البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: الوجه الحقيقي للنقابة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5065


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحكى أن أحد الخلفاء و كان محبّا للعلم، قام بجمع العلماء و الفلاسفة للمناظرة حول الطبع ( العلم ) و التطبّع ( التربية )، لمن تكون الغلبة في شخصيّة بني آدم ؟

أمّا الفلاسفة فقالوا التطبّع يغلب و العلماء قالوا بل الطبع، فقال لهم الخليفة فليأتي كلّ بدليله، فقام الفلاسفة بجلب قطّة مدرّبة على المشي على قدميها الخلفيتين ثم تقوم بتوزيع المشروبات على الحاضرين فدهش الحضور من ذلك غير أن
العلماء طلبوا موعدا آخر للمناظرة و في الثانية قاموا بجلب مجموعة من الفئران و حين بدأت القطّة بتأدية ما طلب منها أطلق العلماء الفئران فلمّا شاهدتهم القطّة أسقطت الكؤوس و أسرعت خلف الفئران و هي تجري على أربع، فغلب الطبع
أخيرا.

كذلك النقابة التونسية التي غلبها طبعها الإستبدادي و علمها به فركست إلى ما كانت عليه أو إلى حقيقتها التي لم تكن أبدا ديمقراطية و هي التي كانت الضلع الثاني للنظام و مشاركة فيه بقوة فأغلب حكومات بورقيبة كان للنقابة حصّة فيها كما كان أمينها العام عضوا بالديوان السياسي قبل أن يحدث الصدام بينها و بين الحزب أما في نظام المخلوع فإنّ النقابة صمتت على إستبداده و ديكتاتوريته مقابل بعض الرشاوي و غضّ النظام الطرف على تجاوزاتها المالية و جميعنا يتذكر المناشدة الشهيرة لأمينها العام عبد السلام جراد للمخلوع للترشح لفترة رئاسية خامسة في وقت كانت فيه المعارضة الحقيقية تتصدى لذلك.

النقابة مثلها مثل التجمّع أو الحزب الدستوري في شكله البورقيبي لم تؤمن أبدا بالحريّة و بالتداول على المسؤولية بل هي فقط تجمّع مصلحي لأشخاص يذودون بكلّ الأشكال حتى الدنيئة منها عن مصالحهم و مصالح الشبكات المرتبطين بها و لعلّكم شاهدتم تلك الصور البائسة للبانديّة و الخلايق بهراواتهم و هم يحرسون مقرّ إنعقاد مؤتمر التمديد للطبوبي، مشهد يذكّر بالطريقة التي كانت تحسم بهاإنتخابات الشُّعَبْ التجمعية فلا مكان حتّى لمجرّد الإحتجاج فإمّا نعم و إمّا نعم و بنسبة تسعينيّة.

إذن إسقاط فكرة القبول بالتنازل السلمي على المسؤولية و التداول عليها يجعل النقابة فاقدة للمصداقية و الأهلية، فكيف لها بعد هذه المهزلة أن تنادي بالديمقراطية و تخوض معركة الحريات و تحول دون تكريسها داخلها، إنّه النفاق النقابجي في أتعس صوره فمن ينادي بالفضيلة عليه أن يكون فاضلا و إلاّ كيف لسكّير أن يتحدث عن مضار الخمر أو كيف لعاهرة أن تحاضر في الشرف و العفّة ؟

كان يكفي الطبوبي و جوقته أن يستحضروا أنّ النقابة نالت جائزة نوبل للسلام حتى يستحوا و يتراجعوا عمّا فعلوا لكن يبدوا أنّ التفرّغ النقابي و ما يغدقه على النقابجيّة من إمتيازات يجعلهم يتمسكون بأيديهم و أرجلهم بكراسيهم داخل النقابة التي لا شكّ أنّ طاحونة الديمقراطية ستمرّ عليها يوما ما و أنّه سيفرض عليها كشف سجلاتها المالية و فرض التداول على المسؤولية داخلها و التخلّص نهائيا من سياسية الهراوات عند وقوع إشكال و فضّه بالصناديق الحقيقية لا صناديق ما فوق التسعين في المائة.

فكما أنّ التسع و التسعين في المائة للمخلوع لم تخدع أو ترعب الشعب الذي كان متعففا عن المشاركة في المسرحية فإنّه بلا شكّ لن ترعبه هذه النسب لهذه الدكتاتوريات الصغيرة النابتة حديثا في تربة ديمقراطية لا مجال فيها إلاّ للتداول السلمي على المسؤولية و القبول بشروط الديمقراطية.

------------
وقع تحوير طفيف للعنوان الأصلي للمقال كما وردنا
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، النقابات، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-08-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المواقف
  «التكرار» وسلية للتضليل الاعلامي
  الثروة والسلطة في تونس
  هل كانت الحريّة مطلبا جماعيا في تونس؟
  واقع الاعلام التونسي
  الاعلام والخبراء وعصا البوليس
  دولة سعيّد البولسية
  تخريب العقول
  مواطنون ضدّ الانقلاب
  استئصال الإسلاميين
  المازوشية التونسية
  سكيزوفرينيا المثقف
  تونس: من يحكم فعلا ؟
  تونس: الإرهاب
  تونس: الوجه الحقيقي للنقابة
  تونس: عُقَدُ الرئيس و مكر الشعب
  من وحي إصابتها بالكورونا: هكذا عرفت الحامّة
  جمهورية البلاستيك
  هل آن للغنوشي أن يمدّ رجليه ؟
  تونس: الرابح و الخاسر من واقعة اللائحة
  و مازال خالي معتقلا !
  هل يتحطّم الإنسان كما الأشياء ؟
  ..و لكنّ الرئيس عار من المبادئ
  الإعلام التونسي المُنْتَهِي الصلوحية
  كلّما عَظُمَ الشعب، تصاغرت نخبته
  السبسي و أبوّة بن سلمان
  لا أهلا بقاتل الأطفال و الصحفيين
  الأمبوبة..
  سفيان و نذير و الرحلة الأخيرة
  المستشار الصغير يريد لعبة إعلام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، سلام الشماع، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، علي الكاش، سعود السبعاني، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، حاتم الصولي، مراد قميزة، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، عبد الله الفقير، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، محمد يحي، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، صالح النعامي ، رمضان حينوني، علي عبد العال، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، نادية سعد، صلاح المختار، د- محمد رحال، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، أحمد بوادي، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، ياسين أحمد، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، د. طارق عبد الحليم، يحيي البوليني، طلال قسومي، وائل بنجدو، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، تونسي، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، فهمي شراب، الناصر الرقيق، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، سلوى المغربي، سامح لطف الله، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، أبو سمية، عبد الله زيدان، أنس الشابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة