البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القرآن الكريم – 11 - هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3568


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال تعالى : {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ( الأنبياء : 92 )
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ . وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}( المؤمنون : 51-52 )

{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}( الروم :31-32 )
***
" لقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف، وقد ضمن الله لهم (أي للمسلمين) العصمة من الخطأ عند اتفاقهم (واجتماعهم) وخيف عليهم (الخطأ) عند الافتراق والاختلاف " ( عبد الله بن علي بصفر )
******************

الحمد لله رب العالمين، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، ولعل من أجل نعمه علينا أن حبانا هذا الدين العظيم واصطفانا لنكون من أهله وأتباعه، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، جاءنا مبعوثا من عند الله تعالى بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد :

ومعا نستكمل سياحتنا المباركة بإذن الله مع القرآن الكريم، كتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ومع القاعدة الحادية عشرة من قواعد النصر في القرآن الكريم وعنوانها : " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم "،
هذه القاعدة التي جاءت ضمن قوله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم :{وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ }( الأنفال : 62 )، والمعنى : وإن أراد الذين عاهدوك المكر بك، فإن الله سيكفيك خداعهم ; إنه هو الذي أنزل عليك نصره، وقوَّاك بالمؤمنين من المهاجرين والأنصار ( التفسير الميسر )،
إنها آية تتحدث عن أمر قد وقع بالفعل، وهو يوم " بدر " حيث أيد الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بنصره، وبالمؤمنين من أتباعه رضي الله عنهم، وقال تعالى في موضع آخر : {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }( الأنفال : 26 )، واذكروا أيها المؤمنون نِعَم الله عليكم إذ أنتم بـ"مكة" قليلو العدد مقهورون, تخافون أن يأخذكم الكفار بسرعة, فجعل لكم مأوى تأوون إليه وهو "المدينة", وقوَّاكم بنصره عليهم يوم "بدر", وأطعمكم من الطيبات - التي من جملتها الغنائم -; لكي تشكروا له على ما رزقكم وأنعم به عليكم.

السياق :
وردت تلك القاعدة في السياق القرآني التالي في سورة الأنفال : قال تعالى : { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{55} الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ{56} فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{57} وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ{58} وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ{59} وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ{60} وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{61} وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ{62} وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{63} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{64} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ{65} الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{66}}( الانفال )،
وثمة مجموعة من الحقائق وثيقة الصلة بالقاعدة التي نتناولها في هذه الحلقة نستخلصها من هذه الآيات نوجزها فيما يلي

- الكافرون هم شر الدواب عند الله تعالى : تماما قال تعالى أيضا : {إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } ( الأنفال : 22 )، إنهم أولئك الذين انسدَّت آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون , البكم الذين خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون , هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.
- مِن أولئك الأشرار اليهود الذين من سماتهم – كما يشهد التاريخ - نقض العهود : الذين دخلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعاهدات بأن لا يحاربونه، ولا يظاهروا عليه أحدًا , ولكنهم كانوا ينقضون عهدهم المرة تلو المرة , وهم لا يخافون الله تعالى،
- الأمر بمجاهدة اليهود ناقضي العهود – بقوة وبدون شفقة : وعلى المؤمنين تأديبهم أدباً يجعل الذين وراءهم يخافون من المؤمنين، ويبتعدون عنهم، وكلما رأوكم أصابهم الخوف والهلع،
- أن العهود لا تمنع من حرب الخائنين إذا نقضوا العهود وذلك بعد الغاء العهود وإعلامهم بذلك :
- أن الله تعالى غالب على أمره حتما : فلا يظنن الذين كفروا وجحدوا آيات الله أنهم فاتوا ونجَوْا, وأن الله لا يقدر عليهم, إنهم لن يُفْلِتوا من عذاب الله، وهم – بلا شك - في قبضة المشيئة لا يخرجون عن قدرة الله الذي سيحضرهم ويحاسبهم حتما،
- الأمر بالإعداد الذاتي لمواجهة الأعداء في كل وقت قدر الاستطاعة :
- الإسلام دين السلم والسلام والمسالمة :
- أن المؤمن الحق لا يخشى مكر الأعداء وكيدهم وخداعهم فإن الله من ورائهم محيط :
- أن الله تعالى هو مؤلف القلوب، والتأييد منه وحده : فهو سبحانه الذي جَمَع بين قلوب المؤمنين بعد أن كانوا أشتاتا متناثرة، وفرقا متناحرة، ولم يكن بوسع أحد أن يؤلف بين قلوبهم،
- على المؤمن ألا يلتمس العزة من أي أحد فالله تعالى هو الكافي وحده :

* وقفات حول القاعدة :

- التأييد بالنصر : ذكرنا فيما سبق من حلقات هذه السلسلة أن " التأييد " لغة هو التقوية والتعضيد (1)، وجاء في القرآن في مواضع عدة، منها ما وقع لنبي الله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال تعالى : وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ( البقرة : 87 )، حيث أيده أي قواه (2)، بجبريل عليه السلام، ومن التأييد ما أيد الله به شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم " حسان بن ثابت " فلقد جاء في الحديث : " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله " (3)، والتأييد من الله تعالى إما أن يكون تأييد توفيق أو سداد رأي أو حجة، أو التأييد بالنصر أو الجماعة المؤمنة،
- النصر لا يكون إلا بالمؤمنين بالله تعالى : إن النصر – كما لا يكون إلا للمؤمنين كما سبق أن بينا في الحلقات السابقة – لا يكون إلا بالمؤمنين، فالنصر لهم، والنصر بهم، فهم – كما يقول " القرضاوي " (4) - غاية النصر، وعدته، وفى هذا يخاطب الله رسوله الكريم بقوله : {هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم}، قد ينصر الله من يريد نصره بالملائكة ينزلهم من السماء إلى الأرض، كما فى غزوة بدر والخندق وحنين : {إذ يوحِى ربُّكَ إلى الملائكة أنّى معكم فثبتوا الذين آمنوا}،{فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم ترَوْها}، {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تَرَوْها وعذب الذين كفروا}،
وقد ينصر الله من يريد نصره بالظواهر الطبيعية يُسَخّرها فى خدمته، أو يسلطها على عدوه، كما سلط الريح على المشركين فى الخندق : {فأرسلنا عليهم ريحاً}، وكما أنزل المطر رحمة على المسلمين فى بدر: {ويُنَزّلُ عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويُذْهبَ عنكم رِجْزَ الشيطانِ وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام}
وقد ينصر الله مَنْ يريد نصره بأيدى أعدائه وأعداء الله أنفسهم، بما يقذف فى قلوبهم من رعب يدمر معنوياتهم، ويقتل شخصياتهم، كما حدث ليهود بنى النضير : {هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ماظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب، يُخربون بُيوتَهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار}
ولكن أدوات النصر هذه كلها تتوقف على وجود "المؤمنين"، فالملائكة التى نزلت ببدر، لم تنزل على فراغ، بل قال الله لهم {أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا}، وفى غزوة الأحزاب أرسل الله ريحه وجنوده حين {ابْتُلِىَ المؤمنون وزُلزِلُوا زلزالاً شديداً}، وفى غزوة حنين : {أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}، وفى غزوة بنى النضير كانوا : {يُخْرِبون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين}،
وتحت عنوان " حاجة الإيمان إلى رعاية وحضانة "، يقول القرضاوي : " وإذا كان النصر لا يكون إلا للمؤمنين وبالمؤمنين، فإن هؤلاء المؤمنين لايهبطون من السماء، ولكنهم ينبتون من الأرض، وهم ليسوا نبتاً برياً، يخرج بلا بذر، وينمو بلا جهة، ويثمر بلا رعاية، بل هو نبت يحتاج إلى زُرَّاع صادقين صابرين، يتعهدونه فى مراحل نمائه بالسقى والتسميد ومقاومة الآفات، حتى يستوى على سوقه، ويؤتى أكْلَه بإذن ربه، ولا غرو أنْ صَوَرَ الله سبحانه جيل الإسلام الأول من أصحاب رسوله الكريم بهذه الصورة البيانية الناطقة : {ومَثَلُهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزُرَّاعَ ليَغيظ بهم الكفار}
- أهمية وضرورة الجماعة المناصرة : لقد أثبت التاريخ الإنساني بما لا يدع مجالا للشك أن كل دعوة من الدعوات أياً كانت لا بد لها من جماعة تنهض بها وتناصرها، وأن وجود الجماعة هو العامل الأساس في قيام الدعوة ورسوخها وبقائها، ووجود الجماعة المناصرة لدعوة الحق هو أول عامل في تمكينها وتحقق العاقبة لها، وهذا ما تؤكده القاعدة التي نحن بصددها، حيث تؤكد أن وجود الجماعة المؤمنة المناصرة للدين الحق، ودعوة الحق هو التأييد منه سبحانه وتعالى لتلك الدعوة ، والسبب الظاهر في تحقق النصر { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين }، قال ابن كثير: "أي جمعهم على الإيمان بك، وعلى طاعتك ومناصرتك، ومؤازرتك " (5)، وهذا يعني أن الجماعة التي تكون عاملاً أساسياً في ظهور دعوة الحق وتمكينها، لا بد لها من أمرين : الأول : أن تكون مؤمنة، والثاني : أن تكون مناصرة لدين الله حق المناصرة،
ومتى فقدت الجماعة هذين الأمرين أو أحدهما، أو نقصت في أحدهما، تخلف النصر والظهور، ولو كان ولاؤها لدين الله، ولا أدلَّ على ذلك مما حدث مع نبي الله موسى وأخيه هارون على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وهما يستحثان قومهما للدخول في الأرض التي كتبها الله لهم، قال الحق جل جلاله على لسان موسى عليه السلام :  يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين  ( المائدة : 21 )، فعند التآمل في قوله " كتب لله لكم " نجد التعبير بكلمة (كتب) له غاية من التأكيد تفيد أن الأرض لهم، قد كتبها الله في علم الأزل لهم، وقدَّر أنها ستكون تحت تصرفهم ـ وبالفعل كانت لهم فيما بعد ودخلوها ـ ولكن نرى هنا كيف نكلت الجماعة المؤمنة عن نصرة أمر الله، وتحقيق ما كتب الله لهم، فامتنعت عن القتال، وتلكأت عن تنفيذ الأمر بمعاذير هي غاية في الجبن والهلع وعدم الثقة بوعد الله ورسوله، وسوء الأدب مع الله وأنبيائه :  قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون  ( المائدة : 24 )،

ولهذا فإن القرآن الكريم يخبرنا أنه عند فقدان المناصرة من الجماعة المؤمنة تأخر ذلك الوعد المكتوب بدخول بني إسرائيل ولم يتخلف في ذاته، وإنما تخلف أولئك الناكلون، فلم يستحقوا أن ينالوا ما كُتِب لهم، وهنا نرى في وضوح كوضوح النهار كيف تنحط الدعوة من مراتب عظيمة من التمكين، حين ينكل وينخذل أبناؤها من الجماعة المؤمنة، عن النصرة والتنفيذ لأوامر الله وما رضي الله لهم، عند ذلك قال نبي الله موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام :  رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين. قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين  ( المائدة : 25 – 26 )، وهنا نلمس عبرة للمعتبرين ونراها. لقد أصبحت الأرض المكتوبة لهم محرمة عليهم جزاء إنخذالهم ونكولهم عن نصرة أمر الله ونبيه، وفي الجانب المشرق نرى كيف يكتب الله سبحانه وتعالى التمكين والرفعة للجماعة المؤمنة، حين تتبنى نصرة دين الله، ولو في ساعة العسرة، وكثرة المخالفين، وقلة المؤمنين، كيف يكتبه الله سبحانه وتعالى لهم ويحوطهم ويجعل الرفعة لهم، أبد الآبدين إلى يوم الدين، وهذا جلي واضح ناصع في دعوة نبي الله عيسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، قال تعالى :  فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون. ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا مع الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينهم فيما كنتم فيه تختلفون  ( آل عمران : 52 – 55 )، ( 6 )

- حاجة الأمة اليوم إلى وحدة الكلمة والصف، وجمع الشمل، والتوحد والائتلاف، ونبذ التشرذم والفرقة والاختلاف، فوحدة الأمة من عوامل النصر، يقول " سيد قطب " في معنى قول الله تعالى : { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم }، أي هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجعل منهم قوة موحدة بعد أن كانت قلوبهم شتى، وعداوتهم جاهـرة، وبأسهم بينهم شديداً، فقد كان بينهم في الجاهلية من الثارات والدماء والمنازعات ما يستحيل معه الالتئام فضلاً عن هذا الإخاء الذي لم تعرف له الأرض نظيراً ولا شبيهاً، لقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة، وهذه الطباع الشموس، إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية الذلول بعضها لبعض، المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ والذي تتمثل فيه حيـاة الجنة وسمتها البارزة أو يمهد لحياة الجنة وسمتها البارزة والتي من صورها قوله تعالى :  وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ  ( الحجر : 47 )، إن هذه العقيدة عجيبة فعلاً، إنها حين تخالط القلوب تستحيل إلى مزاج من الحب والألفة ومودات القلوب فإذا نظرة العين، ولمسة اليد، وخفقة القلب ترانيم من التعارف والتعاطف والولاء والتناصر، والسماحة والهوادة، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب ( 7 )

كما أن وحدة الأمة لا يمكن أن تتم إلا باعتصامها بحبل الله تعالى، وأن الالتفاف حول تلك العقيدة هو السبيل الوحيد لتماسك الأمة وصلابتها، فإن النظام الإسلامي لا بد له من سند يسنده ويدافع عنه ما يتعرض له من كيد الأعداء وخذلان الأدعياء : هو الذي أيدك بنصره بالمؤمنين  ( الأنفال :62 )، يقول " الهلالي "(8) : " ...ولن يكون المسلمون سنداً للرسل من بعد الله تعالى إلا إذا تربوا على منهج رسول الله  وأصحابه رضي الله عنهم، فهذا الجهاد الأفغاني كان له سند من أهله ... لكن هذه القاعدة اشتغلت بالمواجهة قبل التربية، فلما بلغت سدة الحكم، فإذا بها تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثاً، وتتنازع فيما بينها، وتفشل، وتذهب ريحها، وتخرب ما بنت، وتهدر ما جنت، والمتربصون ينتظرون فرصتهم "،

وختاما نقول :
وكما ايد الله رسوله وحبيبه ومصطفاه بنصره المبين، وأيده بالمؤمنين الذين آمنوا به وأتبعوا هديه، فنحن على يقين بأنه سيؤيد المؤمنين الموحدين من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بنصره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهي قاعدة قرآنية، وسنة ربانية ماضية أن ينصر الله الحق وأهله، ويذل الباطل وأهله، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا، { متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب } هذا هو يقيننا وتلك هي عقيدتنا، هنا سيقول اليائسون والمحبطون من ناحية، والمثبطون والحاقدون من ناحية أخرى عندما يسمعوننا نردد تلك الحقيقة : إن هذا محض خيال، إنه الخيال بعينه، وإنه الوهم بعينه، وإنه الغرور بعينه، فهم فريقان يصدران عن جهل مطبق ( إن كانوا من المسلمين )، أم عن إلحاد وعداء ظاهر لهذا الدين، فريق محبط يائس بسبب ما هو فيه من الجهل بحقيقة هذا الدين، والثاني يبذر بذور التشكيك في تلك الحقيقة، وكلاهما قد يئس من نفسه، ويئس من صلته بالقوي القادر جل جلاله، أما نحن فنقول إنها الحقيقة التي نؤمن بها ونعمل لها، إنها العقيدة الثابتة الراسخة التي لا نبغي عنها حولا، نطق بها كتابنا الكريم ليفتح باب الأمل أمام المؤمنين، ويوصد تماما أبواب اليأس والقنوط : {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }( القصص : 5 )،

وإن القرآن ليمد هؤلاء الصابرين الآملين الذين لا يجد اليأس إلى قلوبهم سبيلا بمعان من القوة لا تفيض إلا من رحمة الله وطلاقة قدرته : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ( آل عمران : 139 )، {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً } ( النساء : 104 )، {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }( محمد : 35 )،

إنها أنوار الوعد الإلهي لعباده المؤمنين في كل زمان ومكان تشع من كتابه الخالد فتنير الدرب، وتهدي إلى الحق، ولكنه وعد مدخر لمن يستحقونه، ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية، الذين يثبتون على البأساء والضراء، الذين يصمدون للزلزلة، الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة، الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله، وعندما يشاء الله، وحتى عندما تبلغ المحنة ذروتها فهم يتطلعون فحسب إلى نصر الله لا إلى أي حل آخر، ولا إلى أي نصر لا يحئ من عند الله، إن الصراع مع الباطل والصبر عليه يهب النفوس قوة ويرفعها على ذواتها ويصهرها في بوتقة الألم فيصفوا عنصرها ويضئ، ويهب العقيدة عمقا وقوة وحيوية، وترتفع أرواح أصحاب الدعوة على كل قوي الأرض وشرورها وفتنتها وتنطلق من أغلال الحرص على الدعة والراحة الحياة، فتتلألأ الدعوة حتى في عيون أعدائها وخصومها وعندئذ يدخل الناس في دين الله أفواجا،
وحسب المؤمن إنتصارا أن يلقى ربه وهو راض عنه، بثباته على الحق واستعلائه به، هذا هو الطريق، .. إيمان وجهاد .. ومحنة وابتلاء . . وصبر وثبات وتوجه إلى الله وحده ثم يجئ النصر ثم يجئ النعيم، بهذا يدخل المؤمنون الجنة، مستحقين لها جديرين بها، بعد الجهاد والإمتحان والصبر والثبات والتجرد لله وحده وغفال كل ما سواه (9)
************


الهوامش والاحالات :
============

(1) - إسماعيل بن حماد الجوهري : " الصحاح "، (تاج اللغة العربية وصحاح العربية)، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط 4، ١٩٩٠م، ج2، ص : 442،
(2) - محمد بن علي بن محمد الشَّوكاني (ت. سنة 1250هـ ) : " فتح القدير الجامع بين فَنَّي الرِّوَاية والدِّرَاية من علم التفسير " ، تحقيق : سعيد محمد اللحَّام، طبع دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1412هـ - 1992م، ج1، ص : 11،
(3) - لقد كان للرسول-صلى الله عليه وسلم - شعراء يذودون عن حمى الدين، ويدافعون به عن حرمات المسلمين، فهذا حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء مشركي قريش وذمهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فكيف بنسبي ) فقال حسَّان : لأسلنك منهم كما تُسلُّ الشعرةُ من العجينِ " ( رواه البخاريُّ ومسلم )، ولما هجا أبو سفيان المسلمين قبل أن يسلم، طلب رسول الله-صلى الله عليه وسلم من الشعراء أنْ يردُّوا عليه، فقال عبد الله بن رواحة شعراً فلم يُعجب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم دعا كعب بن مالك فهجاهم فلم يُرضِ ذلك رسول الله، ثم دعا حسان بن ثابت رضي الله عنه وأخرج حسان لسانه وجعل يحركها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن روح القدس يؤيدك ما نافحت عن الله وعن رسوله "، وقد هجا حسان المشركين بقصيدته الجميلة، والتي منها :
هجوتَ محمداًَ فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
هجوتَ محمَّداً براً حَنِيفاً رسول الله شيمتُهُ الوفاء
إلى أن قال:
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصــره سواء
وجبريل رســول الله فينا وروح القدس ليس له كِفاء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هجاهم حسان فشفى واشتفى" ( رواه مسلم )،
(4) - يوسف القرضاوي : " جيل النصر المنشود "، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1992م،
(5) - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ( 700 -774 هـ ) : " تفسير القرآن العظيم "، تحقيق : سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1420هـ / 2000م، ج2، ص : 336،
(6) - احمد بن حمدان بن محمد الشهري : " دعوات النصر والتمكين في دعوات المرسلين "، دراسات في ضوء القرآن الكريم، المصدر :
www.saaid.net/book/5/827.doc
(7) - - سيد قطب : " في ظلال القران "، دار الشروق، القاهرة، ط 38، 2005م، ج3، ص : 1548،
(8) - أبو أسامة سليم بن عبد الهلالي : " المقالات السلفية في العقيدة والدعوة والمنهج "، مكتبة الفرقان، عجمان، ط 1، 2001م، ص : 74،
(9) – أنظر :
http://abdelgwad2007.blogspot.com.eg/2007/03/blog-post_10.html


--------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تأملات، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، سلوى المغربي، صالح النعامي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محرر "بوابتي"، محمود سلطان، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، أحمد الحباسي، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، د - صالح المازقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي عبد العال، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، محمد يحي، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، عزيز العرباوي، محمد العيادي، إيمى الأشقر، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، منجي باكير، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، كريم فارق، عبد الله الفقير، محمد الياسين، صفاء العراقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد بشير، علي الكاش، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، فتحي العابد، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، الناصر الرقيق، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، محمد عمر غرس الله، مجدى داود، الهيثم زعفان، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، صلاح المختار، د - عادل رضا، مصطفي زهران، فتحي الزغل، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، تونسي، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، مصطفى منيغ، أنس الشابي، يحيي البوليني، ياسين أحمد، نادية سعد، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة