البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: الشعب يريد أن يفهم الرئيس

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 1710



الخيبة لم تعد الكلمة الكافية للتعبير عن الأمل الذي تلاشى بعد انكشاف السقوف الواطئة التي يتحرك تحتها الرئيس موهمًا الناس بإعادة اكتشاف السياسة. السؤال الذي يردده التونسيون كل صباح وبعد كل ظهور للرئيس يتساءل الناس من هذا؟ وماذا يريد؟ وباء كورونا يفتك بالبسطاء العاجزين دون الكلفة الطبية في القطاع الخاص والطب العمومي تتحكم فيه النقابات وتطرد المرضى عن أبواب المشافي والرئيس مشغول بصلاحيته أن يقضم منها رئيس الحكومة أو رئيس البرلمان، يريد أن يتوسع على حسابهما خارج أحكام الدستور فإذا أظهرا رفضًا استحضر حديث المؤامرة.

وكلما خرج على الناس شعروا بأنه ضرة تخاصم ضرائر، ماذا يريد الرئيس؟ وما مشروعه؟ بل من هذا الرئيس؟ رغم مشروعية السؤال الشعبي فإننا نجد الحديث عن الرئيس مملًا، لكم حديث هذه الورقة مليء بالشجن.

لا مشروع ولا رئيس
حقيقة نرفض الإقرار بها بعد سنة من انتخابه، حقيقة تشعرنا بأننا تعرضنا إلى خديعة انتخابية، لقد باعنا الرجل وهمًا فهو المقاوم الذي يناصر الحق والعدل وهو ابن الشعب الفقير الذي لم يلغ في المال العام، صورة مما أوهمنا فاخترعنا له لنذهب إلى صندوق الانتخاب فخورين، فإذا نحن الآن نصفع وجوهنا لا هو مقاوم ولا هو ابن الشعب الذي يشعر بألمه ويخرج إليه ليطمئنه من تفشي الوباء ولا يستخدم سلطته المتاحة ليوقف عبث النقابات بالاقتصاد وخاصة بالمناجم، أي خديعة هذه؟ ومن سوق لها؟

نتبين بعد أن ليس للرجل مشروع سياسي ولا خريطة طريق للسنوات الخمسة من حكمه، إنه يتقن فقط تأنيب التلاميذ الخائبين، لقد أمسك بخناق رئيس البرلمان وأدبه على تجاوز صلاحياته ثم اكتشف سلطته الافتراضية على رئيس الحكومة فقرعه على الهواء مباشرة، ربما فعل هذا يومًا في المدرج الجامعي بكلية الحقوق حين كان رئيس الحكومة تلميذه، لكنه لم يره رئيس حكومة مكلف من قبله وأن الوضع تغير.

يدعو الوزراء إلى القصر دون الرجوع إلى رئيسهم فيملي عليهم فيختلط الأمر بين أوامره وواجبات الانسجام الحكومي حتى يدفع رئيس الحكومة إلى إعادة ترتب أمر حكومته (بيان الحكومة يوم الـ30 من شهر سبتمبر/أيلول يكشف صراع نفوذ سيكبر ويهلك الحرث، اسمعوا الرئيس ولكن بعد إذني ثم قدموا لي تقريرًا عما يريد)، لقد بات الشعب يسأل من يحكم البلد الآن؟ الشعب يواجه كورونا واضطراب الرئيس ولا يعرف ما الذي يحصل، حيرة مطلقة وتقدم نحو المجهول.

هل هي عقدة المعيد؟
في التقاليد الجامعية يمارس الأساتذة الكبار نوعًا من الاستعباد على المساعدين الجامعيين أو المعيدين من شرّاح الدروس الكبيرة والتأسيسية في كل مادة، وقد قضى الرئيس ردحًا من الزمن مساعدًا جامعيًا (لم يحصل على الدكتوراة ليرتقي في الرتب الجامعية إلى درجة أستاذ وظل ينفذ أوامر أساتذته بما في ذلك أشغال نسخ الدروس وتوفير الببليوغرافيا للأستاذ مالك الدرس).

كثيرون تحول عندهم الأمر إلى عقدة نقص ويبدو أن الرئيس يعيشها بشكل دراماتيكي وهو يمارس الآن الانتقام، فقد وجد نفسه فجأة رئيسًا لأساتذته، فهو ينفس عقدة المساعد الجامعي المضطهد المقهور سابقًا ليثبت أنه يملك النص القانوني وقد صار به رئيسًا، لكنه يفشل في تأويل النص واقعيًا، ولو قيم أساتذته مدى التزامه بالدستور لأسقطوه في الامتحان النظري قبل السؤال الشفهي، فما ذنب الشعب إذا كان الرئيس عجز عن إكمال دراسته؟ نحن نتحمل الآن عقدة النقص الرئاسية وندفع ثمنها.

سيدي الرئيس من أنتم؟
دلنا عليك لنواصل بعض الإيمان أننا في دولة ولها رئيس منتخب ولها مؤسسات تقاوم الوباء والبطالة والفقر وتصلح المؤسسات العمومية المنهارة. أنت لا تتدخل في المكان الذي ننتظرك فيه كأن تأمر القوة العامة التي تحت إمرتك لتعيد ترتيب أمور الفوضى في المناجم وفي منطقة النفط بالجنوب، أنت صامت بل تختلق حديثًا آخر، لتهرب من الحديث الأصلي.

الناس ينتظرونك في مقاومة وباء كورونا المتفشي كالنار في الهشيم، لكنك تتحدث بلغة (يبدو أن) عن أحكام الإعدام. سيدي حكم الإعدام يصدره قاضٍ مستقل ولا ينفذ إلا بإذنك، فلماذا تتدخل في القضاء وتحاول ربح المزاج الشعبي المجروح من حادثة اغتصاب وقتل وأنت تعلم أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؟ التهرب من المسؤولية الفعلية باختلاق معارك وهمية لسد الفراغات التي تبينت لك بعد الخطاب الانتخابي الخادع، هذا هو العنوان أو اليافطة الذي نجدك تسير تحتها، انتظارات الشعب في واد وأنت تهيم في واد آخر، لذلك فالشعب (المسكين الذي انتخبك) يريد أن يفهم الرئيس، فمن أنت؟ وماذا تريد؟

بعد عام معك نعلن الندم
نعم لقد ندمنا سيدي على انتخابك، خذلتنا في مواضع انتظرنا فيها نصرتك، بعد عام ماذا فعلت في قضايا الإرهاب وفتح ملفاته وهو من مشمولات الأمن القومي أي نفوذك المطلق؟ كنت تحدثنا زمن الانتخاب عن الدبلوماسية الاقتصادية فلم نرك إلا في جنازة السلطان قابوس.

كنت تحدثنا على أن التطبيع خيانة عظمى فإذا أنت تصمت وتبرر للمطبعين وتزكي فعلهم وقد أخجلتنا أمام شباب فلسطين الذي احتفل بانتصارك وأحسن بك الظن.

سيدي إنه حول يمر على حكمك وقد حق لنا أن نقيم ما فعلت، وقد بدأنا فإذا نحن في سؤال أساسي: من أنت؟ وماذا تريد؟ نحن لم نفهمك خلال سنة ولا أمل لنا أن نفهمك في باقي مدتك، لكن مثلما ترانا في قصرك هناك قصر الخيبات الكبرى نستسلم لقدرنا أمام الوباء سنسلم لك ونسير في الحياة خائبين، لقد انتخبنا الرجل الذي يرانا نموت ولا يتدخل، تمتع بالقصر سيدي بعد مسرحية السكن في الحي الشعبي، فالشعب يريد أن ينجو من الوباء فقط، لكنه يتعلم جمع الوباء على أوبئة وسينطقها متفاصحًا مثلك ولا يمكنك التخمين إن كان يعنيك كما يعني الكورونا.

----------
وقع تغيير طفيف في العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، قيس سعيد، قذافي تونس، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-10-2020   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - مصطفى فهمي، أحمد الحباسي، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، كريم فارق، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، د- محمد رحال، يحيي البوليني، علي الكاش، عمر غازي، د.محمد فتحي عبد العال، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، محمد الياسين، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، صلاح المختار، فتحي الزغل، سلوى المغربي، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، عواطف منصور، أحمد بوادي، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، محرر "بوابتي"، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، جاسم الرصيف، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، منجي باكير، سامح لطف الله، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، ياسين أحمد، مراد قميزة، رافع القارصي، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، سفيان عبد الكافي، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، محمد العيادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، د - شاكر الحوكي ، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، مصطفي زهران، سيد السباعي، عراق المطيري، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، محمد يحي، صلاح الحريري، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة