البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا تقاتل إيران مع أرمينيا

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1279


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نلاحظ في إعلام اليوم دهشة لدى بعض القراء .. وربما خيبة أمل لدى بعض آخر ..أن تقف إيران التي تعلن في دستورها أن الدين والمذهب من أسس الدولة.. تقف دون مواربة ولا تردد ولا حياء ضد أذربيجان المسلمة والشيعية، مع أرمينيا المسيحية الأرثوذوكسية، ولا تكتفي بالتأييد المعنوي السياسي، بل تقاتل إلى جانبها بالقوات المسلحة، وهذه لمن فاتته الحقائق، هي المرة الثانية التي ترسل إيران قواتها المسلحة لدعم أرمينيا، فما هو الخطب الجلل الذي يحمل إيران على هذا الموقف المتناقض بدرجة صارخة مع التعصب الديني والمذهبي ..؟

يعتقد البعض أو يروج (وهم غالبا من مؤيدي ولاية الفقيه) أن جذر الموقف سياسي ويتعلق بتعاون أذربيجان مع إسرائيل ... أو الولايات المتحدة . وبصرف النظر عن درجة صدقية هذه الأنباء، وأهميتها بالنسبة لإيران المتعاونة بنفسها مع إسرائيل والولايات المتحدة، فلماذا تحرم هو حلال لها. من المؤكد أن هذا ليس بالسبب الحقيقي الدافع لهذا الموقف الذي سيعمق التناقض الإيراني / الآذري، ولكن على الأرجح أن إيران لم تتخذ هذا الموقف الحاد (التأييد والدعم لدرجة إرسال القوات المسلحة) لو لم يكن الأمر قد بلغ هذه الدرجة من التدهور في العلاقات.، ولنذهب إلى المديات الأعمق ...!

أذربيجان (سكانها نحو 8 مليون نسمة) ويمثل الشيعة فيها نسبة 50% من السكان (وفق معطيات الموسوعة الدولية) و45% من السنة، و5% مختلط من الطوائف المسيحية، وأقلية من اليهود والبهائيون. إلا أن الثقافة العلمانية هي السائدة في المجتمع، وهو السبب الجوهري في استقرار أذربيجان، لولا الإشكالية المتمثلة بالتداخل الأرميني .

أذربيجان الشرقية (وسكانها نحو 4 مليون نسمة) تقع تحت الاحتلال الإيراني ، وقد فعل الإيرانيون كل شيئ ليبعثروا هذا الشعب، من تهجير داخلي وخارجي، إلا أن القضية الآذرية موضوعة ساخنة تطرح نفسها كل بضعة سنوات، وهناك منظمة مركزية تسعى بالانفصال عن إيران والالتحاق بالوطن الأم، وهذا بالضبط ما يشكل القلق الدائمي (إلى جانب حركات أخرى) فالانفصال المحتمل لأذربيجان الشرقية ستكون له تداعياته العديدة في مقدمتها وأولا، سقوط نظرية المذهب القائد المهمة جداً لإيران الدولة، باعتباره رباط يجمع بين الفرس (العنصر القائد للدولة) وأقليات متناثرة بالكاد تمنح الدولة الصفة الدينية وهذا ما كان في الاعتبار لدى كافة قيادات إيران منذ عصر الملكيات وحتى عصر الملالي.

والأمر الثاني، فإن الانفصال المحتمل لأذربيجان يؤدي إلى هزة في الموزائيك الإيراني، يتسرب منها التخلخل إلى مناطق أخرى الرفض الشعبي العام فيها تام النضوج كحركة شعب الأحواز، والبلوش، والأكراد. ومن هنا فإن القيادات الإيرانية (على تنوعها) تتعامل مع القضية الآذرية كقنبلة موقوتة، وبهذا القدر من الخطورة بحيث يدفعها لإرسال قوات مسلحة تقاتل مسلمون شيعة .....!!!!

إيران هو مصطلح فني، لم يكن موجود عبر التاريخ ولم يتأسس إلا عام 1923، وتسميتها التاريخية بلاد فارس. وأهمية وجود "الكيان الإيراني" له تداعياته في المنطقة والإقليم، عدا التداعيات الدولية، وهو سبب ألتحاق إيران (في كافة عصور الدولة الإيرانية) في الاستراتيجيات الغربية. والأمر له علاقة وثيقة بثلاثة أمور في غاية الأهمية:

1. أحتمالات التوسع الروسي.
2. الحيلولة دون تكامل الوجود التركي في حلقة الدول التركية ( منظمة الدول التركية : أوزبكستان، كازاخستان، تركمانستان، أذربيجان، طاجكستان، قرغيستان وصولاً إلى أفغانستان).
3. موضوعات الطاقة، وتوزيعها الجغرافي، والخطط التكاملية لشعوب المنطقة.

هذه بأختصار شديد بعض أهم أبعاد القضية، وهناك أصعدة أخرى، وهذه الأسباب والمعطيات تحمل القيادة الإيرانية على إرسال قوات مسلحة إلى أرمينا للقتال ضد الآذريين، وهو أمر سوف يسجل بحروف بارزة ومؤثرة في تاريخ العرقات الآذرية الفارسية.

نكتفي بهذه المعطيات، وفي التأمل بتفاصيلها، يمكن فهم القلق، بل الهلع الإيراني، من تطورات قادمة، تحمل في طياتها مواقف وأوضاعا سياسية جديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أذريبدجان، أرمينيا، إيران، روسيا، فرنسا، الشيعة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-10-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، مجدى داود، محرر "بوابتي"، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، كريم فارق، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، عمر غازي، مصطفي زهران، رشيد السيد أحمد، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، حميدة الطيلوش، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، محمد الطرابلسي، أبو سمية، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، نادية سعد، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، عبد الله الفقير، د - مصطفى فهمي، محمود طرشوبي، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، فهمي شراب، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، د - المنجي الكعبي، سامر أبو رمان ، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، سيد السباعي، محمود سلطان، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، ضحى عبد الرحمن، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، المولدي الفرجاني، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، صفاء العربي، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، الناصر الرقيق، العادل السمعلي، حاتم الصولي، ياسين أحمد، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، صلاح المختار، فتحي العابد، رافع القارصي، حسن عثمان، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، كريم السليتي، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة