البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الإعدام .. إنهاءً للمشكلة، أم تعميقاً للانقسام؟

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3486


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


شهِد قطاع غزة منذ المدّة الفائتة وإلى الآن تقريباً، سلسلة من الجرائم القاسية، والتي لا يمكن لأي إنسان أن يتحمّل متابعة أحداثها، خاصة جرائم القتل، والتي يتم اقترافها من قِبل أشخاص، عن إصرار وترصّد، وذلك من أجل السرقة أو المترتبة على أفعال منكرة، أو لأي سببٍ كان، باعتبارها أكبر خطراً من الجرائم التي تنجم بطريق الصدفة أو بغير قصد، كما يحدث أحياناً، وتتم معالجتها ضمن آليّات أقل صعوبة.

هذه الجرائم، وبرغم أنها بعيدة عن الوصول إلى درجة (ظاهرة)، إلاّ أنها أصبحت تمثّل قلقاً كبيراً لمواطني القطاع بشكلٍ عام، باعتبارهم يفقدون الأمن في صحوهم ومنامهم، وفي نفس الوقت مثّلت قلقاً أكبر لدى السلطة الحاكمة وهي حركة حماس، باعتبارها تقع في منطقة تحت سيطرتها وضمن مسؤولياتها.

أدانت محاكم القطاع المدنيّة، بعضاً من مرتكبي تلك الجرائم، وأصدرت أحكاماً نهائيّة بحقهم وهو الإعدام، لكن سلطة حماس، لم تقُم بتنفيذ أي منها، الأمر الذي جعلها عُرضة للانتقاد والاتهام، من قِبل المهتمّين بتنفيذها، ولاحتجاجات ذوي الضحايا تحديداً، باعتبارها تقوم بتصفية من أُدينوا بالعمالة لإسرائيل، ولا تفعل نفس الشيء بالنسبة للمجرمين الذين فتكوا بأبرياء.

وكان ذهب منهم، إلى تقديم اتهامات باتجاهها، تُوحي بأنّها تخضع لتحذيرات أوروبيّة، بعدما ساعدت في إخراجها من قائمة الإرهاب أواخر 2014، وراح بعضهم إلى القول بأنّها تقوم بتهريب المجرمين إلى خارج القطاع، وكانت الحركة تُفلح في كل مرّة في كبحهم وإحباط احتجاجاتهم.
لكن كما يبدو، فإن ازدياد وتيرة تلك الجرائم، والتي غطّت أنحاء القطاع، اضطرّها إلى الإعلان عن أنها بصدد تنفيذ أحكام إعدام قريباً، فيمن صدرت بحقهم أحكاماً وافية عرفاً وقانوناً، وذلك – كما تقول- طمعاً في استتباب الأمن، وردعاً للآخرين عن القيام باقتراف جرائم أخرى، وخاصةً في ضوء براءة ذوي المجرمين منهم، ومطالبتهم بالقصاص والتعجيل به، ويقصدون الموت.

وإن كانت حماس قد لقيت ترحيباً داخليّاً ما، على ما أعلنت عنه، إلاّ أنّها تلّقت معارضة حازمة، دوليّة ومحليّة، وهي مُحمّلة بالانتقادات والتحذيرات المختلفة والهادفة إلى إثنائها عن تنفيذ وعيدها، وكما أسرعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطرافاً دوليّة أخرى، التي لم يرُق لها تلك الخطوة، إلى توضيح ما قد يترتّب عليها من تداعيات، فإن السلطة الفلسطينية، كانت أكثر ضجيجاً ومواجهةً لها، الأمر الذي أشعل جدلاً مُضافاً إلى الجدالات اليوميّة الصاخبة، والتي ألقت بظلالها على مسيرة المصالحة، باعتبارها تعميقاً للانقسام.
بدأ الجدل حول الصعوبة التي تقيمها هذه الخطوة، باعتبار القيام بتنفيذها يأتي بمعزلٍ عن الدستور، وضد القانون ومبدأ الفصل بين السلطات وسواء كان شكلاً أو مضموناً، بما تعني أنها تدخلٍ سافرٍ في عمل الرئيس الفلسطيني "أبومازن"، الذي تُفوّقه الصلاحيات الممنوحة له بالتصديق على الأحكام، باعتباره شرطاً لحسم مسألة كهذه.

على أن تفوّقه في هذا المجال، لا يسمح حتى بوجوب نقاشات تُوجبُ عليه التصديق في النهاية، سيما وأنه لا يُفضّل اللجوء إلى تنفيذ مثل هذه الأحكام، لدواعٍ سياسية داخليّة، والتزاماً بأعرافٍ وقوانين دوليّة، والتي تقول، بأنه لا بدّ من توافر الشروط والضمانات القانونية الدولية المتّبعة، إضافة إلى أنه ليس لديه أي اعتراف بالقضاء الحمساوي، بحجّة أنه لا يتبع مجلس القضاء الأعلى الفلسطيني.

وكان حذّر مسؤولون في السلطة، من أن مُضي حماس باتجاه تنفيذ أحكام الإعدام دون إتباع الأصول القانونية المرعيّة، يُشكل جريمة بحق الإنسان الفلسطيني، والتي يُحاسب عليها القانون، ما يعني أن حماس ستتحمل المسؤولية الكاملة، فيما لو قامت بتنفيذ الإعدام، دون اتباع تلك الأصول.
لطالما اعتبرت حماس تفوّق "أبومازن" دائماً، عقبة لا تستطيع اجتيازها، قبل إتمام طقوس التصديق على أحكام الإعدام الصادرة، لكنّها – كما أعلنت- اضطرّت إلى تضعيف ذلك التفوّق، بعدما تضاعفت شكوكها بأن السلطة، تتعمد التعطيل، سعياً منها لضرب الجبهة الداخلية للحركة، ولإثارة الفوضى داخل القطاع، وبيان أنه ليس آمناً.

تُشير حماس الآن، إلى أنّها وبالإضافة إلى كثرة وثوقها بالقضاء والأحكام الصادرة عنه، وبالاستناد إلى مصادقة التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في القطاع، على تلك الأحكام، وهو الذي تُهيمن على غالبية مقاعده، فضلاً عن المطالبات المحليّة والمتطورة في الميدان، تُشير إلى وجود فرصة مفيدة، للمضي قدماً نحو (الإعدام هو الحل)، باعتباره وسيلة ردع ناجعة، ومنهاجاً صائباً ولا مثيل لها، لأي جهة تحرص على أمن واستقرار مواطنيها، وخاصة عندما يتعرضون لموجة غير مألوفة من جرائم جنائيّة وأعمال فساد أخرى.

بعد كل ما سبق، فإن هناك حاجة ماسّة، إلى وضع حدٍ للجدل الدائر حول هذه الأزمة، إذا ما كانت كل جهة تدّعي الحرص على سلامة المجتمع من التفكك والانحلال، وذلك من خلال التحرر من التمسك بالتعددية، والفحص دون عاطفة أو أهواء مصلحيّة، وإن كان في إطار القضاء، وبعيداً عن القلوب المنقسمة، والتي - كما يبدو - لا تزال تتغافل عن التغييرات الكثيرة، التي حدثت وتحدث داخلنا ومن حولنا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، فلسطين، إسرائيل، الإعدام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، طلال قسومي، المولدي الفرجاني، عمار غيلوفي، فتحي العابد، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، محمود سلطان، سيد السباعي، فهمي شراب، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، صالح النعامي ، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، عبد الله الفقير، تونسي، محمد اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، صباح الموسوي ، د - عادل رضا، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، محمد شمام ، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلام الشماع، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، محمود طرشوبي، مراد قميزة، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، علي الكاش، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، صلاح الحريري، د. طارق عبد الحليم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، محمد أحمد عزوز، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، د. عادل محمد عايش الأسطل، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، عواطف منصور، عراق المطيري، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، صلاح المختار،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة