينا كي لا نعبّر عن فرحنا بنصر صغير في معركة نعرف أنها لا تزال طويلة. رمضان 2021 هو رمضان فضح منافقين عرب خانوا الأمة وقضيتها المركزية منذ 70 عامًا.

الحروب تعلّم الشعوب
هذا هو الدرس الذي يجب أن يكون تحلية العيد والأيام التي تليه، نحن نتعلم ونفرز الصفوف والشعوب برمتها، ونرى حقيقة الوضع الذي طمس تحت ركام العنتريات الكاذبة. ورغم أن الدرس طال كثيرًا وكلف الكثير من الوقت والجهد والدم أيضًا، لكن النتيجة ظهرت ويفوز الآن الصادقون.

هناك تلازم وجب أن يتخذ أداة التحليل المركزية، وهو أن مسارات تحرير الأقطار ترتبط عضويًّا وهيكليًّا بمسارات بناء الديمقراطية في كل قطر. لقد أُقرت هذه الحقيقة قبل هذا المقال، وهو لا يزعم اكتشافها، لكن حرب رمضان أعادت تجليتها بدم الشهيد كما تجلى الجواهر، لكي تتحول إلى قاعدة تحليل علمي وسياسي في مسارات بناء المستقبل.

لا مناص من الدفاع عن الديمقراطية في المعركة نفسها وبنفس وتيرة الدفاع عن التحرير من الاحتلال المباشر. الخونة أنفسهم يجعلون ذلك حقيقة، فهم يسخرون من المقاومة كما يسخرون من الديمقراطية.

الديمقراطية طريق إلى استعادة الشعب لسيادته على وطنه الصغير ضمن معركة تحرير الأمة الواحدة (نعم، ذات الرسالة الخالدة)، ولكن هذه المرة بالديمقراطية لا بالأنظمة القمعية التي رتبت كل الخيانات وعاشت منها.

لقد غيّر الربيع العربي من وعي الكثيرين ووجّههم نحو الحرية والديمقراطية، وفي رمضان الانتصار توضح فلسطين المحتلة الاتجاه وتعلن تلازم المسارات (الديمقراطية تسير بالتوازي مع التحرير وتمهد له)، لذلك نختم بطعم كنافة فلسطينية في أفواهنا بعد عيد كنا نظنه حزينًا فإذا الشهيد الفلسطيني يفيض علينا من الفرح، ما أعاد لنا الأمل في مسار بناء الديمقراطية في تونس. هل نقول شكرًا فلسطين؟ سنقول صبرًا فلسطين نحن هنا على جبهة الديمقراطية ونسألك المدد الروحي، فارجمي الصهاينة هناك فراجماتك تصيب الخونة هنا ونراهم يتراجعون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، إسرائيل، قصف غزة، القدس، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-05-2021   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد النعيمي، صفاء العراقي، العادل السمعلي، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، عواطف منصور، محمود طرشوبي، أبو سمية، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، رمضان حينوني، فهمي شراب، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، أحمد ملحم، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، صلاح المختار، مجدى داود، الهيثم زعفان، نادية سعد، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، علي الكاش، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، ياسين أحمد، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، د- هاني ابوالفتوح، الناصر الرقيق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، عمر غازي، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، رافع القارصي، إيمى الأشقر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، كريم فارق، طلال قسومي، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، صالح النعامي ، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، د. عبد الآله المالكي، د - المنجي الكعبي، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، محمد العيادي، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، مصطفي زهران، أنس الشابي، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، تونسي، عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الياسين، عمار غيلوفي، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، د- محمد رحال، د - عادل رضا، سفيان عبد الكافي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، المولدي الفرجاني، أحمد الحباسي، فتحي العابد، علي عبد العال، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة