البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إقالة وزير الداخلية.. كيف فشل انقلاب الإماراتيين في تونس؟

كاتب المقال عائد عميرة - تونس   
 المشاهدات: 2485



مازالت حيثيات إقالة رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد لوزير الداخلية لطفي براهم من منصبه قبل أيام، تشغل الرأي العام التونسي، خاصة بعد ورود أنباء تفيد اعتزام هذا الأخير القيام بانقلاب على مؤسسات الحكم في تونس بمساعدة إماراتية.

لقاء سري في جربة

أنباء أكّدها تقرير موقع "لوموند أفريك" الفرنسي، حيث نقل الموقع عن مصادر دبلوماسية غربية أن وزير الداخلية التونسي المقال لطفي براهم التقى سرا رئيس مسؤول المخابرات الإماراتي بجزيرة جربة التونسية (جنوب)، وخططا معا "لانقلاب" على السلطة في تونس.

وفي السادس من يونيو/حزيران الحالي، أقال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد وزير الداخلية في حكومته لطفي براهم، وعيّن وزير العدل غازي الجريبي وزيرا للداخلية بالإنابة، وذلك بعد غرق مركب يحمل مهاجرين قبالة السواحل التونسية راح ضحيته ما لا يقل عن 100 شخص بين قتيل وفقيد.

وقال الموقع الفرنسي المختص في الشأن الإفريقي، إن هذا اللقاء جرى عقب عودة مسؤول المخابرات الإماراتي من لقاء تمهيدي لقمة باريس بشأن ليبيا التي نظمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 29 مايو/أيار الماضي.

واتفق المسؤولان التونسي والإماراتي خلال اللقاء، وفقا للموقع الفرنسي المشهور، على خارطة طريق كان يفترض أن تدخل تغييرات جذرية على رأس السلطة في تونس، منها إقالة رئيس الوزراء يوسف الشاهد، وتعيين وزير دفاع بن علي السابق كمال مرجان رئيساً للحكومة، وعزل الرئيس الباجي قائد السبسي لاعتبارات مرضية، في سيناريو مشابه لمآل الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة الذي عزله زين العابدين بن علي الذي كان حينها جنرالا في الجيش.

وكانت مصادر مقرّبة من قصري قرطاج والقصبة قد أكّدت لنون بوست أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قد بات هو الأخر متوجسا من براهم، بعد أن كان يمنحه الضوء الأخضر للتحرك، بسبب مخاوف من تحضيره للسيطرة على الدولة، من خلال التغييرات التي يقودها في وزارة الداخلية، وعلاقاته المشبوهة مع السعودية والإمارات.

مراهنة خاطئة

الكاتب الفرنسي المعروف "نيكولا بو" الذي يشغل منصب رئيس تحرير موقع "لوموند أفريك"، اعتبر أن وزير الداخلية التونسي المقال "لطفي براهم" قد أخطأ بمراهنته على أصدقائه الإماراتيين الجدد، وبأنه سيصبح اللاعب الأول في تونس بفضل دعمهم، لكن تحركاته المريبة جعلته محل شك وسارعت بتدخل رئيس الحكومة يوسف الشاهد وإقالته بعد استشارة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي أتى به قبل 9 أشهر.

كما كشف الموقع أن لطفي براهم تقرّب من عدد من الساسة التونسيين، منهم رضا بلحاج أحد مؤسسي حزب "نداء تونس" الحاكم الذي غادر الحزب قبل عامين لإنشاء حركته الخاصة "تونس أولا"، وآخرين بعضهم تلقوا تمويلا من الإماراتيين وحاولوا "إعادة تشكيل" المعادلة السياسية.

وحاول هؤلاء الساسة خلال الفترة الأخيرة نسج تحالف مع ابن الرئيس المثير للجدل ورئيس "نداء تونس" حافظ قائد السبسي الذي تجمعه علاقة متشنجة برئيس الوزراء يوسف الشاهد. وسبق أن طالب نجل السبسي باستبعاد الشاهد من رئاسة الحكومة بعد أن حمّله مسؤولية تدهور الأوضاع في تونس.

وأفاد الموقع بأن من بين الأهداف الأساسية للمخطط الإماراتي استبعاد حركة النهضة نهائيا من الحياة السياسية في تونس، واستنساخ السيناريو الليبي في تونس وذلك رغم وصولها إلى الحكم عبر الانتخابات ودخولها في تحالف مع الرئيس الحالي.

جهات استخباراتية فرنسية وألمانية وجزائرية كشفت المخطّط

هذا المخطّط الانقلابي الذي كان يسعى إليه براهم بمساعدة إماراتية، كشفت عنه جهات استخباراتية فرنسية وألمانية وجزائرية، وهي من أبلغت السلطات التونسية بتفاصيله، فتمّ إقالة الوزير من منصبه واستبعاد عديد القيادات الأمنية الموالية له من مناصبها.

يذكر أن براهم قام خلال توليه منصب وزارة الداخلية بحركة تغييرات جوهرية داخل الوزارة، تضمن له تأييدا أكبر، في حال أقدم على أي خطوة للاستيلاء على السلطة، وفقا لعدد من المصادر المطّلعة، وهو ما زاد من خشية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة منه.

قبل ذلك تحدّثنا في نون بوست عن سيناريو انقلاب يخطّط له وزير الداخلية المقال، خاصة بعد زيارته صحبة عدد من المسؤولين الأمنيين التونسيين البارزين المملكة العربية السعودية، والتي تمتع فيها باستقبال وحظوة لم يحظ بها أي مسؤول تونسي منذ الثورة، حيث التقى هناك الملك سلمان بن عبد العزيز ووزيري الداخلية والخارجية السعوديين وعددًا من كبار المسؤولين الأمنيين في المملكة.

ويعتبر لطفي براهم من القلائل في تاريخ وزارة الداخلية التونسية؛ ممن تقلدوا هذا المنصب في حين أنهم من الناشطين مباشرة في الأجهزة الحاملة للسلاح، من بين الأمثلة القليلة زين العابدين بن علي نفسه؛ الذي كان ينشط في المخابرات العسكرية قبل انتدابه كمدير للأمن في السبعينات. وحتى الحبيب عمار فقد أتى في سياق انقلاب ابن علي، ولم يبق هؤلاء خوفا من الأخير من أن يتم توظيف مناصبهم في اتجاه مناهض له.

وظهرت في الفترة الأخيرة، صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تسوق لبراهم على أنه رجل المرحلة واصفة إياه بـ"قلب الأسد"، كونه سيسحق "الظلاميين" و"الإرهاب"، وفق قولهم. وينحدر براهم من جهة الساحل التي طالما حافظ المنحدرون منها على نفوذ قوي داخل الأجهزة الحاملة للسلاح، سواء كانت الأمنية أم العسكرية، وهي الجهة التي أنجبت الرئيسين اللذين حكما معظم تاريخ تونس المعاصر، بورقيبة وابن علي، تحديدا الفترة التي تميزت بالاستبداد.

وسبق أن أكّدت عديد التقارير أن حكام الإمارات مستعدون لفعل كل شيء للإطاحة بحركة النهضة بوصفها ممثلا للتيار الإسلامي في تونس، وتشهد العلاقات الدبلوماسية التونسية الإماراتية توتّرًا كبيرًا في السنوات التي تلت 14 من يناير، بعد وصول حزب حركة النهضة إلى الحكم إثر انتخابات أكتوبر 2011، وقد حاولت الدولة الخليجية في تلك الفترة إغراق البلاد في مستنقع من الفوضى بالاعتماد على عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية الوازنة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، لطفي براهم، الإمارات العربية المتحدة، الإنقلاب بتونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-06-2018   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، فتحي العابد، د. طارق عبد الحليم، صالح النعامي ، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، صفاء العربي، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، خالد الجاف ، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، عراق المطيري، رضا الدبّابي، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، طلال قسومي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، محمد يحي، أنس الشابي، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، وائل بنجدو، يزيد بن الحسين، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، حسن عثمان، عمر غازي، محمد العيادي، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، محمد الياسين، مجدى داود، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، محمد أحمد عزوز، عبد الله زيدان، صلاح المختار، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فهمي شراب، محمود سلطان، محرر "بوابتي"، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، سلوى المغربي، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عادل محمد عايش الأسطل، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، يحيي البوليني، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، سيد السباعي، أحمد الحباسي، عبد الغني مزوز، ياسين أحمد، أبو سمية، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، نادية سعد، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، مراد قميزة، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة