البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الدول العربية تنضم إلى المشروع الاستعماري للهند في كشمير

كاتب المقال أزاد عيسى   
 المشاهدات: 1703



مر أكثر من أسبوعين على إصدار الهند قرارًا بتجريد كشمير من الحكم شبه الذاتي الذي تتمتع به وما زالت المنطقة تحت الحصار، فخدمات الهاتف والإنترنت مستمرة في الانقطاع وهناك تقييد للحركة مع اعتقال النشطاء والسياسيين وحتى الأطفال، كما تسير عشرات آلاف القوات الهندية في دوريات بشوارع المدن والقرى.

يعد القرار الهندي بإلغاء المادة 370 - هذا البند الدستوري الذي يمنح كشمير الحكم شبه الذاتي الذي تتمتع به - استفزازًا واضحًا قد يتسبب في إشعال الأجواء جنوب آسيا، ورغم غضب الجمهور الإسلامي حول العالم من هذا القرار وتنديد المراقبين الدوليين به واعتباره دليلاً على اتجاه الهند نحو الاستبداد وتجاهل حقوق الأقليات، فإن ردة فعل قادة العالم العربي كان ضئيلاً للغاية.

استجابة صامتة

بعد 24 ساعة تقريبًا من إعلان الحكومة الهندية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا للقرار، قال سفير الإمارات العربية المتحدة في نيودلهي إن القرار شأن داخلي، وأضاف أن القرار سيحسن من العدالة الاجتماعية والأمن وثقة الناس في الحكم المحلي ويشجع على الاستقرار والسلام.

ورغم أن استجابة وزارة الخارجية الإماراتية كانت أكثر رصانة، فإن التعليق الأولي للسفير يعد أكثر تمثيلًا لموقف الحكومة حسب رأي المراقبين، أما المملكة العربية السعودية فقد دعت الأطراف المعنية في جامو وكشمير إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة ومراعاة مصالح الناس.

وبينما أصدرت وزارة الخارجية القطرية خطابًا موجزًا تطالب فيه مواطنيها بمغادرة كشمير في ضوء التطورات الأخيرة، إلا أنها لم تتحدث عن القمع في كشمير ولم تعبر عن قلقها بشأن الشعب الكشميري.

بعد محادثة مع رئيس وزراء باكستان عمران خان، قال ملك البحرين -حسب البيان الصادر من مكتب خان - إن بلاده تراقب التطورات في كشمير بقلق بالغ وتأمل أن تُحل جميع القضايا من خلال الحوار، هذا القلق البالغ كان واضحًا عندما أعلنت وزارة الداخلية البحرينية اتخاذها إجراءات قانونية ضد مجموعة من المصلين الذين تظاهروا لدعم كشمير بعد صلاة عيد الأضحى، وبين عشية وضحاها كانت حسابات السوشيال ميديا التي تحدثت عن القضية أو نشرت مقاطع فيديو للاحتجاجات قد اختفت تمامًا.

في الوقت نفسه، أدانت منظمة التعاون الإسلامي - التي تضم 57 دولة إسلامية - فرض الهند قيودًا دينية على المسلمين في كشمير، وهو الموقف الذي قال عنه أكاديمي كشميري بأنه "نفاق" نظرًا لصمت المنظمة المستمر إزاء الإهانات الواسعة التي يواجهها الناس في الوادي.

الآثار الاقتصادية

ليس مفاجئًا غياب القادة العرب عن تلك القضية نظرًا للوضع الاجتماعي المشحون في العالم العربي نفسه، إضافة إلى فشل المنطقة في معالجة اضطهاد مسلمي الروهينجا في ميانمار واستهداف الصين للإيغور والحملة ضد الأقلية المسلمة في جمهورية إفريقيا الوسطى، ثم أزمة اليمن التي تعد موطنًا لأسوأ أزمة إنسانية صنعها البشر بموافقة النخبة الإسلامية في المنطقة.

وبينما تعد "إسرائيل" مهمة للمحور السعودي الإماراتي المصري في قمع الطموح الديمقراطي للمواطنين العرب، فإن الهند والصين أساس اقتصادات الشرق الأوسط، وهناك سياسة تبادلية لتجنب تحدي الشؤون الداخلية لبعضهم البعض، فعندما فرض التحالف السعودي الحصار على قطر عام 2017 قالت الهند إنه شأن داخلي لمجلس التعاون الخليجي، لكنها في الوقت نفسه استمرت في تنظيم الرحلات الجوية بينها وبين قطر.

رغم أن كشمير قضية دولية، فإن الهند تعمل على إقناع شركائها بوضع القضية في إطار "شأن داخلي"، وتعد قوة الهند واضحة للغاية فهي ليست فقط ثالث أكبر مستهلك للطاقة على كوكب الأرض حيث تستورد أكثر من 60% من نفطها من الشرق الأوسط، بل إنها ثاني أكبر شريك تجاري للإمارات.

هناك إعادة تنظيم للمصالح الجيوسياسية في العلاقة الهندية الخليجية وهي أكثر من مجرد إستراتيجية، فهي تقترب من المحور الإسرائيلي السعودي الإماراتي دون إبعاد إيران، لكن الهند توقفت عن استيراد النفط الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، وبينما كان لإيران صوت واضح في قضية كشمير إلا أنها أقل اهتمامًا تلك المرة.

خيانة العرب

في البداية كانت الإجراءات والبيانات العربية تعد ضعفًا ومراوغة، لكنها أصبحت الآن موافقة هادئة للنخبة العربية، ففي الأسبوع الماضي تعمقت العلاقات بين السعودية والهند بعد أن أعلنت "أرامكو" المملوكة للدولة نيتها شراء 20% من أسهم العمليات البترولية لشركة "Reliance Industries" إحدى أكبر شركات الهند.

ستشهد الصفقة تعاونًا بين الرياض والشركة المملوكة لموكيش أمباني أغنى رجل في آسيا، ويُعرف أمباني بعلاقته الوطيدة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ومن المتوقع أن يلعب دورًا مؤثرًا في الغزو الاقتصادي الهندي لكشمير، فبعد مكالمة مع مودي الأسبوع الماضي أعلن أمباني إرساله قوة مهمات خاصة لمعالجة الاحتياجات التنموية في كشمير.

وفي السياق نفسه أعلنت الهند هذا الأسبوع أن الإمارات والبحرين ستستضيفان مودي في زيارات رسمية، وقالت أيضًا إن الإمارات ستمنح مودي وسام زايد - أعلى جائزة مدنية في البلاد -، ورحلته للبحرين هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي.

إن مطالبة السعودية جميع الأطراف بأن يضعوا في الاعتبار مصالح الشعب في المنطقة ثم تذهب بعدها للعمل مع شركة تسعى للاستفادة من هذا الشعب المحاصر، وتقليد الإمارات وسامًا لمودي، واستضافة البحرين له بلا خجل بينما لا يزال مصير مواطني كشمير غير معروف، كل ذلك يوضح إلى أي مدى تتجه السلطات الاستبدادية العربية في تشويه المظالم المشروعة للناس خوفًا من أن يصيبها الأمر ذاته ويتسبب في نهايتهم.

وكما فعلت "إسرائيل" مع فلسطين، تحاول الهند أن تؤطر الصراع في إطار ديني وهي النقطة التي تحدث عنها ترامب وقال إن قمعها ضروري تمامًا مثل الحرب ضد الإرهاب، وقد سهل من انتشار ذلك زيادة المساجد المدعومة من السعودية في الوادي ونشرها الوهابية هناك.

تسبب ذلك في قيام الهند بالجمع بين قادة الحرية والمتطرفين في سلة واحدة ولوم باكستان على تصدير المعارضة، رغم أن الأمم المتحدة وعدت كشمير بحق تقرير المصير، كما أن المعارضة كانت دائمًا من داخل البلاد.

هذه التعليقات الهزيلة اليائسة للنخبة العربية في قضية كشمير، تكشف عدم معارضتهم للمشروع الاستيطاني الاستعماري، بل مشاركتهم كذلك في تطوير الأمر.

----------
ترجمة حفصة جودة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهند، كشمير، باكستان، الدول العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-08-2019   المصدر: ميدل إيست أي / نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي عبد العال، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، مجدى داود، محمد الياسين، صفاء العراقي، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، أبو سمية، د.محمد فتحي عبد العال، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، رشيد السيد أحمد، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، د - مصطفى فهمي، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، د- هاني ابوالفتوح، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافد العزاوي، صلاح الحريري، عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد شمام ، كريم السليتي، نادية سعد، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رافع القارصي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، علي الكاش، سامح لطف الله، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، سعود السبعاني، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، محمود سلطان، تونسي، كريم فارق، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، مراد قميزة، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، صباح الموسوي ، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، رمضان حينوني، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، طلال قسومي، العادل السمعلي، حاتم الصولي، صالح النعامي ، عمر غازي، أحمد بوادي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - المنجي الكعبي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة