أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3971
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كشفت الثورة أن السيد محمد المرزوقى هو مجرد كذبة كبيرة صنعتها أجهزة المخابرات الخليجية و الفرنسية ، هذا على الاقل ما هو ظاهر من جبل الجليد الذى يميز حياة الدكتور فى باريس و قطر و بعض الدول الاخرى ، الجميع فى العالم يعلم أن قطر ليست دولة بالمعنى الحقيقى للكلمة بل هى مجرد محمية صهيونية أمريكية تمارس فيها كل انواع الدعارة السياسية بما فيها اعداد المخططات و المؤامرات الرامية لتفتيت المنطقة العربية ، العلاقة بين قطر كأداة لضرب المصالح العربية و بين تل أبيب كصاحب مقاولة مشروع اسقاط الانظمة العربية و تفتيت مساحتها الجغرافية معلنة و موثقة و لا تحتاج الى كثير من البحث لذلك نقول أن الدكتور الذى يقبض مرتبه من قناة الجزيرة و من الحكومة القطرية ذاتها دون الحوافز الخيالية حتى فى زمن رئاسته المشئومة للدولة التونسية يعلم علم اليقين من هى المحمية القطرية و ما هى العلاقة الاثمة بين نظامها و نظام الميز العنصرى فى اسرائيل و الدكتور الذى يتبجح دائما بأنه و بحكم مهنته قادر على توصيف وجع تونس و سبب آلامها لا يمكنه أن يقف اليوم عاجزا ن فهم و استشعار خطورة العلاقة القذرة بين اسرائيل و قطر و أن علاقته بهذه الاخيرة تجعله شريكا فى الخيانة و فى العلاقة و فى نتائج مؤامرات هذه العلاقة .
اليوم هناك من يقوم بعدة أدوار قذرة متبادلة و بطريقة تدعوا فعلا للتعجب لتلميع الصورة المتهرئة للرئيس المؤقت السابق فهناك من يفتعل عدة مظاهرات متنقلة فى البلاد و ما يلبث أن يخرج الرئيس ليصب جام و حميم لغته الخشبية على مواقع السلطة الثلاثة و بعدها يأخذ الكورال التابع للإعلام الصهيونى هذه التعليقات القبيحة كخبر يضيفون عليه بعض البهارات على شاكلة ما نراه من العناوين البائسة لبعض الصحف الفرنسية التى وصل بها الحد بوصف الحالة التونسية بأنها حالة صومالية ، هذه التصريحات تتحول الى عناوين و معلومات لتصبح فى عداد الحقائق التى لا تقبل الطعن فيها بالتشكيك أو النفاق أو التضليل ، ما نقوله يتقارب طبعا مع عديد المقالات الاعلامية المنشورة فى الصحف التونسية و من بينها جريدة الشروق التى طالما نبهت الى خطر الرئيس المرزوقى على السلم الاجتماعية و نبهت الى ان العلاقة الاثمة بينه و بين قطر من شأنها أن تضر بالسلم الاجتماعية بعد أن كشفت عديد المنابر الاعلامية التونسية بالذات علاقة المخابرات القطرية بتصاعد العنف فى الجنوب ، لكن ما يجعلنا فعلا نتعجب و نستغرب هو سكوت أجهزة الامن التونسية على فضح هذه العلاقة التى تضر بالسلم الاجتماعية الهشة ، فالواضح اليوم ان الحكومة لا تريد فتح هذا الباب على الاقل فى الوقت الحاضر و هى تترقب العون القطرى الموعود فى مؤتمر الاستثمار 2020 .
لا ادرى طبعا هل يعتبر البعض أن العون المادى المشكوك فيه من قطر يبرر مثل هذا الصمت المذل و لا أدرى هل أن الحزب الهلامى الذى شكله الرئيس المؤقت السابق سيكون دكان قطريا لتأجيج المؤامرات و المظاهرات و فرض حالة من العصيان المدنى كما يحدث اليوم فى عديد من المناطق التونسية و التى يعلم الجميع أنها ممولة من المخابرات الصهيونية القطرية العاملة فى الجنوب منذ بداية الثورة و بعلم كل أجهزة الدولة ، لكن الثابت لجميع المتابعين أن الرئيس المؤقت السابق قد دخل و أقحم فى لعبة مخابرات خطيرة لضرب الوحدة الوطنية كبداية و طريقة لتلهية المنظومة الامنية و العسكرية لتسهيل عودة و دخول الارهابيين الفارين من سوريا كل ذلك مع أسلحتهم و بعض شحنات الاسلحة المتطورة الاخرى خاصة بعد كشف الامن التونسى لعديد مخازن السلاح المخفية و حاجة هذه المجموعات لمثل هذه الاسلحة لمباشرة مهامها التركية القطرية الصهيونية للقضاء على الامن و الجيش و نصب خيام دولة الخلافة على ارض الميعاد التونسية لتصبح تونس قاعدة لتدريب و تفريخ الارهاب و منصة لضرب عدة دول مجاورة .
الحقيقة اليوم أن السيد المرزوقى قد نزع الجنسية التونسية نهائيا و بات مجرد أداة طيعة فى يد بعض أجهزة المخابرات المعادية لمصالح الشعب التونسى ، الحقيقة الابرز أن المؤقت السابق قد أدرك ان رجوعه الى الحكم من سابع المستحيل و أن مكانه السياسى وسط المشهد لم يعد موجودا و أن حركة النهضة التى صنعت منه رئيسا بإعانة من المخابرات الصهيونية القطرية لم يعد من اولوياتها اطلاقا مساندة شخص فاشل غير قادر على فهم متطلبات المرحلة ، فالنهضة تعيش اليوم أسوأ حالاتها خلاقا لما يظنه البعض لان انهيار الاخوان المسلمين فى مصر و تركيا و الجزائر و سوريا قد جعلها تشعر بفراغ حولها بل و بفشل مشروع الاسلام السياسى ككل و لعل محاولتها المشبوهة فى مؤتمرها العاشر منذ أشهر قد كشف حالة الارتباك التى عمت قواعدها المنقسمة بين الصقور و الحمائم و لعل المتابعين قد كشفوا من خلال التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى تلك الحالة و مدى شعور الخزان الانتخابى و قواعد النهضة بالإحباط نتيجة هذا التحول المفروض على الحركة فى فترة تواجه فيها حالة من العداء السياسية و دعوات متصاعدة لمحاسبتها و لم لا الزج ببعض كوادرها فى السجن بتهم نهب المال العام او بسبب مسؤوليتها التقصيرية فى استشهاد الزعيمين شكرى بلعيد و الحاج محمد البراهمى ، لذلك يحاول الرئيس المؤقت استغلال هشاشة الوضع الامنى لمساعدة الارهابيين على العودة ليمثلوا خزانه الانتخابى و قوة لا يستهان بها قادرة بالترهيب الدموى على خلق مناخ انتخابى مناسب للرئيس السابق ، لكن من الواضح ان السيد المرزوقى لم يفهم بحكم طبيعته الصبيانية أن حبل الكذب قصير و أن هذا الشعب قد فهم قواعد اللعبة و لم يعد راغبا فيه .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: