البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فرنسا، خبرة في المبادرات وتاريخ من الفشل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2713


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على مدى مرّتين إلى ثلاث مرات، حاولت فرنسا، وضع مبادرات سياسية، تهدف إلى حل القضية الفلسطينية، وذلك بناءً على فكرة تعزيز مكانتها الدولية، باعتبارها من الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن، وترتيباً على ما تتطلبه حاجاتها ومصالحها الخاصة، لكنها وبعد احتفالٍ قصيرٍ، كانت تتخلّى عن مبادراتها بلا أي تردد، وسواء كان نتيجة لفشلها في حيازة أصوات كافية، كما حدث بشأن مشروعها بالاشتراك مع المجموعة العربية أواخر 2014، أو نتيجة تلقّيها ضغوطاً أمريكية - إسرائيلية، باتجاه إزاحتها من جداول المجلس، كما حصل خلال 2015، وبحجّة أن المفاوضات الثنائية فقط، هي السبيل الوحيدة التي بإمكانها إنتاج السلام.

وبرغم توقّفها عن انتاج مبادرات منذ ذلك الحين، وهذا بالضبط ما شعر به الكل، إلاّ أنّها الآن تبدو وكأنها عاودها الحنين، للحديث عن مبادرة سياسية جديدة، تتضمن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وبمشاركة الاطراف الرئيسية والمركزية- الولايات المتحدة الامريكية، مجموعة الدول الأوروبيّة، الدول العربية- وذلك بهدف الحفاظ على فكرة حل الدولتين وإمكانية تحقيقه كأمرٍ واقعٍ.

تميّزت هذه المبادرة في نظر كل من الولايات وإسرائيل، بمشكلتين في آنٍ معاً، تكمن الأولى: في إهمال فرنسا لمسألة التشاور مع واشنطن بشأنها، كما حدث وأن قامت بذلك خلال مساعٍ سابقة، والثانية: تكمن في قيامها بإرفاق المبادرة، بتهديدٍ واضح إلى إسرائيل، والذي يشير إلى أنها - حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي " لوران فابيوس"- ستقوم ببساطة ودونما أي مطلب سابق أو حرجٍ لاحق، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذا ما قامت إسرائيل بإفشالها.

فالولايات المتحدة، وفي ضوء استبعادها لتحقيق حل الدولتين وسواء في الوقت الحالي أو حتى القريب، نجدها وقد أبدت تحفظاً مهمّاً باتجاه الخطوة الفرنسية، لإرفاقها بتهديد ضد إسرائيل، باعتباره سيؤدّي إلى نتائج مُعاكسة، سيما وأن باعتقادها أن الفلسطينيين والإسرائيليين، سيتوصلون إلى اتفاق عبر المفاوضات المباشرة فقط، ما يعنى أنها تعارض أيّة تدخلات، تهدف إلى الضغط على إسرائيل، وليس التهديد بمفرده.

أمّا إسرائيل، التي كانت تُوغل في شأن استبعادها، لأن تقوم فرنسا بتكرار أفشالها السابقة، فقد كانت أكثر حذراً في شأن ردّها على المبادرة، حيث أنها لم تبدِ مُعارضة ولا مُوافقة أيضاً، وفي نفس الوقت، لم تقم كعادتها، بطلب إيضاحات حولها، أو تسأل فيما إذا كان يتوجّب على فرنسا، الطلب من الفلسطينيين بوقف نشاطاتهم (التحريضية) ضدها.

وإن كان حذر إسرائيل توضح على ما سبق، إلاّ أنّها أسرفت في غضبها بشأن التهديد المُرفق بالمبادرة، حيث أظهرت غضباً كبيراً باتجاهه، مُعتبرة إيّاه بأنّه سيكون مسؤولاً عن تعنّت الفلسطينيين باتجاه متطلبات السلام، بسبب تجاوزه لأكثر مما درجوا عليه في السابق، بمعنى أن فرنسا ستكون مسؤولة عن أفول السلام، سيما وأنها أصدرت حكماً مُسبقاً ضدها، برغم عدم عِلمها، بموقفها من دعوتها للمؤتمر، والتي لاتزال في علم الغيب.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن ما أثار إسرائيل أكثر، هو أن المبادرة أظهرت، بأن لفرنسا صلات قويّة بالسلطة الفلسطينية، والتي تُوحي بوجود خطوط تشابه كثيرة معها، وهذا الغضب قد ينتهي إلى إرسالها قرارات صعبة باتجاه فرنسا، تكون أشد كثيراً نسبةً إلى سياستها، وعندها ستكون حيرتها من نوع المشكلات التي تخوضها الدول الضعيفة أو الفاشلة على أقل تقدير، خاصة وأن لديها ما يدعوها إلى الشعور بعدم الارتياح لمنظومة العلاقات معها والولايات المتحدة بشكلٍ خاص.

إلى حد الآن، فإن الفلسطينيين وحدهم، هم الذين سارعوا باتجاه الترحيب بالمبادرة، وهم وحدهم الذين قاموا إلى تعزيز اتصالاتهم مع فرنسا، أملاً منهم في دفع هذه الخطوة إلى الأمام، برغم عِلمهم بأن المبادرة، هي بمثابة إلغاء أو تحييد لاشتراطاتهم السابقة، التي كانوا يشترطونها للعودة إلى المفاوضات.

ربما يُكتب النجاح لانعقاد المؤتمر، وقد يتم الخروج منه بعناوين مُهذّبة، ولكن الصعوبة تكمن، فيما إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق تقدم في المفاوضات التالية له، سيما وأننا سنعاود الاستماع عن إسرائيل اليهودية، واحتياجاتها الأمنية، وقضايا أخرى مُركّبة، والتي تُعتبر غير مقبولة لدى الفلسطينيين، وعندها سنرى كيف تحدد فرنسا موقفها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إنتفاضة الأقصى، فرنسا، المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، محمد عمر غرس الله، محمد شمام ، كريم السليتي، حاتم الصولي، محمد العيادي، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، صفاء العربي، عمار غيلوفي، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، المولدي الفرجاني، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، أبو سمية، عمر غازي، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود طرشوبي، فتحي العابد، علي الكاش، تونسي، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، سلام الشماع، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، يحيي البوليني، محمد الياسين، رافد العزاوي، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، ياسين أحمد، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، علي عبد العال، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، نادية سعد، إسراء أبو رمان، رافع القارصي، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، محمد الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، صلاح الحريري، صفاء العراقي، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، جاسم الرصيف، مجدى داود، حسن عثمان، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، سيد السباعي، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، عراق المطيري، عبد الرزاق قيراط ، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة