البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حكومة بيلدربيرغ...والسيطرة على العالم

كاتب المقال إياد جبر   
 المشاهدات: 2927



في محاولة منها لدعم وتوطيد العلاقات الأمريكية الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، حملت مجموعة من النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية على عاتقها إطلاق أكبر تجمع دولي يناقش أهم العراقيل والاشكاليات التي تقف في وجه تلك القوى الغربية التي تدير العالم وفقاً لمصالحها، فكانت السرية وما زالت تميز ما يجري من اجتماعات ومؤتمرات.

ترجع تسمية بيلدربيرغ الى فندق بمنطقة "أوستركيب" الهولندية التي شهدت أول اجتماع في مايو1954، لكن النقلة النوعية للمؤتمر الذي ينعقد كل أربع سنوات، تمثلت في تحويله من مجموعة أو نادي الى مؤتمر يسعى ظاهرياً لتبادل الخبرات والمعلومات بين صناع القرار وأصحاب النفوذ الغربيين حول أبرز القضايا العالمية.

خلال انعقاد مؤتمر بيلدربيرغ في 9يونيو الجاري لمناقشة جمله من القضايا العالمية بمدينة درسدن الألمانية في دورته الـ 64، لاسيما مشكلات المهاجرين وموارد الطاقة وأمن الانترنت والعلاقة بين الغرب الأمريكي والاوروبي والصين وروسيا ومشكلة الشرق الأوسط، كانت السرية هي العنوان الذي يجمع بين أرباب السلطة والسياسة والاقتصاد والاتصالات، فلا تُسجل محاضر المجتمعين ولا يصدر عنهم أي قرارات، ولا يُسمح لمنظمات المجتمع المدني بالمشاركة، حتى وسائل الاعلام لا يُسمح لها بتغطية تلك المؤتمرات، فما يُنشر في الصحافة الغربية عن موضوعات المؤتمر وقضاياه الرئيسية يتم نقلها عن الموقع الالكتروني الخاص به، لكنها في أغلب الأحيان تصل إلى حد الاجتهادات الصحفية، لأن حرص ما يمكن أن نطلق عليها الحكومة العالمية على سرية اجتماعاتها وقراراتها يصل إلى تحويل المدينة المُضيفة إلى منطقة عسكرية مُغلقة، فما شهده فندق “تاشينبيرغ باليه” في درسدن وفقاً لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، يؤكد على أهمية المؤتمر ودورة في رسم السياسة العالمية، لأن ما يدور في هذه المؤتمرات السرية، يكون له تأثير كبير لاحقاً على صعيد الوضع السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والدولي.

في هذه الأثناء وجُهت الكثير من الانتقادات من قبل قوى اليمين واليسار الغربي على حد سواء، وهو ما استدعى الرئيس السابع للمؤتمر هنري دي كاستري، الذي يرأس أيضاً مجموعة التأمين الفرنسية أكسا، إلى الاسراع في نفي تلك الاتهامات التي استعرضتها الصحافة ووجهتها المؤسسات والأحزاب السياسية الغربية والمؤسسات غير الحكومية للمجتمعين، حول دور المؤتمر في السياسة العالمية، مرجعاً ما يُناقش خلف الأبواب المغلقة إلى محاولات لتسهيل الحوار، متجاهلاً أسباب انقطاع نحو 140 شخص من مشاهير السياسة والأعمال عن أعمالهم للمشاركة في مؤتمر أجل الحوار فقط !.

نحو عشرون دولة كانت تُشارك في المؤتمر جُلها من الدول الأعضاء في حلف الناتو، لكن مع حلول عام 1989 بدأت دول أخرى من خارج الحلف تشارك هي الأخرى، فالاتحاد الاوروبي بات يحظى بنصيب الأسد من حيث عدد المشاركين، لأن ما يمثله من أعضاء يصل إلى نسبة الثلثين، بينما تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية وكندا على الثلث الأخير، لكن اللافت في هذا الأمر أن ثلثي الاعضاء ليس لهم صفات حكومية أو رسمية، فهم مجموعة من قطاعات سياسية واقتصادية وإعلامية وتعليم ودفاع وأمن، بينما تشارك الحكومات والمؤسسات السياسية بالثلث الأخير، ما يؤكد على دور الدولة العميقة المتفوق على دور الحكومات لتحقيق مصالحها دون الحاجة للتصادم مع الرأي العام المحلي والدولي.

إن الطابع السري للمؤتمر ودوره المشبوه تجاه معظم القضايا العالمية يثير حساسية الكثيرون، فجلسته الأولى التي عقدت في 9 يونيو الجاري صاحبها مجموعة من التظاهرات والاحتجاجات نددت بما يجري خلف الكواليس، خاصةً وأن الكثيرون يعتقدون أن المؤتمر لا يناقش حلول لتلك القضايا بقدر ما يسعى إلى خدمة المصالح الاقتصادية للقوى الغربية الرئيسية، والسعي أيضاً لإثارة الاضطرابات بين الطبقات لإبراز النخبة كمنقذ يتمكن من تمرير الرقابة والتسلط الحكومي في السياسية والاقتصاد.

لذلك من أبرز الملاحظات التي يُمكن تسجيلها في هذا الصدد، ما يتعلق بمستوى الانتقائية الكبير في اختيار الأعضاء، ودورهم في طرح الحلول، فمشاركة سياسيان أوروبيان من أصول مغربية في الاجتماع الأخير "أحمد بوطالب رئيس بلدية روتردام، والسياسية ياسمينة أخرباش من بلجيكا" جاء لحل إشكالية الهجرة والاندماج الناتجة عن الصراع السوري، كما أن جميع من شارك من ملوك ورؤساء بعض الدول والوزراء ومدراء شركات كبرى وصحفيون لهم تأثيرهم في الرأي العام الدولي وما يطرحونه من مقترحات واطروحات تصب أغلبها في مصلحة تلك الدولة العميقة التي ظلت ترفض اطلاع العالم على اسماء اعضاءها حتى وقت قريب.

فمع ظهور الانترنت وما ترتب عليه من تسريبات دفعهم الى الانفتاح الحذر على العالم، وبدأوا ينشرون أسماء اعضائهم والموضوعات والقضايا التي سيتم مناقشتها دون الاشارة الي أي بيانات أو قرارات تصدر عنهم.

رُغم ندرة المعلومات حول مؤتمر بيلدربيرغ، إلا أن هوية اعضاءه والاجواء السياسية التي تصاحب انعقاده وطابع السرية وحالة القلق التي أرخت بظلالها على الجميع، تؤكد على أن المؤتمر يهدف وفقاً لصحيفة "هافنتغتون بوست إلى سيطرة مركزية على سكان العالم من خلال ما يسمى بـ "السيطرة على العقول" أو بمعنى آخر، السيطرة على الرأي العام العالمي، خاصةً وأن جزء مهم من أعضاء المؤتمر هم مجموعة من رؤساء ومسؤولي القنوات التليفزيونية والراديو، والصحف والمجلات والكتب والأقلام الغربية.

في السياق عينه يتفق كتاب "يوميات" للسياسي الشهير في الحزب الديمقراطي الأمريكي "جيم تاكر"، الذي تتبع هذا التجمع مرجحاً أنه عبارة عن منظمة مكونة من قادة سياسيين وممولين عالميين يجتمعون سراً لوضع السياسة العالمية، خاصةً وأن أعضاء عائلة "روكفلر وعائلة روتشيلد " ومدراء المصارف ورؤساء الشركات الدولية ومسؤولون رفيعو المستوى يلعبون الدور الأبرز في المؤتمر، ويتم إضافة شخصيات جديدة لهم حسب الحاجة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الماسونية، اللبونز، الروتاري، التحكم بالعالم، الصهيونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-07-2016   المصدر: موقع مجلة البيان

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، سامر أبو رمان ، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، د. خالد الطراولي ، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، علي عبد العال، أبو سمية، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، محمد الياسين، أحمد ملحم، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، د - عادل رضا، مراد قميزة، مصطفى منيغ، صلاح المختار، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، العادل السمعلي، د- جابر قميحة، فهمي شراب، صلاح الحريري، مجدى داود، فتحي الزغل، حسن عثمان، نادية سعد، محمد يحي، الهادي المثلوثي، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- هاني ابوالفتوح، رشيد السيد أحمد، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، سلام الشماع، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، فتحي العابد، سعود السبعاني، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، علي الكاش، طلال قسومي، سيد السباعي، ياسين أحمد، سلوى المغربي، عمر غازي، منجي باكير، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، رافد العزاوي، محمود سلطان، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامح لطف الله، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، يزيد بن الحسين، تونسي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة