البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"نتانياهو": المرتبة التّاسعة غير كافية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3188


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أصبحت إسرائيل أكثر قلقاً، منذ توقيع الاتفاق النووي الذي تم العثور عليه، بين إيران والدول (5+1) والتي تزعّمتها الولايات المتحدة، حيث قامت بقطبيها اليمين واليسار سواء بسواء بشن حملة لا نظير لها ضد الاتفاق، وبالتالي ضاعف الأزمات الحاصلة مع البيت الأبيض والتي امتدت على مدار فترة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بفضل عدم وجود تناسق في السياسة المتبعة ولا على النطاق الشخصي أيضاً، حيث هددت باتخاذ سياسة منفصلة عن واشنطن، تهدف إلى إحباط الاتفاق أما سياسياً عن طريق التحشيد بواسطة الكونغرس الأمريكي، وإما بطريق تنفيذ هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأكثر امتعاضاً من وجود اتفاق كهذا، باعتباره لا يُلبّي المتطلبات الإسرائيلية ولا يُزيل التهديدات الإيرانية الساحقة باتجاهها، فبرغم كافة النداءات التي توجّهت إليه محليّاً ودوليّاً، بأن عليه الالتزام بالهدوء، إلاّ أنها مُجتمعة، تحطمت أمام إصراره على مواصلة الصخب، حتى برغم الأصداء المُعاكسة، التي تلت خطابه الجدلي، الذي ألقاه عشيّة التوقيع على الاتفاق من على منصة الكونغرس الأمريكي أوائل مارس 2015.

تلك الأصداء، لم تحُل دون إصراره على مُداومة بحوثه عن إيجاد طرق أخرى تساعد في ملاحقة الاتفاق، وكان من ضمنها قيامه بتأجيج المملكة السعودية كونها الأكثر مُعاناةً للسياسات الإيرانية في المنطقة ولنشاطاتها النووية بشكلٍ خاص، ومن ناحية أخرى تحريضها باتجاه تكوين تحالف ضد الاتفاق والتهديدات الإيرانية المحتملة.

بشكلٍ أو بآخر، استجابت المملكة للتوجهات الإسرائيلية، حيث أعلنت عن رفضها للاتفاق، أو عدم ارتياحها لتفاصيله على الأقل، باعتباره لن يكون رادعاً كافياً أمام إيران، كي تكُفّ عن نشاطاتها النووية، أو عن تهديداتها لدول المنطقة وخاصة تلك التي تعتبرها موجّهة إليها، وأعلنت عن أن مثل هذا الاتفاق سيدفعها إلى اقتناء قنبلة نووية.

الولايات المتحدة من جانبها، كانت دافعت عن الاتفاق باعتباره كافياً، لتحجيم قدرات إيران النووية، وبأنها لم تجد أفضل منه كي تقوم بتركه، ومن ناحية أخرى عملت بكافة السبل، وفي الاتجاهين السعودي والإسرائيلي بغية إسكاتهما، وسواء كان ذلك بمحو مخاوفهما، أو بإشغالهما باتجاه نشاطات أخرى.

فبالنسبة للسعودية تم إسكاتها، من خلال نشرها لوعودٍ، تُفضي إلى حماية حلفائها في المنطقة، وحمايتها بشكل خاص، من أي تهديدات إيرانيّة، ومن ناحيةٍ أخرى أعطتها الضوء الأخضر، كي تبدأ بعاصفة الحزم باتجاه اليمن، وبالنسبة لإسرائيل فعلاوة على رغبة "أوباما" في تسجيل اسمه باعتباره أنجز أكبر صفقة عسكرية في التاريخ الأمريكي، فقد أخذ على نفسه وعوداً بأن لإسرائيل الدلال الكامل في تسطير اشتراطاتها الاقتصادية والعسكرية، والتي سارع "نتانياهو" إلى انتهازها، لممارسة عملية ابتزاز غير مسبوقة باتجاه الأمريكيين ككل، ومُخفياً لها بإظهار حرصة على إنجاز الاتفاق على يدي "أوباما".

مؤسسة "أوباما" العسكرية الني لم تنتظر أن تسير الأمور بهكذا صعوبة، اضطرت إلى خوض مفاوضات مع إسرائيل بشأن إبرام اتفاق عسكري معها، لا يقل خشونة عن الاتفاق النووي مع إيران، والذي استمر على أعدادٍ طويلة من السنين، حيث أن المؤسسة إلى حد الآن، لم تستطع التوصل إلى اتفاق، ولا زالت المواضيع المدرجة في القائمة مُختلفاً عليها، برغم اللقاءات والمفاوضات المتعددة التي جرت بين الجانبين منذ حصول الاتفاق النووي وإلى الآن.

تأتي تلك الصعوبة من خلال يأس "نتانياهو" من استجابة أمريكية للمطالبات الإسرائيلية، والتي تتلخص بضرورة استلام إسرائيل وسائل وأعتدة عسكرية أمريكية، بما فيها التي تقع في دائرة المحرّمات العسكرية، التي لا يجب أن تُغادر أماكنها السرّية داخل الولايات المتحدة، بحيث تروي طموحه المُتّجه نحو تمكين إسرائيل – بواسطته- من الخروج من المرتبة التاسعة عسكرياً حسب تصنيف ((Global firepower، المُتخصص في قضايا الأمن العالمي، باعتبارها لديه مرتبة غير كافية.

إذاً، حرص "نتانياهو" – الظاهر-، في التوصل إلى اتفاق بشان المساعدات العسكرية الأميركية، قبل أن يُنهي "أوباما" فترة رئاسته، لا يبدو صحيحاً، لأنه- كما يبدو- هو الذي يُماطل بغية تعطيل أي اتفاق، وذلك انتظاراً لشاغلي البيت الأبيض الجدد، باعتبارهم يتنافسون على إرضاء إسرائيل، وسواء كان سرّاً أو علانية، سيما وإن من البديهي من يستمع إلى تلك المنافسات، فكيف له أن يتعجل اتفاقاً مع إدارة أمريكية لم تكن منسجمة معه في يومٍ من الأيام.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إنتفاضة الأقصى، ناتنياهو، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، محمد الياسين، سعود السبعاني، سيد السباعي، عمر غازي، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، محمد شمام ، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، فتحي الزغل، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، فوزي مسعود ، طلال قسومي، ضحى عبد الرحمن، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، العادل السمعلي، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، يزيد بن الحسين، أحمد النعيمي، رمضان حينوني، صفاء العربي، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، صفاء العراقي، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، كريم فارق، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد الحباسي، فهمي شراب، مصطفي زهران، أبو سمية، وائل بنجدو، كريم السليتي، محمد العيادي، محمود سلطان، مراد قميزة، فتحي العابد، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، المولدي الفرجاني، د- محمد رحال، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، رافع القارصي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، علي عبد العال، مجدى داود، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، د. طارق عبد الحليم، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة