البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

‏"أديب الفقهاء" يحذر من التعري والاختلاط

كاتب المقال عبد الله بن محمد زقيل   
 المشاهدات: 9940



حذر الشيخُ علي الطنطاوي في " ذكرياته " (8/279) من خطر الاختلاط الذي عايشه وعاينه بنفسه ، وفضح دعاته ‏وأساليبهم المكذوبة ، فقال : " إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث ، في كل مكان يقدر ‏على جمعهم فيه ، في المدرسة ، وفي الملعب ، وفي الرحلات ، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات ، ‏والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات ، وما أدري وليتني كنتُ أدري : لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ‏ممرضين بدلا من الممرضات ؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا ؟ ‏
إن كان كل ما يهمكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة ، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة ‏؟ ‏

خبروني بعقل يا أيها العقلاء ؟ ‏

لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة ، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة ، وكان فيها بنات جميلات ‏مكشوفات السيقان والأفخاذ ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها ، ووقفوا بين الكراسي ، وتسوروا الجدران ، ‏وصعدوا على فروع الأشجار ، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه ، فأنكرنا هذا ‏المنكر ، وبعثنا وفدًا منا ، فلقي الشيشكلي ، فأمر غفر الله له بمنعه ، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار ‏بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة ، وأننا رجعيون ، وأننا متخلفون ، فكتبتُ أرد عليهم ، أقول لهم : هل جئتم حقا ‏لتروا كيف تسقط الكرة في السلة ؟ قالوا نعم . قلتُ : لقد كذبتم والله ، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا ‏تقبلون عليها مثل هذا الإقبال ، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً ، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط ، ‏فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها ؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة ، واعترفوا بأنكم ما جئتم إلا لرؤية أفخاذ البنات ... ‏

وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة ، ولا تزال على الطريق السوي ، ولكن من رأى العبرة ‏بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدًا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه ، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه ، ‏واسألوا الله وأسأله معكم العون . ‏

إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط ، قاصرة على المدرسات والطالبات ... " .ا.هـ. ‏

وقال في وصفه للمنافقين من دعاة الرذيلة والتغريب في " ذكرياته " أيضاً (5/181) : " ترى الآن في كل بلد قلّةً أطهارا ‏صالحين متعبدين ، كأنهم ( كما شبهتهم مرة غير مبالغ ) من أهل الصدر الأول ، وقلة أنجاساً تتلقف كل خبيث من المذاهب ‏، وسخ من العادات ، أسماؤهم أسماء المسلمين ، وما هم في عقائدهم وفي أعمالهم وفي سلوكهم كالمسلمين " .ا.هـ.‏

قال الشيخُ علي الطنطاوي - رحمه الله - في " ذكريات " (5/177 - 182) : " لما رجعتُ إلى بغداد سنة 1954 م ذهبتُ ‏أزورُ المدارس التي كنتُ أدرسُ فيها قبل سبع عشرة سنة : الثانوية المركزية ، والمدرسة الغربية ، ومدرسة الأعظمية ‏‏( كلية الشريعة ) التي عشت فيها ليالي ونهاراتي ، ورأتني في يقظتي وفي هجعتي ، وكانت يوما مستقري من دنياي . ‏

أفتدرون ماذا وجدتُ في هذه المدارس التي ذهبت أزورها ؟ ‏

جئت المدرسة الغربية ، التي أعرفها وتعرفني ، يعرفني كل من يعلم فيها معي من إخواني، وكل من كان يتعلم فيها من ‏أبنائي ، وتعرفني غرفها وإبهاؤها ، وممراتها وأبوابها ، وأركانها وجدرانها ، تركت فيها بقايا مني ، من أيامي ، من أماني ‏وأحلامي ، فلما بلغت بابها أُصبت بصدمة اهتز لها جسدي : صـاح بي البواب : ممنوع يا أفندي . ‏

فلما رآني ماضياً قدماً لا أقف عليه ، ولا أتلفت إليه ، وثب يعترضني ويقول : قلت لك ممنوع ، فماذا تريد يا أفندي ؟ قلت : ‏أريد أن أقابل المدير . ‏

فتردد ثم قال لي مستسلماً : تفضل ، ودخلت على مدير المدرسة ، فإذا كهل يدل سمته على فضل وعلى صلاح ، فانتسبت له ‏، كما كانوا يقولون قديماً أو عرفته بنفسي ، كما يقال الآن ، فرحب بي وأراد أن يكرمني ، فدعا بأساتذة الأدب العربي ‏ليلقوني ، فدخل رجلان وسلما وسلمت ، ثم دخلت صبية حسناء ، سافرة حاسرة ، قصيرة الكم واسعة الجيب يبدو منها ‏الساعد والنحر ، وأعلى الصدر ، تهدل خصلة من شعرها على جانب جبينها ، فكلما تكلمت اهتزت فسقطت على عينيها ‏فأزاحتها بيديها ، قصيرة الثوب ، ما أنعمت النظر إلى ساقها لأعرف هل تلبس جوارب أم هي كاشفت الساق ؟ ‏

دخلت غير محتشمة ولا مستحيية ، كأنها رجل يدخل على رجال ، أو كأنها حسبتنا نساء تتكشف أمامهن كما تتكشف أمام ‏النساء ، وما طالت حيرتي في أمرها ودهشـتي منها حتى سمعت المـدير يقـدمها إلي يقـول أعـرفك بفلانة ( نسيت اسمها ) ‏مدرسة الأدب العربي ، ومدت يدها لتصافحني فتأخرت لحظة ثم قبضت يدي ، وقلت كلمة اعتذار ما أعجبتها . ‏

وأسرعت لأتخلص من هذا الموقف فسألت المدير : ‏
هل تدرس الآنسة هنا في مدرسة كل طلابها شباب ؟ . ‏
فابتدرت هي الجواب ، وقالت للمدير بجرأة عجيبة : ‏
يظهر أن الأستاذ لم يعجبه أن أدرس هنا . ‏

قلت للمدير : اسمح لي أسألك هل الآنسة مسلمة ؟ قالت وقد انقلبت كالنمرة المتوحشة : وما دخل الإسلام في الأمر ؟ قلت : ‏يا آنسة ، أنا لم أخاطبك ، وإنما أخاطب المدير ، فإن كنت مسلمة فالإسلام يدخل حياة المسلم كلها ، يكون معه إن كان وحده ‏، أو كان مع أهله ، أو كان في سوقه ، أو كان في مدرسته ، يبين له حكم كل عمل من أعماله ، لأنه ليس في الإسلام عمل ‏يعمله المسلم إلا و له حكم في الشرع . ‏

ورأيت أن الكلام معها لا يفيد ، فقمت فسلمت على المدير وانصرفت ، ودمي كله يغلي في عروقي ، وغـضبي يضـرب ‏قحف رأسي ، وذهبت فسألت من لقيت من الشـبان في دار " الأخـوة الإسلامية " ، فإذا هي سنة سيئة جديدة : أن يذهب ‏مدرسون شبان إلى مدارس البنات ، ومدرسات شابات إلى مدارس البنين ، في أخطر مرحلة من العمر ، مرحلة الدراسة ‏المتوسطة ، التي يكون فيها التلاميذ في بداية العهد بالبلوغ ، نار الرغبة مشتعلة بين جوانحهم ، وكوابح العقل والتجربة ‏ضعيفة في نفوسهم ، أما الدين فقد كان من أثر المستعمرين في أكثر بلاد المسلمين أنهم أضعفوه في نفوس الناشئين . ‏

وروى لي هؤلاء الشباب حوادث مما يقع في المدارس التي تدرس فيها فتيات ، حوادث مخيفة أخشى على أعصاب القراء ‏من الشباب أن أذكرها أو أن أشير إليها ، فأكون من الذين يريدون الفساد في الأرض . ‏

نار وبنزين هل يكون من اجتماعهما نبع في ظل حوله ورد وياسمين ؟ ‏

وذهبت فنشرت مقالة مشتعلة ، لم أكتبها بقلم مقـطوف من أغصان الجنة ، بل بحطبة من جهنم ، تلتهب كلماتها التهاباً ، ‏فتلهب نفوس أهل الإيمان وأهل الشرف، ومن في نفسه بقية من سلائق العروبة وخلائق الإسلام . ‏

تردد صداها بين جوانب البلد تردد صدى صوت المدافع ، أرضيت ناساً أبلغ الرضى ، وأغضبت آخرين أعنف الغضب ، ‏حملت على الذين جاؤوا بهذه البنت فألقوها بين الشباب ، حمامة بيضاء بين صقور ، قد أشرعت هذه الصقور مناقيرها ‏وأعدت مخالبها ، على أنها لا تخلو هي من اللوم ، فما الذي أدخلها هذا المدخل ؟ وإن هي إرادته فما الذي عقد ألسنة أهلها ‏فلم ينصحوها ؟ وكف أيديهم عنها فلم يمنعوها ؟ وإن هي اضطر « وما ثم اضطرار » فما لها وما لهم تختار هذا الثوب ‏القصير ، وهذا الزي المثير ، وهم يقرونها على ما اختارت ؟ ‏

على أنني لا أتهم شباب العراق ولا بناته ، أنهم جميعاً أولادي أو أخوتي ، ولا شباب الشام ومصر، ولا أتهم أحداً بضعف ‏الخلق ، ولا بامتهان العفاف . ‏

هل اتهم المنحدر إن سيرت فيه سيارتي بلا كوابح فانهارت السيارة ؟ هل أتهم النار إن أدنيت يدي منها بلا حجاب ؟ الطريق ‏إنما شق لتسلكه السيارات، ولكن مع قوة الكابح « الفرامل » ويقظة السائق, والنار إنما خلقت ليستفيد منها الإنسان ، فيطبخ ‏عليها ويتدفأ بها، وكابح السيارة هنا إنما هو الزواج ، والانتفاع بنار الشهوة إنما يكون بإنشاء الأسرة واستيلاد الولد . ‏

ما قال الله لنا كونوا رهباناً فعطلوا هذه الطاقة ، واحبسوا السيل المندفع من فم الوادي ، فمن أراد حبس السيل بعدما سال ‏يذهب به السيل ولكن أعدوا له مجرى ليجري فيه ، أو فاستفيدوا من طاقته يدر لكم معملاً ، أو يسير لكم قطاراً ، هذه الشهوة ‏طاقة إن أهدرناها خسرناها ، وإن وضعناها في حدودها التي حددها الله لها انتفعنا منها ، إن كان المصنع ينتج لنا ثياباً ‏وأواني وسيارات ، فإن هذه الطاقة هي التي جعلها الله منتجة للناس الذين يصنعون الثياب والأدوات والسيارات ، فلا ‏تهدروها ولا تضيعوها . ‏

إن المدارس إنما عرفت لتزيد الناس علماً ، لتقوم منهم الخلق، لتبعدهم عن طريق الرذيلة ، وهذا الاختلاط يسوقهم إلى هذا ‏الطريق سوقاً . ‏

لقد كانت مقالة طويلة وكان مما قلت فيها : إن من المترفين الأغنياء قوماً يراجعون الأطباء ، يشكون إليهم بعض ما يجدون ‏من الأبناء ، يقولون إنهم إن حضر الغداء أو العشاء أعرضوا عنه ، ولم يقبلوا عليه ، فهم يطلبون لهم دواء ، يفتح نفوسهم ‏إليه ، ويزيد إقبالهم عليه . ‏

ولا يخبرون الطبيب أن السبب فيما يشكونه أن الولد أكل قبل الطعام بنصف ساعة حبة « شكلاطة » ، وقبلها تفاحة ، وقبل ‏ذلك شرب شراباَ حلواً ، أي أنه أكل ما لا يغذيه ولا يكفيه ، ولكنه شغل معدته ، وأضعف شهيته . ‏

والله قد جعل الجوع الذي تحسون به ، دافعاً إلى الطعام الذي تحتاجون إليه ، كما جعل الشهوة وهي جوع آخر ، دافعاً إلى ‏الزواج ، فالشاب الذي يأخذ من هذه نظرة بشهوة ، ومن هذه لمسة أو قبلة ، لم يحقق لـه ذلك المراد من الزواج ، ولم يبق ‏عنده قوة تدفعه إليه ليقبل عليه . ‏

كان هذا الذي رأيته ، وهذا الذي كتبته ونشرته قبل ثلاثين سنة . لم أكن أتصور أنه سيأتي علي يوم أرى فيه مدارس البنات ‏في بعض بلاد المسلمين تكشف عن أجسادهن بحجة الرياضة، وتعلمهن الاختلاط باسم الفن وتخرجهن من بيوتهن للفتوة أو ‏التدريب العسكري، وسيأتي إن أذن الله ومد في الأجل وصف ما رأينا من ذلك في الشام أيام الوحدة مع مصر، لقد رأينا ‏شيئاً عجباً، تشيب له نواصي الأطفال. ‏

لقد كانت العـراق لما تركتها بعد أن كنـت مدرساً فيها كما كانت أكثر البلاد العربية، مثلها كمثل غدير كبير ، كان عذباً ‏صافياً فتعكر ماؤه ، وخالطه الكدر ، فلم يعد سائغاً شرابه ، فلما عدت بعد سبع عشرة سنة « أي سنة 1954 » وجدت قوماً ‏قد أقاموا مصفاة إلى جنب الغدير أخرجت ماء صافياً أبلغ الصفاء ، عذباَ غاية العذوبة، فوضعوه في بركة صغيرة ، وما ‏خرج منه من أوضار كانت في الماء العكر ، ألقيت في بركة أخرى صغيرة كلها دنس وطين وقذر . ‏

هذا مثل أكثر البلاد العربية لما كنا صغاراً ومثلها الآن . ‏

ترى الآن في كل بلد قلة أطهاراً صالحين متعبدين ، كـأنهم ( كما شبهتهم مرة غير مبالغ ) من أهل الصدر الأول ، وقلة ‏أنجاساً تتلقف كل خبيث من المذاهب ، وسخ من العادات ، أسماؤهم أسماء المسلمين، وما هم في عقائدهم وفي أعمالهم وفي ‏سلوكهم كالمسلمين . ‏

وسائر الناس ( أي باقيهم ) وجمهورهم كما كانوا من قبل. خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، يقيمون الصلاة، ويصومون ‏ويحجون، كما كان السلف يصومون ويصلون ويحجون، فالأعمال هي الأعمال، ولكن النيات ليست هي النيات . ومنهم من ‏لا تنهاه صلاته عن فحشاء ولا منكر، ومنهم من لا يحافظ على صلواته، أو لا يكاد يصلي، ويحسب أن الإسلام قول بلا ‏عمل، ودعوى بلا دليل، وأن الله يوم القيامة يميز أهل الجنة من أهـل النار، بـأوراق النفوس وجوازات السفر، فمن كتب ‏فيها أنه مسلم جاز الصراط إلى الجنة، ومن كتب فيها أنه غير ذلك كب في جهنم " .ا.هـ. ‏

وقال الشيخُ علي الطنطاوي - رحمه الله - في " ذكريات " (5/268-274) : " أما الجانبُ الأخر من المصيبة الذي وقفتُ ‏في آخر الحلقة الماضية عنده فهو نزعُ حجابِ البنات والسعي الدائب لاختلاط الشبان بالشابات ، حتى كشفت العورات ، ‏وصار بعض المدارس كالمراقص والملهيات ، وصار الرقص ، لا الرقص الرياضي بل الرقص العادي مادة من المواد ‏المقررات ، تجبر على تعلمه الطالبات . ‏
إي والله العظيم ، ما أقول إلا ما وقع ، لا أسير وراء خيالي ، ولا أفتري على الناس الكذب . ‏

لم نصل إلى هذا في يوم واحد ، بل كانت خطة مرسومة . كانت فصلا من محاربة الإسلام ... ‏

هذا هو باب الشهوات وهو أخطرُ الأبواب . عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه ، وأول هذا الطريق هو الاختلاط . ‏

بدأ الاختلاط من رياض الأطفال ، ولما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون الصغار من الصبيان ‏والصغيرات من البنات . ‏

ونحن لا نقولُ أن لبنت خمس سنين عورة يحرمُ النظر إليها كعورة الكبيرة البالغة ، ولكن نقول أن من يرى هذه تذكره بتلك ‏، فتدفعه إلى محالولة رؤيتها ... ‏

ثم إن أصول العقائد وبذور العادات ومبادىء الخير والشر إنما تغرس في العقل الباطن للإنسان من حيث لا يشعر في ‏السنوات الخمس أو الست الأولى من عمره ، لإذا عودنا الصبي والبنت الاختلاط فيها ، ألا تستمر هذه العادة إلى السبع ‏والثمان ؟ ثم تصيرُ أمراً عادياً ينشأ عليه الفتى ، وتشب الفتاة ، فيكبران وهما عليه ؟ وهل تنتقل البنت في يوم معين من ‏شهر معين ، من الطفولة إلى الصبا في ساعات معدودات ، حتى إذا جاء ذلك اليوم حجبناها عن الشباب ؟ ‏

أم هي تكبر شعرة شعرة ، كعقرب الساعة تراه في الصباح ثابتا فإذا عدت إليه بعد ساعتين وجدته قد انتقل من مكانه . فهو ‏إذن يمشي وإن لم تر مشيه ، فإذا عودنا الأطفال على هذا فمتى نفصل بينهم ؟ ‏

ثم سلموا التعليم في المدارس الأولية لـمعلمات بدلاً من المعلمين ، ونحن لا نقول إن تعليم المرأة أولاداً صغاراً ، أعمارهم ‏دون العاشرة ، محرم في ذاته ، لا ليس محرماً في ذاته ولكنه ذريعة إلى الحرام ، وطريق إلى الوقوع فيه في مقبل الأيام ، ‏وسد الذرائـع من قواعد الإسلام . ‏

والصغير لا يدرك جمال المرأة كما يدركه الكبير ، ولا يحس إن نظر إليها بمثل ما يحس به الكبير ولكنه يختزن هذه ‏الصورة في ذاكرته فيخرجها من مخزنها ولو بعد عشرين سنة ، وأنا أذكر نساء عرفتن وأنا ابن ست سنين ، قبل أكثر من ‏سبعين سنة ، وأستطيع أن أتصور الآن ملامح وجوههن،, وتكوين أجسادهن . ‏

ثم إن من تشرف على تربيته النساء يلازمه أثر هذه التربية حياته كلها ، يظهر ذلك في عاطفته ، وفي سلوكه ، في أدبه ، إذا ‏كان أديباً " .ا.هـ.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-02-2008   saaid.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، سفيان عبد الكافي، الناصر الرقيق، صلاح المختار، يحيي البوليني، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، رضا الدبّابي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، صفاء العربي، أحمد الحباسي، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، مصطفي زهران، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د. مصطفى رجب، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، رافع القارصي، سعود السبعاني، وائل بنجدو، فتحي العابد، فتحي الزغل، تونسي، طلال قسومي، ياسين أحمد، نادية سعد، سلام الشماع، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، مراد قميزة، كريم فارق، إيمى الأشقر، فهمي شراب، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، مجدى داود، أبو سمية، سيد السباعي، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، محمد العيادي، خالد الجاف ، محمد الياسين، د. صلاح عودة الله ، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، صالح النعامي ، علي عبد العال، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، يزيد بن الحسين، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، عراق المطيري، محمود سلطان، منجي باكير، مصطفى منيغ، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله زيدان، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، إسراء أبو رمان، عمر غازي، حسن عثمان، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة