البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القرآن الكريم - 16 - والله ولي المؤمنين

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3388


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" من كان الله وليه فلا يخاف، فهو نعم المعين على النوائب، والوكيل في المهمات، والكافي في الأزمات، ونعم النصير على الأعداء، الظهير على الفتن الدهماء، تبارك اسمه، وتقدست عظمته، فمن أراد ولايته فليخلص في طاعته، ومن أحب نصره فليطع أمره " ( عائض القرني : التفسير الميسر )

" من تولاه الله في دنياه وأخرته فقد سعد سعادة أبدية، من كان الله وليه فلا يخاف ولا يحزن، ومن كان الله وليه فلا تخف عليه، من كان الله وليه جعل له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، ورزقه من حيث لا يحتسب، ووفقه للصواب، وصرف عنه مكائد شياطين الإنس والجن، ونصره على من ناوأه وعاده "
***********
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى،
وبعــد :
علمنا الحق جل جلاله أنه ولي المؤمنين، وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يتولى الصالحين، فهو الذي خاطبه الله تعالى قائلا : {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } ( الأعراف : 196 )، وتخبرنا كتب السيرة وكتب الحديث أنه : " لما كان يوم " أحدٍ " أشرف " أبو سفيان " على المسلمين فقال : " أفي القوم محمدٌ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجيبوه " ثم قال : أفي القوم ابن أبي قحافة ـ ثلاثًا ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجيبوه " ثم قال : أفي القوم عمر بن الخطاب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجيبوه " فالتفت إلى أصحابه فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا، لو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه أن قال : كذبت يا عدو الله، قد أبقى الله لك ما يخزيك، فقال : ( أي أبي سفيان ) اعل هبلٌ! اعل هبلٌ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " فقالوا : ما نقول؟ قال : " قولوا : الله أعلى وأجل " فقال أبو سفيان : ألا لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " قالوا : ما نقول؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم "، ( رواه ابن حبان وصححه الألباني)، وفي روايةٍ لابن إسحاق وصححها الألباني أيضا : أن عمر رضي الله عنه قال لأبي سفيان: " لا سواءٌ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار".

ومع القاعدة السادسة عشرة من قواعد النصر في القرآن الكريم نقف في هذه السلسلة المباركة بإذن الله، القاعدة تقول " أن الله تعالى ولي المؤمنين " فهو ناصرهم، وهو مؤيدهم، وهو مسددهم ما تحققوا بالإيمان الحق، وما التزموا بمنهج الله تعالى، واستجابوا له، واتبعوا شرعه الحكيم، وجسدوه واقعا في دنيا الناس، قال تعالى : { ......وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } ( آل عمران : 68 )، فهو ناصرهم ولا ناصر لهم غيره، وهو حافظهم ولا حافظ لهم غيره سبحانه،

فكم نحن اليوم بحاجة ماسة إلى الوقوف أمام هذه القاعدة، وتأمل معانيها ومضامينها، ولوازمها ومقتضياتها، والإيمان بها على وجه اليقين الذي لا يخالطه شك، والعمل على أن نكون أهلا لتلك الولاية الربانية فنكون من حزب الله المؤمنين به والعاملين على تطبيق منهجه واتباع شرعه، وبذل المهج والأرواح في الدغاع عن دينه والتمكين له،ولنحذر مما يراد بنا ولنا من انسلاخٍ من ديننا وتخل عن قيمنا، ولننصر الله تعالى بتحكيم شرعه في واقع حياتنا لينصرنا،

إن عالم الكفر والإلحاد اليوم، الذي انتفش وما زال يتبختر مزهوا بما تحقق له، بعد أن أوقع بالمسلمين في عددٍ من بلادهم في عقودٍ مضت، إنه بما بلغه من تقدمٍ مادي وعلو دنيوي، وبما وصل إليه من تفوقٍ عسكري في هذه الفترة العصيبة، يظن أنه قد قضى على كل غيرةٍ وعزةٍ وحميةٍ في المسلمين، وأن الجو قد خلا له ليئد ما تبقى في قلوبهم، ويغير دينهم، ويسقط قيمهم، ويفسد أخلاقهم، لكن المؤمنين الذين ينظرون بنور الله وهم منه على ثقةٍ، ينظرون للأمور بمنظار مختلفٍ، ويزنونها بميزانٍ مغايرٍ، إذ يعلمون علم يقينٍ لا مرية فيه أن نهاية الظلم مؤكدةٌ، وأن هلاك الظالمين حاصلٌ لا شك فيه، وأن نصر الله لأوليائه كائنٌ لا محالة، وأن جزاء المجاهدين في سبيله محفوظٌ لديه، ولكنها حكمٌ إلهيةٌ بالغةٌ، وأقدارٌ ربانيةٌ محكمةٌ، وسننٌ كونيةٌ جاريةٌ، لا تتغير ولا تتبدل، ولو كانت الدنيا هي النهاية وخاتمة الأمر، لكان ما وقع ويقع للمسلمين من اضطهادٍ من الأعداء واستضعافٍ، غايةً في تخلي الله عن أوليائه، ولكنها ابتلاءاتٌ لما في الصدور، واختبارٌ للإيمانٍ، وتمحيصٌ لما في القلوب، وتمييزٌ للخبيث من الطيب، ليتمحض للجنة عبادٌ محضوا الله قلوبهم، وليتخلص من أوضار الدنيا قومٌ أخلصوا له في قصدهم، وليصطفى للشهادة رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وليبرز للعار والنار وبئس القرار قومٌ علم الله منهم سوء النية وخبث الطوية، فأراد العزيز الحكيم لهم أن يخرجوا كل أضغانهم ويمسكوا جميع إحسانهم، وأن يفتضحوا حتى لا يلتبس على أحدٍ أمرهم، وحتى لا يشك في عداوتهم وفساد ما هم عليه (1)،
وفي هذه الأجواء العصيبة التي تمر بها أمتنا تأتي وقفتنا مع هذه القاعدة التي تؤكد أن للمؤمنين سند قوي هو الله عز وجل، ومن كان الله سنده فلا خوف عليه، ولا يحزن يلم به، وللأمة ركن ركين تأوي إليه في كل الأوقات، وتحتمي به من الفتن والمحن والأزمات، وكفى بالله تعالى سندا، وكفى به ناصرا، وكفى به معينا ومؤيدا ومسددا،

أو ما قرأنا قول الله تعالى : {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً } ( النساء : 45 )، أي : وكفى بالله وليًّا يتولاكم , وكفى به نصيرًا ينصركم على أعدائكم، فالله ولي المؤمنين حقيقة قرآنية ينبغي استحضارها، واليقين التام أن هذه الولاية الإلهية متحققة حتما للمؤمنين حقا،
ولعل من المناسب في البداية أن نبين معنى الولاية، والولاء والتولي،

مفهوم الولاء والتولي :
قال الراغب الأصفهاني : " الولاء والتولي أن يحصل شيئان فصاعداً حصولاً ليس بينهما ما ليس منهما , ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان , ومن حيث النسبة , ومن حيث الدين , ومن حيث الحب والصداقة والنصرة والاعتقاد، والولاية : النصرة، والولاية : تولى الأمر... والولي والمولى يستعملان في ذلك كل واحد منهما يقال : في معنى الفاعل، وفى معنى المفعول... وكل من ولى أمر الأخر فهو وليه... ويقال: فلان أولى بكذا : أي : أحرى " (2)،
والوَلْيُ في اللغة هو القُرب (3) هذا هو الأصل الذي ترجعُ إليه بقية المعاني المشتقّة من هذا الأصل،
وقال ابن فارس: " الواو واللام والياء : أصل صحيح يدل على قرب... من ذلك الولي : القريب... والولاء : الموالون، يقال: هؤلاء ولاء فلان، ثم قال : والباب كلّه راجع إلى القرب (4)،
وذكر أبو الهلال العسكري في الفروق اللغوية الفرق بين الولي والمولى فقال : " إن الولي يجري في الصفة على المعان والمعين، تقول : الله ولي المؤمنين أي معينهم، والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر الله عز وجل، ويقال أيضا المؤمن ولي الله والمراد أنه ناصر لأوليائه ودينه، ويجوز أن يقال الله ولي المؤمنين بمعنى أنه يلي حفظهم .. ويجوز أن يقال معنى الولي أنه يحب الخير لوليه كما أن معنى العدو أنه يريد الضرر لعدوه . اهـ " (5)،

وولاية الله جل جلاله لخلقه على نوعين :
- ولاية عامة : تقتضي الخلق والرزق والإحاطة، ومنها قوله تعالى {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} ( الأنعام : 62)، وقال قال تعالى {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} ( الأنعام : 14)، ولهذا ذكرت ولاية الله لعباده في مواضع هم أشد حاجة وتعلق فيها بخالقهم ورازقهم، قال سبحانه :{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} ( الشورى : 28)،
- وولاية خاصة : وهي تتعلق بعباده المؤمنين : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 68)، وبعباده المتقين: : {إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } ( الجاثية : 19)، وتقتضي الهداية والتوفيق، قال تعالى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ } ( البقرة : 257)، وتقتضي النصرة والتأييد، كما في قوله تعالى : {بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} ( آل عمران : 150)، وتقتضي المحبة، قال تعالى : {إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} ( الأعراف : 196)، وتؤدي كذلك الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ( يونس : 62)،

قال " بن عثيمين " (6): والولاية من الله للعبد تنقسم إلى:
- ولاية عامة وولاية خاصة، فالولاية العامة هي: الولاية على العباد بالتدبير والتصريف، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق، فالله هو الذي يتولى عباده بالتدبير لشؤونهم وتصريفها ويستوي في ذلك مؤمن وكافر، فمن بيده مقاليد الأمور في هذا الكون إلا الله - سبحانه وتعالى- ومنه قوله تعالى : {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين }،
- والولاية الخاصة أن يتولى الله العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته، فقد يكون هناك طريق خير وطريق شر، فيهدى الله العبد الصالح إلى طريق الخير ويجند له الجنود لنصرته وتأييده، وهذه خاصة بالمؤمنين، وهي درجة رفيعة يختص الله بها من يشاء ويحب من عباده، قال تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون }،

الفرق بين الولي والمولى :
- والفرق بين الولي والمولى : أن الولي هو من تولى أمرك، وقام بتدبير حالك وحال غيرك ؛ وهذه من ولاية العموم، أما المولى فهو من تركن إليه وتعتمد عليه وتحتمي به عند الشدة والرخاء، وفي السراء والضراء ؛ وهذه من ولاية الخصوص،
وإذا نظرنا إلى إسم الله " الولي " لوجدنا أنه اقترن بعدد من الأسماء الحسنى، في القرآن الكريم، ومن ذلك :
- إقتران اسم الله الولي باسم الله النصير في القرآن الكريم في مواضع كثيرة : من ذلك قوله تعالى : {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا} ( النساء : 45)، لأن ولاية الله الخاصة تقتضي نصرة أوليائه،
وقوله تعالى : {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }( البقرة : 107 )،
وقوله تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } ( البقرة : 120 )،
وقوله تعالى : {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }( النساء : 123 )،
وقوله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلُيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } ( النساء : 173 )،
وقوله تعالى : {وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ( الأنفال : 40 )،
وقوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } ( التوبة : 116 )،
وقوله تعالى : {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } ( العنكبوت : 22 )،
...................وغير ذلك من الآيات،
- اقترانه كذلك باسم الله الحميد : قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} ( الشورى : 28)، لتدل على وجوب شكر الله وحمده على توليه لعباده،
- واقترن أيضًا باسمين عظيمين في قوله تعالى : {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ( التحريم : 2)، فهي ولاية علم محيط، وحكمة بالغة .

* ومن وحي تلك القاعدة نود أن نوجز بعض الملاحظات التي نحسب أنها حقائق ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار وهي :
- أن من لوازم هذه القاعدة ومقتضياتها : الاعتصام بأمر الله تعالى ولزوم شرعه، قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ( الحج : 78)، قال " ابن القيم " رحمه الله : أي متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان، وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد، وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارج، فالنصر على هذا العدو أهم، والعبد إليه أحوج، وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله " (7)،

- أن من ثمرات تلك القاعدة التي تؤكد ولاية الله تعالى لعباده المؤمنين عند تحصيل ما أمر الله به من مقتضيات تحقيق تلك الولاية، نذكر ما يلي :
- الطمأنينة والراحة النفسية ؛ لأنه ممن تولاه الله، قال تعالى :{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ( التوبة : 51)،
- الثقة الكاملة بروح الله ونصره للمؤمنين، مهما تداهمت الكروب، قال تعالى : {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ( آل عمران : 122) .
- عدم الخوف من أعداء الله مهما كان عددهم وعدتهم، قال تعالى : {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 175)،

- الحذر مما ينافي تولي الله تعالى والمؤمنين، ومن ذلك :
- إتباع غير منهاج الله، والاعتزاز بغير شرعه، قال تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ( البقرة : 120)، وكلنا يعلم مقولة الفاروق عمر التي صارت مثلا وصار الجيل بعد الجيل يرويها حين قال : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غير الاسلام أذلنا الله ) (8)،
- موالاة أعداء الدين وحبهم ومناصرتهم على المؤمنين، قال تعالى : {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} ( آل عمران : 28)،
- أن يصر على السيئات ولا يحدث للذنوب توبة، {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} ( النساء : 123)، لأن الله تبارك وتعالى يحمي أولياءه وينصرهم ويمنع عنهم كيد الأعداء .
- أن المؤمن الحق لا ييأس ولا يقنط مهما أشتد الطغيان، لأنه يدرك يقينا أن الله تعالى مولى الذين آمنوا، وهو سبحانه ولي المؤمنين وناصرهم، وفي المقابل فإن الكافرين والمتمردين والملحدين لا مولى لهم ولا نصير، وهو ما يؤكده قول الله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ }، وكما أسلفنا فمن كان الله وليه فهو المنصور حقا وحتما، وكما قال الحق تعالى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257 )، أي : الله يتولى المؤمنين بنصره وتوفيقه وحفظه, يخرجهم من ظلمات الكفر, إلى نور الإيمان. والذين كفروا أنصارهم وأولياؤهم الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله, يُخرجونهم من نور الإيمان إلى ظلمات الكفر, أولئك أصحاب النار الملازمون لها, هم فيها باقون بقاء أبديًا لا يخرجون منها.( التفسير الميسر )،
والله نسأل أن يجعلنا من أوليائه، وأن يتولانا بحفظه وتأييده ونصره، فهو ولي ذلك والقادر عليه، وعلى الله قصد السبيل،
وإلى قاعدة أخرى بإذن الله تعالى،،،،،،،،،،،،،،،،،

*********************
الهوامش والاحالات :
===========
(1) - عبد الله بن محمد البصري : " الله مولانا ولا مولى لكم "، المصدر :
http://www.google.com.eg/
(2) - الراغب الأصفهاني : " مفردات ألفاظ القرآن "، تحقيق : صفوان عدنان داوودي، دار القلم، الدار الشامية، 1430 – 2009م، ص ص : 885 – 887،
(3) – أنظر :
- إسماعيل بن حماد الجوهري : " الصحاح "، (تاج اللغة العربية وصحاح العربية)، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 4، ١٩٩٠م، ج ٦، ص : 2528، مادة " ولي "،
- محمد بن أحمد الأزهري الهروي : " تهذيب اللغة "، دار الكتب العلمية، بيروت، 2007م، ج15، ص : 447،
(4) - أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا : " معجم مقاييس اللغة "، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2012م، ج6، ص ص : 141 – 142،
(5) - أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)، " الفروق اللغوية "، تحقيق : محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، 2010م،
(6) - محمد بن صالح بن محمد العثيمين ( ت : 1421هـ) : " مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين "، جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، دار الوطن، دار الثريا، الرياض، السعودية، 1413 هـ، ج9 – 10، ص : 639،
(7) - محمد بن أبي بكرابن قيم الجوزية : " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين "، تحقيق : محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1393 هـ - 1973م، ص : 1880،
(8) – قال العلامة " ابن كثير " في كتاب " البداية والنهاية " : " قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، وطاؤه كساء انبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفاً، هي حقيبته إذا ركب، ووسادته إذا نزل، وعليه قميص من كرابيس، قد رسم وتخرق جنبه، فقال: ادعوا لي رأس القوم، فدعوا له الجلومس، فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني ثوباً أو قميصاً، فأتي بقميص كتان فقال : ما هذا؟ قالوا : كتان، قال : وما الكتان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسل، ورقع وأتى به فنزع قميصهم ولبس قميصه، فقال له الجلومس: أنت ملك العرب وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل، فلو لبست شيئاً غير هذا وركبت برذوناً لكان ذلك أعظم في أعين الروم، فقال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً. فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه بها فقال : احبسوا احبسوا، ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فأتي بجمله فركبه، أنظر :
- إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي : " البداية والنهاية "، دار عالم الكتب، القاهرة، 1424هـ / 2003م، ج4، ص : 55،
والخبر يوجد مسنداً في مستدرك الحاكم وتاريخ دمشق لابن عساكر، ففي مستدرك الحاكم : أخبرنا ....... عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة و عمر على ناقة له فنزل عنها و خلع خفيه فوضعهما على عاتقه و أخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا تخلع خفيك و تضعهما على عاتقك و تأخذ بزمام ناقتك و تخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر : أوه لم يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، أنظر :
- محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري : " المستدرك على الصحيحين "، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411هـ / 1990م، ج1، ص : 130،


------------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث إسلامية، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 27-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سعود السبعاني، الهيثم زعفان، محمد الطرابلسي، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، تونسي، عواطف منصور، د- محمد رحال، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، د - الضاوي خوالدية، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، مجدى داود، عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، محمد يحي، جاسم الرصيف، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، سلوى المغربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، منجي باكير، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، فهمي شراب، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، إياد محمود حسين ، د - عادل رضا، خالد الجاف ، صلاح الحريري، نادية سعد، أحمد بوادي، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، أبو سمية، ياسين أحمد، محمد شمام ، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، عزيز العرباوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، سلام الشماع، علي عبد العال، مصطفى منيغ، كريم السليتي، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، صباح الموسوي ، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، محمود سلطان، كريم فارق، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، أحمد النعيمي، عبد الله الفقير، طلال قسومي، أحمد ملحم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة