البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)

كاتب المقال الهيثم زعفان - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3353


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إن المتأمل لواقع العالم الإسلامي لا يمكنه إنكار حجم التغيرات التي حدثت لعدد غير قليل من نساء المسلمين، سواء على مستوى المظهر والملبس أو على مستوى السلوكيات، أو حتى على مستوى الأفكار والمكونات العقدية والقيمية المشكلة لعقول بعضهن والموجهة لمسار حياتهن العملية والاجتماعية بصفة خاصة.

أرقام وإحصائيات مرعبة تعكس واقعاً مؤلماً وشديد البعد عن المنهج الإسلامي، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. تغيرات لها مسبباتها المتعددة فالاحتلال الأجنبي ثم الحكم العلماني لهما الدور الأبرز في تكريسها، البعثات والتغريب لعبا دور مهماً في تعميقها، والحركات النسوية والتحركات الأممية عملا على تثبيت أركانها، وتوسيع درجات تغريبها وانحلالها وسلخ المرأة المسلمة عن دينها وقيمها.

وقد كان لسقوط دولة الخلافة الإسلامية -"الدولة العثمانية" على إثر الحرب العالمية الأولى- الدور الأبرز في ضعف مدافعة إفرازات الحركة النسوية التغريبية في العالم الإسلامي؛ فنتائج الحرب العالمية الأولى لم تقف عند الحدود العسكرية أو الجغرافية أو السياسية أو الاقتصادية، بل امتد انعكاسها على العالم الإسلامي ليشمل الحدود الاجتماعية والدينية، حيث وجدت الحركات النسوية التغريبية المناخ المجتمعي والسياسي الملائم لترجمة أفكارها التغريبية وبخاصة المخالفة للشريعة الإسلامية في صورة تطبيقات عملية وجدت لها الدعم السياسي والتمكيني من الساسة الجدد ورثة التركة العثمانية، بدءًا من تركيا عاصمة الخلافة العثمانية، مروراً بمصر بلد الأزهر الشريف، انتهاءً بباقي الدول الإسلامية التي كانت تشملها مظلة دولة الخلافة العثمانية المنكسرة في الحرب العالمية الأولى.

مائة عام أو يزيد من أنشطة الحركات النسوية في العالم الإسلامي عبر شخصيات تم تغريبها، ومؤسسات وجمعيات نسوية تم زرعها في بلدان العالم الإسلامي، وأموال محركة تم توفيرها، ضغوط على الحكومات وصناع القرار تم توظيفها وترجمتها في صورة تشريعات وتعيينات ومناهج تعليم، جميعها تدور وتدندن حول ذات الهدف الرئيسي وهو "تغريب المرأة المسلمة وتحريرها بنظرهم من أية ضوابط عقدية أو قيمية تضبط مسارها وتحول بينها وبين إشباع رغباتها واحتياجاتها دون ضوابط أو مراقبة".

وسائل إعلام أنشئت خصيصاً للعب الدور الأهم في سلخ المرأة المسلمة من قيمها وعقيدتها عبر جملة من البرامج والمسلسلات والأفلام التي ضربت مصطلحات من قبيل الخلوة والأجنبي والمحرم في العمق، فزينت للمرأة الضعيفة والمغيبة فعل كل شئ تبغاه تحت مسمى الحرية؛ ودون الالتفات إلى قيم الإسلام وضوابطه الشرعية.

في العقود الأربعة المنصرمة بدأت قضية المرأة تأخذ بعداً أكثر عمقاً بسعي الحركات النسوية إلى عولمة النموذج النسوي الغربي على مستوى العالم فكانت ابتداءً المؤتمرات الدولية للاتفاق على وثيقة دولية موحدة تجمع النموذج النسوي الغربي المراد تعميمه بين دفتيها. ثم كانت اللعبة الأممية باستثمار "الأمم المتحدة" في جعل الإطار النسوي المتحرر من كافة الاعتبارات العقدية والشرعية وحتى القيمية ملزماً لكافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. لتعمل المؤسسات النسوية محلياً والمدعومة مالياً وسياسياً بالتوازي مع الضغوطات الدولية.
لتأتي الثورات العربية في لحظة باغتة فتربك الحسابات النسوية وتنهي أسطورات داعمة مثل أسطورة السيدة الأولى.

في هذا الإطار التاريخي للحركة النسوية في العالم العربي وما يحويه من أهداف وآليات وتحولات سعت عبر مائة عام أو يزيد إلى "تغريب المرأة" كأحد أهم مكونات الصراع القيمي بين الغرب والإسلام، في هذا الإطار تدور الدراسة الراهنة الساعية عبر المنهج الوصفي التحليلي إلى استقراء واقع الحركة النسوية في العالم العربي من حيث النشأة والتكوين مروراً بالأهداف والآليات والأدوات انتهاءً بالآثار والمستقبل.

------------------
من دراسة: " ظهور الحركات النسوية في العالم العربي- مشروع تحرير المرأة في مائة عام"؛ للباحث: الهيثم زعفان- التقرير الاستراتيجي السنوي الحادي عشر - مجلة البيان- 1435 هـ.

------------------
الهيثم زعفان
رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تحرير المرأة، المرأة، قضايا المرأة، التغريب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-03-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كتائب القسام ومعركة العبرية
  تساؤلات لبايدن قبل توريط أمريكا في حرب فلسطين
  الغرب ومعركة الرحم
  تساؤلات مشروعة حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأمة الإسلامية
  وقفة مع اصطلاح "زواج البارت تايم"
  أكذوبة الإلزامية في اتفاقيات المرأة الأممية
   العمل الإغاثي وتقنية الطائرات بدون طيار
  قراءة في كتاب: التوجهات العنصرية في مناهج التعليم "الإسرائيلية"- دراسة تحليلية (*)
  تربويات المحن
  كتاب المصطلحات الوافدة وأثرها على الهوية الإسلامية، مع إشارة تحليلية لأبرز مصطلحات الحقيبة العولمية
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (6)
  العالم يتجه نحو تشجيع زيادة النسل!
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (5)
  وقفات مع مصطلح "السينما الإسلامية"
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (4)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (3)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (2)
  مشروع تحرير المرأة في مائة عام (1)
  المرأة السورية وفشل الحركة النسوية
  الزكاة والإغاثة ... استحقاق أم َمنّ ؟
  على غرار الرسوم الدنماركية جريدة الأهرام تصدم مشاعر المسلمين برسم كاريكاتوري يسئ للإسلام ويحرف كلام الله
  بيزنس الكتاب الجامعي
  ساويرس وفضيحة التنصت على المحادثات وبثها فضائياً
  أسطورة كسر الضلع !
  التمويل الشيعي والطابور الخامس
  المجاهرون بالإفطار في رمضان بلا عذر
  لماذا انضم العوا لهيئة الدفاع عن خلية حزب الله؟
  مخاطر الفضائيات الشيعية على عقيدة أهل السنة
  الشيعة ولعبة تغيير المناهج الدراسية السنية
  وقفة مع زواج الشيعة من المصريات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د.محمد فتحي عبد العال، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، محمد شمام ، أحمد النعيمي، المولدي الفرجاني، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، سامر أبو رمان ، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، خالد الجاف ، محمود سلطان، أبو سمية، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم فارق، فتحي العابد، علي الكاش، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، الناصر الرقيق، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، صالح النعامي ، منجي باكير، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، سلوى المغربي، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يحيي البوليني، حسن عثمان، صلاح المختار، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، حميدة الطيلوش، أحمد ملحم، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، عبد الغني مزوز، محمد يحي، عواطف منصور، مراد قميزة، كريم السليتي، فتحي الزغل، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، أحمد بوادي، علي عبد العال، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، تونسي، مصطفي زهران، عراق المطيري، محمد الياسين، رضا الدبّابي، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، مصطفى منيغ، مجدى داود، د - عادل رضا، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، عمر غازي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة