البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

محامو البعث

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1614


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لو كان حزب البعث العربي الاشتراكي قد أوكل ألف محام ومحامية، من فطاحل المحامين لما دافعوا عنه بالأدلة المادية والعقلية معاً، كما دافعت عنه الأحزاب الدينية وإيران ....!

كيف ..؟ سيتهمني بعض الناس بالتورية، أو حديثي بالألغاز، ولكن على العكس تماماً ... فلم أكن يوماً واضحاً كما أنا اليوم .. علماً أني كنت طيلة حكم البعث من اليوم الأول إلى اليوم الأخير(17 / تموز / 1968، وحتى نيسان / 2003) في موقف المعارضة، ولكن الموقف الآن تاريخي ويجب أن نتحدث بصراحة وموضوعية .... وسأشرح ..

البعث خلال مسيرته التي امتدت نحو 35 عاماً، كانت حافلة بالمنجزات المبهرة التي تشبه المستحيل: تأميم النفط، ومحو الأمة، ازدهار الصناعة، ارتقاء التعليم لمستويات عالية، وحاجات الإنسان الأساسية المتمثلة: توفير السكن الجاهز، توزيع أراض سكنية، بناء مستشفيات راقية تضاهي أرقى دول العالم. هذه الأسس المادية الأساسية للحياة البشرية الصالحة :
1. سكن صالح للبشر.
2. تعليم جيد.
3. صحة وعلاج.
4. غذاء صحي.
5. توفير أسس البناء ألارتكازي (Infrastructure).
ظواهر وشواخص التقدم منتشرة على طول العراق وعرضه، اليوم يتحدث بها عقلاء العراق على الملأ علناً، ويصرخ بها الشباب والشابات والنساء والشيوخ وجعاً وألماً، لدرجة أن أحدهم كان يتحدث على الهواء أصيب بجلطة وتوفي ..! هناك منجزات ومكاسب لا يمكن تجاهلها، وهناك طريق مرور سريع يمتد من الموصل حتى البصرة، ومن بغداد حتى الحدود الأردنية والسورية، سكك حديدية، موانئ، وهي أهم مستلزمات البناء الأرتكازي. دولة محكمة قوية في نظامها وقوانينها، وحياة نعيم عاشها المواطن العراقي، يصعب تكرارها حتى في المستقبل . أنظر لقائمة
السدود:
سد ديالى: ١٩٦٩/ سد الرطبة: ١٩٨١/ سد حمرين: ١٩٨١/ سد الرحالية: ١٩٨٢ / سد ام الطرقات: ١٩٨٢/ سد الفلوجة: ١٩٨٥ / سد الموصل: ١٩٨٦/ سد حديثة: ١٩٨٧ / سد الكوفة: ١٩٨٨/ سد دهوك: ١٩٨٨/ سد الشامية: ١٩٨٨/ سد العظيم: ١٩٩٩/ سد الأبيض: ٢٠٠٢ .... سد بخمة العملاق كان قيد الإنشاء... (نهبت معداته وتخصيصاته) وهذه السدود كفيلة أن تحل مشكلة العراق المائية ويوفر الطاقة من الكهرباء.
السدود المنجزة بعد ٢٠٠٣: صفـر
وغيرها الكثير من المنجزات، لا أريد تعدادها جميعاً هي معروفة للجميع ....

ولكن بالمقابل هل كان هناك أخطاء ..؟
بالطبع كان هناك العديد منها، المهم منها كانت تداعيات لأزمات وأفعال كان لابد أن يكون لها ردود أفعال، بعضها كان مبالغ به، وأخرى كانت خطأ من المعارضة، فأنفراط الجبهة سواء مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو مع الحزب الشيوعي، لا يتحملها البعث لوحده (والأسباب معروفة، لكن لنضرب عنها صفحاً)، ولكن أخرى خطأ من النظام نفسه. ومن تلك الأخطاء، لم يكن هناك تدقيق كاف بالأخطاء المرتكبة من أجهزة النظام، بعضها بسبب الإفراط بالثقة بالنفس، والحاجة الماسة للانفتاح السياسي الواسع على قوى وطنية وقومية وتقدمية واحتمال الهفوات ونقدها، وأخرى كانت تتمثل بالعقوبات الصارمة (علماً أن هناك من يقول ضرورة الحكم الصارم للعراق) ومنها عقوبة قاسية جداً نالها الفقير إلى الله كاتب المقالة، ولكن موضوعياً لا تجوز مقارنة عقوبة شخصية نالها فرد مقابل مكتسبات تتحقق للشعب يتمثل بتأميم النفط على سبيل المثال ..!
هناك ثلاثة أشياء أساسية في النظام :
1. من يمد يده للمال العام يلقى جزاء رادعاً.
2. من يتعامل مع الأجنبي، جريمة لا تغتفر.
3. من يتحدث بالطائفية، يلقى ما لا يرضاه.
النظام السابق كان يعتقل ويسجن ... نعم ... هل كان هناك تشدد في تطبيق القانون .. نعم، ولا سيما خلال فترة الحرب،

بعض الناس يريد من الحكومة ديمقراطية سويسرية، ولكن على أن يبقى هو محتفظ بخصائصه الشرقية، وحتى يلجأ للفصل العشائري، وهذه لو يتحدث بها سويسري يسقطون عنه الجنسية ....!

أسقطنا النظام الملكي، واكتشفنا بعد نصف قرن أننا كنا مخطئون، وأسقطنا نظام عبد الرحمن عارف لأنه لم يكن شديداً بالقدر الذي نشتهي، وهلل البعض للأحتلال، واكتشفنا (وهذه بسبب تنامي الوعي) أنه لا يكفي أن نوافق أو نساعد أو نساهم بالاحتلال، لأنني أختلف مع النظام الحاكم .. وها نحن ندفع ثمناً باهظاً للغاية، يفوق ما كان يتصوره أشد المتشائمون ..

أسباب معارضة النظام كانت موجودة، ولكن معارضة وطنية بناءة، إلا أن قوى العدوان الدولية التي اقتحمت العراق لم يكن لتهتم بتقدم العراق ولا يشغل بالها وبرامجها العدوانية سوى إشاعة الخراب والتدمير، بدليل ها نحن في قبضة لصوص محترفون، متحالفون مع قوى احتلال، يدمرون البلاد بشكل ممنهج، دون أي سبب سوى إرضاء للأجنبي. وهناك معلومات يشيب من هولها الولدان عن كواليس وأجندات التدمير لا أريد أن أكتبها، هي ستكشف نفسها ... الشعب العراقي صحى وهو يريد وطنه مهما كانت التكاليف والتضحيات ... وأن يقيم نظاما بعد هذه التجارب الجيدة، وشبه الجيدة، والسيئة للغاية... كفى ...!

لا أعتبر الكاتب محمد حسنين هيكل من الكتاب المفضلين عندي، ولكنه قال سطراً واحداً يعادل كل ما كتبه طوال حياته " العراق عبارة عن بنك أستولى عليه مجموعة من اللصوص ليس لهم علاقة لهم لا بسياسة ولا بحكم .. ولا بإدارة الدولة ...! "
أيها الشعب العراقي العظيم ... بطريقة واحدة فقط نصلح أوضاعنا، بالوحدة الوطنية الحديدية الراسخة، ألعنوا الطائفية الحقيرة ومن يتاجر بها ليتعيش من مزابل الاحتلال، ولنقم نظاماً يستفيد من تجارب الحكم الوطنية كافة من 1921 وحتى 2003.
أحيلكم إلى رواية جون شتاينبك " حين فقدنا الرضا ". فحالنا يفجر الدموع من الصخر ...!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، حزب البعث، حكم البعث، صدام حسين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-03-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب
  قمة بريكس في جوهانسبرغ
  القضية العراقية في شبكة العلاقات الدولية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، د. عبد الآله المالكي، عبد الله زيدان، كريم فارق، سعود السبعاني، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، حسني إبراهيم عبد العظيم، رشيد السيد أحمد، علي عبد العال، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، أنس الشابي، صفاء العراقي، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، د- محمد رحال، طلال قسومي، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، تونسي، صالح النعامي ، علي الكاش، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، نادية سعد، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، محمود طرشوبي، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، سيد السباعي، أبو سمية، عواطف منصور، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، محمد الياسين، سلوى المغربي، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، حسن عثمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، العادل السمعلي، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، الهيثم زعفان، أ.د. مصطفى رجب، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، فتحي العابد، د. أحمد محمد سليمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة