البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

العلامات التجارية الأجنبية بتونس، تجارة أم أشياء أخرى؟‏

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 12020


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لعل السؤال الذي يحمله العنوان أن يكون غريبا وذا لمحة استنكارية بعض الشيء، ولكن من حق التونسي أيضا أن يلجا ‏للعديد من الاحتمالات حينما تعجزه المعطيات المتوفرة عن تفسير العديد من الظواهر الغريبة ببلادنا.‏

يحسن أولا توضيح الأمر بالقول انه يقصد بالعلامات التجارية الأجنبية تلك ذات الصبغة التجارية والترفيهية، وبالتحديد ‏الفضاءات التجارية الكبيرة التي رأت النور ببلادنا في السنوات القليلة الفارطة، وبعض المحلات التجارية ذات الصبغة ‏الترفيهية، التي تشابه المطاعم أو المقاهي.‏


بعض من المواقف الغريبة:



‏- كل التونسيين ممن زار هذه الفضاءات التجارية الكبرى، في أيام راس السنة، يعرف كيف أن هذه المحلات تصر على ‏الترويج لاحتفالات المسيحيين بما يسمى "بابا نوال" بشكل يتجاوز الاعتبارات التجارية، حيث يقع إخلاء النوافذ من السلع ‏الاستهلاكية، وملئها بهذه التماثيل، وهو ما يؤشر لخلفية ليست تجارية بالمرة، فليس هناك أي داع تجاري للقيام بمثل هذا ‏الإسراف من مثل هذه الممارسات.‏
‏- لوحظ أخيرا بمناسبة احتفالات المسيحيين بذكرى القديس سان قالنتين، او مايسمى "عيد الحب"، مباردة العديد من ‏الفضاءات التجارية والمطاعم ذات العلامات التجارية الأجنبية، للاحتفالات بهذه المناسبة ودعوة التونسيين لفعل ذلك، مع ما ‏يعني ذلك من تشجيع على الفساد، وصل أن قام بعض هذه المطاعم بمجازاة بهدايا رمزية كل من يقوم ببعض ممارسات ‏الفسق (التقبيل المتبادل بين الزبناء...) بمناسبة هذا العيد المسيحي ببلادنا.‏
‏- فضلا على الاحتفالات المناسباتية، فان معظم هذه المحلات التجارية، تقوم بعرض معلقات اشهارية غاية في الإسفاف ‏والبذاءة، بشكل لا يراعي قيما ولا يحترم العائلات، بحيث تعترضك أينما وليت وجهك بهذه الفضاءات، صور لنساء شبه ‏عاريات، في تحد واضح للناس، بشكل ينم عن وقاحة من نوع رفيع لدى مصممي تلك المعلقات الاشهارية.‏


ويجمع هذه المحلات، العديد من الجوانب:‏
‏- تمثيلها لعلامات تجارية غربية، حيث تقوم هذه المحلات على أساس تمثيل العلامة التجارية الغربية، سواء كانت محلات ‏تجارية أو أماكن ترفيه.‏
‏- تطرح هذه المحلات نفسها على أنها موزعة أفكار وقيم وأنماط سلوكية جديدة على التونسيين، بالإضافة لما تبيعه من ‏خدمات وسلع استهلاكية.‏
‏- تعمل هذه المحلات على جعل مهمتها في التبشير بالقيم وبأنماط السلوكيات التي تروج لها، من ضمن اولوياتها، وتعمل ‏كل ما في جهدها للترغيب بذلك، بشكل لا يقل عن مجهوداتها في بيع السلعة والمنتوج الاستهلاكي.‏
‏- تعمل هذه المحلات على إظهار مجهوداتها المبذولة في عرض وإغراء الناس بنمط القيم التي تطرحها، على انه شيء ‏عادي يدخل في باب الأعمال الدعائية والتسويقية.‏
‏- ما يجعل هذه المحلات واقعة تحت طائلة الشبهة والتساؤل المشروع، هو تركيزها في الدعوة على أنماط سلوكية غربية و ‏بالتحديد ذات صبغة دينية مسيحية (احتفالات بابا نوال، احتفالات القديس فالنتين...)، وهي بعملها هذا، تخرج عن الأعمال ‏التسويقية التجارية التي يتطلبها العمل التجاري المحترف، لان العمل التسويقي التجاري البحت لا يجعل من مهمته التبشير ‏والدعوة لقيم جديدة داخل مجتمع ما، بل بالعكس، تكون من مهمته أن يراعي أعراف المستهلكين، لا أن يصدمها بما يخالف ‏تقاليدهم.‏


أين سلطات الإشراف؟‏



لطالما لاحظ التونسي عمليات الاختراق الثقافي و الفكري لبلادنا وما أكثرها، وسهولة انتشارها بالفضاءات العمومية، ‏وعملها على تصوير العري والفساد الأخلاقي على انه شيء عادي، و زرع الانحرافات بين المواطنين وخاصة الشباب، ‏بدون أدنى تدخل من سلطات الإشراف لمنع الأمر، أو على الأقل لمسائلة القائمين على مثل هذه المحلات، وطلب ‏استفسارات منهم حول أنشطتهم حين المناسبات المسيحية، كما لعله طرح العديد من الأسئلة يمكن أن نجملها كالتالي:‏

‏- على مستوى ردود المنظمات الأهلية أو ما يسمى منظمات المجتمع المدني: يؤشر غياب ردود لمثل هذه المنظمات على ‏عمليات الاختراق الثقافي لبلادنا، على انبتاتها وغربتها عن قضايا هوية البلاد، ولعل اغلب هذه المنظمات أن يكون ذا ‏توجهات علمانية لا يرى بأسا في مثل هذه الاختراقات، لأنه أصلا بعمل على إلحاق المجتمع التونسي بالغرب، ومثل هذه ‏الاختراقات تصب بالتالي في مصلحته.‏
‏- على مستوى غياب الردود الرسمية، فهناك إحدى احتمالين، أما أن المسئولين، يأخذون الأمر على حسن نية، وهذا يعني ‏أنهم على تقصير كبير بمتطلبات مناصبهم وما يفترض منهم من أن يكونوا واعين بأساليب اختراق المجتمعات، وإما أنهم ‏يعرفون أن ما يقع هو فعلا نوع من الاختراق الثقافي لمجتمعنا، وهم رغم ذلك يسكتون عنه.‏
‏- هل تخضع مثل هذه المحلات التجارية الممثلة لعلامات تجارية أجنبية للقوانين التونسية بصفة كاملة، أم أنها تستثنى من ‏بعض الجوانب، وإذا كان هناك استثناء، هل يسمح ذلك الاستثناء لمثل هذه الفضاءات أن تقوم بعملات تبشير للدين المسيحي ‏ببلادنا، او بالعمل على نشر الفساد الأخلاقي في فضاءات عمومية ملك لكل التونسيين.‏


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، فساد، غزو فكري، تغريب، شباب، انحرافات، الغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-02-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إحالة محرر "بوابتي" على قطب قضايا الإرهاب: حفظ القضية
  محرر "بوابتي" أمام قطب قضايا الإرهاب: الإبقاء بحالة سراح
  إحالة محرر "بوابتي" على القطب القضائي لقضايا الإرهاب
  تعرض مشرف 'بوابتي' للعنف الشديد من طرف أعوان الداخلية
  صناعة الأصنام بتونس، نموذج علوية اليهود
  إعادة تفعيل "بوابتي"
  الإعلام بتونس يتحول لأداة لنشر الفاحشة والتطبيع مع الإنحرافات
  في ظل غياب الرادع قطعان الزنادقة يواصلون استهتارهم بعقائد التونسيين
  نصف نساء تونس عوانس: المجتمع التونسي يتجه نحو التفكك بخطى حثيثة
  تونس الملاذ الآمن لمحاربي الإسلام
  أيتام اليسار بتونس، يفزعون لزيارة القرضاوي لبلادنا
  مؤسسات التعليم التونسية، مسارح للقتل والدعارة والمخدرات: بعض من الحصاد المرّ
  أطراف غربية لتمويل "المؤسسات المدنية"، تستغل الناشطات العربيات جنسيا
  التونسيون يحتفلون بأعياد النصارى، فيما المجزرة بغزة تتواصل والشارع الإسلامي ينتفض
  وتتواصل مشاريع العبث بالأسرة التونسية
  في ظل صمت رسمي وشعبي: فيلم تونسي يسيء للإسلام
  شراذم اليسار بتونس تفزع لانتشار التدين ببلادنا
  المهرجانات التونسية تؤكد الاتهامات ضدها، وتستدعي رموزا خطيرة
  وقع تمرير الأخطر منه بتونس: جهات أمنية مصرية تعترض على قانون الطفل
  الإعلام التونسي في أدوار التضليل والتعتيم: نموذج زيارة "الإسرائيليين" لتونس
  هل من نهاية للعبث بالشباب التونسي: مسابقات "ستار أكاديمي"
  هل سيحتفل اليهود بقيام "إسرائيل" في تونس، فيما الفلسطينيون يقتلون؟
  التطرف العلماني بتونس، أو حينما تصبح محاربة الرموز الإسلامية فنا‏
  هل يعاد النظر في مسألة الاختلاط بالمؤسسات التعليمية التونسية؟
  تونس بلد الموات والأموات: ذكرى سقوط بغداد تمر وسط صمت غريب‏
  هل تفعل تونس مثلها؟ الجزائر تغلق كنائس لمواجهة التنصير
  ويتواصل العبث بالشباب التونسي: "ستار أكاديمي" التونسي ينطلق قريبا
  فيما يلقى تسامحا بتونس، ولاية أمريكية تحظر اللباس المتعري بالمدارس‏
  ظاهرة الإنجاب خارج الزواج تتزايد بتونس
  اتخذت من بورقيبة شعارا: إطلاق "اليوم العالمي لنزع الحجاب"‏

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، كريم السليتي، تونسي، أبو سمية، فتحي العابد، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، د - عادل رضا، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، عمر غازي، سلام الشماع، صلاح الحريري، محمد الياسين، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، مجدى داود، كريم فارق، أنس الشابي، الناصر الرقيق، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، محمد أحمد عزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، د- محمود علي عريقات، خالد الجاف ، عبد الغني مزوز، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، عبد الله الفقير، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد ملحم، علي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، رضا الدبّابي، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، محمد العيادي، د. أحمد بشير، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، محمود طرشوبي، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة