البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاعتداء على فرق الرقابة العامة: الدلالات و النتائج

كاتب المقال حاتم الصولي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2562


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وحصل المحظور لذي طالما نبهت اليه كل الهياكل المهنية والقطاعية العاملة في مجال الرقابة والتدقيق العمومي.
حصل ما لم يحصل في احلك فترات الديكتاتورية الفاسدة حيث اعتدى مجموعة من الموظفين فيمن يشتبه ارتكابهم لأعمال إدارية مخالفة للقانون على فريق رقابة عامة يؤدون مهامهم بمقتضى اذن بمأمورية وزاري .

وسيكون من البلاهة ان نعتقد ان حادثة الاعتداء على فريق الرقابة هو حدث معزول يندرج ضمن تغول النقابات و سيطرتها على مفاصل الدولة بل للأمر دلالات وأسباب عميقة سأحاول استعراض بعض منها :

-1- الاعتداء على فريق الرقابة هو اعتداء صريح على سلطة الدولة على مؤسساتها وحقها المفوض من قبل المواطنين في التثبت في مأل أموال دافعي الضرائب ، ومنع هياكل الدولة من ممارسة هذا حق هو رفض صريح لسلطتها في تسيير المؤسسات الخاضعة لها.

2- الاعتداء على فريق الرقابة من قبل موظفين معنيين بعمليات التدقيق هو اعتداء صارخ على معنى المساءلة والمحاسبة وهي احد اركان حوكمة مؤسسات الدولة التي ضننا انها ستكون هي الفيصل لوحيد في تعامل الدولة مع موظفيها ومؤسساتها.

3- ان المعتدي على متفقدي هياكل الرقابة يستبطن عدم حياد هذه الهياكل وعدم استقلاليتها عن برامج الدولة ومشاريعها والتي يمكن ان تتعارض مع توجهات او مبادئ طرف اخر، و هذا ما يطرح في الحقيقة إشكالية اخطر طالما نادت به هيئات الرقابة العامة ومن ورائها الجمعية لتونسية ا للمراقبين وهو ضمان استقلالية هياكل الرقابة العامة و بلورة مشاريع ا إصلاح المشهد الرقابي التي تم تقديمها كل الحكومات المتعاقبة وذلك منذ فجر ثورة 14 جانفي 2011 وهو ما سيمثل الأطراف المشككة في نتائج الاعمال وتعبيرا عن التزام الساسة ابتحقيق أهم أهداف الثورة وهو محاربة الفساد المالي ويؤمن بناء دولة القانون والمؤسسات الفاعلة والقوية.

4-ان التجاء المراقبين الى جمعية مدنية لرفع المضلمة وتكليف هذه الأخيرة لمحام عدلي يعكس بالأساس النقائص الهامة بالنظام الأساسي لسلك المراقبين الذي تبين انه لا يوفر أي حماية خاصة لهذا الصنف الحساس من المهن وهو ما يؤثر سلبا على مردودية اعمال المراقبين الذين سيجعلون بالتأكيد من سلامتهم الجسدية والنفسية أولوية قبل اكتشاف حالات الفساد الإداري والمالي.

5- ان تخاذل المسؤولين ومن ورائهم وزراء الاشراف على مختلف الهياكل المتدخلة في اتخاذ الإجراءات الإدارية الازمة بالصرامة والوضوح الازمين لا يمثل الا رسالة واحدة وهي توجه الدولة نحو الاضمحلال والاندثار لفائدة التجمعات والعصابات، وهو امر يعكس تضاربا عبثيا بالطبقة السياسية الحاكمة التي طالما تشدقت بمشروع وطني يحمي الدولة التونسية من التطرف والعبث الى شرعنة العبث حفاظا على توازنات سياسية او تحسبا لتغييرات سياسية قادمة . وهو مايمثل في نظري طريق الفوضى الحالقة.

---------
حاتم الصولي : مراقب عمومي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الفساد المالي، الفساد الإقتصادي، المراقبة الإقتصادية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-04-2018  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، سعود السبعاني، أبو سمية، محمد يحي، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، رافع القارصي، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، علي الكاش، عبد الله زيدان، مجدى داود، صفاء العربي، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، فهمي شراب، فتحي الزغل، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، محمد شمام ، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، عراق المطيري، علي عبد العال، سلام الشماع، د - عادل رضا، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، رافد العزاوي، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، منجي باكير، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، عمار غيلوفي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، مراد قميزة، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، محمود سلطان، يحيي البوليني، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، عبد الله الفقير، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، حاتم الصولي، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، محمد عمر غرس الله، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، عبد الرزاق قيراط ، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، أحمد ملحم، طلال قسومي، ضحى عبد الرحمن، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامح لطف الله، محمد العيادي، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، عواطف منصور، محرر "بوابتي"، عمر غازي، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة