البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على هامش دافوس، تحدٍ غير صائب

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3125


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس مفاجئاً أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" أثناء مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي (دافوس- سويسرا)، بانتقاد السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي حيال إسرائيل، كما لم يكن غريباً، أن يُطالب مسؤولته للسياسة الخارجية "فيدريكا موغيريني" بوجوب تبنىّ السياسية التي تنتهجها الدول العربية (المعتدلة) تجاه إسرائيل، على اعتبار أن لدى إسرائيل علاقات ديبلوماسية قويّة مع تلك الدول، وهو بالضرورة لا يقصد كل من مصر والأردن باعتبارهما تقيمان علاقات ثنائية بناءً على اتفاقيتي سلام، (كامب ديفيد 1979، ووادي عربة 1994).

"فيدريكا" أيضاً أدلت بردود غير مفاجئة أيضاً، وسواء من حيث تأكيدها بأن الاتحاد هو أكثر اهتماماً بإسرائيل من أي وقتٍ مضى، باعتباره يشعر بمخاوفها إزاء (التحريض الفلسطيني)، أو بشأن خطواته التي قام بتمريرها، وسواء الخاصة بوسم منتوجات المستوطنات المتواجدة في السوق الأوروبية، أو بإنشاء تقسيمات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية في أيّة اتفاقيات مقبلة، باعتبارها تجيء تحت بنود تقنيّة، وخاصة بحماية المستهلك الأوروبي، ولا يُقصد بها مقاطعة إسرائيل أو إرهاقها.

لكن الذي كان مُفاجئاً هو، قيام أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين د."صائب عريقات" بإعلان تحدّيهِ لـ"نتانياهو" فيما إذا كان قوله صحيحاً، والخاص بأن لإسرائيل علاقات دبلوماسية قويّة مع الدول العربية، باعتباره محض أكاذيب، حيث قال: أتحدّى "نتانياهو" بالكشف عن أي تحسن في علاقة إسرائيل مع أي دولة عربية.

لقد بدا "عريقات" جادّاً في تحدّيه، وبأنه على ثقة تامّة، من اقتحامه لـ "نتانياهو" والفوز عليه، بسبب تأكّده من أن علاقات دبلوماسية كهذه ليست متواجدة، وهي مستبعدة جداً، وأن ادّعائه بشأنها، هو مجرّد هلوسات فقط، باعتباره لديه أن لو كان هناك شيء منه صحيحاً، لكان سارع بتبيان تلك العلاقات والافصاح عنها.

وفي ضوء انتهاء المدة المقررة الممنوحة أمام الخصم – نتانياهو- وبعد استماعه إلى إعلان التحدّي، وتأخّره عن إعطاء جواب قانوني أو أخلاقي، فإن من المتبع إعلانه كخصمٍ (خاسر)، ما يعني أنه كاذب في كل ما قاله وما بدر منه، وأن ادّعائه باطلاً ولا أساس له، ويلزمه تحمّل المسؤولية.

قد يكون هذا الحكم مستساغاً للوهلة الأولى، لكن إذا ما تم فحص كل ما نشأ عليه، وسواء كان بصورة رياضية أو ميتافيزيقية، فستبرز شواهد واقعة وحقائق دامغة، لا يمكن تغطيتها أو القفز عنها بسهولة، والتي من شأنها أن تقلب الفوز الكبير، إلى خسارة مفعمة بالاكتئاب والحسرة.
سيما وأنه في علم الكل، بأن "نتانياهو" ليس مُلزماً بقبول التحدّي ولا حتى بالمدافعة عن ادعائه، بسبب مبررات كثيرة، وأهمها: أن سعيه إلى تحقيق انتصار في هذا الوقت وهذه الظروف، لا يهمّه كثيراً ولا يبحث عنه، حتى برغم ضمانه له، خاصةً وأن المكاسب التي يجنيها من عدم قبوله التحدّي، هي بالنسبة له أكبر بكثير من التي سيتلقاها عندما ينزل إلى الميدان، وفي ضوء أن براهينه (الفالجة) مقيّدة باشتراطات، تغلب عليها طوابع السرّية، وهو مُرغم بالتزامها.

بغض النظر عن علاقات إسرائيل الكبيرة، بكل من مصر والمملكة الأردنية، والتي لا تنتهي لحظة، دون أن يتفاخر بها "نتانياهو" والإسرائيليين بشكل عام باعتبارها عصيّة على الإطاحة بها أو الانتقاص من أحجامها، فإنه يجب الانتباه جيّداً إلى الاقترابات الإسرائيلية - العربية الكبيرة، والتي لا تحتاج إلى توضيح أكثر، حيث أنها بلغت بوضوحها، أن مهّدت لدولة السودان الشقيقة، والتي تُعتبر من الدول الأواخر، التي تفكر في إنشاء علاقات مع إسرائيل، بأن تعلن عن استعدادها للنظر في الإقدام على تلك الخطوة وتعزيزها، وإن بحجة رفع الحصار المفروض عليها.
وإن كان من بواعث الضرورة، التماس العذر المناسب للسيد "عريقات" باعتبار تحدّيه يهدف إلى تبرئة الدول العربية المعنيّة، من مسألة إقدامها على إنشاء علاقات دبلوماسية مع إسرائيل الاحتلالية، وخاصة قبل إعلان موافقتها على المبادرة العربية، القائمة منذ 2002، والتي تنص في حال قبولها، على الاعتراف العربي بكيانها، وبإنشاء علاقات تطبيعية معها، وبالمقابل تجريم "نتانياهو" ومن ثمّ تدفيعه الثمن المناسب، جراء ادعائه المفترى، أو لمنعه من الثرثرة على حساب الغير على الأقل.

لكن كان الأجدر به، وقبل وقوعه في غير المُفيد، أن لو قام بتمرير ذلك الادعاء الغاشم، وأن لو أمسك عن ذلك التحدّي، باعتباره تحدياً غير صائباً، وفي ضوء أن لا دولة عربية، قامت باتجاه تفنيده والقدح به هو بمفرده، أو أيّة ادّعاءات إسرائيلية سابقة، على الأقل لاعتبارات خاصة بمجريات الصراع، إذ كان الأوْلى له، أن يقيم جهده على الفحص، لأجوبة تلك الدول، بعد سؤالها أولاً، فيما إذا كانت لا تقيم علاقات مع إسرائيل، أو أنها لا ترتبط معها بأيّة اتصالات تعاونية، وخاصة تلك التي تؤثّر سلباً على مجريات القضية الفلسطينية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مؤتمر دافوس، قمة دافوس، دافوس، المؤتمر الإقتصادي، الإقتصاد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، علي عبد العال، ياسين أحمد، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي العابد، سيد السباعي، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، كريم فارق، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، رافد العزاوي، رافع القارصي، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، عواطف منصور، العادل السمعلي، مجدى داود، محمد شمام ، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، عراق المطيري، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ضحى عبد الرحمن، حاتم الصولي، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، د - عادل رضا، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، أنس الشابي، الهيثم زعفان، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، يحيي البوليني، عبد الله زيدان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، أ.د. مصطفى رجب، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، محمود سلطان، مصطفي زهران، منجي باكير، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، علي الكاش، محمد الياسين، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح الحريري، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، طلال قسومي، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العربي، تونسي، فهمي شراب، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، د- جابر قميحة، سلام الشماع، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة