البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عن الـ vote utile مجدّدا بنفس الأدوات

كاتب المقال أنس الشابي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3074


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لمّا تكون النخبة عاجزة أو غير راغبة لانتهازية فيها عن مواجهة التحديات التي تعترض مجتمعها فإنها تتجه إلى افتعال قضايا وهمية تثبت بها حضورها من ناحية وتخفي بإثارتها ما هي عليه من عجز أو استقالة أو هوان من ناحية ثانية، هذه الظاهرة انتشرت خصوصا بعد سنة 2011 حيث تشاغلت النخب وشغلت نفسها وغيرها بالساقط من المواضيع التي طرحت في غير وقتها أو افتعلت بغاية حشر الخصوم في الزاوية والانتصار عليهم في معارك مفتعلة في غير وقتها وبغير أدواتها المعرفية كالتسوية في الميراث أو تجسيم الصحابة والتابعين أو التكامل بين الذكور والإناث أو التناصف العمودي والتناصف الأفقي أو الفحص الشرجي وغير ذلك، في 13 أوت الجاري أثار رئيس الجمهورية موضوع المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى وصنع لها لجنة شبيهة بسفينة نوح فيها من كل زوجين اثنين مغفلا في ذات الوقت أن لمسألة الميراث خصوصياتها وبيان ذلك:

1) الخطاب في أحكام المواريث المتعلقة بالأنصبة موجه إلى المؤمنين الأفراد والحكم فيها الإباحة وليس الوجوب كما هو الحال في العبادات ممّا يعني أنه لا يتعلق بها لا ثواب أو لا عقاب كما أن الالتجاء إليها واعتمادها عند قسمة التركة لا يصح إلا عند حدوث أو إمكانية حدوث خلاف بين الورثاء بحيث لا تصبح الأنصبة واجبة إلا بتوفر شرطها الذي هو التنازع بين الورثاء.

2) أوجد المشرّع الأنصبة بهدف نزع أسباب الخلاف من داخل العائلة الواحدة حول اقتسام التركة فهي من هذه الناحية وسيلة احتكام وتراض بين المتخاصمين يُلجأ إليها كفا للشغب أما مقترح الرئاسة بتقنين المساواة فإنه سيجعل منها وسيلة إلزام وفرض.

3) لا يقع الالتجاء إلى الأنصبة الشرعية إلا عند الاختلاف بين الورثاء حول اقتسام التركة وفي باقي الأحوال للورثاء أن يقتسموها وفق ما يرضون ولا حرج في ذلك كأن يسوّوا بين الأصول والفروع وبين الذكور والإناث أو أن ينفلوا البعض دون البعض الآخر وهو ما درجت عليه الكثير من العائلات ومن بينها عائلة كاتب هذه السطور.

4) الالتزام بأحكام المعاملات مشروط بتحقق المصلحة فمتى انتفت هذه الأخيرة جاز لنا تغيير الحكم حتى وإن كان واردا بالنص في القرآن ولنا فيما ترك الصحابة والأسلاف خير مثال فعمر بن الخطاب منع المؤلفة قلوبهم من نصيبهم في الزكاة رغم ورود ذلك بالنص الصريح وكذا صنع مع حد السرقة الذي ألغاه عام الرمادة، يقول نجم الدين الطوفي في رسالته: "أما مصلحة سياسة المكلفين في حقوقهم فهي معلومة لهم بحكم العادة والعقل، فإذا رأينا دليل الشرع متقاعدا عن إفادتها علمنا أنّا أحلنا في تحصيلها على رعايتها"، الأمر الذي يعني أن اقتسام التركة بين الورثاء يجب أن يكون رضائيا ولا يؤدي إلى إيجاد النفرة بين أفراد العائلة الواحدة ولو كان ذلك مخالفا للنص القرآني.

5) القول بأن مسألة التسوية في الميراث اجتهادية قول خاطئ لأن الاجتهاد لا يكون إلا فيما سكت عنه المشرع أو طرأ حدوثه بعد ختم الرسالة أمّا ما ورد حكمه في المعاملات فيندرج ضمن تقييد المباح أو فرضه بحسب ما تقتضي المصلحة.

6) لم يمنع المشرع المساواة في الأنصبة عند اقتسام التركة بل ترك التصرف فيها وفق ما يقتضي تحقيق الترابط الأسري والتكافل العائلي فأيهما أولى المحافظة على تماسك الأسرة أو اللهاث وراء مساواة شكلية في مجتمع لم يعد فيه ما يورث لا للذكور ولا للإناث سوى ديون دولة أفلسها جشع أناس حكموها في غفلة من الزمان واعتبروها غنيمة رافعين شعار خذ نصيبك قبل فوات الأوان.

أما على المستوى السياسي فالذي رشح لدي بعد الاطلاع على هذا الخبر وتقليبه من مختلف أوجهه أن المسألة مرتبطة بالانتخابات القادمة حيث استهدف صاحب المقترح مغازلة كتلة الأصوات النسائية التي رجّحت الكفة في انتخابات 2014 لصالح القوى المدنية ولكن تمّ الغدر بها وما هذا الذي قيل في 13 أوت الجاري سوى محاولة لجرّها إلى التصويت ثانية لمن خانها وسلم أصواتها إلى خصوم الدولة ومكاسب الاستقلال هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قد يذهب في ظن البعض أن مثل هذا المقترح يمكن أن يضع فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في مونبليزير في الزاوية ويحرجه ويثبت تلاعبه وعدم فصله بين الدعوي والسياسي وهو أمر لا أتصور حدوثه لأن الفرع مستعد للاستجابة إلى أي شيء طالما أن ذلك سيمكنه من المحافظة على المكاسب التي حقّقها إلى أن تمرّ العاصفة، ولا يجب أن يغيب عن الأذهان أنه لدينا فن يمكننا من إباحة فعل ما لا يتصوّره عاقل سليم الطوية ويسمّى علم الحيل الفقهية من ذلك أن بعض جهابذة الإخوان أفتوا بإرضاع الكبير وإباحة جهاد النكاح وجواز اللواط لتوسيع الدبر ووضع المتفجرات فيه....

ومما يؤكد أن المسألة برمتها مرتبطة بالانتخابات القادمة بقصد جمع الأصوات أن اللجنة التي شكلت للنظر في هذا الموضوع ضمّت أسماء لا علاقة لها بالقانون أو بالفقه والفرائض زادها الوحيد في الساحة هو اللغو ونشر الأوهام والحضور في التلافيز والمذاييع.

معركتنا اليوم سياسية مع تتار العصر وهمّجه ومع حلفائهم ممّن استأمناهم على مستقبل البلاد بالتصويت لهم ولكنهم غدروا بنا وخانوا الأمانة وها هم يعودون اليوم إلى ممارسة ألعوبة الفوت أوتيل (vote utile) تحت ستار المساواة في الإرث، انتبهوا معركتنا مع الإخوان المسلمين بمختلف مسمياتهم وكل ما عدى ذلك فيمكن أن يؤجل ومقدور عليه في كل آن وحين.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-08-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تهديدات معلنة ومبطنة لمجلة الأحوال الشخصيّة التونسيّة
  أدعو الدولة إلى تأجيل أداء فريضة الحج هذا العام رعاية لله في هذا الوطن
  عن منع كتاب وإغلاق جناح في معرض الكتاب أنس الشابي الرّقيب الأسبق للكتاب في وزارتي الثقافة والداخليّة
  القُرعة
  الخلافة مطمح مشترك بين النهضة وقيس سعيد وحزب التحرير...
  في أوجه التشابه بين الرئيسين زين العابدين بن علي وقيس سعيد
  المسكوت عنه في كتاب "دولة الغنيمة" للطيب اليوسفي
  خرق الدستور
  عن أزمة اليسار في تونس
  عن قيس سعيد والزيتونة
  الغنوشي وعائلته من قصور الحكم إلى أروقة المحاكم: الأسباب والمسبّبات
  شيء من تاريخ مصطفى بن جعفر
  الخاسر الأكبر من 25 جويلية هو صانعها
  في دور احميدة النيفر حليف نوفل سعيّد ماضيا وحاضرا ومستقبلا
  ماذا تبقى من قرارات 25 جويلية 2021؟
  أوّل خرق لدستور 2022
  رسالة إلى عناية السيّد رئيس الجمهورية
  حزب النهضة ومجلة الأحوال الشخصية
  قيس سعيد، محمد الشرفي، احميدة النيفر جدلية سياسية تاريخية لفهم الحاضر
  في عدميّة توظيف عبد الباري عطوان
  حصيلة مسيرة الغنوشي
  عن الفصل الخامس مجدّدا
  مصريّون في تونس وتونسيّون في مصر
  عن الدين في دستور قيس سعيد
  خطاب قيس سعيد الإسلامي في ميزان النقد
  تعدّدت الألسنة والخطاب واحد
  حول كتاب الأستاذ نجيب الشابي: "المسيرة والمسار ما جرى وما أرى" مواقف وآراء تحتاج إلى تصويب
  ماذا وراء تهكم واستهزاء الغنوشي بقيس سعيد؟
  الغنوشي يتهم قيس سعيد بالتشيع
  في وجوه الشبه بين قيس سعيد وراشد الغنوشي

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مراد قميزة، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، منجي باكير، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، رافد العزاوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، صلاح الحريري، كريم السليتي، جاسم الرصيف، فتحي العابد، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، محمد العيادي، مصطفي زهران، رمضان حينوني، محمود سلطان، محمد شمام ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العراقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمد رحال، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، نادية سعد، رافع القارصي، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، د - الضاوي خوالدية، عبد الله الفقير، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، حميدة الطيلوش، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، محمد يحي، الهادي المثلوثي، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، علي الكاش، خالد الجاف ، عراق المطيري، سامح لطف الله، أنس الشابي، أحمد الحباسي، د. عبد الآله المالكي، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، مجدى داود، الناصر الرقيق، حسن عثمان، محمود طرشوبي، سلام الشماع، عواطف منصور، عمار غيلوفي، وائل بنجدو، تونسي، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة