البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القران الكريم – 19 – كتب الله لأغلبن أنا ورسلي

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5308


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" لو تدبر المسلمون المفاهيم القرآنية التى بثها الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لغدوا سادة البشرية قاطبة،
عندما يكون إيمان المسلمين بالله عن علم وبصيرة فإنهم ساعتها لن يركعوا إلا لله الواحد الأحد الفرد الصمد ليكون كل ما سواه تراب كالذي تحت التراب!!،
على عموم المسلمين أن يتبرأوا من كل من سلم قياده للصهاينة وللصليبيين ومن كل من ارتضى لنفسه أن يكون قفازا لأعداء الدين!!" ( يوسف أبو راس )

" لا كرامة لعبد بغير دين، ولا عزة لأمة بغير إيمان، والإسلام له هيبة تنهار بها قلوب أعدائه وتتزلزل منها عروشهم، ومنذ فجر الدنيا وإلي أن تنتهي الحياة علي هذه الأرض وصراع الحق مع الباطل مستمر، الحق موصول بالله والله حي لا يموت فالحق لذلك دائما قوي، والباطل مقطوع الصلة بالله فلا قوة له ولا بقاء لذلك فهو ضعيف " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز " . ( خالد عبد العليم تولي )

******
* تمهيد :
* السياق الذي وردت فيه تلك القاعدة :
* مجموعة من الحقائق :
* مآل الظالمين ونهايتهم :
0 أن عاقبة الظالمين معروفة
0 أحوال الأمم ومصارع الظالمين وسوء مصيرهم
* الغلبة في القرآن الكريم :
------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
أمـــا بعد :
نود أن نشير بداية إلى أن قواعد النصر الإلهي للمؤمنين كما نستنبطها من كتاب الله الخالد يرتبط بعضها بالبعض الآخر ارتباطا وثيقا، بحيث يمكن القول أنها تشكل في نهاية المطاف منظومة متكاملة،
ومن قواعد النصر التي جاءت في هذا الإطار قاعدة تقول : " أن الله تعالى كتب وقدر أن الغلبة لله تعالى ورسله "، وهي جاءت في قول الله تعالى في سورة المجادلة : { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( المجادلة : 21 )،
وهذا يعني أنه مهما كانت قوة الباطل، ومهما امتلك من أسباب الظهور والعلو، ومهما بدا لنا في ظاهر الأمر أن أهل الباطل هم المسيطرون، وهم المتحكمون، وأن أهل الحق هم المستضعفون، والحائرون والتائهون، ومهما كانت قوة الباطل تبهر العقول، ومهما كان دهاءه، وإعلامه، ومكره، وتدبيره وكيده، .....مهما كانت حيله وألاعيبه، ......فلابد لنا أن نكون على يقين من أن الغلبة في نهاية المطاف هي للحق، الغلبة لله تعالى ورسله،
ولعل من المناسب بداية أن نعرج على السياق القرآني الذي وردت فيه الآية التي أخذنا منها تلك القاعدة،

* السياق الذي وردت فيه تلك القاعدة :
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{14} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{15} اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ{16} لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{17} يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ{18} اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ{19} إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ{20} كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ{21} لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{22}( المجادلة )،
ويمكن لنا أن نوجز المعنى العام لهذه الآيات كما جاء في كتب التفسير على النحو التالي :

- المنافقون وموالاة اليهود :

أن الله تعالى يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمته من خلاله، خبر أولئك المنافقين الذين اتخذوا اليهود أصدقاء ووالوهم؟ والمنافقون في الحقيقة ليسوا من المسلمين ولا من اليهود، ويحلفون كذبًا أنهم مسلمون، وأنك رسول الله , وهم يعلمون أنهم كاذبون فيما حلفوا عليه، وأخبره أيضا أن الله تعالى أعد لهؤلاء المنافقين عذابًا بالغ الشدة والألم , إنهم ساء ما كانوا يعملون من النفاق والحلف على الكذب،

- من سمات المنافقين الأيمان الكاذبة :
وكيف أن هؤلاء المنافقين اتخذوا أيمانهم الكاذبة وقاية لهم من القتل بسبب كفرهم , ولمنع المسلمين عن قتالهم وأخذ أموالهم , فبسبب ذلك صدُّوا أنفسهم وغيرهم عن سبيل الله وهو الإسلام، فمآلهم في النهاية أن لهم عذاب مُذلٌّ في النار؛ لاستكبارهم عن الإيمان بالله ورسوله وصدِّهم عن سبيله،
- أن المنافقين لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم :
وأن هؤلاء المنافقين لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم، ولن تدفع عنهم مِن عذاب الله شيئًا، وأنهم أهل النار يدخلونها فيبقون فيها أبدا, لا يخرجون منها. وهذا الجزاء يعم كلَّ من صدَّ عن دين الله بقوله أو فعله،
- حال المنافقين يوم القيامة :
وأخبر الله تعالى عن حال المنافقين يوم القيامة، حين يبعثهم الله جميعًا من قبورهم أحياء , فماذا يحدث، حتى في يوم القيامة يكذبون، فيحلفون لله تعالى أنهم كانوا مؤمنين، تماما كما كانوا يحلفون للمؤمنين في الدنيا, ويعتقدون أن ذلك ينفعهم عند الله كما كان ينفعهم في الدنيا،
- المنافقون من حزب الشيطان :
أن هؤلاء المنافيون غلب عليهم الشيطان، واستولى عليهم , حتى تركوا أوامر الله والعمل بطاعته , أولئك حزب الشيطان وأتباعه، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون في الدنيا والآخرة
- أن الإهانة والذل لمن حاد الله ورسوله :
إن هؤلاء الذين يخالفون أمر الله ورسوله، أولئك من جملة الأذلاء المغلوبين المهانين في الدنيا والآخرة،
- أن النصرة لله ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين :
كتب الله في اللوح المحفوظ وحَكَم بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين، إن الله سبحانه قوي لا يعجزه شيء, عزيز على خلقه،
- قال أهل العلم : أن معنى { كتب الله } : أي تقدم في الكتاب الاول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى { كتب الله لاغلبن أنا الله لاغلبن أنا ورسلي } أي قد حكم وكتب في كتابه الاول وقدره الذي لا يخالف ولا يمانع ولا يبدل بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، وأن العاقبة للمتقين، وبتعبير متكافئ : أي كتب القوي العزيز أنه الغالب لاعدائه وهذا قدر محكم وأمر مبرم أن العاقبة والنصرة للمؤمنين في الدنيا والآخرة. (1)، وقيل : أثبت الله تعالى ذلك فى اللوح المحفوظ وقضاه، وأراد وقوعه فى الوقت الذى يشاؤه، قالوا : المراد بالكتابة : القضاء والحكم، وعبر بالكتابة للمبالغة فى تحقق الوقوع،.
- التحذير الشديد من موالاة أعداء الله ورسوله :
- حيث بينت الآيات أن أهل الايمان يوالون الله ورسوله، ويتجنبون محبة وموالاة مَن عادى الله ورسوله وخالف أمرهما , حتى ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو أقرباءهم، وأن أولئك الموالون في الله والمعادون فيه ثَبَّتَ الله تعالى في قلوبهم الإيمان , وقوَّاهم بنصر منه وتأييد على عدوهم في الدنيا، وأما في الآخرة فيدخلهم جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها زمانًا ممتدًا لا ينقطع، وأيضا أحلَّ الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم , ورضوا عن ربهم بما أعطاهم من الكرامات ورفيع الدرجات , أولئك حزب الله وأولياؤه , وأولئك هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة.( التفسير الميسر )،

وهذا يعني :
- أن المعيار في المولاة والمعاداة أن تكون في الله لا غير : فلاتصلح القرابة معيارا مهما كانت درجتها بنوة أو أخوة، رحم أو نسب، ولذلك جاء في الحديث الصحيح : " عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز و جل " ( صححه الألباني في صحيح الجامع )،
- أن جزاء الموالاة في الله والمعاداة في الله وثمرتها يمكن أن نلخص بعضها فيما يلي :
0 أن الله تعالى ثبت الإيمان في قلوبهم،
0 أن الله أيدهم بنصره وتأييده على أعدائهم في الدنيا،
0 أن لهم في الآخرة جنات النعيم المقيم الخالد،
0 أن الله تعالى يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا،
0 أنهم هم الراضون عن ربهم بما أعطاهم من جزيل الثواب والعطاء،
0 أن الله تعالى أكرمهم وميزهم بأن جعلهم حزبه وأولياءه،
0 أنهم الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة،
هذا ولقد جاء التحذير من موالاة أعداء الله تعالى في العديد من الآيات نذكر هنا بعضا منها على سبيل الاستشهاد :
فقال سبحانه وتعالى في سورة المائدة : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين* فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} ( المائدة : 51 – 52 )،
وقال سبحانه في سورة التوبة : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } ( التوبة : 23 )،
وقوله تعالى في سورة الممتحنة : { ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} ( الممتحنة : 13 )،
وأكثر من ذلك فلقد حذر الحق سبحانه وتعالى من مجرد الركون الى الذين كفروا، فهم يهدفون الى أمر واحد لا ثاني له، ينحصر في إضلالنا عن الطريق المستقل المستقيم المتميز، قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } ( النساء : 113 )،
* ومن هذا السياق يمكننا أن نستنبط مجموعة من الحقائق تتمثل فيما يلي :
- أن عاقبة الظالمين معروفة :

وانظر إلى قول الله تعالى : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ{39}}( يونس : 39 )، أي : " بل سارَعوا إلى التكذيب بالقرآن أول ما سمعوه, قبل أن يتدبروا آياته, وكفروا بما لم يحيطوا بعلمه من ذكر البعث والجزاء والجنة والنار وغير ذلك, ولم يأتهم بعدُ حقيقة ما وُعِدوا به في الكتاب. وكما كذَّب المشركون بوعيد الله كذَّبت الأمم التي خلت قبلهم, فانظر - أيها الرسول - كيف كانت عاقبة الظالمين؟ فقد أهلك الله بعضهم بالخسف, وبعضهم بالغرق, وبعضهم بغير ذلك " ( التفسير الميسر )،
قال " الشعراوي " : أي انظر لموكب الرسل كلهم من بدء إرسال الرسل، هل أرسل الله رسولا ونصر الكافرين به عليه؟.. لا، لقد كانت الغلبة دائماً لرسل الحق عز وجل،

- مصارع الظالمين وسوء مصيرهم :

ولقد أخبرنا القرآن الكريم في مواضع كثيرة ما حدث للظالمين والمناوئين للرسل الكرام، وكيف أن الله تبارك وتعالى انتقم منهم ودمرهم وقضى عليهم، فمنهم من أرسل عليه حاصبا " ريحا عاصفة فيها حصباء " كقوم لوط، ومنهم من أغرقه الله تعالى كقوم نوح، وفرعون وقومه، ومنهم من خسف به الأرض كقارون، ومنهم من أخذه بالصيحة كثمود، قال تعالى : {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }( العنكبوت : 40 )، أي : ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهم, فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق, ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعَم ربهم وعبادتهم غيره،

وفي مشهد قرآني آخر يقول الحق جل جلاله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ{6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ{7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ{8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ{9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ{10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ{11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ{12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ{13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ{14}( الفجر )، أي ألم تر – يا رسول الله – ما فعله الله تعالى بقوم عاد، وهي قبيلة إرم , ذات القوة والأبنية المرفوعة على الأعمدة، وهي , التي لم يُخلق مثلها في البلاد في عِظَم الأجساد وقوة البأس؟ وكيف فعل بثمود قوم صالح الذين قطعوا الصخر بالوادي واتخذوا منه بيوتًا؟ وكيف فعل بفرعون مَلِك "مصر", صاحب الجنود الذين ثبَّتوا مُلْكه, وقوَّوا له أمره؟ هؤلاء الذين استبدُّوا, وظلموا في بلاد الله , فأكثروا فيها بظلمهم الفساد, فصب عليهم ربُّك عذابا شديدا، إنَّ ربك -أيها الرسول- لبالمرصاد لمن يعصيه, يمهله قليلا ثم يأخذه أخْذَ عزيز مقتدر.


* ونعود إلى القاعدة التي تشكل محور هذه الحلقة : " أن الغلبة والنصر والظهور لله ورسله "، ولنا معها بعض الوقفات في محاولة لمزيد من الفهم والايضاح :

- مصطلح الغلبة في القرآن الكريم :

وإذا راجعنا مادة "غلب " ومشتقاتها في القرآن الكريم لوجدنا أنها وردت في القرآن ما يقرب من ثلاثين مرة، فلقد وردت بصيغة الفعل حوالي أربع عشرة مرة، ووردت في صيغة الصفة لله تعالى ولرسله ولحزبه، " غالب " ما يقرب من (13) ثلاث عشرة مرة، ومن الأمثلة على ذلك نذكر قول الله تعالى :

- ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ( البقرة : 249 )،
- ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ﴾ ( آل عمران : 12 )،
- ﴿وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ ( النساء : 74 )،
- {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }( القصص : 35 )،
- ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ ( الروم : 2 – 3 )،
- ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ ( المائدة : 56 )،
- { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }( يوسف : 21 )،
وغير ذلك من الآيات،،

وتجدر الإشارة إلى أن كلمة " غلب " ومشتقاتها لم ترد في وصف الذين لا يرضى الله عن مواقفهم إلّا في سياق يتمنّون فيه الغلبة لأنفسهم، فيعبّر الله تعالى عن ذلك بطريقةٍ تشعر بعدم رضاه بذلك، أو تحقيق هذه الأمنية لهم، كما في قوله تعالى : ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ ( فصلت : 26 )، وللتعبير بـ"لعلّ" دلالته الواضحة على التشكيك في تحقّق مثل هذا الأمر لهم.
أما عن المعنى اللغوي للكلمة فيقول " ابن فارس " : "غلب أصل صحيح يدلّ على قوّة وقهر وشدّة..."(2)،
ويقول " المصطفوي " في خلاصة ما ينتهي إليه بعد نقل كلمات من سبقه من علماء اللغة : "والتحقيق أنّ الواحد في المادّة هو التفوّق مع القدرة، أو تفوّق في قدرةٍ. وأمّا القهر والاستيلاء والشدّة والغلظة وغيرها، فهي من لوازم الأصل"(3)، ثمّ يُتابع قائلًا : "والأغلب من المقام ما يكون متفوّقًا ومتعاليًا وفي قدرة وقوّة في ذاته يعلو على سائر المقامات ويتظاهر عليها: ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ( يوسف : 21 )، يُراد تفوّقه على جميع الموجودات وعلى ما يأمره ويريده مع وجود القدرة وهذا أعلى مرتبة التفوّق وأسنى مقام القدرة الروحانيّة" (4)،
ولعلّ في هذه الإشارة الأخيرة من " مصطفوي " ما يوضح سبب عدم نسبة الغلب والغلبة إلى من يقف في خطّ المواجهة مع الله تعالى، ولذلك قال تعالى : {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ{44}( الانبياء )، والمعنى كما جاء في تفسير الجلالين : (بل متعنا هؤلاء وآباءهم) بما أنعمنا عليهم (حتى طال عليهم العمر) فاغتروا بذلك (أفلا يرون أنا نأتي الأرض) نقصد أرضهم (ننقصها من أطرافها) بالفتح على النبي (أفهم الغالبون) لا بل النبي وأصحابه، ( تفسير الجلالين )،
- أن غلبة الرسل من غلبة الله تعالى وطلاقة قدرته :
يقول " ابن عاشور " (5) في تفسير قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }( المجادلة : 20 – 21 )، : " وجملة { كتب الله لأغلبن } ( علة لجملة ) { أولئك في الأذلين } أي لأن الله أراد أن يكون رسوله صلى الله عليه وسلم غالباً لأعدائه، وذلك من آثار قدرة الله التي لا يغلبها شيء وقد كتب لجميع رسله الغلبة على أعدائهم، فغلبتهم من غلبة الله إذ قدرة الله تتعلق بالأشياء على وفق إرادته وإرادة الله لا يغيّرها شيء، والإِرادة تجري على وفق العلم ومجموع توارد العلم والإِرادة والقدرة على الموجود هو المسمى بالقضاء، وهو المعبر عنه هنا بـــ { كتب الله } لأن الكتابة استعيرت لمعنى : قضى الله ذلك، وأراد وقوعه في الوقت الذي علمه وأراده فهو محقق الوقوع لا يتخلف مثل الأمر الذي يراد ضبطه وعدم الإِخلال به فإنه يكتب لكِي لا ينسى ولا ينقص منه شيء ولا يجحد التراضي عليه، فثبت لرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) الغلبة لشمول ما كتبه الله لرسله إياه وهذا إثبات لغلبة رسوله أقواماً يحادُّونه بطريق برهاني ، فجملة { لأغلبن } مصوغة صيغة القول ترشيحاً لاستعارة { كتب } إلى معنى قضى وقدر، والمعنى : قضى مدلول هذه الجملة، أي قضى بالغلبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فكأن هذه الجملة هي المكتوبة من الله، والمراد : الغلبة بالقوة لأن الكلام مسوق مساق التهديد، وأما الغلبة بالحجة فأمر معلوم ، وجملة { إن الله قوي عزيز } تعليل لجملة { لأغلبن } لأن الذي يغالب الغالب مغلوب . قال حسان :
زعمت سَخينةُ أنْ ستغلبُ ربّها ***وليُغْلَبَنّ مُغالب الغلاّب

- إن ما جاء في القرآن الكريم عن أحوال الأمم السابقة يقرر أن موكب الرسالات السابقة يؤكد أن كل الرسالات انتصرت رغم المكر والكيد :

يقول " الشعراوي " (6) في قوله تعالى : {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } ( الرعد : 42)
وهنا يخبر الحق سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، وأيُّ سامع لهذا البلاغ يستقرئ موكب الرسالات السابقة ؛ وسيجد أن كُلَّ أمة أُرسِل لها رسول مكرتْ به وكادتْ له كي تبطل دعواه، ولم ينفع أيّ أمة أي مكر مَكرتْه أو أيّ كَيْدٍ كَادَتْهُ، فكُلُّ الرسالات قد انتصرتْ، فسبحانه القائل :{ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي... }( المجادلة : 21 )، وهو القائل:{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ }( الصافات : 171-173 )،
والحق سبحانه حين يُورِد حُكْماً فبالقرآن ؛ وهو الذي حفظ هذا القرآن ؛ فلن تأتي أيُّ قضية كونية لتنسخ الحكم القرآني،
وأنت إذا استقرأتَ مواكب الرسل كلها تجد هذه القضية واضحة تماماً؛ كما أثبتها الحق سبحانه في القرآن المحفوظ ؛ وما حفظه سبحانه إلا لوثوقه بأن الكونيات لا يمكن أن تتجاوزه، وبالفعل فقد مكرتْ كُلُّ أمة برسولها؛ ولكن الحق سبحانه له المكر جميعاً؛ ومَكْر الله خَيْرٌ للبشرية من مَكْر كل تلك الأمم؛ ومَكْره سبحانه هو الغالب، وإذا كان ذلك قد حدث مع الرسل السابقين عليك يا رسول الله؛ فالأمر معك لابُدَّ أنْ يختلفَ لأنك مُرْسَلٌ إلى الناس جميعاً، ولا تعقيبَ يأتي من بعدك، وكُلُّ تلك الأمور كانت تطمئنه صلى الله عليه وسلم؛ فلابُدَّ من انتصاره وانتصار دعوته؛ فسبحانه محيط بأيِّ مَكْر يمكره أيُّ كائن؛ وهو جَلَّ وعلاَ قادر على أنْ يُحبِط كل ذلك.
ولما نزل قول الله تعالى وهم على هذه الحال:{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }( القمر : 45 )، تعجب عمر بفراسته وعبقريته : أيُّ جمع هذا الذي سيُهزم ونحن غير قادرين حتى حماية أنفسنا؟ فلما رأى يوم بدر قال رضي الله عنه : صدق الله{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }( القمر : 45 )،
فما دام أن الله قوي عزيز فلا بُدَّ أن ينصركم، وهذه مسألة محكوم بها أزلاً :{ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي.. }( المجادلة : 21 )، فإذا تمَّتْ لكم الغَلَبة، فاعلموا أن لك دَوْراً، أَلاَ وهو: { الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ.. }، لقد كتب الله النصر لرسله والهزيمة لمن كذّبهم، فهؤلاء الذين سبقوكم من الأمم جُبِلوا على التكذيب، وكانوا ثابتين عليه لم يُزحزحهم عن التكذيب شيء، فاحذروا أن تكونوا مثلهم فينزل بكم ما نزل بهم. فماذا كان ردّهم ؟
أن ذلك سنة الله مع الرسل قال تعالى : ( كتب الله لأغلِبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ( ( المجادلة : 21 )، ولما وصف تلك السنة بأنها راسخة فيما مضى أعقب ذلك بوصفها بالتحقق في المستقبل تعميماً للأزمنة بقوله : { ولن تجد لسنة اللَّه تبديلاً }، لأن اطراد ذلك النصر في مختلف الأمم والعصور وإخبارَ الله تعالى به على لسان رسله وأنبيائه يدل على أن الله أراد تأييد أحزابه فيعلم أنه لا يستطيع كائن أن يحول دون إرادة الله تعالى،

* أهمية إحياء وترسيخ المفاهيم القرآنية المتعلقة بالولاء والبراء في حس ووعي المسلمين :
إن ما تناولناه في هذا السياق القرآني الكريم إنما يتضمن مجموعة من المفاهيم القرآنية الأصيلة التي نحسب أن الأمة في أمس الحاجة اليوم إلى مراجعتها وإحيائها من جديد في قلوب المسلمين ووعيهم بعد أن طال غيابها عن واقعنا المعاصر، وبعد أن تعرضت للعديد من محاولات التشريه والتحريف، وفي الحقيقة فإن ما ذكرناه من هذه المفاهيم ما هي في نهاية المطاف إلا غيض من فيض من منظومة المفاهيم الإسلامية التى ربى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وكانوا في غاية الحذر من موالاة أعداء الله عز وجل، فكانوا يعرفون ويطبقون مفاهيم التوحيد، والجهاد، والولاء والبراء، وغيرها من المفاهيم،
وهي – بالمناسبة - ذات المفاهيم التى حاولت كل الحلول المستوردة الغريبة عن أمتنا وعقيدتنا أن تجتثها من أعماق نفوس وقلوب المسلمين، ولقد نجحت هذه المحاولات الى حد كبير، لتنتج لنا ما نراه من قيادات وقواعد ولائها لغير الله ولغير رسول الله ولغير المؤمنين!! ومن ثم فالأمر لا يحتاج الى معجزة، ولا الى مهدي منتظر، الأمر أهون من ذلك على من هونه الله عليه، الأمر يحتاج الى إيمان حقيقي بأن الله أكبر من كل كبير، وأعظم من كل عظيم، وأقوى من كل قوي..وكذلك الإيمان اليقيني بأن هذه الدعوة منصورة منصورة مهما بلغت التضحيات والآلام، وأن قفازات الصهاينة والصليبيين الجدد ليسوا إلا أبواق فارغة يحسبون كل صيحة عليهم، وأنهم لو وجدوا أمامهم من باع النفس والمال والولد لله سبحانه وتعالى لما وسعهم إلا الرحيل الأبدي عن عالمنا العربي والإسلامي!!
- أن الرسل مقطوع بنصرهم من الله سبحانه، وعصمتهم من القتل بخلاف الأنبياء :
أن من تتبع تعبير القرآن الكريم رأى عجباً، فإن القرآن إذا قطع بالنصر عبر بلفظ الرسل كقوله :  كتب الله لأغلبن أنا ورسلي  ( المجادلة : 21 )، وقوله جل جلاله : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( الصافت : 171 )، وإذا جاء ذكر القتل عبر بلفظ النبيين ويقتلون الأنبياء وقتلهم الأنبياء والسبب – وعند الله العلم – أن رسول الأمة الأول لا يقتل أبداً، ولا بد من تمكينه ونصره في الدنيا فعلاً، ودليل ذلك قوله تعالى في سورة غافر: وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ( غافر : 5 )، وقوله جل ذكره في سورة إبراهيم عليه السلام : وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد  ( إبراهيم : 13 – 14 )، وقوله في سورة الأنبياء :  ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين  ( الأنبياء 9 )،
أما الأنبياء الذين أرسلوا برسالة تجديدية لرسالة رسول الأمة الأول فإنهم قد يقتلون كرسل بني إسرائيل بعد موسى، وهذا ما يحمل عليه قوله تعالى : أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون  ( البقرة : 87 )، وإذا كان الأمر كذلك فإن من قدر الله أن تكتمل عوامل النصر والتمكين في دعوة رسول الأمة أكثر من النبي المجدد،
لكننا نلحظ في القرآن الكريم مجيء الوعد بالنصر والغلبة والعاقبة والتمكين المذكور فيه الرسل أكثر وآكد ـ بمؤكدات لفظية ظاهرة ومعنوية ـ من الوعد بالتمكين والنصر المذكور فيه المؤمنون فقط، وما ذاك إلا أن دعوات الرسل خصوصاً من أمر منهم بقتال فلا يمكن أن يغلبه أعداؤه أبداً ألبتة بل النصر مجزوم به له ولأتباعه وهم الغالبون القاهرون، قال تعالى :  كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيــز  ( المجادلة : 21 )،
وهنا أكد الله سبحانه وتعالى غلبة الرسل بمؤكد ما بعده مؤكد، فقد عطف الرسل على ذاته العلية { أنا } فتأكدت الغلبة كل تأكيد فالله معهم وهو غالب لا يغلب سبحانه، والتحقيق أن الأنبياء الذين ذكر القرآن أن أقوامهم قتلوهم أنهم لم يكونوا في قتال (7)
أما من قاتل منهم فإنه لا يتصور بحال ولا يليق بحال العزيز القهار ذي الانتقام أن يكلف ويرسل رسولاً ويأمره بقتال ثم يقتل وهو لم ير ما وُعد من نصر والآية المذكورة شاهدة في هذا المعنى بذلك.
ومما يلحظ كذلك أن الآيات التي جاء فيها الوعد بالتمكين ونحوه وذُكِرَ لفظ الرسل فيها فهي في الغالب تجزم بالوعد دون تعليقه على أي عمل أو شرط أو تقديم يتقدم به الرسل لينالوا الوعد ويتحقق لهم ؛ بينما الآيات التي يذكر فيها الوعد بالتمكين ونحوه للمؤمنين يعلق الوعد بالتمكين أو النصر أو نحوهما بأعمال وأحوال إذا هي تحققت تحقق لهم متعلقها من الموعود به من النصر والتمكين، وذلك أن الرسل على صلة مباشرة بالوحي فلا حاجة لتنبيههم لحالة أو صفة ليتحلوا بها، وهم قد تحلوا بالصفات المؤهلة لنيلهم النصر منذ تأهلوا واستحقوا أن يكونوا موضع رسالات الله سبحانه وتعالى، وكذلك فهم لصلتهم المباشرة بالوحي وعناية الإله ورعايته لدعوتهم لا يمكن أن يخطئوا الطريق أو يعشوا عن عوامل النصر وأسباب تحقق الوعد بالتمكين.(8)
- أن قول الله تعالى : { إن الله قوي عزيز }، بعد تقريره لسنة النصر لله ولرسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، يفيد أن هذا النصر لابد أن يتحقق، ولو كره الكافرون، فالذي وعد بذلك وعده نافذ ومحقق لامحالة، فهو لا يخلف الميعاد، وهو القوي المتين، وله طلاقة القدرة، وهو العزيز الذي لا يغلب ولا يغالب، فلذلك فعلى المسلمين أن يكونوا على يقين من أنه لا يكون لما يملكه غير الله من العزة تأثير يذكر إذا صادم عزة الله تعالى،، وأنه لا يكون له تأثير إلا إذا أمهله الله، فكل عزّة يستخدمها صاحبها في مناواة من أراد الله نصره فهي مدحوضة مغلوبة حتما في نهاية المطاف والعاقبة للمتقين، ولذلك فإن القرآن الكريم يقرر لنا حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها، أن ما للمشركين من قوة واقتدار هي إلى جانب قوة الله لا قيمة لها، وأن ما لهم من عزة هو في جانب عزة الله تعالى كالعدم .
- أن سنة الله الثابتة مع الرسل هي الغلبة والنصر، قال تعالى : { كتب الله لأغلِبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } ( المجادلة : 21 )، ولما وصف تلك السنة بأنها راسخة فيما مضى، أعقب ذلك بوصفها بالتحقق في المستقبل تعميماً للأزمنة بقوله : { ولن تجد لسنة اللَّه تبديلاً } لأن اطراد ذلك النصر في مختلف الأمم والعصور وإخبارَ الله تعالى به على لسان رسله وأنبيائه يدل على أن الله أراد تأييد أحزابه فيعلم أنه لا يستطيع كائن أن يحول دون إرادة الله تعالى (9)، قال تعالى : {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }( الأحزاب : 62 )، وقال تعالى : {اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }( فاطر : 43 )، وقال تعالى : {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }( الفتح : 23 )،
* وختاما نقول :
في الوقت الذي نرى فيه هذه الهجمة الشرسة على الأمة من أعدائها ، والمحاولات المستميتة لتزييف وعي الأجيال المسلمة، وتشكيكها في الثوابت، وسعيها إلى تحريف المفاهيم، وتشويه الحقائق، مستخدمين في ذلك آلة الإعلام الجبارة، في هذه الأجواء نذكر بهذا المشهد الفرعوني في مواجهة نبي الله موسى كنموذج لتشويه الحقائق والمفاهيم، والتلاعب بالكلمات، وإطلاق الاتهامات الغامضة والمطاطة وهي سمة ثابتة للإستبداد في كل عصر وأوان :
كلنا يعرف ما وصل إليه فرعون من صلف وغرور، وجبروت وطغيان، {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }( طه : 24 )، وتكرر هذا الوصف في القرآن الكريم : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }( طه : 43 )، و {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } ( النازعات : 17 )، أي : قد تجاوز قدره وتمرَّد على ربه، وتمادى في الطغيان والجبروت، وتجاوز كل الحدود في الكفر والظلم والاستكبار والاستبداد، وأفرط في العصيان،
ولعل ما ذكره القرآن عنه يعطينا الدليل الواضح والقاطع، والبرهان الساطع على مدى ما وصل إليه هذا الفرعون من الغرور والعجب، حتى وصل به الأمر كما حكى القرآن إلى أن قال مناديا في أشراف قومه وعظمائهم : {...... أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ( الزخرف : 51 )، أي ؟ أفلا تبصرون عظمتي وقوتي, وضعف موسى وفقره؟
ولم يقف عند هذا الحد، وإنما هتف ينادي في قومه {..... أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }النازعات24 )، أي : : أنا ربكم الذي لا ربَّ فوقه، ثم تمادى في الطغيان فقال : {..... يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38 )، أي : ما علمت لكم - أيها الملأ - من إله غيري يستحق العبادة, فأشْعِل لي - يا هامان ( وزيره الأول ) - على الطين نارًا, حتى يشتد, وابْنِ لي بناء عاليًا; لعلي أنظر إلى معبود موسى الذي يعبده ويدعو إلى عبادته, وإني لأظنه فيما يقول من الكاذبين.
ولنقف أمام مشهد واحد من مشاهد من مشاهد القصة كما وردت في القرآن، وهو مشهد يفسر لنا بعض ما نرصده من طغاة هذا العصر الذي نعيشه، أنظر إلى تهديد فرعون ووعيده لموسى وهارون على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وانظر إلى إحدى مقالاته : {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{19}( الشعراء )، .. أنظر إلى هذه المقولة وتأملها جيدا، وفعلت فعلتك ...وكيف أنه لم يصرح بها ولا بحقيقتها ولا بظروف وقوعها وملابساتها، وفعلت فعلتك، ما هي ؟ التي فعلت !!! وهكذا هم الظالمون والمٌضللون والكاذبون الأفاقون، لأنهم يعتاشون على الغموض وبقاء الإتهامات مفتوحة، لتجد في قلوب الكثيرين سكنا، وفي عقولهم قبولا وتصديقا .. أأليس هذا هو نفسه صنيع إعلام الجبابرة والطغاة والمستبدين الذي يسوق الاتهامات الغامضة بلا سند ولا دليل، ويروج لها بين العامة، لكن الله تعالى علمنا أن الغلبة للحق، الغلبة لله ورسله، والنار مثوى الظالمين، فكانت نهاية فرعون الخيبة والخسران وانتصر موسى وانتصر الحق، قال تعالى : {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }( الزخرف : 55 )، الله أكبر، فلما أغضبونا - بعصياننا, وتكذيب موسى وما جاء به من الآيات - انتقمنا منهم بعاجل العذاب الذي عَجَّلناه لهم , فأغرقناهم أجمعين في البحر.
- إن هذه القاعدة التي تعرضنا لها في هذه الحلقة، إذا ما وضعناها جنبا إلى جنب مع العديد من القواعد المرتبطة بها والتي تناولناها في الحلقات السابقة إنما تقرر في مجموعها سنة من سنن الله تعالى التى لا تتخلف، ولا تتبدل ولا تتغير، مؤداها أن النصر سيكون حليفا لرسل الله ولأوليائه، فى الوقت الذى علمه وأراده جل جلاله، تماما كما قال تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين آمَنُواْ فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد } ( غافر : 51 )، وكما قال جل ذكره : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين، إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون } ( الصافات : 171 – 172 )،
*********************
الهوامش والاحالات :
===========
(1) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم "، تحقيق : سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ / 2000م، ج6، ص : 343
(2) - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : " معجم مقاييس اللغة "، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2012م، مادة " غلب "،
(3) - العلامة حسن مصطفوي : " التحقيق في كلمات القران الكريم "، مركز نشر آثار العلامة المصطفوي، طهران، إيران، ط1، 1385هـ، ج7، ص : 302،
(4) - " نفس المرجع السابق "، ج7، ص : 303.
(5) - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " التحرير والتنوير "، الطبعة التونسية، دار سحنون للنشر والتوزيع - تونس - 1997 م، ج28، ص : 57،
(6) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، ص : 1736،
(7) - محمد الأمين الشنقيطي : " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن "، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، 1983م، ج7، ص 824،
(8) - احمد بن حمدان بن محمد الشهري : " عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين - دراسات في ضوء القرآن الكريم "، http://shamela.ws/index.php/book/1976
(9) - الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " مرجع سبق ذكره "، ج11، ص : 223

------------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث إسلامية، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، إيمى الأشقر، فهمي شراب، عزيز العرباوي، سيد السباعي، مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، د - عادل رضا، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، أحمد ملحم، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، د- محمد رحال، عواطف منصور، فوزي مسعود ، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، أبو سمية، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، طلال قسومي، أحمد الحباسي، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، د- جابر قميحة، عراق المطيري، عبد الله زيدان، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، جاسم الرصيف، خبَّاب بن مروان الحمد، عمار غيلوفي، محمد يحي، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، منجي باكير، المولدي الفرجاني، كريم فارق، رافع القارصي، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، وائل بنجدو، كريم السليتي، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، سعود السبعاني، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، فتحي الزغل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، حاتم الصولي، عمر غازي، إسراء أبو رمان، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، مراد قميزة، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العراقي، محمد عمر غرس الله، صالح النعامي ، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، صلاح الحريري، تونسي، العادل السمعلي، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة